التواصل النوعي مع الطفل لتعزيز ثقته بنفسه يتحقق بالاصغاء إلى الطفل ومساعدته التعبير عن المشاعر

التواصل النوعي مع الطفل هو المفتاح السحري لتعزيز ثقته بنفسه.. إليكِ أهم الخطوات

ريهام كامل

يمثل التواصل النوعي مع الطفل حجر الزاوية في بناء شخصيته وجعلها قوية ومتزنة وناجحة، وهو سر تعزيز ثقته بنفسه وتنمية قدراته العاطفية والاجتماعية، كما أنه ليس مجرد كلمات نتبادلها، بل هو تجربة متكاملة تشمل الاصغاء له، والتعبير عن المشاعر بصدق، وتشجيعه على التعبير عن ذاته بحرية دون أي قيود. فما إن يشعر الطفل بأنه محل اهتمام واحتواء من قبل والديه، إلا ويتولد لديه إحساس بالأمان والقبول، مما ينعكس إيجابًا على ثقته بنفسه وقدرته على مواجهة التحديات. لذلك، يعد التواصل النوعي مع الطفل لتعزيز ثقته بنفسه استثماراً طويل الأمد في بناء مستقبله، لأنه يضع حجر الأساس في شخصيته، ويزرع فيه القيم والمهارات التي سترافقه طوال حياته.

التواصل النوعي للطفل لتعزيز ثقته بنفسه يتحقق بشعوره بالاهتمام وبالانصات له
التواصل النوعي للطفل لتعزيز ثقته بنفسه يتحقق بشعوره بالاهتمام وبالانصات له 

كيف يمكن التواصل النوعي مع الطفل لتعزيز ثقة الطفل بنفسه؟

لتحقيق التواصل النوعي مع الطفل وتعزيز ثقته بنفسه، يمكن اتباع الخطوات التالية:

الانصات للطفل بدقة

إن التواصل النوعي السليم يبدأ بالانصات الدقيق للطفل، وفهمه، واستيعابه، واحتوائه. وهو أساس التواصل النوعي للطفل لتعزيز ثقته بنفسه إذ يحتاج الطفل إلى الشعور بأن أفكاره وآراءه مهمة بالنسبة لوالديه، وهو ما يحققه الانصات والاصغاء للطفل بمنتهى الدقة والعناية. ولتحقيق ذلك يجب الالتزام بتطبيق ما يلي:

  • الجلوس مع الطفل وقت مناسب ومدة كافية على أن يكون التركيز مع عينيه لتحقيق اتصال بصري مريح.
  • استخدام لغة الجسد مثل الإيماء بالرأس أو الابتسام للتعبير عند التفاعل معه أثناء الانصات له، ولتحقيق شعوره بالاهتمام، وتعزيزا لثقته بنفسه.
  • تجنب مقاطعة الطفل أثناء حديثه.

شاهد أيضًا: أكثر من مجرد تعليم.. يبني الشخصية ويعزز الثقة بالنفس

التعبير عن المشاعر بوضوح

يجب التعبير عن المشاعر بوضوح أمام الطفل، لأن ذلك يساعده على فهم حقيقة المشاعر، وكيف أنها جزءًا طبيعيًا من الحياة. لذلك يجب على الآباء والأمهات التعبير عن مشاعرهم بدقة ليتعلم منهم الأطفال كيفية التعبير بثقة عن المشاعر.

تشجيع الحوار المفتوح

يجب على الآباء والأمهات تخصيص وقتًا كافيًا وبشكل دائم للتحدث مع الطفل بحرية، وذلك لتحقيق التواصل النوعي للطفل لتعزيز ثقته بنفسه. ويجب أن يحقق الحوار حديث الطفل بارتياحية عن ما يحب وما يكره، وعن تفضيلاته.

التقدير والثناء البناء

الثناء على الطفل عند تحقيق أي إنجاز صغير كان أو كبير، وعن أي سلوك إيجابي يقوم به له أن يحقق شعوره بالفخر ومن ثم المساعدة في تعزيز ثقته بنفسه.

السماح للطفل بالمشاركة في اتخاذ القرارات

ومن خطوات التواصل النوعي لتعزيز ثقة الطفل بنفسه التي تجدي نفعًا كبيرًا، السماح للطفل بالمشاركة في اتخاذ القرارات، وعدم اجباره على الخضوع لأي قرار دون أن يكون مشاركًا فيه. لأن ذلك يعزز من ثقته بنفسه. ومن أمثلة ذلك، إشراك الطفل في بعض القرارات العائلية البسيطة كبداية لتعويده على الاستقلالية، فمن شأن ذلك أن يحقق شعوره بأنه جزءًا مهمًا من الأسرة، له تقديره ومكانته.

التعامل مع الأخطاء بشكل إيجابي

من الضروري توجيه الأطفال للتعلم من أخطائهم بعد الوقوع فيها، لأن التعلم من الأخطاء يلعب دورًا كبيرًا في بناء ثقتهم بأنفسهم.ويتحقق ذلك من خلال:

  • تجنب العقاب الصارم والعدوانية إذ يجب المعاملة مع الطفل بشكل متزن وفعال حتى عند وقوعه في الخطأ، وتجنب معاقبته عقابًا شديدًا، وبدلًا من ذلك يجب توعيته بشأن ما فعل، ونصحه وإرشاده بعد الوقوع فيه مجددًا.
  • تقديم الدعم والمساعدة في إيجاد الحلول.

اقرأ أيضًا: لا بد من تعزيز الثقة بالنفس

التواصل الفعال مع الطفل واحتضانه أحد أشكال التواصل النوعي الذي يساهم في تعزيز ثقته بنفسه
التواصل الفعال مع الطفل واحتضانه أحد أشكال التواصل النوعي الذي يساهم في تعزيز ثقته بنفسه

تعزيز الاستقلالية

يتحقق التواصل النوعي لتعزيز ثقة الطفل بنفسه من خلال منح الطفل فرصة للقيام ببعض المهام بمفرده، ليشعر بفرحة عند الإنجاز. ويمكن ذلك بتعليم الطفل مهام بسيطة مثل:

  • تشجيع الطفل على ترتيب ألعابه بنفسه.
  • السماح للطفل باختيار ملابسه بنفسه دون أي إجبار.
  • السماح للطفل بالمشاركة في تحضير وجبة خفيفة.

التواصل الإيجابي غير اللفظي

إلى جانب الكلمات، يلعب التواصل غير اللفظي كأحد أهم أشكال التواصل النوعي مع الطفل دورًا مهمًا في تعزيز ثقته بنفسه. ويتحقق ذلك من خلال:

  • احتضان الطفل بانتظام، وهنا يجب التأكيد على حقيقة هامة وهي أن الاحتضان يختصر كل أساليب التربية.
  • الابتسام للطفل عند النظر إليه.
  • استخدام نبرة صوت مشجعة ودافئة عند التحدث معه ليتحقق شعوره بالأمان باعتباره أساس الثقة بالنفس.

الاهتمام بالأنشطة المشتركة وقضاء وقت مرح مع الطفل

إن اهتمام الأم والأب بقضاء وقتًا ممتعًا مع الطفل، كمشاركته في أنشطة يحبها له أن يعزز من علاقة الطفل بأيوه. سواء كان ذلك من خلال اللعب معهم، أو القراءة، أو الطهي معًا. ولا ينبغي إهمال أثر هذه الأمور، لأن هذه اللحظات تُشعر الطفل بأنه ذو قيمة وأنه محبوبًا من والديه، وبذلك تتحقق النتائج المثمرة للتواصل النوعي مع الطفل لتعزيز ثقته بنفسه.

التوجيه برفق ولين بدلاً من توجيه الأمر للطفل مباشرة

من الأفضل تجربة التوجيه الإيجابي كأحد أنواع التواصل النوعي الذي يتحقق معه تعزيز ثقة الطفل بنفسه. كما يجب جعل التوجيه دائمًا داعمًا ومحفزًا بدلاً من أن يكون صارمًا.

الاهتمام بتعزيز الهوية الذاتية

يساهم تعزيز قدرة الطفل على اكتشاف مواهبه في تعزيز ثقته بنفسه. من الممكن أن يتم ذلك من خلال تطبيق ما يلي:

  • تسجيل مشاركته في أنشطة رياضية أو فنية.
  • تشجيعه على استكشاف الهوايات المختلفة.
  • التأكيد على هويته الذاتية سيجعله يشعر بالتفرد والثقة.

تعليم المهارات الاجتماعية

ترتبط الثقة بالنفس ارتباطًا وثيقًا بقدرة الطفل على التفاعل مع الآخرين. لذا، يجب تدريب الطفل على التعامل الجيد والايجابي مع الآخرين، مع تعليمه كيفية تقديم الشكر لهم، ومواساتهم، والقدرة على التفاعل معهم في مختلف المواقف الحياتية.

ما هي أهمية التواصل النوعي مع الطفل لتعزيز ثقته بنفسه؟

عندما يشعر الطفل أن والديه يتواصلون معه بصدق واهتمام، ينعكس ذلك إيجابياً على ثقته بنفسه وعلى جميع جوانب حياته، وعلى مستقبله بشكل عام. وفيما يلي أهم فوائد التواصل النوعي لتعزيز الثقة ثقة الطفل بنفسه:

  • تعزيز شعور الطفل بقيمته الذاتية.
  • تقوية الروابط العائلية.
  • تحقيق الشعور بالأمان العاطفي.
  • تعزيز الثقة بالنفس.
  • تعزيز الاستقلالية.
  • تحفيز الطفل على تحقيق النجاح.
  • مساعدة الطفل على التخطيط للمستقبل.

خلاصة القول:

التواصل النوعي هو أحد أقوى الأدوات التي يمكن للوالدين استخدامها لبناء شخصية قوية ومتوازنة للطفل. كما أن التواصل النوعي مع الطفل لتحقيق ثقته بنفسه له أن يخلق بيئة داعمة تساهم في تعزيز شعور الطفل بقيمته الذاتية، مما يمكنه من مواجهة الحياة بشجاعة وإيجابية.