تخلصي من دور الضحية وحيلِك الدفاعية لاكتساب حب الآخرين وتعزيز ثقتك بنفسك
تأكدي عزيزتي أننا لسنا هُنا لمُهاجمتك أو التطرق إلى ما يؤذي مشاعرك، ولكن الهدف من هذا المقال هو توجيه شخصيتك للأفضل، وترويض عقلك وما يدور بخاطرِك إلى الأفكار الإيجابية والسلوكيات السوية القادرة على تجسيد شخصيتك في صورة طيبة وجديرة بالحب والتقدير ممن حولها في المُجمل العام.
لذا دعينا نتحدث معكِ عبر السطور القادمة بصوت يُنصت له عقلك وقلبك في آن واحد، ولكن في المقام الأول دعيني اسألك " هل أنتي على معرفة بمعنى " الإسقاط النفسي" أو المعروف باسم دورالضحية، وهل أنتي من اللواتي تتحول أفكارهن لإلصاق التهم بغيرها وإسقاطها عليهم، وهل حاولتي معرفة الفرق بين التبرير والإسقاط النفسي، وغير من الأمور التي تجعلك تعيشين دور الضحية وتدفعك إلى استخدام الحيل الدفاعية لمواجهة الآخرين.
وعموماً، إذا كنت لست هذه الشخصية، فلا مانع من التعرف على معنى الإسقاط النفسي وأسبابه، ومراحل تطوره وكيفية التغلب عليه، كي تكوني حذرة في تعامُلاتك مع الآخرين، ولتعززي شخصيتك بعيداً عن طبيعة الإسقاط النفسي وأعراضه.
من هذا المُنطق، تعرفي إلى مفهوم الإسقاط النفسي وكيفية التغلب عليه، لتعزيز ثقتك بنفسك بعيداً عن صفاته، وذلك من خلال خبيرة تطوير الذات والعلاج النفسي الدكتورة آية أحمد من القاهرة.
الإسقاط النفسي
شرحت دكتورة آية، معني الإسقاط النفسي بأنه أحد الحيل الدفاعية ، التي تختلقها المرأة لنفسها ما يُمكنها من إلصاق عيوبها ومشاكلها بالآخرين، حتى تتمكن من إيجاد تبريرات وأعذار لها. ومقصدها هُنا هو أن تهرب من تحمل مسؤولية فشلها.
الفرق بين التبرير والإسقاط
أوضحت دكتورة آية، أن علماء النفس فرقوا بين الإسقاط النفسي أو العيش في دور الضحية وبين التبرير. إذ أن الإسقاط هو إلصاق التهم بالغير، بغرض الدفاع، وينتج عنه شعور كبير بالذنب، ما يؤدي ذلك إلى إصابتهم ببعض الهلاوس والهذاءات. أما التبرير فهو حالة من كذب الشخص على ذاته، حتى يستطيع تحمل خطأه.
أعراض الإسقاط النفسي عند المرأة
أشارت دكتور آية، إلى أن الإسقاط النفسي عند المرأة يحدث في اللاشعور بشكل بحت، إذ تجد نفسها تتصرف آلياً دون أن تُفكر أو تشعُر، كذلك تُهاجم من حولها وتلصق عيوبها ونقائصها بهم، وذلك رغبتاً منها في حماية نفسها من أن تُتهم بهذه العيوب.
كما أنها تعتمد دائماً على لوم الآخرين على الأشياء التي فشلت أن تفعلها، وتُوقع عليهم التهم بأنهم هم من عرقلوا طريقها في الوصول لها، وأنهم هم من أوقعوها في هذه الأخطاء.
فضلاً عن ذلك، تحاول أحياناً أن تقول أن شخص ما يكرها، على الرغم من كراهيتها هي لهذا الشخص، وذلك بغرض إخفاء مشاعرها الدفينة تجاه الغير، ما يُخفف من شعورها بالذنب.
مراحل تطور الإسقاط النفسي عند المرأة
لفتت دكتورة آية، لوجود مراحل متنوعة تعيش المرأة من خلالها دور الضحية أو ما يُعرف بالإسقاط النفسي، تحدث بشكل لا شعوري سريع، ودون أن تتدخل فيها. إذ تبدأ بمرحلة الشك في كل شئ حولها ، وفي أقرب الناس لها، و لا يثق في أحد مطلقاً . ثم تبدأ في تصديق ذاتها، و الأقتناع بكافة أفكارها، حتى تصل إلى مرحلة تظن فيها أنها قادرة على قراءة أفكار المحيطين بها، و تبدأ في تبرير تصرفاتهم و طريقتهم على نحوها الخاص .أما بالنسبة عن المرحلة الأخيرة لهذا التطور فهي مرحلة إرتكاب الأخطاء. وهُنا تبدأ في نقد و تجريح من حولها، و تتسم إنتقاداتها بالحدة وبالشكل اللاذع. وطبعاً كُلها تكون ليس لها أساس من الصحة.
علاج الإسقاط النفسي عند المرأة
أكدت دكتورة آية، أن علاج الإسقاط النفسي في المراحل الأولى يُعد أمراً سهلاً، ويُمكن أن يتم من دون الحاجة للعديد من جلسات العلاج النفسي، أما مع تقدم الحالة فسوف تحتاج إلى طبيب مُتخصص، حتى يُمكنها تجاوز وعلاج هذا الاضطراب، عن طريق جلسات العلاج السلوكي المعرفي. وأحياناً قد تحتاج إلى بعض العقاقير الطبية كي تتمكن من تخطي أعراض الغسقاط النفسي أو العيش في دور الضحية.
وأخيراً، ليس بالضرورة أن يكون الإسقاط النفسي يحدث بشكل واضح وعلى شكل تصرفات ، فأحياناً يكون على شكل أحلام تُطارد المرأة أثناء نومها، على سبيل المثال: " إذا تعرضت المرأة للفشل في حياتها الزوجية، بسبب خيانتها للطرف الثاني، فسُتطاردها الأحلام بأنها هي من تعرضت للخيانة ".