تحفيز الذات وسيلتك الفعالة لتحقيق إنتاجية أكبر في عملكِ
تحفيز الذات هو البطل الحقيقي وراء تحقيق أهدافنا فبدونه نفتقر إلى العزيمة اللازمة للإنتاج من أجل العمل على تحقيق الأهداف، لأنه يمثل طريقاً ممهداً يراه الشخص كذلك وبدون صعوبات حتى وإن وجدت لأن إرادته وقوته أكبر من أي صعوبات مع تحفيز الذات، فماذا يعني تحفيز الذات؟، وما الدور الذي يلعبه في تعزيز الإنتاجية؟
ماذا يعني تحفيز الذات؟
يقصد بتحفيز الذات مهارة أساسية يملكها الإنسان يقوم من خلالها بشحن مشاعره وأحاسيسه بكل الأمور الطيبة التي لها أن تحقق أحلامه وأهدافه، ولذلك يلعب دوراً لا يمكن الاستهانة به في وصول الشخص لأهدافه على جميع المستويات، وليس فقط على مستوى العمل باعتباره خط الدفاع الأول في مواجهة الملل والرتابة التي يشعر بها الإنسان في أي وقت من الأوقات خلال مسيرة حياته الخاصة أو العملية.
ماذا تحتاج تحقيق الأهداف؟
بحسب الخبراء المختصين، يبدأ كل فرد بوضع أهدافه المرجو تحقيقها، ثم وضع الخطة المناسبة لتحقيقها، وأثناء ذلك يقوم الفرد بتحفيز نفسه من خلال التحفيز الذاتي أي الدوافع الذاتية، والدوافع الخارجية، إذ يقصد بالأولى تحقيق الأهداف من أجل الشعور الرضا، في حين يقصد بالأخيرة، تحقيق منافع مادية أو من حيث السلطة ومثل هذه الأمور.
ما العلاقة بين التحفيز الذاتي والذكاء العاطفي؟
يشير الخبراء في "مستقل" أنه يوجد ارتباطاً وثيقاُ بين التحفيز الذاتي والذكاء العاطفي، فتحفيز الذات يعني تحقيق الأهداف، وشحن الفرد بالطاقة اللازمة لتحقيقها، أما الثاني وهو القدرة على إدراك المشاعر وتوظيفها جيداً للتعامل معها بسلاسة وإيجابية، وهذا هو المزيج الذي يزيد من احتمالات نجاح الفرد في تحقيق الأهداف التي يسعى ليراها حقيقة مجسدة أمامه على أرض الواقع.
ما هي مهارات التحفيز الذاتي؟
توجد مهارات أساسية للتحفيز الذاتي، وهي مهارات ذات أهمية كبيرة لأنها تمهد للإرتقاء بالنفس، وتحقيق الأهداف، وتتمثل هذه المهارات في ما يلي:
الإيمان بالذات
يأتي الإيمان بالذات على رأس مهارات التحفيز الذاتي، ورأس الأمور التي يجب أن يمتلكها كل فرد يسعى إلى تحفيز ذاته لتحقيق أهدف معينة، كما أنه يعزز من الثقة بالنفس وهي أمر مهم جداً لتحقيق الأحلام.
الطموح
يأتي الطموح ضمن المهارات الأساسية التي يجب امتلاكها للتحفيز الذاتي سواء كانت قوة نفسية أو مادية أو عاطفية أو اجتماعية أو قوة تتمثل في السلطة.
الالتزام
يعد الالتزام بمثابة العهد الذي يتخذه الفرد أمام نفسه أو الآخرين لتحقيق الأهداف المرجوة، وهو أحد مهارات التحفيز الذاتي التي لا يمكن إغفالها أبداً.
المبادرة
يقصد بالمبادرة سرعة اتخاذ رد فعل في مواجهة أي من الأمور مع عدم التردد في تجربة أي من الخطط الجريئة، وتعد المبادرة أحد مهارات تحفيز الذات التي لا يمكن إهمالها أبداً، لأن تعني السرعة في تجربة أمور تزيد من احتمالات تحقيق الأهداف قبل أي شخص آخر.
التفاؤل
يمثل التفاؤل قوة دافعة ومهارة كبيرة الأثر في تحفيز الذات، وهو عبارة عن وجود نزعة إيجابية إلى الأمور الجيدة، وتوقع حدوث أفضل النتائج، لأنه في علم الطاقة يساهم التفاؤل في توقع الأمور الإيجابية ويعجل بحدوثها، فمثلا اعتقاد الفرد بأنه سيكون قاراً على حل المشاكل التي يواجهها سيعزز من قدرته على حلها لأنه استحضر طاقة إيجابية كفيلة بتحفيزه ذاتياً وشحنه بالطاقة اللازمة لتحقيق ما يريد.
الرغبة
هي القوة التي يملكها كل فرد بداخله لتحثه وتحركه تجاه تحقيق أمر ما، وهي أحد مهارات التحفيز الذاتي التي يجب توافرها دائماً لتحقيق الأهداف؟
والآن .. كيف يمكن زيادة الإنتاجية عن طريق تحفيز الذات؟
أكد الخبراء المعنيين على أن تحفيز الذات يزيد من الانتاجية من خلال ما يلي:
- اختيار المجال الذي يكون الشخص فيه منفرداً أو بارعاً لأن النجاح فيه سيكون أمراً بديهياً، وخصوصاً في ظل تحفيز الذات لأنه سيحقق الاستمرارية في النجاح في ذلك؟
- استمرارية التعلم أمر ضروري لزيادة الإنتاجية عبر تحقيق الذات، لأنه يجب الإطلاع المستمر لأنه لا يمكن الاعتماد على المخزون المعرفي المتوافر، وخصوصاً مع التجدد المستمر.
- تحويل الأهداف إلى أمر واقع والتحدي من أجل تحقيقها يساهم بشكل كبير في زيادة الإنتاجية، وذلك من خلال وضع خطة مناسبة، والأخذا بالأسباب لتحقيقها.
- بناء عادات إيجابية وروتيناً إيجابياً جديد يحقق العديد من الفوائد التي تزيد حتماً من الإنتاجية.
- الحرص على إحاطة الفرد نفسه بأشخاص يشاركونه نفس الاهتمامامات، وخلق منافسة شريفة، لأن ذلك يساهم في زيادة الإنتاجية وصولاً إلى الهدف المرجو تحقيقه، ولحدوث ذلك يتطلب الأمر أن يكون الفرد اجتماعياً وقادراً على تكوين علاقات اجتماعية ناجحة.
- تخصيص وقتاً كفاياً للنفس وعدم إهمالها، وتجنب نسيانها بكثرة العمل، لأ ذلك سيؤثر سلباً على الانتاجية، وخصوصاً أن النفس تميل للراحة وصفاء الذهن لتكون مهيئة دائماً لزيادة الإنتاجية، ومنها إلى تحقيق الأهداف المرجوة.
- الارتقاء بالنفس والعمل على اكتساب مهارات جديدة، وخصوصاً تلك التي يحتاجها العمل، لأن ذلك يحقق الأهداف بنجاح لا مثيله له وبانتاجية أكبر من ذي قبل.
وأخيراً، وتأكيداً على ما سبق، يجب التفاؤل أولاً وأخيراً في أمر يتم البدء فيه، مع بذل الجهد الكافي ليتحقق الهدف ويصبح حقيقة، لأنه بالعلم والاجتهاد والعمل تسير المركب بأمان رغم كل الأجواء غير المهيأة لذلك، وما يهم أن يكون التحدي أحد أهم الأسلحة التي يجب اقتنائها في مواجهة العقبات التي من الممكن أن تعترض مسيرة تحقيق الأهداف، كما يجب الاهتمام بتوافر مهارات التحفيز الذاتي لتقويته، وانتظار تأثيرات القوية على الانتاجية.