الصمّت سلاح لتطوير حسّك الإبداعي وتواصلّك مع ذاتِك والآخرين...إليك فوائده
الصمت هو حالة من تهدئة العقل، والبحث في الداخل، فكل الأجوبة التي تريديها في حياتك موجودة بداخلك، إلا أنك لن تكتشفيها إلا في حال جلوسك مع ذاتك واعتزال الآخرين لفترة من الزمن.
يُقربك الصمت من ذاتك ورسالتك، ويدعمك ويُثبت خطاكِ في الحياة، فهو مخزن الإلهامات والإبداعات، ويمنحك قدرة رائعة على التحكم في المشاعر والانفعالات؛ حيث تخضع المشاعر إلى فلتره الذي يسمح لكِ في رؤية ما وراء الأمور، كأن تسألي نفسك عن السبب الكامن وراء غضب شخص ما منكِ أو السبب في سير الأمور بتلك الطريقة في حياتك.
لذا دعينا نُطلعك على فوائد الصمت لفتح أفاقًا جديدة في عقلك وتطوير حسك اإبداعي وتواصلك مع الآخرين، وذلك من خلال الأخصائية النفسية هايدي محمد من القاهرة
فرصة لإعادة التركيز على أهدافك
أوضحت هايدي، أن الصمت فرصة لإعادة التركيز على أهدافك، وغايتكِ من الحياة، فعندما تجلسين مع ذاتك؛ تبدأي في البحث عن الإجابة للاسئلة الأكثر أهمية في حياتك؛ مثل " ما هي رسالتي في الحياة؟ أين موقعي الحالي؟ ما هي قيمتي في الحياة؟ وهل سلوكياتي مُتماشية معها؟
التحكم في ردّات فعلك
وأضافت، يبقى السكوت هو الحل الأمثل الذي قد يُساعدك على تجميع أفكارك لاتخاذ القرارات بطريقة صائبة؛ كما أنك تُعطي انطباعًا بالقوة والقدرة على التحكم في ردّات فعلك، وأنك لن ترضخي إلى أساليب الآخرين في المواقف المختلفة.
شعورك بالرضا والحكمة
أشارت هايدي، إلى أنكِ من خلاله ستكتشفين أبعادًا جديدة في حياتك، وتكتسبين هدوءًا ويلامًا داخليًا كبيرًا، وتعطي فرصة لنفسك للبحث عن ما وراء الأشياء؛ على سبيل المثال: " إن كنتِ تتعاملين مع أشخاص سلبيين في محيطك، فستدركين أن هناك مستويات مختلفة من الوعي بين البشر، وأن عليك تقبل هذه الاختلافات في الوعي.
قراءة الإشارات تُلازمك
يٌعطيكِ فرصة لمعرفة الخالق أكثر، فكلما طلبتِ من الله دعمك وإنارة دربك وتسهيل وصولك إلى هدفك؛ أنعم عليكٍ بالإلهامات والأفكار المُذهلة التي ستقلب حياتك للأفضل؛ لذا كوني مع الله دومًا بكل جوارحك وستشعرين بمدى عظمته في كل تفاصيل حياتك.
قيمة الكلمات والمشاعر عنوانك
تأكدي أن من يتكلم كثيرًا يفقد وقعّ الكلمات في الروح، ويغدو كل شيء مُستهلكًا بالنسبة عليه؛ لكن مع الصمت ستتعرفين على قيمة الكلمات والمشاعر، ستتكلمين باتزان ودقة، مُتوخية الصدق فيما تقولين، ومُعبرة عمّا في داخلك بأسلوب راقِ يبدو لمن حولك عنوان شخصيتك لمن يستحقون.
فرصة ذهبية للابتكار والإبداع
يُحفز السكوت الجانب الإبداعي من الدماغ، ما يجعلك أكثر استعدادًا لتقبل الإلهامات وأكثر قوة لاتخاذ القرارات المفصليّة في حياتك. في حين يفقدك الكلام طاقتك، وقدرتك على الابتكار، ويُحجم من مواهبك.
التواضع من سماتّك
عندما تُتّقنين فن السكوت، فإنكِ تُصبحين أكثر تواضعًا وقربًا من الأشخاص، وليس العكس؛ إذ تنتصري على الأنانية، وتتحرري من الصورة الزائفة، وتتقربي من حقيقتك وجوهرك.
التفكير في أولوياتك والدفاع عنها
عندما تتعلمين السكوت، ستكونين قادرة على إدارة حياتك بالشكل الأمثل؛ حيث يكون لديكِ الوقت الكافي للتفكير في أولوياتك، بينما في حالة اعتمادك الكلام المُبالغ فيه، فستكونين عرضّة إلى الفوضى، وضياع الأهداف والأولويات، وستقومين بسلوكيات لصالح الأخرين على حساب مصلتك الشخصية.
تأثيرات الصمت على شخصيتك لتطوير ذاتك
من ناحية أخرى، أكدت هايدي أن السكوت له تأثيرات إيجابية على سخصيتك، أبرزها:
- يمنحك طاقة قوية للتفكير بعمق.
- يجعلك تُسيطرين على من أمامك.
- يولّد لدى الآخرين شعورًا بالغيظ الشديد، لأنهم يعتبرونه هجومًا مستترًا.
- الحل الأمثل لمعظم المشاكل.
- يُدمر أسلحة من تتشاجرين معهم.
- يُعلمك حسن الاستماع الذي يفتقده الكثيرون.
- يولّد الاحترام في المواقف الصعبة.
أقوال الحكماء عن الصمت
- الكلام كالدواء؛ إن أقللت منه نفع، وإن أكثرت منه قتل.
- في كثرته، تكون الهيبة.
- هو الصديق الوحيد الذي لن يخونك أبداً.
- من كَثُر كلامه قل احترامه.
- إذا تم العقل نقص الكلام.
- إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب.
- سلامة الإنسان في حفظ اللسان.
- من الإصغاء تأتي الحكمة، و من الكلام تأتي الندامة.
- أول العلم الصمت، والثاني حسن الاستماع، والثالث حفظه، والرابع العمل به، والخامس نشره.
- العربة الفارغة أكثر جلبة من الممتلئة.
- الندم على السكوت خير من الندم على القول.
- كثرة الكلام تدل على ضعف العقل.
- السكوت علامة الرضا.
- إذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر انت بحسن صمتك.
- لا نُحسن التكلم إلا متى أحسّنا السكوت.
- لابد أحيانًا من لزوم السكوت ليسمعنا الآخرون.
- يجب أن تعمل في صمت، ولا يجب أن يكون السكوت عملك.
- الثرثرة لا تفيد، لكنها قد تساعد السكوت على تأكيد وجوده أحيانًا.
- حين لا تعرف، أولى بك أن تحتضن السكوت رفيقًا حتى تدركك المعرفة.
- إن الإنسان في حاجة إلى عامين ليتعلم الكلام، وإلى ستين عامًا ليتعلم الصمت.
أقوال جميلة عن الصمت
- من كتم سره كان الخيار بيده.
- ما ندمت على سكوتي مرة، لكنني ندمت على الكلام مراراً.
- من الإصغاء تأتي الحكمة، ومن الكلام تأتي الندامة. تعظنا النملة دون أن تنبس بكلمة
- إذا صمت صديقك، ولم يتكلم فلا ينقطع قلبك عن الإصغاء إلى صوت قلبه؛ لأنّ الصداقة لا تحتاج إلى الألفاظ والعبارات.
- إذا أراد أحدكم الكلام فعليه أن يفكر في كلامه، فإن ظهرت المصلّحة تكلم، وإن شك لم يتكلم حتى تظهر.
- لقد تعلمت الصمت من الثرثار، والتساهل من المتعصِّب، واللطف من الغليظ، والأغرب من كل هذا أنني لا أعترف بجميل هؤلاء المعلّمين.
- وحشة الألم أن تتألم ولا تدري ما يؤلمك، أن يسلمك الألم إلى السكوت ليحملك إلى مساحات أخرى جديدة يكون الكلام عنها وفيها شيء سخيف.
- لا نحسن التكلم إلّا متى أحسنا الصمت.
- لا بد أحيانًا من لزوم السكوت ليسمعنا الآخرين.
- إذا لم يكن كلامك خيرًا من سكوتك فالصمت أولى بك.
- لا تطلقنّ القول في غير بصر إن اللسان غير مأمون الضرر.
وأخيرًا، الصمت هو العلم الأصعب من علم الكلام، يصعب أحيانًا تفسيره وهو أفضل جواب لبعض الأسئلة، وقيل قديمًا أنه إجابة رائعة لا يتقنها الآخرون. لذا اعتمدي عليه سلاحًا، لأنه يُعلمك أن لكل كلمة قوتها وتأثيرها، كذلك سيُقربك من ذاتك، لتُدركي رسالتكِ بصورة أكثر وضوحًا وعمقًا.