الإفراط في التفكير الزائد... هل حالة مؤقتة أم مرض نفسي؟ وكيف تتخلصين منه؟
بالتأكيد الإفراط في التفكير الزائد نتيجة حتمية للضغوطات المختلفة ومشكلات الحياة المُتسببة في شعورنا دومًا بالقلق والتوتر؛ وبالتالي التأثيرعلى نجاحنا ومسار قراراتنا على وجه التحديد.
وفي هذا الشأن، يأتي التساؤل هل التفكير الزائد مرض نفسي؟ وهل يُمكن أن يصل إلى الاكتئاب أم هو حالة مؤقتة مرتبطة بالموقف الذي نتعرض له؟
قد يؤدي الإفراط في التفكير الزائد إلى توليد الأفكار السلبية الآلية، والتي عادةً ما تتضمن الخوف أو الغضب، ما يجعل رد فعّلنا تجاه بعض المواقف عنيفًا في بعض الأحيان، وهو تصرف مختلف عن طبيعتنا.
عمومًا أفادت العديد من الدراسات، أن الإفراط في التفكير الزائد قد يتسبب في حدوث نشاط زائد للغدة النخامية، والغدة الكظرية، ما يتسبب ذلك في التأثير على مناعة الجسم، وهذا بدوره قد يتسبب في التعرض إلى بعض الأمراض السرطانية!
وأشارت أحدث الدراسات الأمريكية، أن التفكير الزائد يزّيد من فرصة الإصابة بالأمراض النفسية، والتي قد تصل إلى حد الاكتئاب، بالإضافة إلى التأثيرات الجسمانية التي قد يتركها، بما فيها الشعور بالتعب والخمول، والغضب عند التعرض للضغوطات .
بناءً على ذلك، سنتعرف عبر موقع " هي " على كيفية التخلص منه لتعزيز ثقتك بنفسك وتحسين قدراتك للتغلب عليه لتفادي حدوث الأمراض الجسدية والنفسية على المدى الطويل، وذلك من خلال استشارية الطب النفسي الدكتورة لبنى عزام من القاهرة.
الإفراط في التفكير الزائد له أضرار..انتبهي لها
بحسب دكتورة لبنى، هناك بعض الحالات التي تتعرض للإصابة بالأمراض النفسية نتيجة التفكير الزائد، وذلك لأنه يجعلهم يفكرون بطريقة سلبية تجاه الأمور، ويتعرضون للكثير من الأضرار، سواءً كانت نفسية أم جسمانية؛ ومن أكثر الأضرار التي يتسبب بها ما يلي:
- الأرق وعدم القدرة على النوم الهادئ.
- عدم القدرة على التركيز والتاثير السلبي على الذاكرة.
- مشاكل بالجهاز الهضمي والتأثير على الشهية.
- الإصابة بالأورام السرطانية نتيجة مشاكل الغدة النخامية والغدة الكظرية.
- التعرّض إلى القلق والتوتر الدائمين واضطراب الحالة المزاجية.
- الإصابة بالضغوط النفسية والعصبية التي تؤثر على صحة القولون أو الإصابة بالقولون العصبي.
الإفراط في التفكير الذائد تخلصي منه بهذه الحلول
أوضحت دكتورة لبنى، أنه يُمكن ممارسة بعض التمارين والعادات البسيطة التي ستُخلصنا من التفكير الزائد، لتفادي إصابتنا بالأضرار السالفة الذكر، وذلك على النحو التالي:
التفكير بالإيجابيات
مهما كانت الإيجابيات بسيطة، يُمكن وضع خطط مستقبلية مليئة بالتفاؤل؛ لذا ما عليكِ سوى إحضار ورقة وقلم وتدوين الإيجابيات، وتجنب السلبيات، من أجل تحسين حالتك المزاجية قدر المُستطاع.
ممارسة الأنشطة المُفضلة في أوقات الفراغ
عند شعورك بأن التفكير الزائد يُسيطر عليكِ ولا تستطيعي التخلص منه؛ فعليك بإشغال نفسك بممارسة أي نوع من الأنشطة التي ستُساهم في التخلص منه، خصوصًا اللجوء إلى الرسم أو الكتابة أو ممارسة نوع من الرياضة.
اتخاذ القرار مهما كانت الصعوبات
ربما قدرتك على اتخاذ القرار ستكون ضعيفة في هذه الحالة، ولكن تحفيز عقلك على الهدوء، واستيعاب المواقف الصعبة، وإيجاد الحلول البديلة لاتخاذ القرار الحاسم مهما كانت النتائج؛ سيكون ذلك فكرة صائبة لإنهاء معاناتك.
اللجوء إلى تمارين التنفس
عند الانخراط في التفكير الزائد، يُمكنك اللجوء إلى تمارين التنفس العميق التي قد تُساعد على التوقف عن التفكير؛ فما عليكِ سوى الجلوس في وضع مريح مع الحرص على راحة الرقبة والكتفين، والتنفس ببطء من خلال الأنف حتى يمتلئ الصدر بالهواء وكتم النفس للحظات وإخراج الهواء عبر الفم، ويمكنك تكرار التمرين ثلاث مرات خلال اليوم.
لا غنى عن تمارين التأمل
تُعد تمارين التأمل من الوسائل الجيدة التي قد تُساعدك على تصفية ذهنك من ازدحام الأفكار، إذ إن تمارين التأمل لها دور في التقليل من الضغوط النفسية، والقلق، والتوتر، والتفكير المُفرط في شتى الأمور.
الإفراط في التفكير الزائد له أساليب للتغلب عليه
وأضافت دكتورة لبنى، أن معظمنا يتعرض لهذا الإفراط دومًا قبل النوم، إذ تتوارد الأفكار السليبة واحدة تلو الأخرى، ما يصّعب علينا الحصول على قسّط كافي من الراحة التي نحتاجها لاستكمال أمور حياتنا في اليوم التالي.
لذا يُمكنك ممارسة بعض الأساليب الكفيلة بإنهاء معاناتك وتحفيز عقلك على استيعاب الأمور الإيجابية تدريجيًا لتعزيز ثقتك بنفسك والتخلص من التفكير المُفرط، وذلك على النحو التالي:
الكتابة
يُمكن كتابة المشاكل والأفكار التي تدور في رأسك أن تجعلك تشعرين بمزيد من الراحة، بالإضافة إلى أنها ستتيح لكِ إيجاد المزيد من الحلول للأفكار التي تدور في رأسك، وتُخلصك من الأفكار السلبية التي تعيق النوم.
الإستماع للموسيقى أو قراءة الكتب
من الإقتراحات الأخرى لروتين ما قبل النوم أن تستمعي إلى موسيقى هادئة، فهي أيضًا ستُساعدك على الإسترخاء بشكل أكبر، أو قراءة بعض الكتب قبل النوم يُمكن أن تسهم في تشتيت انتباهك عما يشغل تفكيرك.
الإستحمام
واحدة من أفضل الطرق التي قد تُسهل مهمة النوم ليلًا؛ هي أن تأخذي حمام دافئ، حيث أن الإستحمام يُساعد على إسترخاء العضلات، وإرسال المخ الإشارات المُحفزة للاستغراق في النوم.
تجنب تناول الطعام والكافيين من دون استثناء
يُمكن لشرب الكافيين أن يُساعدك على الشعور باليقظة وصعوبة النوم، لذا يجب الإبتعاد عنه في الثلاث ساعات الأخيرة قبل النوم، كما أن تناول أطعمة دسمة في الساعات المتأخرة، قد يصعب هضمها، وسيُصيبك بمشكلات الجهاز الهضمي المتنوعة، ناهيكِ عن شعور بالتعب والقلق من دون أي مُبرر.
وأخيرًا، نُحذرك من اللجوء إلى أدوية علاج الإفراط في التفكير الزائد من دون استشارة الطبيب المُختص، لأن استخدامها بالطريقة العشوائية قد يُصيبك ببعض الأثار الجانبية من دون سابق إنذار، وأبرزها " الشعور بالاضطراب، أو الاهتزاز، أو القلق غير المُبرر، الدوخة المستمرة، الصداع المزمن"، وغير من الأمراض المُفاجئة التي أنتِ في غنى عنها.