الفوضى الذهنية قد تُعيق قدرتك على إنجاز مهامك وأمور حياتك...إليك أفضل الحلول
من منّا لا تنتابه حالة من الشعور بالضيق وانعدام الراحة في أوقات مختلفة من حياته؛ بالتأكيد لن نصنف هذه الحالة ضمن الأمراض النفسية، ولكن الشعور بالعجز، والافتقار إلى الهدف، وغياب الدافع، والشعور بالفراغ، وانعدام التواصل مع من حولنا لبعض الوقت، قد يجعنا نشعر بالإنزعاج من دون معرفة السبب وراء ذلك.
عمومًا هذه الحالة يُطلق عليها الفوضى الذهنية، وهي معروفة علميًا، ولها تفسيرات كيميائية وراء إحساسنا بهذه المشاعر، لذا من المهم أن نفهم الأسباب العلمية الكامنة ورائها، كي نكون أكثر وعيًا للتخلص من الفوضى الذهنية سريعًا، وللتغلب على تأثيراتها السلبية التي قد تُعيق إنجازنا لمهامنا في جميع أمور حياتنا بصفة عامة.
لذا دعينا نُطلعك عبر موقع " هي" على المواد الكيميائية المؤثرة على حالتك المزاجية، وأفضل الحلول التي يُمكنك الاستعادنة منها للتخلص من الفوضى الذهنية، وذلك من خلال استشارية التنمية البشرية والعلاج السلوكي الدكتورة فادية محمود من القاهرة.
الفوضى الذهنية لغز كيميائي
أوضحت دكتورة فادية، أن الهرمونات والناقلات العصبية " تلك الناقلات الكيميائية" في الجهاز النطاقي وفي جميع أنحاء الجسم هي التي تولّد المشاعر التي نحس بها طوال اليوم؛ كما أنها تتفاعل جنبًا إلى جنب مع أحداث حياتنا لإثارة أنواع عديدة من المزاج، ومن أبرز المواد الكيميائية التي تتحكم في مزاجنا، ما يلي:
الأوكسيتوسين
يُلقب بهرمون الحب، كونه المسؤول عن مشاعر الحب والثقة، ووجود هذا الهرمون بالدم قد يُساهم في تكوين الروابط العاطفية مع أحبائنا، سواءً الأصدقاء أم العائلة وحتى الحيوانات الأليفة.
الإندروفين
هو مادة كيميائية تُساعدنا على التعامل مع مستويات القلق والتوتر والألم الجسدي، وينضج في أجسامنا عندما نكون نشيطين؛ لهذا السبب قد نشعر بالبهجة عند الذهاب للركض أو القيام ببعض التمرينات.
الدوبامين
هو ناقل عصبي يفرزه الدماغ عندما نشعر بالسعادة، وهو مادة كيميائية تجعلنا نشعر وكأن لدنيا احتفالًا كل يوم، وهو مهم جدًا لمساعدتنا على تنظيم استجاباتنا العاطفية.
السيروتونين
هو هرمون وناقل عصبي يُساعدنا على الشعور بالاسترخاء والتوازن، وأيضًا الشعور بالسلامة والهدوء؛ لذا عندما ينخفض نكزن أكثر عرضة عرضة للشعور بالحزن والخمول والنعاس؛ وعلى النقيض عندما يكون في مستويات عالية فإننا نشعر أكثر بالراحة واليقظة والحيوية.
الفوضى الذهنية مرتبطة بعدة أسباب صحية
بحسب دكتورة فادية، للوصول إلى الصفاء الذهني والتفكير المنتظم لابد من اتباعك خطوات جادة ومهمة؛ وغم أنه يوجد أسباب صحية قد تؤدي إلى عدم ترتيب الأفكار بالشكل الصحيح، منها " القلق، والتوتر، وضعف التركيز، والاكتئاب، أو التعرض إلى صدمات مؤلمة التي قد تحتاج إلى التشخيص والعلاج؛ غلا أن تدوين الأفكار وترتيب الأولويات، قد يثساهم في الخروج من دوامة الفوضى الذهنية وإيجاد الحلول المُناسبة والقرارت الصائبة
الفوضى الذهنية مُتعلقة بخارطة الذهن
أشارت دكتورة فادية، إلى أن ما يقارب 65% من جموع سكان العالم يتعلمون عبر الأنماط البصرية Visual Learners، مما يعني أن "التخطيط الذهني" كأحد أدوات التعلم المرئي، نموذجًا مثاليا لأغلبية سكان العالم الذين يفضلون رؤية الأشياء تتشكل أمام أعينهم، بما في ذلك الأفكار والخواطر.
كما أن "التخطيط الذهني" أداة مرنة لتجميع شتات الأفكار والخواطر لإيجاد روابط لم تكن متاحة من قبل. علاوة على ذلك، استخدام التخطيط الذهني كجزء من البرنامج الشخصي من أجل تحسين القدرة على الإبداع، وتحقيق الأهداف المنشودة، أو فرز الأحاسيس والمشكلات؛ ما قد يُساعدنا ذلك على سير أعماق قدراتنا العقلية واستكشافنا أبعاد ورؤى جديدة لم تتضح لنا من قبل؛ علمًا أن ذلك يتم من خلال الكتابة والقراءة والتفكير منفردًا.
كما أن التخطيط الذهني عملية مُبهرة بخاصة إذا لم يكن لدينا رؤية محددة للهدف الذي نسعى إليه أو معايير للمشكلة التي نواجهها أو نقطة بداية لحلها.
باختصار "خارطة الذهن" بمقدورها أن تجعل كل هذه الأمور واضحة أمامنا حي؛ كونها تُحقق التالي:
• تمنحنا قدرًا من الموضوعية في تناول الأمور، وهذا لا يتوفر في أي أسلوب آخر نتبناه لتقييم ذاتنا، وقياس نمونا.
• نمر من خلالها بمراحل تدفق المعلومات، والارتباطات بين جزئياتها، هي مرحلة ما قبل التفكير، والتي تنمو وتتطور في نمط تلقائي غير منظم لكنه مثمر ومفيد بقدر كبير جدًا.
الفوضى الذهنية دوامة يُمكنك التغلب عليها بهذه الحلول
أضافت دكتورة فايدة، لن نعتبر الفوضى الذهنية حالة يصعّي علاجها، أو من الأمراض النفسية المزمنة؛ لكن يُمكننا التغلب عليها باتباع الحلول المثالية التالية:
كوني أمينة مع نفسك
لا تكّبحي ذهنك بتوارد الأفكار السلبية، بل أطلقي عنان أفكارك تجاه المشاعر الإيجابية والتطلعات المستقبلية المشرقة مهما وجهتي من صعوبات، وضعي نصب عينيك أن بعضًا من الناس قد يجد صعوبة كبيرة في أن يكون أمينًا مع نفسه بكل حزم، لذا ننصحك أن تعتبري نفسك أنها صديقًا حميمًا حول أمور تعتقدين أنكِ تائه بشأنها، فلن يطَّلع أحد على ما تكتبيه إلا إذا قدمته أنتِ له!
حفزي نفسك تدريجيًا
من الخطأ أن تجبري نفسك على الانتهاء من الفوضى الذهنية دفعة واحدة، فهذا من شأنه أن يصيبكِ بالإعياء ويُضيع عليكِ جوانب هامة لا تخطر على البال؛ لذا من المهم أن تمنحي نفسك أقساطًا من الراحة ثم تُعادي النظر إلى خارطة ذهنك من حين إلى آخر.
ارسمي صور للمستقبل باستخدام خارطة الذهن
تصور ما نريد أن نكون عليه في المستقبل جانب هام جدًا لإنجاز ملامح هذه الصورة، ولا يقلل هذا من ضرورة بذل الجهد المطلوب في سبيل هذه الغاية، وهنا تُبرز أهمية خارطة الذهن بوصفها أداة توجيه خلال مراحل رسم ملامح هذه الصورة المستقبلية ومقارنة الوضع الحالي وما يستجد عليك من تغيير وتحولك تجاه هذه الشخصية التي تتضح ملامحها بمرور الوقت.
استخدمي أحد برامج "التخطيط الذهني"
بعضنا يفضل استخدام الأدوات التقليدية مثل القلم، الورق، وبخاصة الذين يفضلون الإحساس المباشر بالأدوات اليدوية. ومع ذلك نقول، بما أنكِ تقرأين هذه التدوينة عبر الإنترنت على اللاب توب، من المُمكن استخدام أحد برامج التخطيط الذهني لذات الغرض.
تأكدي أن الألوان لها تأثير السحر على ذهنك
الأشياء الجميلة تبقى في ذاكرة العين والذهن عمرًا أطول، والألوان تُميز بين تفريعات المعلومات، وتوضح الروابط بين المفاهيم المتعددة، وتجمع بين المتشابهات، وتشير إلى معاني مختلفة؛ فعلى سبيل المثال" الأحمر يترجم "سلبي"، الأخضر يترجم "إيجابي"، الأصفر "متأرجح". كذلك إضافة سمة أو علامة مميزة للفكرة أو المنتج أو الشركة تضفي الإثارة والتشوق على التخطيط الذهني.
وأخيرًا، خارطة الذهن ليست قرآنا، فالكمال لله محده؛ ولكن هي نتاج فكر يقبل التعديل والتغيير مع مرور الوقت، وذلك وفقًا لأهمية العوامل المكونة لها و صلّتها الوثيقة أو الضعيفة بالموضوع. عمومًا تتغير أهمية وترتيب العوامل بناءً على ما نكتسبه من معلومات ووضوح الأهداف أثناء تحضير خارطة الذهن المسؤولة عن التخلص من الفوضى الذهنية بجدارة.