احذري الشخصية التوكسيك وتغلبي عليها بهذه الطرق الفعالة
لاشك أنكِ تعرضتِ بشكل أو بآخر إلى التواجد مع شخصيات قد تجعلك في حيرة من أمرِك أثناء التعامل معها. وبما أننا نهتم بتقديم كل ما يُعزز ثقتك بنفسك ويُطور من شخصيتك ومهاراتك المتنوعة، لذا كوني معنا اليوم. فربما قد نستطيع مساعدتك للتعامل مع أحد الشخصيات التي لا تستطعين الإنسجام معها أو تُعرضك إلى الشعور بالأذى النفسي والإحباط بصفة مستمرة.
حديثنا اليوم عن الشخص التوكسيك، لذا دعينا نوضح لكِ ما هو الشخص التوكسيك وما هي صفاته وكيفية التعامل معه؟. وذلك من خلال استشارية الطب النفسي والعلاج السلوكي الدكتورة عبير عبد السلام من القاهرة.
الشخص التوكسيك وأهم صفاته
أوضحت دكتورة عبير، أن التوكسيك تعني السام. والشخص التوكسيك هو الشخص الذي يجعل حياتك متوترة، ويجعلِك مُنزعجة، ويضعك في موقف دفاعي دائمًا. بالتأكيد لديك شخص واحد سام في حياتك على الأقل. لذا اكتشفي صفاته، وماذا يفعل بكِ، وأهم صفاته وأفعاله من خلال التالي:
الشخص التوكسيك يجعلكِ في حالة حيرة
بالطبع الشخص التوكسيك غريب الأطوار. اليوم ترينه مرح، وغدًا مُحبط، واليوم الذي يتبعه يظهر عليه الحُزن والغضب. وعندما تُحاولين فهم ماذا حلَ به سيكون دائمًا الجواب : " لا شئ "، ولكن أفعاله، وردود أفعاله، وطريقته في التعامل تقول أشياء كثيرة، لكنه يُنكرذلك، ويظل في حيرة دائمة وقلق مستمر. ما يجعلك لا تعرفين إذا كان ذلك خطئك أم لا، وماذا يُمكنك عمله لإسعاده!.
الشخص التوكسيك محبِط
سيجعل الشخص السام أي فكرة أو أي خبر سعيد لكِ غير مهم، ولن يُشاركك فرحتك، بل قد يُفسد عليكِ فرحتك بنجاحاتك، ويسخر من إنجازاتك.
الشخص التوكسيك مُتلاعب
يُشعرك الشخص التوكسيك بأنكِ مُدينة له أو له أفضال عليك دائمًا، رغم أنكِ من يُقدم التضحيات. على سبيل المثال: "قد يوهمك مديرك أنه أعطاكِ الفرصة لاكتساب الخبرة، لكنه جعلك تعملين لساعات أطول دون مقابل، أو يوهمك شريكك في السكن أنه يترك لكِ مهمة إعداد الطعام، وتنظيف الغرف، لأنكِ تطهين طعامًا لذيذًا، ولأنه معجبًا بطريقة تنظيمك للأشياء، وهو فقط يجعلكِ تقومين بجميع المهام أثناء استرخائه، ومشاهدته للتلفاز.
الشخص التوكسيك يُمارس الصمت العقابي
في منتصف حيرتكِ، وسعيَكِ لفهم ماذا حلٌ به، ولماذا تغيرت طريقته في التعامل، سيمارس الشخص السام الصمت العاقبي ضدك، ويُصرعلى عدم رغبته في الحديث، وإذا كُنتِ تتواصلين معه عبر الهاتف، أوالرسائل، فسيتوقف عن الرد، أو يرد برسائل قصيرة غير ذي معنى، مُتجاهل قلقك، ورغبتكِ في الفهم.
الشخص التوكسيك لا يعتذر أبداً
يرى الشخص السام أنه دائمًا على حق، ومُستعد للكذب لإثبات صحة موقفه، حتى أنه يُغير القصة تمامًا، ولو أنكِ لا تعرفين الحقيقة سيُقنعك سرده المنطقي
الشخص التوكسيك يقول كلمات بريئة بطريقة مُلتوية
على سبيل المثال: يتصل عليكِ للسؤال عنكِ فيقول : " افتقدتك يا امرأة، بالطبع لم يكن لديكِ الوقت للسؤال عني"، أو "ماذا فعلتِ اليوم؟". لا تُعبر نبرة صوته عن أي نوايا سليمة، وإذا سألتيه عن قصده، أوشككتِ في قصده، سيلقي عليكِ اللوم، ويُنكر تمامًا أي قصد مُلتوي للكلام، ويتركك في حيرتك، وإهانتك التي لا تستطيعين ردها، لأنه ببساطة لا يعترف بارتكابها.
الشخص التوكسيك يلقي اللوم على أسلوبك وصوتك
يُركز الشخص التوكسيك فقط على نبرتك الحادة، أوصوتك العالي، أوأسلوبك الذي لا يُعجبه. ما يُهدر حقك وتضطرين للإعتذار أوالتبرير. وبالرغم من أنكِ صاحبة الحق إلا أنكِ تضُمين هذه المُشكلة إلى باقي المُشكلات غير المحلولة بينكما حتى تنهار الصداقة بينكما تمامًا، أوتنهي هذه العلاقة السامة.
الشخص التوكسيك يُسقط مشاعره على الآخرين
يتبع الشخص السام سياسة قلب الطاولة، وستجدين نفسك في أغلب الأحيان في موقف دفاعي. وإذا كان يشعر بالغضب، أو ارتكب خطأً ما فسيتعامل معكِ على أنك أنتِ الغاضبة، أوأنكِ أنتِ السبب في المشكلة التي بدأها، وتبدئين في مُحاولة دفع التهمة عن نفسك حتى تغضبين بالفعل، وتضطرين لتبرير نفسك، أوالإعتذار.
الشخص التوكسيك يضعِك دائمًا تحت الاختبار
عليك دائمًا الاختيار بينه وبين شئٍ آخر. على سبيل المثال: " إذا كانت أجازتك يوم الأحد من كل أسبوع، قد يضعك في موضِع الضغط، ويُلزمكِ بقضاء هذا اليوم في بيته، وتضطرين لإلغاء خططك من أجل إرضائه. وبالتالي ستضطر دائمًا للتنازل عن اختياراتك، وراحتك من أجله، وإلا سيكشف عن الدراما، ويمارس الابتزاز العاطفي ضدك.
الشخص التوكسيك يُضيف للجدال موضوعات ليست ذات صلة
إذا كُنتِ تُجادليه في أمر، فتوقعِ أنه سيسرد لكِ أحداثًا ليس لها علاقة تمامًا به، بل مرتبطة بأخطائك، حتى يحول الدفة إليكِ، وتُصبحين أنتِ من يجلس على كرسي المحاكمة.
الشخص التوكسيك يُبالغ فيما يخصه
قد يجرحك الشخص السام مئات المرات، ويوجه الإهانات لشخصك بطريقة مُلتوية آلاف المرات، ولكن حينما تفعلين شيئًا لا يرضيه مهما كان بسيطًا، فإنه يُبالغ في ردة فعله، ويستخدمه ضدك طوال الوقت.
الشخص التوكسيك يُسارع في إصدار الأحكام
يُسارع الشخص السام في إصدار الحكم عليكِ بصفةٍ ما، أو يلصق إليكِ خطئك مدى حياتك، ويُظهر لكِ معرفته بخطئك، ويُشعركِ بأنه الأفضل، وأنكِ أقل منه.
طرق فعالة للتعامل مع الشخص التوكسيك
أكدت دكتورة عبير، أننا لن نستطيع إبعادك عن كل شخص يؤذيكِ وجوده. فربما لأنه صديق، أو فرد من الأسرة، أو زميل عمل، أو غيره. لذا إليكِ طرق فعالة تُمكنك من التعامل مع الشخص التوكسيك " السام "، وذلك على النحو التالي :
- توقفي عن محاولة إرضائه: فأنتِ لستِ مسؤولة عن مشاعر أحد.
- أنتي لستِ مُدينة: فلا تجعليه يتلاعب بكِ أو يُشعرك بالإمتنان له دون أن يبذل في سبيلك أي جهد.
- كُفي عن تبرير تصرف لم تفعليه: إذا أسقط عليكِ مشاعره، وقلب الطاولة، واتهمك بما فعله بنفسه، توقفي عن التبرير، لا تضعِ نفسكِ في موقف دفاع بلا داعِ.
- توقفي عن خوض معارك خاسرة: ليس عليكِ الدخول في جدالات خاسرة، ولا تعتذري عن خطأ لم ترتكبيه.
- لا تنتظرين الدعم من الشخص التوكسيك أبدًا: لذا لا تجعلي سعادتكِ تتوقف على مشاركته إياها، ولا تنتظرين موافقته على خطط لتبدئي بتنفيذها،وتوقّع رد فعله السلبي، أوتجنبي مشاركته على الإطلاق.
- لا تُحاولي البحث عن التفسير: لذا توقفي عن فهم ردود أفعاله، وتأكدي أن الذي يهتم لأمرك لن يُشعرك بالقلق، والتوتر، وسيبادر بشرح موقفه، ويترك لك مساحة للرد والنقاش.
- لا تنجرفي وراء شكواه: لذا لا تُعطيه المساحة للمزيد من الشكوى، ولا تجعلي آرائه بخصوص الآخرين تؤثر على حكمك.
- مصلحتك أولاً: لذا حاولي التكلم بصراحة مع الشخص السام إذا كان من المُقربين لكِ، كذلك يُمكنك دعمه إذا كُنتِ تستطيعين ذلك في وقت حاجته، ولكن اجعلي راحتكِ أولًا، فهو لن يُفضلك على نفسه بأي حال من الأحوال، بل أنه سيستغلك عندما تتاح له الفرصة في أي وقت، فلا تتبرعين براحتك من أجله.
وأخيراً، حان الوقت للتعامل بحزم وتوخي الحذرمن الشخص التوكسيك، كي لا يؤثر على حياتك ونجاحتك المستقبلية مهما كان مُقرب إليك.