تخلي عن فكرة الاستسلام وحافظي على دوافعك للوصول إلى أهدافك بهذه النصائح
ربما يبدو الاستسلام الخيار الأفضل لبعضنا؛ ولكن تحديد السبب في ذلك أمر بالغ الأهمية. إن الأوقات العصيبة تجعل حتى أكثر الأشخاص تحفيزًا يفكرون فيه، وهذا أمر طبيعي جداً؛ فرغم رغبتنا العارمة فيه في وقت من الأوقات، إلا أن هذا التوقيت أفضل توقيت كي نمتنع عن القيام بذلك.
هُناك الأسباب الكّامنة التي تدفعّنا نحوه وتُحركها دوافع مُختلفة؛ ولكن مع ذلك، هُناك بعض الغرائز البشرية التي تلعب دورًا هامًا هنا مثل: " الخلط بين الدروس والإخفاقات، انعدام التنظيم، عدم التكيُف مع التغييرات، توقع الفشل قبل حدوثه فعليًا، الإيمان بأن النتيجة أهم من الرحلة".
كثيراً ما يقول المتفوقون أن اللحظة التي أوشكوا فيها على الاستسلام كانت اللحظة التي سبقّت انطلاقة نجاحهم. إن الإحباط، والفشل أمور مُروعة فعلًا، إلا أن هُناك سببًا لذلك، وهو أننا نتخلى عن شيء نعرف من أعماق أنفسنا أنه مُمكن.
بالتأكيد حديثنا معكِ اليوم لن يعرف مكان للفشل أوالإنجراف تجاه اليأس أوالتخلي عن الأهداف التي تطمحين إليها. لذا لا تحكُمي على نفسكّ بقسوة، ولا تفترضي أنكِ غير قادرة على فعل أي شيء عندما تفشلي في الحصول على ما تُريدينه، فأنتِ لا تُدركي أن بإمكانك مُعالجة الأمر ببساطة من خلال تجربة نهّج مُختلف.
والأهم عليكِ ألا تُفكري بشدة في الهدف النهائي، أوتعتقدي أن هُنالك طريقة أواثنتين لتحقيقه؛ بل تأكدي أن هُناك مئات السُبل الأخرى التي لا تُدركيها.لذا كوني مُنفتحة على جميع الاحتمالات، وغيري وجهة نظرك، واسألي نفسك دومًا هل هُناك طرائق أخرى أفضل يُمكنني تجربتها؟
عمومًا الندم والتحسُر على الماضي مضّيعة للوقت ليس إلّا؛ لذا قبل أن تستغني عن حلمك، فكري كيف يُمكن أن تتغير حياتك لوحققتيه؟ ولا تتركي مجالًا للندم في المُستقبل بسبب قرار تتخذيه في الحاضر.
ولتحقيق ذلك، سنستعرض خلال السطور القادمة أهم النصائح للتخلي عن فكرة الاستسلام واستكمال مسيرتك بقوة وتحدي للوصول إلى أهدافك في خطوات ثابتة، وذلك من خلال استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.
النصيحة الأولى: تأكدي أن الأمور العظيمة لا تأتي بسهولة
مهما كان التحدي كبيراً، فإن كسره وتجاوزه أمر لابد منه؛ هكذا أكد دكتور مصطفى على ضرورة إيجاد الطرق التي تدفعك إلى الأمام، وتعلم وفهم الأمور التي تقوي عزيمتكِ حقًا؛ ولكي تظل دوافعك قوية، ينبغي عليك أن تتعلمي التغلب على التحديات وعدم الاستسلام، وذلك بغض النظرعن مدى صعوبتها.
النصيحة الثانية: تجاوزك الفشل هو بداية لعدم الاستسلام
إنّ احتواء مشاعر الفشل يُساعدكِ على تقبّلها؛ ونعني باحتوائها مُحاولة فهمّها والاعتراف بوجودها، بدلًا من محاولة قمعها أوإنكارها؛ ويُمكنك إدراكها بمعرفة ما تُثيره في نفسك من عواطف ومشاعر تتضمن الحزن، أو الخوف، أو الخجل. وتجدر الإشارة إلى أن اعترافك بالفشل لا يعني أن تجعلي من نفسك سببًا رئيسيًا للفشل، بل أن تتعاملي معه على أنه فرصة للتعلم، وتبذلي جهد في معرفة الأخطاء التي ارتكبتيها، والتركيز على الحلول الفعالة في تحقيق النجاح في المرات القادمة.
النصيحة الثالثة: الحفاظ على الدافع سر النجاح
من المهم أن تُحافظي على السبب الذي يدفعك في كل مرة إلى بذل الجهود لتحقيق غاياتك وأهدافك المُختلفة، ومن النصائح التي تُساعدك على التمسك بالدافع للوصول إلى النجاح حسب دكتور مصطفى ما يلي:
· إعداد خطة واضحة تتضمن الأهداف التي ترغبي في تحقيقها، ثم التفكير في السبب الذي يدفعك إلى فعلها.
· مشاهدة أحد الأفلام التحفيزية، أو قراءة قصص لشخصيات ملهمة، فذلك سيُعزز في نفسك الرغبة في النجاح، ويؤكّد على مدى القدرة التي تمتلكيها لتحقيق ذلك.
· اتخاذ القرارات المُناسبة لِما يُمكنك فعله في الحاضر لتحقيق التقدم، بدلًا من الاستمرار في توقع ما قد يحصل، أو ما قد يُواجهك من صعوبات.
النصحية الرابعة: التعلم من الأخطاء يقضّي على المخاوف
يُعد الفشل إحدى التجارب الشخصية التي تضّعك في مواجهة مع أخطائك ومخاوفك؛ لذا وجِهّي ذاتهك نحو ابتكار طرق جديدة إبداعية تُساعدك على تجاوز الفشل وتحقيق النجاح. من ناحية أخرى، الفشل يعدّ حافزًا يُمكِّنك من خلاله تكثيف جهودك في تطوير وتحسين أدائك، وذلك من خلال تقييم الإستراتيجيات التي حالت دون تحقيق النجاح والوصول إلى المراد، وتحديد ما ينبغي تغييره، وإعادة هيكلته مرة أخرى.
على سبيل المثال؛ قد تُواجهين فشلًا في إنجازك لإحدى المهام المطلوبة ضمن المؤسسة التي تعملين بها، بسبب نقصٍ في أعضاء الفريق، لذا وقبل البِدء بتنفيذ مهمة أخرى، واتخاذ القرار بتكرار المُحاولة، فإنك لا بدّ من إحضار موظفين آخرين على كفاءة عالية للمساعدك في إتمام العمل وإنجاز المُهمة بنجاح
النصيحة الخامسة: تحمل المسؤولية يُكسبك خبرات متنوعة
إن تجنبك تحمل مسؤولية أفعالك، وتجاهُلك الأسباب الحقيقية وراء وقوعك بالفشل والاستسلام لذلك؛ بالتأكيد ستحرمي نفسك من خبرات مفيدة يُمكنك أن تتعلميها من تجاربك المُختلفة. وعلى النقيض من ذلك، فإن جلّد ذاتك ولومها بشكل مبالغ فيه يزيد العبء على نفسك، ويزيد من مشاعر القلق والتوتر بداخلك. وهنا أكد دكتور مصطفى أن في كلتا الحالتين ينبغي عدم اختلاقك الأعذار، والسعي في تحديد نقاط الضعف وأسباب الفشل، والتفكير في الطريقة التي يُمكنك من خلالها تحقيق أفضل النتائج.
النصيحة السادسة: التركيز على الأكثر أهمية بالنسبة لكِ
ركزي طاقاتك على أهدافك التي تُريدينها حقًا في الحياة، والتي تُناسب قيمك الأساسية. على سبيل المثال: إذا تمنيتِ دائمًا أن تكوني طبيبة، أومساعدة الناس أمر هام بالنسبة لكِ، فإن الذهاب إلى كلية الطب قد يكون هدفًا مناسبًا تمامًا. على الجانب الآخر، قد تشعرين بعدم الاكتفاء إذا أردتِ مُساعدة الناس لكن هدفك في الحياة هو العمل في مجال الإعلان.
لذا أعدِ تقييم قائمة أهدافك وقارنيها بدوافعك. هل تعمل دوافعك على نحو مُعاكس لأهدافك أم أنهما يعملان سويًا؟ لنفترض أنكِ تُريدين أن تُصبحي طبيبة، لكنكِ تجدي أن دافعك ليس مُساعدة الناس، وإنما كسب الكثير من المال.هل تقبلين هذا أم أنكِ ستكوني غير سعيدة في وظيفتك على المدى الطويل؟
النصيحة السابعة: التخلص من مشاعر اليأس لعدم الاستسلام نهائيًا
حينما لا تسير الأمور وفقًا لما أردتِ، فمن السهل أن تبدأي في الشعور باليأس، والعجز، أو كأنك لا تستطيعي إحداث تغيير في حياتك. لكن كل ما يعنيه الأمر حقًا هو أنكِ لم تجدي طريقًا ناجحًا وفعّالًا؛ ربما كان التوقيت خاطئًا أو ربما تكوني في حاجة لاكتساب المزيد من المهارات أوأنك لم تكتشفي الطريقة الصحيحة فقط. وهنا ينصحك دكتور مصطفى بضرورة الاستمرار في المُحاولة، حتى إذا كان ذلك يعني أنك ستواجهين مزيدًا من الإحباطات، وتأكدي أن النجاح يأتي من المثابرة. وهنا يُمكن لمستشار أو طبيب مُساعدتك على تعلم طرق تفكير جديدة ومُنتجة.
النصيحة الثامنة: التركيز على الأهداف الملموسة والواقعية
وضعك أهداف غير معقولة وغير واقعية من المُمكن أنه يهيئك للفشل. إذا أردتِ دائمًا وظيفة مثالية أو منزلًا مثاليًا أو حياة مثالية فأنتِ شخص ينّشد الكمال! وهنا أوضح دكتور مصطفى أن السعي للحصول على الأفضل أمر جيد، لكن الباحثين المُتطّرفين عن الكمال يميلون لأن يكونوا تعساء وغير منتجين.
لذا ضع أهدافًا بعيدة لكنها قابلة للتحقيق. وتأكدي أن وجود هدف مرتفع سيعمل على تحديك وتحفيزك دون تهيئتك للسقوط. على سبيل المثال، استهدفي الحصول على نتيجة مرتفعة في اختبار SAT دون الإصرار على الكمال، لكن كوني سعيدة إذا لم تتفوقي فيه. كذلك ضعي أهدافًا قابلة للقياس "أن تكوني الأفضل" أمر رائع؛ لكنه ليس مؤثرًا بالفعل كهدف قصير أو طويل الأجل.عمومًا تحقيق أهداف واقعية سينتهي بكِ لاكتساب المزيد من الثقة، وعدم الاستسلام أمام التحديات التي تواجهينها، والتقليل من خوفك من الفشل.