سمنة الطفل : علامات تجبرك على التدخل لانقاذ صحة طفلك
سمنة الطفل مشكلة صحية كبيرة لا يجب الاستهانة بها أبدًا لما لها من تداعيات خطيرة قد تصل حد إصابته بأمراض مزمنة خطيرة إذا ما أهملت ولم يتم الانتباه إليها لاتخاذ الإجراءات المناسبة لمواجهتها، ووضع بروتوكول مناسب للتعامل معها وعلاجها.
وتأتي مشكلة السمنة على رأس المشاكل التي تثير قلق الآباء والأمهات، وذلك بسبب الأمراض التي تنتج عنها مثل أمراض القلب، ومرض السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى التسبب في إصابة الطفل بمشاكل نفسية لا حصر لها، وبخاصة أنها قد تعوق الطفل عن ممارسة حياته بشكل طبيعي كغيره من الأطفال.
من أجل ذلك، ولخطورة سمنة الطفل على صحته وعلى جودة حياته، نستعرض في السطور التالية، العديد من العناصر المهمة التي يجب تناولها لزيادة وعي الآباء والأمهات بمخاطرها، ومعرفة كيفية التعامل معها، وذلك من خلال الإجابة على أكثر الأسئلة شيوعًا عنها.
متى تكون السمنة خطيرة؟
يقول معتز الشريف خبير التغذية بمركز هانوفارد الطبي أن السمنة تكون خطيرة عندما تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية للكبار والصغار على حد سواء. تحديًدًا عندما تظهر العلامات التالية التي تدل على سمنة الطفل، وهي:
-
مؤشر كتلة الجسم (BMI) المرتفع
يُعتبر الطفل مصابًا بالسمنة عندما يكون مؤشر كتلة الجسم لديه أعلى من النسبة المئوية 95 بالنسبة لأقرانه في نفس العمر والجنس. وتزيد مخاطر سمنة الطفل كلما زاد مؤشر كتلة الجسم.
-
الإصابة بالأمراض المزمنة بسبب السمنة
تكون السمنة خطيرة عند ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الكوليسترول، ما يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب، والإصابة بداء السكري النوع الثاني، وذلك بسبب مقاومة الأنسولين.
-
مشاكل التنفس
كما تصبح السمنة خطيرة عند حدوث انقطاع النفس أثناء النوم، حيث يتسبب الوزن الزائد في عرقلة مجرى الهواء أثناء النوم.
-
اضطرابات نفسية
تزيد خطورة سمنة الطفل عندما تبدأ علامات إصابته بمشاكل واضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب وعند تملك الشعور بتدني الذات من الطفل.
-
معاناة الطفل من مشاكل الحركية
إذا كان الطفل يعاني من صعوبة في الحركة أو أداء الأنشطة البدنية اليومية بشكل طبيعي، فهذا يشير إلى أن السمنة أصبحت خطيرة.
-
العوامل الوراثية والتاريخ العائلي
إذا كان هناك تاريخ عائلي من الأمراض المرتبطة بالسمنة، فإن سمنة الطفل في هذه الحالة تصبح أكثر خطورة.
-
التأثير سلبًا على جودة الحياة
عندما تؤثر السمنة على جودة حياة الطفل، تصبح مشكلة خطيرة ويجب الانتباه إليها لأنه ستكون سببًا في حرمان الطفل من ممارسة حياته بشكل طبيعي مثل غيره من الأطفال.
متى يكون وزن الطفل زائدًا؟
يكون وزن الطفل زائدًا عندما يتجاوز وزن الطفل الحدود الصحية المناسبة لعمره وطوله. ويتم تقييم ذلك بشكل أساسي من خلال ما يلي:
- استخدام مؤشر كتلة الجسم (BMI) كما أشارنا أعلاه.
- مراقبة النمو والتطور بشكل دوري.
- تقييم محيط الخصر.
- تراكم نسبة الدهون وتمركزها في منطقة البطن ومناطق متفرقة من الجسم.
- عند ملاحظة عدم ملائمة ملابس الطفل له كالسابق ( ضيقة أو أنه لم يعد بامكانه إرتدائها مرة أخرى.)
كيف يمكن التعامل مع سمنة الطفل؟
بحسب الشريف يمكن التعامل مع سمنة الطفل من خلال الالتزام بتطبيق ما يلي ذكره من نصائح تحقيقًا لسلامته.
- استشارة الطبيب إذ يجب البدء بزيارة طبيب الأطفال لتقييم الحالة الصحية للطفل. والبدء في اتباع بروتوكول العلاج المناسب.
- تعديل العادات الغذائية واتباع نمط حياة صحي ومتوازن، إذ يجب الحرص على تقديم غذاء متوازن يشمل الفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، والبروتينات الخالية من الدهون.
- ضرورة تجنب الوجبات السريعة إذ يجب تقليل تناول الوجبات السريعة والأطعمة الغنية بالدهون والسكريات شيئًا فشيئًا حتى يتم تجنبها نهائيًا وتعويد الطفل على تناول البدائل الصحية عوضًا عنها.
- تحفيز الطفل على زيادة النشاط البدني، وممارسة الرياضة بانتظام مع مساعدته على المشاركة في أنشطة حركية محببة لديه، كالسباحة، وكرة القدم، وكرة السلة، وغير ذلك من الأنشطة الرياضية التي تعزز من صحة الجسم
- تحديد وقت الشاشة لأن جلوس الطفل لوقت طويل أمام الشاشات (التلفزيون، الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية) من الممارسات الخطيرة التي تؤدي إلى زيادة الوزن والتسبب في سمنة الطفل.
- مراقبة حجم الحصص الغذائية التي يتناولها الطفل، ومساعدته على تجنب تناول كميات كبيرة من الطعام.
- دعم الصحة النفسية من خلال تعزيز ثقة الطفل بنفسه، والحديث معه عن مشاعره، وتقديم الدعم اللازم له، مع تجنب نقد أو السخرية من زيادة وزنه.
كيف تعالج سمنة الأطفال؟
تُعتبر سمنة الطفل من القضايا الصحية المهمة التي تتطلب اهتمامًا خاصًا، ورعاية فائقة له، ومتابعة دورية مع خبير التغذية وطبيب الأطفال، لأنها تمثل تهديدًا لصحته والتسبب في حدوث مضاعفات صحية خطيرة في الوقت الحالي، ولذلك يجب على الآباء والأمهات الوعي بأهمية العلاج في الوقت المناسب، خصوصًأ وأنه يتطلب نهجًا شاملًا ومتكاملاً يشمل تغييرات في النظام الغذائي، والنشاط البدني، والدعم النفسي.
ويتطلب علاج سمنة الطفل جهدًا مشتركًا من الأهل والطفل، وقد يتطلب مشاركة المدرسة أيضًا من خلال تثقيفه بمخاطر السمنة وفقًا للمرحلة العمرية التي ينتمي إليها الطفل. كما يجب على الوالدين اتخاذ خطوات فعالة نحو تعويده الالتزام بنمط حياة صحي، بما يساهم في تحسين صحة الطفل وتعزيز ثقته بنفسه، ووقايته من مخاطر صحية جمة.
خلاصة القول
إذا لاحظتِ عزيزي الأم ظهور أي علامات تدل أن سمنة طفلك، من المهم جدًا استشارة طبيب الأطفال لتقييم الحالة وتقديم المساعدة اللازمة. والتحرك في الوقت المناسب لمنع تعرضه للمضاعفات الصحية المترتبة على السمنة.