الانضباط الذاتي مُفتاح تميُزك... رافقينا للتعرف عليه
لا تزال رحلة بحثَنا عن عوامل النجاح، والعناصر الأساسية التي ستقودك إلى التمُيز والتفوق، تكشف لنا عن مفاهيم لطالما ابتعدنا عنها؛ أجل، فمع الصراعات، والضغوطات، والأمور الحياتية؛ باتت استراتيجيتنا تنجرف عن المسار الصحيح، ولم نعد ننتهج التصرفات التي تدفع بنا إلى التحسين الشخصي والتطوير التفكيري بالشكل الذي يليق بنا.
قبل أن تتسرعي في حُكمك على كلامي، دعيني أوضح لكِ ماذا أقصد اليوم من حديثي معكِ. واسمحيلي أن أسألك ماذا تعرفين عن الانضباط الذاتي؟ وإذا كنتِ على دارية بمفهومه فهل تلتزمِ به عند أدائك الواجبات والمسؤوليات المُوكلة إليك في جميع أمور حياتك؟
لن أفترض انعدام معرفتك بهذا المفهوم، ولكن تأكدي أن عملية السيطرة على الذات والنفس، وما تقومين به من تصرفات تهدف إلى تفوقك وتقدمك بالحياة، جميعها أمور مُغلفة بالانضباط الذاتي؛ الذي لن ينعكس عليكِ وحدك، بل سينعكس على كل من حولك من أفراد والمجتمع بأكلمه.
لذا رافقينا اليوم، لنُطلعك على مفهوم الانضباط الذاتي، ومدى أهميته في حياتك؛ لما يترتب عليه من ثمار وفوائد كثيرة ستُشكل تميُزك بجدارة خلال سنوات أعمارك المُتقدمة، وذلك وفقًا لما ورد عن الكاتب خالد عمر حشوان.
مفهموم الانضباط الذاتي
يُعرف الانضباط الذاتي، بأنه القدرة على الصبر، وضبط النفس، والسيطرة عليها؛ ومجاهدتها وقمعها وعدم تركها على هواها، مع القدرة على القيام بالأعمال المُعتادة مهما كانت الظروف لمواصلة العمل وتحقيق الأهداف المطلوبة.
أنواع الانضباط الذاتي
هُناك أنواع عديدة، وسوف نُركز على أهمها فيما يلي:
-
التوجيه الذاتي:
هو الذي يُساهم في اتخاذ قراراتك الصحيحة في الأوقات المُناسبة دون تدخل أو استعانتك بالآخرين ، وإنما يكون بتوجيهكالداخلي فقط.
-
الاستبطان:
هو قدرتك على فحص الشخصيات، والعواطف، والأفكار؛ بُحيث تُساعدك هذه القدرة على التغيير بعدة طرق ناجحة ومثمرة.
-
السيطرة على النفس:
هي السيطرة التي تُعطيكِ القدرة على التحكم في سلوكياتك، وتصرفاتك، وعواطفك وأفكارك من دون استثناء.
-
التركيز والتحمل:
هي قدرتك على التركيز في العمل أوالدراسة، أو أي توجه يتطلب منكِ التركيز، والانتباه؛ والحفاظ عليه بدرجة عالية مع مرور الوقت.
-
العادات والروتين:
من أهم أنواع الانضباط الذاتي لنفسك، بسبب تكرارك السلوكيات والأفعال بشكل دوري؛ مثل: الرياضة كل صباح، ونظام الأكل الصحي، والالتزام بالمواعيد، والنوم مبكرًا وغيرها من العادات.
كيف تُحققين انضباطك الذاتي؟
- ابتعدي عن الأفكار السلبية، كونها ترفض الانضباط، وعدم الالتزام، والتهاون في تحقيق الأهداف.
- ضعي أهداف يومية مكتوبة، واعملي على تحقيقها بصورة إيجابية والتزام جاد.
- أديري وقتك بصورة فعالة عن طريق التخطيط الزمني، والاستفادة منه بالاستثمار الجيد.
- تشجعي على أداء عملك بطموح، ولا تخافي من الأخطاء؛ لأنه لا يوجد عمل بدون أخطاء.
- تجنبي العادات السيئة، والتزمي بالعادات الصحية؛ مثل: النوم مبكرًا، والتغذية الصحية، وممارسة الرياضة بانتظام.
- ابذلي جهدًا يليق بحدود طاقتك وإمكانياتك المُتاحة.
- تعلمي باستمرار، واحرصي على تنمية مهاراتك بالإطلاع، والمعرفة، والقراءة المُستنيرة.
- اكتسبي معلومات ومهارات جديدة لتطوير ذاتك وتحسينها.
- استخدمي الإمكانات المُتاحة لكل مرحلة انتقالية في حياتك، للوصول إلى أهدافك المطلوبة.
- تعودي على النجاح، والتزمي به؛ من خلال إصرارك على تخطي العقبات وتحقيق الأهداف المرسومة.
مهارات الانضباط الذاتي لتحقيق النجاح في عملك
- اعملي بشغف، ويعني ذلك، حب العمل والاستمتاع به والرغبة الجادة في النجاح المميز.
- ابتعدي عن المُشتتات قدر المُستطاع، كوسائل التواصل الاجتماعي ورسائل البريد وغيرها.
- خصصي أوقات للراحة والأجازات القصيرة.
- اجعلي المهام الصعبة قائمة أولوياتك.
- اعملي طبقًا لساعاتك البيولوجية، على سبيل المثال؛ إذا كنتِ تُفضلين العمل صباحًا، فليكن صباحًا، لتحسين أدائك وتحقيق النتائج المرغوب فيها.
وأخيرًا،اجعلي الانضباط الذاتي مُفتاحك ومعيارك للتقدم في جميع أمور حياتك، لما له من فوائد عدة، خصوصًا" نجاحك في حياتك العملية، والأسرية، والشخصية من دون استثناء؛ وأيضًا تعزيز قدرتك على مواجهة الصعوبات التي تتعرضين لها، وعدم وقوعك في سلوكيات خاطئة بصفة عامة". وتأكدي أن الانضباط الذاتي هو أحد المهارات الأساسية التي يتسم بها الأشخاص الباحثين عن النجاح والتميز، والتي تتطلب الكثير من التطوير، والتحسين مع مرورالزمن.
فهل أنتِ منهم أم حان الوقت لتغليف طموحاتك ورغباتك بتاج الانضباط الذاتي، للتحكم والسيطرة على نفسك في المواقف والمراحل المختلفة في حياتك؟