كيفية علاج سوء الظن بالآخرين عند المرأة وأهم أسبابه
هل شعرت يوما ما أنك لا تستطيعين الوثوق بشخص ما أو بالآخرين من حولك، بالرغم من أنهم لم يقوموا بإعطائك أي سبب أو مبرر يجعلك تفقدين الثقة فيهم أو تسيئين الظن بهم؟ إذا كنت كذلك فهذا لا يعني بالضرورة أنك من النوع شديد الحذر أو الحيطة، فيما يتعلق بعلاقتك بالآخرين، وإنما غالبا ما يشير إلى طبيعتك التي تميل إلى الشك وإساءة الظن بالآخرين، والتي غالبا ما تؤثر سلبا على الكثير من علاقاتك مع الآخرين، سواء كانت ذات طابع شخصي أو مهني.
أهم الآثار السلبية المترتبة على الافتقار للثقة وسوء الظن بالآخرين
افتقارك للثقة بالآخرين وتسرعك بسوء الظن بهم، يمكنه أن يؤثر بالسلب على مختلف نواحي حياتك، بما في ذلك صحتك النفسية والعاطفية وعلاقاتك المهنية والشخصية حيث يمكن أن تؤدي مشكلات الثقة وسوء الظن في الآخرين إلى مشكلات عديدة في العلاقات الشخصية مع الآخرين، وغالبا ما تسبب في مشكلات مثل الوحدة والعزلة والتوتر والإرهاق بسبب الاعتماد الكلي على الذات، ومحاولة قيامك بكل شيء بنفسك، بدلا من الاستعانة بالآخرين عند الحاجة لذلك، وبشكل عام فإن الافتقار للثقة سوء الظن بالآخرين، غالبا ما يؤثر سلبا على كل من:
- علاقات العمل وإنتاجية العمل.
- العلاقات الرومانسية.
- علاقات الصداقة.
- العلاقات مع أفراد أسرتك وأطفالك الصغار.
- صحتك النفسية وسلامك النفسي.
علامات تشير إلى الافتقار للثقة بالآخرين وسوء الظن
غالبا لا ينظر من يعانون من مشكلات في الثقة بالآخرين ويميلون لإساءة الظن بالآخرين، لأنفسهم على أنهم يعانون من مشكلات حقيقية في الثقة في الآخرين، وإنما كأناس يتمتعون بقدر صحي وضروري من الحيطة والحذر اللازمين لحمايتهم من أصحاب النوايا السيئة ومن العواقب والآثار السلبية المترتبة على وضع الثقة فيمن لا يستحق، إلا أن هناك عدة علامات ودلالات واضحة تشير إلى مشكلة الافتقار للثقة بالآخرين وسوء الظن، تتضمن ما يلي:
- التركيز على النقاط السلبية في من حولك واتخاذها كذريعة أو مبرر لإساءة الظن مع تجاهل الجوانب الإيجابية لهم والتي قد تشجعك على إعطاء ثقتك لهم.
- محاولة القيام بكل شئ بنفسك دون الاعتماد على الآخرين أو طلب المساعدة، حتى وإن كنت في أمس الحاجة إليها وهو سلوك لا يعتبر عن الاستقلالية بقدر ما يشير إلى الافتقار في الثقة فيمن حولك، وتوقعك بأن يقوموا بخذلانك.
- الميل للشك وإساءة الظن حتى في أقرب الناس إليك مثل الأهل والأصدقاء المقربين، وهو غالبا ما يظهر في مبالغتك في الحذر والتكتم عند التعامل مع الأقرب إليك وتوقع قيامهم بخذلانك أو الإضرار بك في يوم ما، ومبالغتك في ردة فعلك عندك اختلافك في الرأي ووجهات النظر معهم والتسرع في توجيه الاتهامات لهم.
- الميل للوحدة والعزلة وقضاء فترات طويلة من الوقت بمفردك وتفضيل العلاقات الشخصية ذات الطبيعة السطحية والتي لا تتضمن التزامات وواجبات اجتماعية من جانبك.
أسباب الافتقار للثقة بالآخرين وإساءة الظن
في كثير من الأحيان لا يكون الافتقار بالثقة بالآخرين، والميل لإساءة الظن بهم، خيار شخصي بقدر ما هو نتيجة لمشكلات نفسية وتجارب شخصية قاسية، تسببت في فقدانك للإحساس بالأمان والثقة بالآخرين، ومن بين أهم أسباب الافتقار بالثقة وإساءة الظن بالآخرين:
- التعرض لسوء معاملة في الماضي على يد أفراد من العائلة أو آخرين.
- الافتقار للثقة بالنفس واحترام الذات المتدني.
- التعرض للخيانة والهجر في علاقات شخصية في الماضي.
- تجارب قاسية خلال مرحلة الطفولة.
- المعاناة من مشكلات نفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة واضطرابات التكيف واضطراب الشخصية الحدية.
كيفية التغلب على مشكلات الثقة في الآخرين وإساءة الظن
الخبر الجيد هنا، أن مشكلات الثقة في الآخرين، وإساءة الظن، يمكن التغلب عليها تدريجيا، وأفضل طريقة للبدء في التغلب على مشكلات الثقة في الآخرين وسوء الظن هي أن تدربي نفسك على عدم إصدار الأحكام المسبقة والتسرع في افتراض الأسوأ حيال شخص ما، دون أن يكون لديك أسباب منطقية، يمكنك تحديدها بدقة وإثبات صحة كل منها بالدليل.
أهم النصائح لمساعدتك على التخلص من مشكلة الافتقار للثقة في الآخرين، وسوء الظن
- صارحي نفسك أو اعترفي لنفسك بأنك تعانين من مشكلات في الثقة في الآخرين وتميلين لإساءة الظن بالآخرين لأن الخطوة الأولى لعلاج المشكلة هي الاعتراف لنفسك بوجودها.
- اسمحي لنفسك بالتعرف جيدا على الآخرين من حولك لمعرفة ما إذا كانوا يستحقون ثقتك، بدلا من الحكم عليهم مسبقا ودون أسباب واضحة، بأنهم غير جديرين بثقتك.
- دربي نفسك على عدم افتراض الأسوأ في الآخرين والتصرف على ذلك الأساس إلا إذا قاموا بالتصرف بطريقة تجعلهم غير جديرين بالثقة.
- اجعلي من تجارب الماضي القاسية دروس مستفادة، تعلمك ألا تعطي ثقتك لمن لا يستحق، ليس سبب لإساءة الظن، وعدم إعطائك لثقتك لمن يستحقونها.
- تجنبي العادات والسلوكيات السلبية التي من شأنها زيادة مشكلاتك المتعلقة بالافتقار للثقة بالآخرين وإساءة الظن، مثل مراقبة الآخرين، والتنصت عليهم، وتفقد أغراضهم الشخصية مثل هواتفهم المحمولة ورسائلهم الشخصية، وما شابه ذلك.
- احرصي على التواصل مع الآخرين من حولك بطريقة إيجابية وفعالة، تعتمد على الحوار البناء الذي يهدف إلى توضيح الحقائق والتخلص من سوء الفهم، وليس إلقاء اللوم والاتهام.
- كوني أنت أيضا شخص جدير بالثقة بالنسبة لمن حولك لأن مشكلات الثقة في الآخرين وإساءة الظن بهم، قد تكون في بعض الأحيان نابعة من شعور بالذنب اتجاه طريقة معاملتك لشخص ما، وتوقعاتك بأنك ستواجهين عواقب ذلك في يوم ما، مما يعزز من مشاعر افتقارك للثقة بالآخرين.
- استعيني بمعالج نفسي محترف لمساعدتك على مشكلات الافتقار للثقة بالآخرين وإساءة الظن إذا ما كانت مرتبطة بتجارب نفسية قاسية في الماضي أو مشكلات نفسية قائمة، وإذا ما لاحظت أيضا أنها تحولت لمشكلة خارجة عن السيطرة، تجعلك تتصرفين بطريقة تفتقر للمنطق أو اللياقة، مثل القيام بالتجسس على الآخرين وتفقد أغراضهم الشخصية دون استئذان.