توقفي عن الحديث السلبي مع ذاتك... إليك خطوات التفكير بإيجابية دومًا
" أنا إنسانة فاشلة"، " أنا لا أتحمل"، " أنا لست جميلة"، وغيرها من الأحاديث السلبية التي تراود تفكيرك؛ ربما لا تعلمي مدى خطورتها على طريقة تفكيرك لجميع أمور حياتك، فتكرارها بشكل دوري له دور في برمجة عقلك على الأفكار السلبية، وبالتالي أفعالك ونظرتك للحياة في المجمل العام.
إننا بطبيعتنا كبشر نتحدث عن أنفسنا كثيرًا، وفي نفس الوقت قد تغلُب الأفكار السلبية أثناء حديثنا مع ذاتنا؛ عمومًا توقعاتنا بصفة عامة له دور جوهري على إنجازاتنا؛ فوفقاً لدراسة لإحدى الجامعات في كاليفورنيا، والتي تناولت موضوع التحدث مع الذات، فإن أكثر من 80 % مما نقوله لأنفسنا يكون سلبياً، ويعمل ضد مصلحتّنا، وإن هذه النسبة المرتفعة من الأحاديث السلبية تتسبب بأكثر من 75% من الأمراض التي تُصيبنا من أمراض القلب والسكري والضغط المرتفع؛ فلكِ أن تتخيلي تأثير هذه الأحاديث السلبية على ذاتك، وعلى حياتك، وعلى صحتك الجسدية والنفسية.
فما هو الحديث السلبي مع الذات؟ وما أثاره؟ وكيف يُمكنكِ تغيير طريقة تفكيرك والسيطرة على حديثك السلبي مع ذاتك؛ للإجابة على هذه التساؤلات تتّبعي معنا السطور القادمة للتعرف عليها من خلال استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.
ما هو الحديث السلبي مع ذاتك؟
أوضح د. مصطفى، أنه عبارة عن حوارٍ سلبيّ مع الذات، بحيث يُقلل من قيمتها، ويُخفض من شأنها، ويأتي بصورة مُتكررة من المعاني والمفردات والحوارات السلبية بين الفرد ونفسه. وهنا بالتأكيد إذا كانت هذه الطريقة تتّبعيها في حوار مع نفسك، فالتأكيد ستظهرين عيوبك وستُضخميها.
كذلك سينعكس هذا الحديث السلبي على مشاعرك، ومن ثم سلوكك وأفعالك، ما يدفعك إلى الشعور بالإحباط واليأس والخجل من نفسك في بعض الأحيان، أو حتى النظر إلى نفسك بدونية والتقليل من شأنك وقدراتك دومًا؛ الأمر الذي قد يؤدي مع الوقت إلى التأثير على ذاتك وقدراتك ومستقبلك.
آثار الحديث السلبي على ذاتك
أشار د. مصطفى، إلى بعض الآثار السلبية التي قد تنتج عن الحديث السلبي مع ذاتك، أبرزها:
- جذب مزيد من الاحداث السلبية من حولكِ.
- التفكير الدائم بالفشل سيجذب مزيدًا منه بشكل فعلي إلى حياتك.
- شعور دومًا بالضغوظ النفسية التي قد تتسبب في إصابتك بالعديد من الأمراض، مثل: الضغط، القولون، والتهاب المعدة، وذلك بسبب ما تُعانيه من اضطرابات عصبية.
- عدم قدرتك على مواجهة الأزمات، والشعور بالتوتر بشكل دائم.
- فقد ثقتك بنفسك والأشخاص المحيطين بك.
- انتقادك لنفسك وللآخرين بشكل مستمر.
- الخوف من مواجهة المجتمع وصعوبة التواصل مع الآخرين.
- برمجة عقلك بسلبية، والتي قد تصل إلى مرحلة تدميرك ذاتك من ساق إنذار.
أهمية التفكير الإيجابي للتخلص من الحديث السلبي مع الذات
من ناحية أخرى، أكد د. مصطفى أن التفكير الإيجابي سيُخلصك من الأفكار السلبية مهما كانت، كما أنه سيُساعد على التعامل مع الضغوط، ويُمكنه تحسين صحتك بشكل طبيعي وفعال. هنا أظهرت بعض الدراسات بالفعل أن سمات الشخصية مثل التفاؤل والتشاؤم يُمكن أن تؤثّر في عدة مناطق من صحتنا وعافيتنا. لذا يُعد التفكير الإيجابي، الذي يصحبه عادةً التفاؤل، جزءًا أساسيًّا من التحكم في التوتر.
وأضاف: "لا يعني التفكير الإيجابي أن تتجاهلي مواقف الحياة المُزعجة. بل المقصود بالتفكير الإيجابي أن تتعاملي مع المواقف المزعجة بطريقة أكثر إيجابية وإنتاجية.؛ تعتقدين أن الأفضل سيحدث وليس الأسوأ".
المنافع الصحية للتفكير الإيجابي والقضاء على الحديث السلبي
وفي هذا الشأن، أضح د. مصطفى، أن الباحثون يواصلون جهودهم في اكتشاف آثار التفكير الإيجابي والتفاؤل على الصحة. وتتضمًّن المنافع الصحية التي قد يُوفِّرها التفكير الإيجابي ما يلي:
- خفض معدلات الاكتئاب.
- تقليل مستويات الشعور بالتوتر والألم.
- مُقاومة عالية للأمراض.
- تحسُن مهارات التكيُف خلال الأوقات الصعبة.
- التمتع بصحة نفسية وبدنية أفضل.
خطوات التخلص من الحديث السلبي مع ذاتك
وبحسب ما قاله د. مصطفى، يُمكنك أن تتعلمي كيف تحوِّلين التفكير السلبي إلى تفكير إيجابي. وهذه العملية بسيطة، لكنها تحتاج إلى وقت وممارسة لتكتسبي عادة جديدة في نهاية الأمر. وفيما يلي أهم خطوات التخلص من الحديث السلبي مع ذاتك:
حددي ما تريدين تغييره.
إذا كنتِ تريدِ أن تصبحي أكثر تفاؤلًا، ويكون تفكيرك أكثر إيجابية، فحددي أولًا جوانب الحياة التي تفكري فيها عادة بطريقة سلبية؛ سواء كانت العمل أوالانتقالات اليومية أو قلبات الحياة أوعلاقاتك. يمكنك البدء بشكل بسيط بالتركيز على أحد الجوانب لتفكير فيها والتعامل معها بطريقة أكثر إيجابية. لذا ابدأي واختاري جزء سلبي ودربي نفسك على التخلص منه فورًا.
قيّمي نفسك
توقفي لحظة مع نفسك، وقيّم ما تُفكري فيه بشكل مُتكرر خلال اليوم. وإذا وجدتِ أن أغلب أفكارك سلبية، فحاولي إيجاد طريقة لوضع لمسة إيجابية عليها، على سبيل المثال: اسمعي أغنية جميلة تتحرك نحوها مشاعرك الإيجابية .
كوني منفتحة للمزاح
أعطي نفسك الإذن للابتسام أوالضحك خاصة أثناء الأوقات العصيبة. ابحثي عن المرح فيما يحدث كل يوم. حينما تضحكين ستشعرين بتوتر أقل.
اتبعي نمط حياة صحيّ
احرصي على ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة تقريبًا في معظم أيام الأسبوع. ويُمكنك أيضًا تقسيمها على فترات مدة كل منها 5 أو 10 دقائق خلال اليوم. فممارسة الرياضة قد تؤثر إيجابيًا في مزاجك وتخلصك من التوتر؛ كذلك اتبعي نظامًا غذائيًا صحيًا لتوفير الطاقة لعقلك وجسدك، واحصلي على قسط كافٍ من النوم، وتعلمي أساليب التعامل مع التوترعن طريق تدريب عقلك على جذب التفكير الإيجابي في المواقف الصعبة على وجه التحديد.
جرّبي الحديث الإيجابي مع النفس
ابدأي بهذه القاعدة البسيطة: لا تُحدّثي نفسكِ بأي شيء لم تقوليه للآخرين. كوني رفيقًا بنفسكِ وشجعيها. إذا خطرت لكِ فكرة سلبية، فقيِّميها بطريقة عقلانية، واستجيبي للتأكيدات بشأن ما تتميزين به من صفات جيدة، وفكّري في أشياء تُقدريها في حياتك بشكل يومي.
خالطي الأشخاص الإيجابيين
تأكدي من وجود أشخاص إيجابيين وداعمين يُمكنك الاعتماد عليهم لتزويدك بالنصائح والمُلاحظات المُفيدة للتغلب على الحديث السلبي بذاتك. وعلى الجانب الآخر، قد يرفع الأشخاص السلبيون مستوى التوتر لديك ويجعلونك تشكين في قدرتك على التعامل مع الضغوط بطرق صحية، لذا تخلي عنهم فورًا.