جلسة تصوير وحوار مع مدربة الحياة ميس محمد لبداية إيجابية في العام الجديد: آمني بقوة لوحة أحلامك
في العدد الأول لهذا العام تحتفي مجلة "هي" بالبدايات الجديدة وإعادة الانطلاقة مع مدربة الحياة ميس محمد. ميس المؤثرة وصانعة المحتوى ومدربة الحياة المعتمدة التي يستهويها أيضا عالم التعليق الصوتي، ويرافقها عشقها للتقديم التلفزيوني. هذه الشابة المجتهدة وصاحبة الشخصية المتفائلة التي قابلتها للمرة الأولى منذ نحو 6 أعوام، تركت لديّ انطباعا أوليا مميزا بابتسامتها الدائمة والتزامها بالعمل اللذين لطالما دفعاها للاستمرار والتميّز. تأكيدا على أهمية الصحة النفسية والاستعانة بمدرب الحياة لتحقيق التوازن وتحفيز التفكير الإيجابي، أجرينا جلسة تصوير خاصة، وتحدثنا مع ميس حول عالم Life-Coaching ومنهجياته للتحكم بما يدور في أذهاننا.
حدثينا عن مجال عملك ودراستك لتدريب الحياة، وماذا استفدت على المستوى الشخصي من التدريبات التي خضتها ودرّبتِ فيها غيرك؟
يرتكز علم تدريب الحياة على البرمجة اللغوية العصبية لتطوير السلوك الإنساني، ويكاد يعجز لساني عن ذكر فوائدها ومدى أهمية وضرورة دراستها. فهذا العلم ساعدني في استخدام التقنيات للتعرف إلى ذاتي وشغفي بصورة أعمق، إضافة إلى منحي استراتيجيات من أجل التخلص من المشاعر السلبية والتحكم بالمشاعر. في الواقع كلما دربت غيري، اكتشف ذاتي بصورة أعمق. فالتنمية الذاتية أو تطوير الذات هي عملية مستمرة، وليس لها حدود، والفرحة تكبر عندما أرى غيري قد تمكن من تجاوز ألم الماضي أو الخوف أو العسر، هذه بمنزلة أكبر فرحة ونجاح بالنسبة لي.
قد تبدو بداية العام الجديد فرصة للعمل على تحسين الذات، هل تجدين أن ممارسة ربط الأهداف بتاريخ تقويمي هي نقطة انطلاق مقنعة لقرارات الالتزام ورحلة تطوير الذات؟
رحلة تطوير وتحسين الذات لا تقتصر فقط على العام الجديد، يجب أن توضع الأهداف، ويمارس تطوير الذات يوميا وشهريا وسنويا.
إلا أن ربط الأهداف بتاريخ تقويمي ممارسة قوية جدا لتحقيق الهدف. والطريقة الصحيحة لاستخدام هذه التقنية وجعل أهدافك أقرب للتحقق تأتي بتحديد نوع الأهداف. ابدئي بتدوين الأهداف الطويلة المدى، ومن ثم المتوسطة فالقصيرة، لأن ذلك سيساعدك في رسم الطريق ووضع تصور أوضح للصورة النهائية. عليك اعتماد أسلوب الكتابة المفصلة للخطوات، ليتمكن العقل من تشغيل كل الحواس، والشعور بالصورة الكاملة "هذه الطريقة من دراسة قانون الجذب".
السنة الجديدة هي نقطة انطلاق مقنعة لإحداث تحول، ما أهم العادات الصغيرة والبسيطة التي تدفع الشخص بشكل تدريجي نحو بلوغ هدفه النهائي؟
أهم سلوكيات العام الجديد هي تغيير المعتقدات السلبية حول أنفسنا، التي كانت تضع أمامنا العقبات وتبطِّئنا باستمرار، لتتركنا داخل منطقة راحتنا، فالمعتقدات تدير حياتنا، وهي تعتبر من أساسيات التغيير. على سبيل المثال قد يكون لدى الشخص هدف لتحقيق النجاح، ولكن اعتقاده بأنه فاشل سيحول دون وصوله للنجاح. إذا علينا التخلص من المعتقدات السلبية التي تحد من قدراتنا على النمو للوصول بشكل تدريجي إلى الهدف النهائي.
برأيك، ما الأسلوب الأفضل لوضع توقعاتنا وخطواتنا لهذا العام لتحقيق أهدافنا الشخصية؟
أنصح بوضع لوحة الأحلام، وهي وسيلة بصرية رائعة تضع أحلامنا وأهدافنا وتوقعاتنا أمام أعيننا كي نسعى للوصول إليها.
آمني بقوة لوحة أحلامك، ودوّني أهدافك مع بعض المقولات الملهمة وتوقعات تاريخ إنجاز الأهداف في دفتر صغير مثل المذكرة.
زادت مستويات القلق لدى الكثيرين من بعد الجائحة، ما أبرز المشكلات النفسية التي تسببت بها الجائحة أو فاقمتها؟
أبرز المشكلات النفسية خلال جائحة كورونا وبعدها كانت كالتالي:
• الخوف من المرض أو خسارة الأحباب.
• اضطراب الوسواس القهري (OCD) الذي يتسم بنمط من الأفكار والمخاوف غير المرغوب فيها تدفع صاحبها إلى القيام بسلوكيات تكرارية (سلوكيات قهرية). هذه الوساوس والسلوكيات القهرية تُعيق الأنشطة اليومية، وتتسبب في ضيق شديد.
• التوتر والقلق من المستقبل والتفكير السلبي المفرط.
هناك تنوع في قدرة الناس على التعامل مع الشعور بالتوتر، ما المهارات الأساسية التي نحتاج إلى شحذها لتخفيف التوتر؟
قد وضعت هذه المقولة: "المشاعر رادار للجسم من ردة فعل التفكير".
وهي تعني أننا لا نستطيع أن نشعر بأي مشاعر من دون التفكير فيها أولا، فلو فكرنا بطريقة سلبية مثل القلق أو الخوف نحو المستقبل، فإن عقل الإنسان سيرسل إشارات للجسم حتى يفرز هورمون الكورتيزول "هورمون التوتر" نتيجة تفكيرنا السلبي. لذا علينا أن نتحلى بالوعي الفكري، للتخلص من التوتر، ونتنبه لأفكارنا ونغيرها، فالمشاعر نتيجة للتفكير، فإذا غيرّنا تفكيرنا، فستتغير مشاعرنا باللحظة.
ما أفضل النصائح للأمهات لتخفيف حدة القلق لدى الأطفال؟
أسلوب ونوع الكلام مع الأطفال عامل مهم جدا، فالأسلوب والكلمات السلبية يزرعان الخوف والقلق عند الطفل. على سبيل المثال: "إذا لم تدرس فستفشل أو ترسب" هذا النوع من الكلام يزرع القلق. ونصيحتي للأمهات هي تحويل الأسلوب باعتماد الكلامات الإيجابية المحفزة للطفل، والتي تزيل القلق، على سبيل المثال "أنت عبقري، والدراسة تبيّن مهاراتك".
برأيك الشخصي، متى يدرك الشخص أنه بالفعل بحاجة إلى مدرب حياة life coach؟
دور مدرب الحياة مهمّ في حياة كل إنسان، ولا يقتصر فقط على الحاجة. كما هو الحال عند الحاجة للفحص الدوري السنوي للجسد للاطمئنان، هذا الأمر ينطبق تماما على مدرب الحياة. فأنا بصفتي مدربة حياة معتمدة أرى الـ life coach الخاص بي مرة كل شهر، للتأكد من سلامة أفكاري، وخاصة مع وتيرة الحياة المتسارعة ومتاعبها التي تجعلنا نتجاهل الضغط النفسي، وهنا يأتي دور مدرب الحياة لمساعدتنا في حياتنا.
أنت أيضا مؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ما الرسالة أو التغيير الذي تودين إحداثه من خلال مقاطع الفيديو التي تنشرينها على صفحاتك؟
أسعى لإحداث التأثير وتغيير حياة المتلقي نحو الأفضل من خلال المحتوى الذي أقدمه، أهدف إلى أن يصل صوتي ويحدث تغييرا إيجابيا لدى المتابعين، وليس زيادة عدد المتابعين دون إحداث تأثير.
ما أبرز مشكلات الصحة النفسية في دول الخليج والمنطقة العربية؟
أبرز المشكلات التي تأتيني اليوم هي المشكلات العاطفية أو الزوجية، وكذلك التوتر والإحباط الناجمان عن المعتقدات السلبية بسبب آراء الآخرين، إضافة إلى ما يعانيه الأطفال بسبب التنمر .
ما مشاريعك المستقبلية؟
قريبا، إن شاء الله، سوف أقدم برنامجا جديدا على قناة المشهد، وهو يسلط الضوء على المنظور الإيجابي، وكذلك أعمل على محتوى جديد عن تطوير الذات.