نصائح للتعلم والاستفادة من التعليم عن بعد
في حين أن نظام التعليم عن بعد، بدا فعليا منذ سنوات عديدة ولكن يمكن القول إن بدايته الحقيقية والتي جعلت منه نظام تعليم معتمد ورئيسي في غالبية المدارس والجامعات والمراكز التعليمية في مختلف أنحاء العالم، كانت خلال أزمة تفشي جائحة كورونا والتي أجبرت العالم على اتباع قواعد التباعد الاجتماعي، واستخدام أساليب وطرق التواصل عن بعد في مختلف نواحي الحياة، بما في ذلك العمل والتعليم، وحتى بعد أن بعد تخفيف القيود والإجراءات الاحترازية التي فرضت خلال العاميين الماضيين للحد من ازمة تفشي جائحة كورونا، لا يزال التعليم خيار مفضلا لدى الكثيرين من مختلف أنحاء العالم.
أهم أسباب تزايد شعبية التعليم عن بعد
السبب في تزايد شعبية خيار التعليم عن بعد حتى بعد تراجع أزمة جائحة كورونا يرجع لعدة أسباب أهمها حقيقة أن خيار التعليم عن بعد يتيح لك فرصة الدراسة وتلقي العلم بسهولة ويسر من مختلف الجامعات والمراكز العلمية على مستوى العالم، دون أن تضطر لمغادرة منزلك أو تتحمل عناء وتكاليف السفر والإقامة في مدينة أخرى أو حتى دولة أجنبية، للحصول على فرص تعليم أفضل، كما أن نظام التعليم عن بعد أكثر مرونة فيما يتعلق بمواعيد الدراسة حتى أن هناك عدد من الدورات والكورسات الأساسية التي توفرها جامعات مرموقة بنظام التعليم عن بعد، لا ترتبط بمواعيد أو فترة محددة، وهو ما أتاح فرص تعليم لشريحة أكبر من المتعلمين، ممن يجدون صعوبة في استكمال دراستهم عن طريق التعليم النظامي بسبب ظروف العمل أو ظروف اجتماعية أو شخصية ما، إضافة إلى ذلك فإن التعليم عن بعد، يعتمد على استخدام أساليب وأدوات تعليم أكثر تطورا وفعالية وعملية، تركز على الفهم وإيصال المعلومة بسهولة ويسر، وليس الحفظ والتلقين، التعليم عن بعد يوفر أيضا خيارات وفرص أكثر فيما يتعلق بمجالات وتخصصات الدراسة، فغالبية الدورات والكورسات التعليمة التي توفرها الجامعات في نظام التعليم عن بعد، لا تضع قيود كثيرة عندما يتعلق الأمر باختيار مجالات أو موضوعات الدراسة، على العكس من التعليم النظامي، مما يتيح أيضا فرص أفضل عندما يتعلق الأمر باختيار مجال الدراسة.
نصائح لتحقيق الاستفادة القصوى من التعليم عن بعد
بالرغم من المميزات العديدة لنظام التعليم عن بعد إلا أن البعض قد لا يستطيع تحقيق الاستفادة القصوى من هذا النوع من نظم التعليم أو حتى الاستفادة منه على نحو جيد، لأسباب جديدة، تتضمن صعوبة استخدام البعض-وخاصة الأجيال الأكبر سنا-الوسائل والأدوات التكنولوجية التي يعتمد عليها نظام التعليم عن بعد، مما يعيق من عملية التعلم، هناك أيضا حقيقة أن المرونة الكبيرة لنظام التعليم عن بعد من حيث الوقت والمكان، والتي تعد واحدة من أهم مميزات التعليم عن بعد، غالبا ما تجعل بعد المتعلمين بنظام التعليم عن بعد، يجدون صعوبة في الالتزام بأوقات ومواعيد دروس الكورسات التعليمية التي يقومون بتلقيها عن بعد، أو حتى التركيز على عملية تلقي العلم بالاستعانة بنظام التعليم هذا، لأن بيئة المتعلم تكون في هذه الحالة مفتوحة وغير مقيدة، وغالبا ما تتضمن الكثير من عوامل التشتيت (خاصة وإن كانت بيئة الدراسة في المنزل)، على العكس من الغرف الدراسية التقليدية، ولذلك فإن عدد ليس بالقليل من المتعلمين بالاستعانة بنظام التعليم عن بعد، قد يجدون صعوبة في التركيز أثناء الدراسة بنظام التعليم عن بعد، ولتجنب ذلك، دعونا نستعرض معا مجموعة من أفضل النصائح لتحقيق الاستفادة القصوى من نظام التعليم عن بعد:
احرصي على إجادة وتعلم والتدرب على استخدام وسائل التعليم عن بعد، على النحو الأمثل، بما في ذلك البرامج المستخدمة في الاتصال والاستماع ومشاهدة الدروس التعليمية عن بعد، وطرق الوصول إلى المادة العلمية والمصادر التي يوفرها الكورس، وتحميلها على جهازك الشخصي إذا ما تطلب الأمر ذلك، وكذلك طرق إرسال التقارير وإجابات الاختبارات المطلوبة لاجتياز الكورس، طرق تسجيل وتأكيد هويتك للاشتراك في الكورس والحصول على شهادة معتمدة، وغيرها من التفاصيل الفنية التي وإن كانت لا ترتبط بشكل مباشر بمجال دراستك الذي ستقومين باختياره ولكنه سيزيد بالتأكيد من سهولة استفادتك من نظام التعليم عن بعد.
اختاري الكورسات والدورات التدريبية التي ترغبين في دراستها عن بعد بعناية بحيث تتأكدي أنها لها علاقة بمجال ترغبين في معرفة المزيد عنه أو يمكنه مساعدتك على الحصول على خيارات أو مميزات وظيفية إضافية أو أفضل.
تأكدي من وضع خطة تعليم مقسمة إلى عدة مراحل وأهداف بحيث لا تكتفي باختيار الدورات أو الكورسات التعليمة التي ترغبين في تعلمها بنظام التعليم عن بعد، بشكل عشوائي وإنما بناء على خطة محكمة ذات أهداف محددة وواضحة وترتبط بإطار زمني محدد.
حاولي قدر الإمكان تخصيص موقع ثابت أو مكان محدد لتلقي دروسك عن بعد، على أن تتوفر فيه الشروط التالية: أن يكون مكان هادئ لا يتضمن حركة كبيرة للأفراد أو وسائل تشتيت مثل جهاز تلفاز أو يوجد بالقرب من مكان ضجيج أو صخب، وما شابه ذلك، أن يكون مكان مريح ومرتب لمساعدتك على تلقي دروسك عن بعد في أجواء مريحة.
احرصي على تخصيص مواعيد وأيام محددة من أيام الأسبوع لتلقي دروسك عن بعد لأن تجاهلك القيام بذلك قد يجعلك تهملين في متابعة دروسك بانتظام، أو منحها الوقت والاهتمام الكافي، كما أن تجاهل تخصيص مواعيد أو أيام محددة في حالة الاستعانة بنظام التعليم عن بعد غالبا ما يتسبب في الكثير من التأجيل والتأخير في استكمال الدورات التدريبية أو الكورسات التي ترغبين في دراستها عن بعد، وخاصة إذا ما كنت تجدين صعوبة في ترتيب وتنظيم جدول أعمالك ومهامك اليومية.
قسمي كل درس من الدروس في الكورسات أو الدورات التدريبية التي تقومين بدراستها عن بعد، إلى قطاعات صغيرة يسهل الانتهاء من كل منها خلال فترة زمنية قصيرة، ويمكن لذلك أن يساعد النساء العاملات أو المنشغلات على الانتهاء بسهولة أكبر من دروسهن عن بعد، خاصة خلال الأيام الأكثر ازدحاما بالواجبات والمسئوليات بالنسبة لهن.
لا تكتفي بالاستماع إلى المواد الصوتية والكتب الإليكترونية وغيرها من وسائل ومصادر التعليم عن بعد، وإنما احرصي أيضا على كتابة ملحوظات جانبية بخط اليد على الدروس ويمكن لذلك أن يعزز من قدرتك على التعلم وإعادة تذكر المعلومات التي استمعت إليها، عند الحاجة لذلك.
استخدمي تقنية التكرار للتعلم بمعنى ألا تكتفي بالاستماع إلى المواد الصوتية وقراءة الكتب الإليكترونية التي يوفرها الكورس، مرة واحدة فقط وإنما كرري القيام بذلك عدة مرات، ولحين التأكد من فهمك واستيعابك الكامل للمعلومات التي قمت بالاستماع إليها أو قراءتها خلال الدورة التدريبية.
استخدمي طريقة فايمان FEYNMAN TECHNIQUE في التعليم وطريقة أو تقنية فايمان للتعليم، تشير على طريقة تعلمية طورها الطبيب النفسي الحائز على جائزة نوبل، ريتشارد فايمان Richard Feynman، وتعتمد فكرتها ببساطة على أن تحاولي إعادة شرح ما قمت بتلقيه من علم أو معرفة لآخرين-أو تتظاهري بالقيام بذلك-مع التأكد من الشرح بأسلوب مبسط بحيث يتمكن طفل صغير من فهمه بمجرد الاستماع إليه، ويذكرنا هذا بمقولة ألبرت أينشتاين Albert Einstein الشهيرة: "إذا لم تتمكن من شرح وتوصيل المعلومة لطفل في السادسة فهذا يعني أنك لم تتمكن من فهمها تماما".