تطوير الذات والثقة بالنفس نصائح لتطوير الذات

6 نصائح لتطوير الذات مبنية على العلم

عبد الرحمن الحاج

على العكس من الاعتقاد السائد فإن تحسين وتطوير الذات لا يقتصر فقط على الناحية المهنية أو الأكاديمية، وإنما يمتد ليشمل مختلف نواحي الحياة بما في ذلك الصفات والسمات الشخصية وحتى الأدوار التي نقوم بها في حياتنا الشخصية (مثل دور الابنة، الزوجة، الأم)، لذلك لا تجعلي جهودك لتطوير الذات تقتصر فقط على الالتحاق بدورات تدريبية أو تعليمية إضافية واجعليها جزء من مختلف نواحي حياتك.

أهمية التخطيط الجديد لرحلتك لتطوير الذات

أهمية التخطيط الجديد لرحلتك لتطوير الذات

أهم ما يجب أن تقومي به بعد أن تقرري محاولة تطوير ذاتك وتغيير حياتك للأفضل، أن تضعي مخطط أو استراتيجية جيدة لرحلتك لتطوير الذات لتجنب أكبر قدر ممكن من العقبات والمشكلات التي قد تواجهك خلال رحلتك لتطوير الذات، وتجنب إضاعة الوقت والجهد في اتخاذ القرارات الخاطئة بشأن أهدافك المتعلقة بتطوير الذات.

ومن بين أهم مراحل التخطيط لتطوير الذات، إن لم يكن أكثرها أهمية على الإطلاق، هي اختيار هدف أو نقاط أو نواحي تطوير وتحسين الذات في حياتك، ففشلك لسبب أو لآخر في القيام باختيار الجزء المناسب من حياتك الذي ستحاولين تطويره وتغييره للأفضل، يعني فشل محقق لخططك لتطوير الذات، ولتجنب ذلك، إليك عدة نقاط يجب وضعها في الاعتبار عند اختيار أهدافك لتطوير الذات:

  • تجنبي اختيار الجزء من حياتك الذين ترغبين في تطويره وتحسينه للأفضل بناء على قناعات ومعتقدات الآخرين، على سبيل المثال تجنبي اتخاذ إجراءات ما تتعلق بتغير مظهرك الخاص كجزء من خطتك لتغيير الذات، لمجرد أن الغالبية لديها معايير محددة فيما يتعلق بالمظهر الجيد أو الملائم، وبدلا من ذلك احرصي على أن يعكس مظهرك قناعتك ومعاييرك الشخصية المتعلقة بالجمال والمظهر الجيد وليس معايير ومعتقدات الآخرين.
  • ركزي دائما على محاولة تطوير وتحسين الجوانب القابلة للتغير في حياتك أولا، وتجنبي تلك التي يصعب حقا تغييرها للأفضل، أو على الأقل قومي بتأجيلها لمرحلة متقدمة من رحلتك لتطوير الذات، حتى لا تستهلكي الجزء الأكبر من طاقتك في بداية رحلتك لتطوير الذات وتضعين وقتك وجهدك في محاولة تحقيق هدف يصعب تحقيقه في بداية رحلتك لتطوير.
  • احرصي على أن يكون هدفك لتطوير الذات هو جزء مؤثر ومهم في حياتك، حيث يمكن لذلك أن يضمن لك وجود حافز قوي يدفعك إلى الأمام ويشجعك على الاستمرار في محاولة تطوير الذات وتغيير حياتك للأفضل.

نصائح مبنية على العلم والدراسات لتطوير الذات

بعد اختيار هدفك لتطوير الذات أو الجانب من حياتك الذي ترغبين في تطويره، سيكون عليك البدء في اتخاذ بعض الخطوات التي من شأنها مساعدتك على المضي قدما في مخططك لتطوير الذات.

وفي ما يلي مجموعة من النصائح الهامة والمبنية على الدراسات والعلم لتطوير الذات

ابدئي بالتأمل الذاتي

  1. ابدئي بالتأمل الذاتي

التأمل الذاتي هو جزء مهم من الوعي الذاتي، وبدونه لن يكون لدينا مفهوم ذاتي واضح عما نريده وكيف نرى أنفسنا وكيف يرانا الآخرين، ومن ثم سيكون لدينا رؤية أو صورة ذهنية خادعة أو مضللة عن أنفسنا والآخرين وما نحتاج إلى تغيره، ويمكن لذلك أن يجعل كل محاولة من محاولات تغيير الذات، تأتي بنتائج عكسية، (وذلك وفقا لدراسة جونسون وآخرون، 2002)، ويمكن بكل بساطة تعريف التأمل الذاتي كالتالي: هو القدرة على إدراك وتقييم عملياتنا المعرفية والعاطفية والسلوكية وتحليل الأسباب التي أدت إلى حدوثها.

حافظي على يقظتك الذهنية

  1. حافظي على يقظتك الذهنية

اليقظة الذهنية هي الأفعال التي من شأنها لفت الانتباه إلى التجارب والخبرات التي تمرين بها في كل لحظة، ومساعدتك على التعامل معها بذكاء وعقلانية بعيدا عن المشاعر الشخصية، ومثل التأمل الذاتي، فإن اليقظة الذهنية يمكنها أن تجعلنا أكثر معرفة بما نحتاج للقيام به للمضي قدما في خططنا لتطوير الذات، كما تشجع اليقظة الذهنية أيضا على الانفتاح على التجارب والإمكانيات والفرص المتاحة والتي من شأنها مساعدتك على تطوير الذات (وذلك وفقا لدراسة لبيشوب وآخرون في عام 2004)، ويمكن وصف اليقظة الذهنية بأنها عملية تركيز الوعي على اللحظة الحالية، والانتباه إلى مشاعرك وأفكارك والبيئة المحيطة بك في الوقت الحاضر بنوع من التقبل.

حافظي على روح معنوية مرتفعة

  1. حافظي على روح معنوية مرتفعة وثقتك بقدرتك على النجاح

الروح المعنوية المرتفعة والثقة بالنفس وقدرتك على تحقيق النجاح، يمكنها أن تصنع فارق كبير فيما يتعلق بقدرتك على تنفيذ خططك لتطوير الذات، فمشاعر الإحباط والافتقار للثقة دائما ما تنجح في تثبيط عزيمة صاحبها وتجعله يشك في قدرته على تحقيق النجاح، حتى وإن كان يمتلك مقومات نجاح حقيقية، (وذلك وفقا لدراسة لدويك، 2015).

لا تهربي من مشاعرك الحقيقية

  1. لا تهربي من مشاعرك الحقيقية

مطلقا لا تهربي من مشاعرك الحقيقية، حيث غالبا ما يختار البعض بدء رحلتهم في تطوير الذات ليس كمحاولة لتطوير حياتهم للأفضل، وإنما استجابة لضغوط المجتمع من حولهم لشعور عام بأن جهودك مخيبة للآمال لمن حولك (وذلك وفقا لدراسة لسيديكيدس وهيبر، 2012)، ومن أجل ذلك ينصح بتخصيص بعض الوقت لتحليل مشاعرك الشخصية، ومصارحة نفسك بما ترغبين حقا في القيام به دون الالتفات للضغوط من حولك.

تأكدي من إعادة تقيم وضعك من حين لآخر

  1. تأكدي من إعادة تقيم وضعك من حين لآخر

إعادة التقييم هي استراتيجية عملية وفعالة من شأنها مساعدتنا على التوقف للحظات لتحليل مواقف أو أحداث مرت بنا، واستخدام ذلك التقييم الدوري في تجنب تكرار أخطاء الماضي في المستقبل، وتجنب إساءة تقدير موقفك أو وضعك الحالي، واتخاذ قرارات خاطئة في رحلتك لتطوير الذات بناء على ذلك، إعادة التقييم هي مؤشر لنسبة تقدمك وإحراز النقاط في خطتك المرسوم من أجل تطوير الذات والوصول إلى الهدف المنشود.

ابحثي عن نقاط قوتك واستخدمها

  1. ابحثي عن نقاط قوتك واستخدميها

من أهم الخطوات التي سيكون عليك القيام بها في رحلتك لتطوير الذات، هي البحث بعناية عن نقاط قوتك وتعلم استخدامها لصالحك، تجنبي الوقوع في خطأ التركيز على نقاط ضعفك حتى لا يتسبب ذلك في التثبيط من عزيمتك، في الحقيقة إن محاولة التركيز على نقاط الضعف سلاح ذو حدين، فليس الكل لديه الاستطاعة للتغلب على نقاط ضعفه، وهؤلاء يكونون كمن يحاول المشي في نفس مكانه، لذا فإن الأصوب هو التركيز على نقاط القوة والإجادة، والاستفادة منها في رحلتك نحو تطوير الذات.