اضطراب القلق الإجتماعي لدى المرأة.. اليكِ أسبابه وكيفية معالجته

"أديل" و"جنيفير لوبيز" تعانيان منه.. اضطراب القلق الإجتماعي لدى المرأة وكيفية معالجته

جويل تامر

اضطراب القلق الاجتماعي (Social Anxiety Disorder- SAD) أو الرهاب الإجتماعي هي حالة من القلق والخوف الشديدين من المواقف الاجتماعية والتفاعلات مع الآخرين. يعاني الأشخاص المصابون بالاضطراب من مخاوف مفرطة من التعرض للانتقاد أو الحرج في المواقف الاجتماعية، مما يؤدي إلى تجنب الأنشطة الاجتماعية والتفاعلات مع الآخرين.

كما قال الفيلسوف والكاتب "ألبير كامو" Albert Camus، "يستهلك بعض الناس طاقة هائلة لمجرد أن يكونوا طبيعيين" Some people expend tremendous energy merely to be normal.

اذا كنتِ تعانين من اضطراب القلق الاجتماعي، قد يكون من المرهق أن يمّر يومكِ بسهولة. وقد أشارت الدراسات في هذا الصدد الى أن اضطراب القلق الاجتماعي يؤثر على حوالي 13 في المئة من الأمريكيين، وبمعدلات مماثلة في أوروبا. واطمئني لستِ الوحيدة بمواجهة هذا التحدي فبعض مشاهير العالم يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي، من بينهم "إميلي ديكنسون" Emily Dickinson و"أديل" Adele و"جنيفر لوبيز " Jennifer Lopez و"جوني ديب" Johnny Depp. مما يوضح أنه يمكن للقلق الاجتماعي أن يصيب الجميع حتى المشاهير.

 

 

1
اذا كنتِ تعانين من اضطراب القلق الاجتماعي، قد يكون من المرهق أن يمّر يومكِ بسهولة

عوارض اضطراب القلق الاجتماعي

يتميز الاضطراب الإجتماعي بالأعراض الجسدية والعاطفية والسلوكية التي تتضمن القلق الشديد والتوتر والخوف والتعرق والرجفة والصعوبة في التحدث والتنفس، وغالباً ما يؤدي إلى اضطرابات النوم والاكتئاب والعزلة الاجتماعية.

إضافة إلى الخجل والخوف من الناس وخاصة التجمعات لأكثر من شخصين والانطواء والكآبة المستمرة والملل الدائم والقلق والوساوس والشرود والهم الدائمين والنحافة الجسدية عند أكثر المصابين بالرهاب هناك أيضا:

النظر بتوجس وريب إلى الناس

التعامل بطريقة محدودة مع الناس والمجتمع في العلاقات الاجتماعية حتى الضرورية منها.

المصاب بالرهاب غالبا يخاف من التعبير عن رأيه وهو شديد المداراة للناس (هذا ناتج عن عدم ثقته بنفسه وأيضا الخوف من محاسبة الناس له)

تصرفات المصاب بالرهاب تتسم بالتناقض فهو يحب ويكره في نفس الوقت مثلا...

 

2
تصرفات المصاب بالرهاب تتسم بالتناقض فهو يحب ويكره في نفس الوقت مثلا

ومن أعراض الرهاب الاجتماعي الجسدية بالإضافة إلى النحافة هناك تسارع للنبض، الشعور بالغثيان أحيانا خاصة أمام الجمهور، في الحفلات والمناسبات أو الأسواق... إضافة إلى فقدان الشهية، وكل هذا يرجع إلى خلل في الجهاز العصبي المركزي الذي برمجة صاحب المرض على ذلك بمرور الوقت '.

يشعر المريض بالندم دائما نتيجة تصرفاته فهو شديد المراقبة لها مع الناس ويقول دائما "ليتني ما تكلمت... ليتني ما فعلت..."

لا يستطيع الفرد على ذلك بناء علاقة اجتماعية قوية وصادقة مع أي إنسان حتى مع أقاربه... فهو يشك في كل شيء...

يميل المريض عادة إلى إعطاء الأمور حجما يفوق حجمها نتيجة خوف من مراقبة الناس له، وأحيانا يقع في التناقض كما أسلفنا فقد يرى الشيء التافه أمرا في غاية الخطورة ويرى المصاب الجلل تافها.

تعرفي الى الأسباب

3
لا تستطيعين بناء علاقة اجتماعية قوية وصادقة

الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالرهاب الاجتماعي متعددة، ومن بينها:

التربية: تعد التربية أو التنشئة الخاطئة للفرد خاصة في المجتمعات التي يسودها التحفظ أو تطغى عليها الأبوية والتسلط والبيئة التي ترفض إبداء الرأي والتعبير عنه، فينشأ الفرد وهو يراقب كل حركاته ، فهذه نتيجة حتمية للتخويف من الناس ومن المجتمع "حذار أن يراك الناس"، "ماذا يقول الناس عنك" فلا يتصرف بكامل الحرية ويشعر دائما بالخوف ولا تكون له الإرادة المطلقة في هذا التصرف ولكن يبقى يراقب أعين المجتمع باستمرار وهكذا ينشأ مرض الرهاب الاجتماعي لدى الفرد.

الوراثة: حيث يعتقد البعض أن هذا الاضطراب يمكن أن يكون مرتبطًا بالوراثة، ويمكن أن ينتقل عبر الجينات.

الخبرات السلبية في الماضي: قد يكون لدى الشخص تجارب سلبية في الماضي مع المواقف الاجتماعية، مما يؤدي إلى تطوير الرهاب الاجتماعي في المستقبل.

الأحداث المؤلمة: مثل الفشل في العمل أو الزواج أو الخسارة في المسابقات الاجتماعية، مما يؤدي إلى زيادة القلق والتوتر في المواقف الاجتماعية.

العوامل البيئية: مثل التعرض المستمر للضوضاء أو الأضواء الساطعة أو البيئة المزدحمة، مما يزيد من مستوى التوتر والقلق.

طرق العلاج

 

4
يمكن علاج اضطراب القلق الاجتماعي

يمكن علاج اضطراب القلق الاجتماعي بواسطة العلاج النفسي، والعلاج الدوائي، والعلاج المعرفي-السلوكي، والذي يتمثل في مساعدة الأشخاص المصابين على تغيير نمط تفكيرهم وتعلم مهارات التعامل مع المواقف الاجتماعية بطريقة صحيحة وفعالة.

هناك عدة طرق يمكن استخدامها لمعالجة هذا الاضطراب، ومنها:

 العلاج النفسي: حيث يتم استخدام مختلف التقنيات النفسية لمساعدة الشخص على تغيير تفكيره السلبي وتعلم كيفية التعامل مع المواقف الاجتماعية بثقة.

العلاج الدوائي: يتم استخدام بعض الأدوية التي تساعد على تخفيف الأعراض النفسية المصاحبة للاضطراب القلق الاجتماعي.

 تدريب المهارات الاجتماعية: حيث يتعلم المصاب بالاضطراب كيفية التعامل مع الآخرين وتحسين مهاراته الاجتماعية، مما يساعده على التخفيف من شدة القلق الذي يشعر به.

تطبيق تقنيات الاسترخاء: مثل اليوغا والتأمل والتدريب على التنفس، حيث يمكن استخدام هذه التقنيات لتخفيف التوتر والتوتر الذي يصاحب الاضطراب القلق الاجتماعي.

المشاركة في المجتمع: حيث يتم تشجيع من يعاني من اضطراب الرهاب الإجتماعي على المشاركة في أنشطة اجتماعية والمحاولة للتواصل مع الآخرين، مما يساعد على تحسين الثقة بالنفس والتخفيف من شدة القلق.

يجب على المريض استشارة طبيب مختص أو معالج نفسي بشأن العلاج المناسب له، حيث يمكنهم تحديد الخطوات الأفضل لتحسين حالته النفسية والعاطفية.