كيف يمكن للمعرفة أن تحفز الإبداع؟
يعتقد البعض أن المعرفة بعيدة تمامًا عن الإبداع، ولكن اتضح أن المعرفة والإبداع ليسا بعيدين عن بعضهما، فعلى العكس تمامًا حيث إنهم يكملان بعضهما، علاوة على ذلك، فإن علاقتهم تعتمد على التعايش.
ما هو الابداع؟
غالبًا ما يُعتبر الإبداع مهارة مرتبطة بالفن والعمارة والتصميم وما إلى ذلك، وانطلاقًا من هذا التعريف، إذا لم نكن في صناعة السينما، أو لا نرسم أعمالًا فنية جميلة، أو نفعل أي شيء من الصفر، فنحن لست مبدعات، ولكن هذا ليس صحيحًا تمامًا.
وبمعنى أوسع، الإبداع هو مزيج جديد من المعرفة التي لدينا بالفعل، تكمن وظيفتها الرئيسية في اكتشاف أفكار جديدة أو تعديل المفاهيم الحالية.
وعندما تكون المعرفة مزيج بين حقائق ومعلومات، فإن الإبداع هو كيف نستخدمها، ولإنتاج أفكار جديدة وتنفيذ حلول فعالة وبناء استراتيجيات ورؤية الأشياء من منظور جديد، تحتاجين إلى معرفة الكثير من المعلومات الناتجة عن الاطلاع.
لذلك فكري في المعرفة على أنها بناء منزل والإبداع كتصميم معماري؛ وبدون فهم عميق لكيفية بناء المنزل، لن تكوني قادرة على تنفيذ أي مفهوم أصلي، وهذا هو السبب في أن المعرفة هي أساس مهارات التفكير الإبداعي.
وأن تصبحي أكثر ذكاءً ضروريًا لتعزيز الإبداع لأنه يزودنا بمجموعة واسعة من المعلومات والصلات بين الأشياء التي قد نستخدمها لصنع شيء جديد.
وبدون قاعدة معرفية قوية، من المستحيل ممارسة مهنة أو التمتع بسمعة طيبة كموظفة ماهرة أو الشعور بثقة أكبر في المحادثات اليومية، والمعرفة مقيدة بالقواعد والحقائق والبحث العميق، ولها أساس من عقول الملايين من الناس وقد ثبتت صحتها بمرور الوقت.
ومن ناحية أخرى، الإبداع مقيد فقط بخيالك، لأنه لا يوجد خيط متصل، وهناك قول مأثور مفاده أن الإبداع هو الاستمتاع بالذكاء، وهذا صحيح تمامًا، فبدون المعرفة والإبداع اللذين يعملان جنبًا إلى جنب، لا يمكن أن يظهر شيء جديد.
لماذا تحتاجين لأن تكوني مبدعة؟
ونحن نعرف العديد من الحقائق، ونستوعب الكثير من المعلومات، لكن رغم ذلك فإن العيش في عصر Google، كل شخص لديه المعلومات في متناول يده، ولكن فقط من خلال تعزيز الإبداع يمكننا تحويلها إلى أفكار جديدة واستخدامها بطريقة غير تقليدية.
ويمكّن الإبداع، التفكير غير الخطي من رؤية الأشياء من الزاوية الأخرى واتخاذ قرارات غير عادية لحل المشكلات، حيث إنه يدفعنا إلى التفكير خارج الصندوق، ويجعلنا فضوليين وأقل إصدارًا للأحكام، وأكثر ابتكارًا، وانفتاحًا على التجارب الجديدة.
ووفقًا لمجلة Scientific American، فإن الانخراط في عملية إبداعية يساعد في تقليل التوتر، والتخلص من المشاعر السلبية، والشعور بقلق أقل.
كيف تزيدين الإبداع؟
والإبداع ليس موهبة حث إنها مهارة تتطلب التدريب والتحدي، وإليكِ خمس نصائح حول كيفية اكتساب المعرفة، ونتيجة لذلك، كيفية تحسين الإبداع:
-
استخدمي محركات البحث العالمية
ويمكن للتعلم القائم على البحث أن ينقل معرفتنا إلى مستوى أعلى في أسرع وقت ممكن، وهذا هو السبب في أهمية الاطلاع على محركات البحث العالمية، التي توفر لكِ أحدث المعلومات حول كل شيء على الأرض، بدايةً من التكنولوجيا والتاريخ والعلوم إلى الأشياء اليومية والصحة والفن.
-
جربي أشياء جديدة
ولنفترض أنكِ محترفة في وظيفتك، بالتأكيد أنتِ مهتمة في المقام الأول بمجال عملك وتحاولي مواكبة ذلك، ومع ذلك، عندما نفعل نفس الأشياء نقرأ نفس المجلات / القنوات الإخبارية، ونتفاعل مع نفس الأشخاص، فقد نجد أنفسنا في فقاعة المعلومات حتى نمرر نفس الأفكار طوال الوقت.
ولدفع هذه الحدود، يجب أن نجرب شيئًا جديدًا كل يوم، واستمعي إلى البودكاست بدلاً من الموسيقى فقط، واقرئي عن دليل الصحة العقلية بالإضافة إلى تحديث الأخبار المنتظم، وشاهدي مقاطع فيديو هادفة، وحاولي أن تتعلمي شيئًا غير عادي، مثل العزف على آلة موسيقية، أو صناعة الفخار، أو تعلم لغة أجنبية.
وكلما قمتي بتجربة الكثير من الأشياء الجديدة، زادت الأفكار التي تحصلي عليها من الأنواع المختلفة، ومن خلال ربط تلك الأفكار وإعادة التفكير فيها، يمكننا خلق حواس جديدة.
-
تعلمي من خلال التعاون
ويساعدنا العمل في فرق على إيجاد أفضل الحلول من خلال التواصل والتعاون، وأثبتت تقنية العصف الذهني القديمة والجيدة فعاليتها في اكتشاف الأفكار الإبداعية في العمل الجماعي.
ويمكن أن يؤدي العمل جنبًا إلى جنب إلى تعزيز إبداعك بشكل كبير لأنكِ تتفاعل مع الآخرين، وتري الأشياء من وجهة نظرهم، علاوة على ذلك، تتفاعلي مع أشخاص من دول مختلفة ذات خلفيات ثقافية متنوعة ومواقف حياتية في عالمنا المعولم، لذا، فإن العمل الجماعي هو أحد أفضل الطرق لتحفيز الإبداع.
-
اقرئي الأدبيات عالية الجودة وشاهدي الأفلام
والقصص، حتى القصص الخيالية، هي أدوات قوية لتحفيز الإبداع والابتكار، حيث إنهم يغرقوننا في الواقع الآخر، ويرسلوننا عبر الزمان والمكان، ويعلموننا دروسًا في الحياة بطريقة غير ضارة، ويمنحوننا فرصًا لفهم الشخصيات بشكل أفضل، وبالتالي، معرفة أنفسنا أيضًا، والكتب والأفلام هي مصادر إلهام غير محدودة تظهر كيف يفكر العقول المبدعة وتزودنا بأفكار وأنماط جديدة.
-
ابقي فضولية
والبقاء فضوليًا هو الوقود الداخلي الذي يدفعك لاستكشاف المجهول والبحث عن معلومات جديدة، وعندما نتعلم شيئًا عن موضوع واحد، نكتشف أشياء أخرى ما زلنا لا نعرفها، وبالتالي، يدفعنا فضولنا إلى سد تلك الفجوة.
ويرتبط البقاء فضوليًا ارتباطًا وثيقًا بالانفتاح الذهني، حيث إنها تتيح لنا التعلم من تجارب الآخرين، والاستماع إلى وجهات نظر مختلفة، ورؤية جانب آخر من الميدالية (في الواقع، جوانب عديدة ومتعددة)، وببساطة، كونك متفتحة الذهن يقودك هذا إلى فرص وحلول جديدة لم نشهدها من قبل، مما يساعدنا على تحفيز الإبداع.
ولا مكان للمناقشات حول ما هو الأكثر أهمية الإبداع أم المعرفة؟ حيث إن كلا الأمرين مرتبطان ارتباطًا وثيقًا وهامان لتحقيق النجاح في جميع جوانب الحياة.