التفكير خارج الصندوق لغز الإبداع ... إليك 8 طرق لحل اللغز
سُنعاود حديثنا من جديد عن فن التفكير خارج الصندوق، وسنبدأ من حيث انتهينا؛ فبعد ما تطرقنا إليه في مقالًا سابقًا، وتوصلنا إلى أنه هو التفكير بشكل مختلف، والذي يتطلب استخدام أنماط التفكير الجديدة بعيدًا عن الأنماط والاستنتاجات التقليدية، خصوصًا في مجالات العمل المتنوعة، وتأكدنا أنه مرآة المرأة القوية، للتميُز بين الآخرين، ومواكبة المُتغيرات في شتى الأمور الحياتية والمهنية.
معنا اليوم استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا، الذي سيُرشدك عبر موقع " هي " إلى أهم 8 طرق لتتمكني من التفكير خارج الصندوق بخطوات ثابتة، ستمنحك القوة، والنجاح، والقدرة على إدارة حياتيك بشكل افضل يليق بشخصيتك الذكية، ويُساعدك على إيجاد أسلوب مُبدع لحل المشاكل التي تعيق تُقدمك وتحقيق أهدافك في المستقبل.
التفكير خارج الصندوق من منظور علمي
بحسب دكتور مصطفى، عليكِ أن تدعي كل تجاربك وأفكارك ومبادئك جانبًا، لتأتي بحل جديد لا يعتمد على أي شيء موجود بالصندوق، وأن تتركي لعقلك أن يختبر كل فكرة مهما كانت سخيفة أو غريبة دون ترشيح أوانتقاء؛ وتأكدي أنها مهارة ترتكز أساسًا على قدرتك على الإبداع.
طرق فعالة للتفكير خارج الصندوق
أوضح دكتور مصطفى، أنه من المصطلحات المُستخدمة على نطاق واسع في بيئات العمل، وهو يعني التفكير بطريقة إبداعية خارجة عن المألوف، ويُعتقد أن هذا المُصطلح مُستمد من الاستشاريين الإداريين في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين؛ أما عن طرق التفكير خارج الصندق بشكل فعال، فهي:
-
القراءة تفتح آفاقًا جديدة
لتتعلمي التفكير الإبداعي، ينبغي عليكِ أن تكون القراءة عادة يومية وضرورية، لتفتيح لكِ آفاقًا جديدة من المعرفة والاستكشاف. تؤكدد أبحاث علمية أن القراءة مفيدة للشخص على عدة مستويات، خصوصًا كتب الخيال التي يُمكن أن تساعدك في أن تكوني أكثر انفتاحًا وإبداعًا.
-
التعلم الذاتي المُستمر مفتاح النجاح الحقيقي
التعليم الذاتي جزء حيوي من نمو الفرد وتطوره؛ يُركز على بناء وعيّك ومعارّفك، ويُساعد في تطوير مواهبك، وتحسين مهاراتك الشخصية، وبالتالي إدارة نفسك بفعالية تدفعك إلى التحفيز المستمر والإلهام. كما أنه يُساعدك لتكوني أفضل نسخة من نفسك، ويساهم في تعزيز مهارات التفكير خارج الصندوق، من خلال طرح الأسئلة ومحاولة العثور على أجوبة وحلول مبتكرة للمشاكل.
الجدير بالذكر، أن التعلم المستمر له أهمية بالغة في تنشيط الدماغ والحفاظ على صحتك، والعمل على تطوير ذاتك، وتحقيق النجاح المهني، فهو يفتح آفاقًا جديدة للابتكار والتفكير خارج الصندوق بشكل إبداعي.
-
تعزيز العادات الإيجابية في حياتك
عليكِ أن تسعي لتدمير العادات التي تقتّل إبداعك من خلال بناء مجموعة من العادات والسلوكيات التي تعزز قدراتك الإبداعية؛ هنا طور بي جي فوغ الأستاذ في جامعة ستانفورد نظرية عن الكيفية التي تتغير بها السلوكيات، وقد وصف ثلاث أسباب قد تجعلك تُغيرين عاداتك وهي:
- الاستيعاب: حدوث شيء يضّرك يؤدي إلى تغيير إدراكك بالكامل ويُجبرك على تغيير السلوك، على سبيل المثال"تحصلين على نتائج التحاليل ويخبرك الطبيب أنك مصابة بمرض معين ما يجبرك على تغيير نظامك الغذائي".
- تغيير البيئة:عندما تتغير البيئة المحيطة بكِ سيُفرض عليكِ أن يتغير سلوكك، على سبيل المثال: عندما تنتقلين من وظيفة إلى أخرى، سيكون عليكِ تكوين صداقات مع مجموعة مختلفة من الأشخاص الذين لديهم عادات ومعايير مُختلفة تؤثر على سلوكك.
- الخطوات الصغيرة: يُمكنك تغيير سلوكك عن طريق إجراء تغييرات صغيرة على السلوك المطلوب حتى تصبح هذه التغييرات الصغيرة جزءًا من سلوكك الجديد.
-
الاهتمام بالجودة لا الكمية سر التميُز
إن الاهتمام بالكمّ فوق الجودة لن ينتج عنه سوى تقسيم جهودك على عدة أشياء لن يخرج أي منها بالجودة المطلوبة؛ لذا لا تستعجلي، واعطي نفسك الفرصة لتخرجي بكل الأفكار المُتاحة ثم قومي باختيار الأفضل منها.
-
البحث على الإلهام لتحقيق الإبداع
الإلهام قد يأتي من أي شيء؛ كل ما عليكِ هو أن تربطيه بما تعملي عليه، إلا أن أهم ما قد يُلهمك للتفكير خارج الصندق هو "القراءة، التصفح، مشاهدة الفيديوهات، والأفلام الوثائقية"؛ وغيرها من متابعة المُحتوى المُلهم والمُفيد.
-
تغيير عالمك لتطوير تفكيرك
ربما من أكثر الأمور لتُغيري من طريقة تفكيرك هي تغيير بيئتك، أو ما تفعليه؛ واختبار فِكر والقيام بأشياء جديدة. من المُمكن تجربة هواية جديدة كالسباحة، التعرف على أناس من ثقافات وبلاد مختلفة، حضور ورشة عمل لصناعة أخرى غير التي تعملين بها، أو حتى دراسة لغة جديدة كاليابانبة، كل هذه الخيارات ستصنع لكِ عالمًا جديدًا وتستبدل عدسة رؤيتك للعالم بأخرى مُختلفة.
-
الاتصال بالآخرين بصورة أكثر إبداعًا
سيكون ذلك مفيدًا خاصة إذا لم يكن هؤلاء الأشخاص من نفس مجال عملك؛ يُعطيكِ هؤلاء الأشخاص منظورًا مختلفًا لعملك لم تكوني لتعرفيه من شخص مُشبع بنفس أفكارك. كذلك ستتمكني من مقابلة أشخاص يحفزون طاقاتك الإبداعية، فهم يفكرون بطريقة مختلفة عن طريقتك.
-
الانتبهاه لأفكار الآخرين وتعلم الاستماع
سيُساعدك ذلك على تبني افكارك الخاصة؛ أما معرفة طريقة الآخرين في التفكير، سُتساعدك على الركود في طريقتك. لذا عليكِ دراسة افكارهم التي نجحت والتي لم تنجح، وادرسي أنشطتهم المُشجعة على التفكير الإبداعي؛ وتأكدي أن من سبل تنمية التفكير الإبداعي الالتزام بالصمت والاستماع لما يقوله الآخرون.
وفي النهاية، التفكير خارج الصندوق مهارة مكتسبة إلا أنها تتطلب أن تتصف بحب الاستطلاع، الصمود، الشجاعة، والثقة بالنفس، والانفتاح على الأفكار الجديدة حولك، بقدرتك على الابتكار وحل المشكلات التي تواجهك.
كذلك تذكري عند تعاملكِ مع الآخرين، أنكِ ستقومين بعرض أفكار غير عادية؛ خصوصًا في علاقات العمل، ولا تنسي أن أفكارك لن تنجح دائمًا، لكن لا بأس! فهذا جزء من عملية التعلم، ولهذا ستحتاجين لأن تفكري في أسوأ الاحتمالات المُمكنة أثناء إثارة فكرة ما.