البحر يسقّي الروح بما تهواه النفس ويُجسدّه العقل ... كيف ذلك؟
عندمت أكون بقرب البحر، أشعر بالرعب والقادم المجهول؛ لا أمانة معه أبدًا، ولا أقدر أن أقول أنه غدار كما يُشاع، لأنني لم أتعرض لأي حادث به، لكنه كائن غامض جدًا ومُخيف.ولا شك أنه عندما أنظر إليه من خلال الصور، أجد فيه الكثير من الجمال.
خلق الله سبحانه وتعالى البحار والمحيطات وسخرها للإنسان ليستخدمها في حياته، فهي واحدة من مصادر غذاء الإنسان؛ لما تحتويه من كائنات بحرية متنوّعة يُمكن استهلاكها.
إضافةً لمساهمتها في تعزيز التجارة والاقتصاد، والتواصل والتعاون بين الدول، وتعزيز الوعي البشري بابتكار المزيد من العادات والقوانين المتعلّقة بالبحار.
ومن ناحية أخرى، تزيد من متعة الإنسان وشعوره بالاسترخاء؛ فعندما نشعر بالإرهاق في العمل ونحتاج إلى عطلة، قد نفكر تلقائيًا في الذهاب إلى الشاطئ.
عمومًا، يربط معظم الناس الشاطئ بالاسترخاء والسعادة، كما يُمكن أن يكون الشاطئ مكانًا منعشاً يجعلنا نشعر بتحسن طوال فترة وجودنا هناك، ويُمكن أن يُحسن المشي لمسافات قصيرة على طول الشاطئ المزاج ويؤثر إيجابيًا على صحتنا العقلية.
من هذا المُنطلق، دعينا نُطلعك على فوائد البحر على صحتك النفسية والعقلية، من خلال أخصائي الطب النفسي الدكتور كريم فرح من القاهرة.
دراسة حول فوائد النظر الى البحر
بحسب دكتور كريم، في دراسة مكثفة أجريت حول السعادة في البيئات الطبيعية مثل " المساحات الزرقاء"، قام الباحثون بحث 20000 مستخدم للهواتف الذكية لتسجيل إحساسهم بالرفاهية والبيئة التي يتواجدون فيها بشكل مباشر على فترات عشوائية. وقد أظهر البحث أن التواجد قرب البحر والساحل هي أسعد المواقع، مع استجابات أعلى بحوالي 6 نقاط من التواجد في البيئة الحضرية بشكل مستمر. كما توصل الباحثون إلى أن زيارة البحر مرتين على الأقل في الأسبوع يٌحسن الصحة العامة والعقلية بشكل أفضل
البحر يسقّي الروح والنفس والعقل بهذه الفوائد
وأضاف دكتور كريم، يؤثر البحر إيجابيًا على صحتنا العامة، والنفسية، والعقلية من دون استثناء، وذلك على النحو التالي:
- الشعور بالفرح والاستمتاع عند مشاهدة البحر.
- الشعور بمزيد من النعيم والسلام عند الجلوس على الرمال ومشاهدة الأمواج.
- تعزيز الشعور بالأمل والاسترخاء والإيجابية بعيدًا عن التفكير في المستقبل والمشكلات.
- تَخلّص الرئة من الملوثات بفضل هواء البحر النقيّ.
- تَجدد البشرة وانتعاشها عند السباحة في المياه المالحة.
- الحصول على تقشير طبيعيّ للأرجل عند المشي حافيًا.
- النوم بشكلٍ هادئ وعميق بعيدًا عن الضوضاء.
- حصول الجسم على حاجته من فيتامين D، والذي يعتبر من الفيتامينات الهامة التي يُعد مصدرها الأساسي هو التعرض لأشعة الشمس.
- الانتباه للأصوات والروائح الصادرة عن البحر نوع من أنواع التأمل.
- القيام بالتأمل من خلال الاستلقاء على الرمال الناعمة أمام البحر يزيد التركيز، ويقضي على القلق والتوتر.
- الابتعاد عن الشاشات والحد من تأثيراتها السلبية على الدى الطويل؛ وذلك من خلال إيقاف تشغيل الهاتف أو الأجهزة الأخرى.
- الذهاب إلى البحر راحة للعين وتصفية للذهن.
- الاستمتاع بقراءة الكتب لتطوير الذات في أجواء حالمة.
- إقامة حفلات متنوعة لتبادل الخبرات والمعلومات بشكل ممتع.
- يؤدي الوجود في الهواء الطلق والنظر إلى البحر إلى أن نكون أكثر تواصلًا مع أنفسنا والعالم الواقعي من حولنا.
- الجلوس على الشاطئ يٌخفض منضغط الدم ومستويات هرمون التوتر
- يُقلل قضاء الوقت على الشاطئ والنظر إلى البحر من القلق وإثارة الجهاز العصبي، وهو ما يجعلنا نشعر بالتوتر والقلق.
- يزيد الوقت الذي نقضيه على الشاطئ، ونحن نتأمل البحر من احترامنا لذاتنا ويُعزز الاسترخاء
البحر علاج للأمراض النفسية بشكل فعًال
أوضح دكتور كريم، أنه يُمكن للأشخاص الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه أن يشعروا بالهدوء على الشاطئ وهم يتأملون البحر؛ كما يُمكن أن يساعد المشي على طول الخط الساحلي في جعلنا نشعر بأننا أقل عزلة وأكثر سعادة.
ويُمكن أن يكون للشاطئ والبحر فوائد دائمة للأشخاص الذين يعانون من القلق، والاكتئاب، والضغط المتزايد، وحالات الصحة العقلية الأخرى. ويُمكن أن يحسن قضاء 20 دقيقة فقط في المشي على طول الشاطئ المزاج.
والجدير بالذكر، أنه في حال لم يكن الشخص متحمسًا، فقد يظل يشعر بالقلق أو الاكتئاب على الشاطئ، كما أنه من المرجح أن يختبر الرجال فوائد الصحة العقلية للبحر أكثر من النساء.
من ناحية أخرى، إن النظر إلى نوافير الماء، أو البحيرات الصغيرة، أو الأنهار يُهدئ أيضًا الأعصاب ويخفف التوتر، لذا إن كان المرء يعيش بعيدًا عن البحر يُمكنه زيارة أية أماكن يوجد فيها الماء لتخفيف التوتر.
حقائق علمية عن فوائد البحر
وفقًا لعلماء النفس فإن للبحر فوائد خفيه، أبرزها:
- الاستماع إلى أمواج البحر من شأنه أن يسمح لنا بالاسترخاء، ما قد يُسهم ذلك في تقليل التوتر.
- صوت البحر يُشعرنا بالطمأنينة وليس العكس.
- يزّيد من ترابطنا ببعضنا البعض.
- يزّيد من الابتكار والبصيرة.
- قضاء الوقت على البحر يعود بالفائدة على الجسم والعقل، حيث لوحظ أن الأيونات السالبة المتواجدة في النسيم العليل الذي نجده عند البحر له تأثير كبير في تحسين المزاج.
- يُعتقد أن هناك علاقة تربط بين اللون الأزرق والشعور بالهدوء والسلام.
- للمحيط أو البحر أثر في تعزيز الصحة العقلية للبشر.
- تُشير الأدلة العلمية إلى أن سكان الساحل، وخاصةً فئة كبار السن؛ يُظهرون حالة نفسية أفضل تتمتّع بالإيجايبة، وقد يعود الفضل في ذلك إلى قربهم من المحيط.
- يُعد الشاطئ من أفضل الأماكن التي يُمكنك اللجوء إليها لممارسة التأمل، وخصوصًا " اليوغا".
البحر وسيلة فعالة لممارسة التأمل
وبحسب دكتور كريم، لعلنا نعرف أن أحد أشكال التأمل الأكثر تداولًا بين الناس هو ممارسة اليوغا، ويُعتبر ممارسة المرأة لهذا النوع من الرياضات على الشاطئ أقصى درجات التأمل، ويرجع ذلك لعدة أسباب:
- يُساعدها التأمل على الشاطئ في ضبط إيقاع تنفّسها؛ إذ يُمكنك ممارسة عملية التنفس بشكل متواتر مع إيقاع أمواج البحر المتلاطمة على الشاطئ.
- تستطيع الاستمتاع بأشعة الشمس ورؤية أثرها على جلدك وبشرتك.
- يُساعدها الهدوء الذي تجدهعلى الشاطئ من التأمل بشكل أفضل.
- يُمكن لممارسة اليوغا على الشاطئ أن توفر لها الاسترخاء والوصول إلى أعلى درجات التأمل.
نصائح للاستفادة من التأمل على البحر
وأخيرًا، ينصحدكتور كريم بالاستفادة من فوائد البحر بصفة عامة وخصوصًا عند ممارسة المرأة الرياضات المرتبطة بالتأمل، وذلك من خلال اتباع النصائح التالية:
- اذهبي إلى موقع الشاطئ مبكرًا.
- أن تكون درجات الحرارة في الصباح معتدلة.
- يكون الهواء أكثر انتعاشًا.
- لا يكون هناك عدد كبير من الأشخاص حولك.
- استخدمي واقي الشمس، ويُمكنك اختيار النوع المقاوم للماء أو المقاوم للتعرّق.
- استخدمي منشفة أو بطانية الشاطئ عوضًا عن البساط الخاص باليوغا.
- قومي بعملية الإحماء، وذلك من خلال المشي على الشاطئ والقيام بنزهة بسيطة.
- انتبهي لنسيم البحر العليل، وإلى لون البحر وكل الأشياء المحيطة بك؛ للحصول على درجة عالية من التأمل.
- قومي بالتنفس بالتزامن مع أمواج البحر.
- تأكدي أن ممارستك اليوغا على الشاطئ لا يعني عدم تعرّضك للمقاطعة أثناء التأمل، لذا لا تبحثي عن المثالية، وتوقّعي أي شيء واستمتعي.