انكسار الذات يُسبب فجوة بالقلب وانهيار بالنفس...كيف تتغلبين عليه؟
انكسار الذات هو أقسى ما يُمكن أن يمر به أي إنسان، من الشعور بخيبة الأمل؛ يعتبره البعض مرض اجتماعي علاجه الوحيد هو الحصول على جرعة كبيرة من حب النفس.
وعلى الرغم من أن البعض يعتبر حب النفس، نوع من أنواع الغرور والأنانية، إلا أن انكسار الذات يحتاج إلى توجيه مجريات الأحداث لصالحها عن طريق إعادة الثقة للنفس وتخليصها من الأفكار القديمة السلبية، وخصوصًا التي تستند على أفكار الآخرين.
لذا دعينا نتعرف على علامات انكسار الذات، وكيفية التغلب عليها بطرق فعالة وعملية قد تُعزز بناء النفس وتصحيح مسارها لحياة أفضل، وذلك من خلال استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.
علامات انكسار الذات
أوضح دكتور مصطفى، أن الانكسار ليس بالأمر الهيّن الذي نتطرق إليه في سطورٍ مُسترسلة، ولكنه أمر قد يحتاج إلى مُجلدّات للوصول إلى تأثيراته العميقة التي قد تُحدِث فجوة بالقلب وإنهيار بالنفس، وربما الوفاة بشكل مفاجئ.
وبالتالي عند مناقشة أبرز علاماته المرتبطة بالحزن السّاحق، والأمراض، والإجهاد، وضعف أداء العمل؛ فليس علينا سوى توخي الحذر والتركيز على إحياء النفس بكل ما أوتينا، من قوة لتخطي هذه المرحلة، وعدم الرجوع إليها نهائيًا مدى الحياة للمضي قدمًا. أما عن العلامات فهي:
ألم جسدي
أولًا وقبل كل شيء؛ ألم في العظام، مُشكلات بالجهاز الهضمي والشعور العام بالمرض هي علامات على الاكتئاب. إذ أن شعور الانكسار يضع جسمكِ تحت الضغط، وبذلك تنتج هرمونات التوتر واستجابة للخطر. الجدير بالذكر، أن الكميات العالية من الكورتيزول يُمكنها أن تضرّ جهازك المناعي، والتسبب في ظهور الفيروسات والأمراض المتنوعة بسبب هذا الهرمون.
انخفاض المناعة
قد تشعري بألم جسدي حقيقي عندما تشعري بالانكسار؛ ولا سيما ألمك العاطفي الذي يظهر على شكل أوجاع جسدية بسبب ضعف المناعة بطريقة غير مباشرة.
القلق
عدم وجود حلول في الأفق لمشاكلك، قد يزيد من معدل ضربات القلب، تزعزع، وضيق التنفس. عمومًا هنا يجب أن تستشيري الطبيب إذا تداخلت هذه المشاعر مع حياتك اليومية.
الأرق المُستمر
هل أنتِ غير قادرة على النوم؟ قد تعاني من الأرق لأنك تشعري بالانكسار. لأن الأفكار التي لا يُمكن وقفها، إلى جانب القلق، قد يكونا أحد الأسباب الجوهرية لعدم القدرة على النوم؛ والتي قد تستدعي إلى زيارة الطبيب في حالة إذا كنتِ تعانين من عدم القدرة على النّوم على مدى فترة طويلة.
طرق عملية للتغلب على انكسار الذات
أشار دكتور مصطفى، إلى أهم الطرق الفعاّلة؛ والتي قد تُساهم في تصحيح مسار الذات والتخلص من انكسارها نهائيًا، وذلك على النحو التالي:
قبولك لذاتك
عليكِ تقبل نفسكِ كما هي، وأن قيمتك التي حددتيها لنفسك ليس لها علاقة بسلوكك أو مشاعرك؛ لذا احرصي على تحسين ذاتك من الداخل والشعور بقيمتها التي ستنعكس على الآخرين وليس العكس.
اختاري صور إيجابية لذاتك
اختاري لنفسكِ أفضل الصور الكامنة بداخلك عن ذاتك؛ فهذا سينعكس إيجابيًا على جميع سلوكياتك، وبالتالي سيُحسن من قدرتك على استعادة ثقتك بنفسك والتخلص من انكسار الذات الذي يُلاحقك.
حبي نفسك
ليس حب الذات هنا الغرور، والتحول إلى هوس عشق الذات؛ وإنما مُحاولة لكسب انتباه وإطراء الآخرين لكِ، إذ أن حب النفس سيجعل الآخرين يحبونكِ ويقبولنكِ كما أنتِ.
غيِّري بيئتكِ
إذا كان هناك مكانً ما يذكِّركِ بحوادث مُحرجة؛ فلا مانع من تغيير بيئتكِ، فالشفاء من انكسار الذات قد يبدأ في بعض الأحيان من تغييرِ مُحيطك.
غيِّري مظهرك
تغيير مظهرك وطريقة لبسك وتطبيقك للمكياج، أو نوع عطرك، أو الألوان التي اعتدتي الظهور بها، قد يثشكل صورة جديدة عن صورتك الإيجابية في عيون نفسك قبل عيون الآخرين، لذا لا تترددي في تطبيق ذلك فورًا.
توسيع دائرتك الاجتماعية أمر حتمي
شعورك بالانكسار؛ قد يجعلك تحتاجين إلى أشخاصًا يُمكنهم إدخال الإيجابية في حياتك، كذلك يجب أن تتخلي عن الأشخاص السّامين، وذلك للشفاء والخروج من خندق انكسار الذات.
خطوات للتغلب على انكسار الذات تليق بكِ
وأخيرًا، ينصحك دكتور مصطفى، بعدم التخلي عن هذه الخطوات لتعزيز ثقتك بنفسك واستعادة ذاتك مهما كانت المُشكلات التي تواجهكِ، وذلك على النحو التالي:
- اللجوء في المقام الأول إلى الله؛ لكشف الغم و إزاحة الهم عن الصدر و إجلاء التشوش من العقل. فالله جل جلاله هو أفضل من تلجأين إليه في أشد المحن والمصاعب وهو سبحانه و تعالى يستجيب لمن يدعو ويقف بين يديه مُتضرعًا راجيًا.
- التفكير أن الجروحات قد تسمح للضوء بالدخول الى ذاتك لتُنيرها، وتكشف الغشاوة عن أشياء كثيرة كانت مُبهمة وغير واضحة سابقًا.
- تذكري دومًا أن التجربة الفاشلة تمضّي، لكنها تخلّق منكِ إنسانة أفضل وأكثر ثباتًا وقوة وإدراكًا، وأن الفشل في المحاولة الأولى لا يلحقه إلا النجاح في المرة التالية؛ إن كنتِ على استعداد لخوض المغامرة من جديد.
- عدم الخجل من مشاعرك المُنكسرة واحترامها قد يُساعدك في التغلب على انكسار الذات؛ فهذه المشاعر لا تُمثلك بالمطلق، بل تمثل الحالة الآنية التي تعيشينها، وهي قد تعتصّرك ألمًا وحزنًا، لكنها ستجعل منكِ شخصية قوية.
- تأكدي أن المُعاناة تعزز من أهدافك في الحياة، وتجعلك أكثر ثباتًا وتصميمًا على تحقيقها مهما كانت الصعوبات.
- تذكري باستمرار أن الحياة بوجهين؛ أسود وأبيض، وإنك في الجانب المُظلم منها؛ لكن بإمكانك النظر الى الجانب الآخر و الاستمتاع به. وكلما كانت عزيمتك قوية للتغلب على السواد الذي يحيط بقلبك وذاتك، كلما ظهرت لكِ الدنيا أجمل وأكثر بياضًا وإشراقًا.
- لا تنسي أن الأهل و الأصدقاء موجودن دومًا لمساعدتك وانتشالك من الحزن و الانكسار؛ لذا لا تترددي في طلب المساعدة من المُقربين لقلبك لتجاوز أزمتك.
- اعلمي أن الحياة تعرّج بالمطّبات والمشاكل؛ لكنها أيضًا تحفل بالانتصارات والنجاحات، وأن الأزمات عابرة، ولا تبقى للأبد؛ لذا ارسمي على وجهك بسمة التفاؤل والشجاعة و قولي للحياة: أنا جاهزة للتحدي القادم.