تمارين ذهنية لزيادة ذكائك وقدرتك على الإنجاز... لا تفوتك
إذا كنتِ ترغبين في زيادة معدل ذكائك، وتركيز، ومهاراتك الإبداعية؛ فأنت بحاجة إلى تمرين عقلك كأي عضّلة أخرى في جسمك، وإمضاء بضّع دقائق لممارسة تمارين ذهنية تقوي التفكير، وتُحسّن الذاكرة وتهدّئ الدماغ.
عمومًا، تدريب الدِّماغ هو ببساطة تدريب إدراكي قد يُساهم في الحد من انخفاض مستوى ذكائك خلال مراحل أعمارك المتقدمة؛ وبما أن الأمراض المزمنة المُتعلقة بقوة التركيز باتت منتشرة بسبب العوامل المختلفة التي نتعرض لها.
لذا تابعينا خلال السطور القادمة عبر موقع " هي " للتعرف على أفضل تمارين ذهنية لزيادة ذكائك وقدرتك على الإنجاز بسهولة، وذلك بناءً على توصيات خبيرة تطوير الذات الدكتورة مروة وجدي من القاهرة.
مفهوم الذكاء في علم النفس
وبحسب دكتورة مروة، يعد مفهوم الذكاء في علم النفس من المفاهيم القديمة التي ظهرت على يد الفيلسوف شيثرون؛ الذي اعتمد على أسلوب الملاحظة لتفسير الذكاء، فسلكّ في ذلك منهج الاستبطان الذاتي عن طريق ملاحظته لنفسه خلال قيامه بعمليات التفكير أو غيرها من الأنشطة العقلية.
الجدير بالذكر، أن تعريفات ومفهوم علم النفس للذكاء اختلفت باختلاف الناحية التي يُعالجها التعريف؛ أما عن تدوين الملاحظات والآراء المختلفة وأيضًا الأفكار والنظريات التي توصل إليها الفلاسفة عن طريق الملاحظة فقط فلا يمكن اعتمادها وإقرارها إلا بعد إخضاعها إلى أساليب الدراسة العلمية التجريبية.
فهناك من عرف الذكاء على حسب تكوينه وبنيته؛ وهناك من عرف الذكاء بحسب مهامه ووظيفته، ويوجد أيضًا من عرفه إجرائيًا. وبشكل عام يمكن تعريف الذكاء بأنه عبارة عن عملية حسية وحركية ذات قدرات مستمرة، ومتعددة يتم تفعيلها، والقيام بها بعد تدعيم العامل بالإضافة إلى الاستعداد الوراثي بالمثيرات والمنبهات الخارجية الملائمة.
مفهوم الذكاء حسب علماء علم النفس
وأضافت دكتورة مروة، من أهم تعريفات علماء النفس لمفهوم الذكاء على حسب وظيفته ما يلي:
تعريف العالم تيرمان
هو قدرة الأفراد على القيام بعملية التفكير المجرد.
تعريف العالم كولفن
هو وصول الشخص إلى القدرة على التعلم.
تعريف العالم شترن
هو قدرة الشخص على التكيف العقلي مع مختلف المواقف بالإضافة إلى المشاكل الحياتية الحديثة.
تعريف العالم جورداد
هو قدرة الإنسان على توظيف مختلف الخبرات السابقة، بالإضافة إلى الاستفادة منها في حل الصعوبات والمشاكل الحاضرة؛ إلى جانب القدرة على توقع وتنبؤ المشكلات المستقبلية التي يُمكن أن يتعرض لها الشخص.
أنواع الذكاء في علم النفس
أوضحت دكتورة مروة، أن العالم هوارد تمكّن من تقسيم الذكاء لدى الإنسان إلى أنواع عدة. كما حدد العالم خصائص كل نوع؛ ومن الجدير بالذكر أنه كان الأنجح في تقسيم أنواع الذكاء التالية:
الذكاء اللغوي
هو الذي يظهر في قدرة الإنسان على استخدام اللغة بإتقان وإبداعٍ؛ مثل: " الشعّر، والخطابة، والكتابة " ومن أهم خصائصه:
- قدرة الشخص على تهجئة الكلمات بكل دقة وبشكل صحيح.
- معرفة مختلف الأساليب اللغوية والأساليب البلاغية بصورة جيدة.
- قدرة الشخص على الاتصال، وإقامة علاقات طيبة مع الأشخاص الآخرين.
- القدرة على قراءة مختلف الأحداث، وتحليلها بصورة متعمقة ودقيقة.
- امتلاك حصيلة كبيرة من الكلمات.
- التحدث بطلاقة وجرأة مع الآخرين، مع القدرة على إدارة المحادثات والحوارات الناجحة.
الذكاء المنطقي أو الرياضي
يتضمن قدرة الشخص على استيعاب المعادلات الرياضية، والمشكلات المنطقية بصورة ممتازة، مع القدرة على حلها؛ ومن أبرز خصائصه ما يلي:
- قدرة الشخص على التصنيف، والاستنتاج، والتعميم، والحساب.
- القدرة على اختبار ومعرفة الفرضيات.
- العمل على حسب العلاقات، والأنماط ، والتسلسل، والمنطق.
- المهارة في اكتشاف الأسباب، والنتائج، ووضع الفرضيات على حسب المقدمات.
تمارين ذهنية لزيادة ذكائك ومستوى إنجازك في جميع أمور حياتك
بناءً على ما تم ذكره؛ تنصح دكتورة مروة باتباع هذه التمارين كأسلوب حياة وبصفة مستمرة لرفع مستوى ذكائك خلال إدارة أهداف في جميع مراحل أعمارك المتقدمة، وذلك على النحو التالي:
الإصغاء
حين تستمتعين إلى الأصوات من حولكِ، تصبحين جزءًا من العالم. فإذا ذهبت للمشي في الشارع، إنتبهي لما يقوله الناس، كي تتعرفين أكثر على طريقة تفكير الآخرين، كما يُمكنكِ ممارسة هذه العادة أيضَا من خلال الاستماع إلى أنواع جديدة من الموسيقى.
الحوار
تعلّمي من الناس الذين يمتلكون خبرة أكبر في الحياة، ولديهم معلومات تفوق ما تملكينه، حاوريهم، وشاركيهم معلوماتك، وعبّري عن أفكارك، ولا تتردّدي في تطوير ما يجول في خاطرك من أفكار جديدة، من خلال دمج معلوماتك بما اكتسبتيه من الآخرين.
الشكّ
لا تكتفي بما تعرفينه من معلومات، شكّكي بكل ما يحيط بكِ من معلومات، وأفكار مباشرة وغير مباشرة؛ وتدريجيًا، معرفتك ستكبر ودماغك لن يرضى بمعلوماتٍ محدودة حول أي موضوعٍ كان.
التعلّم
إذا فتحتِ عقلكِ ولم تتوقّفي عن التعلم، فدماغكِ سيعتاد على الرغبة بمعرفة المزيد، وبالتالي لن تتوقفي عن هذه العملية؛ لذا كوني منفتحة على أي فرصةٍ تسمح لك بالتعلم، وإستعِيني بالأشخاص من حولك، الذين يتمتعون بمعرفةٍ أكبر، ومستعدون لمشاركتها معكِ.
التأمل
الرؤية العادية لا تشبه التأمل، فهذا الأخير يتطلب تحليلًا لما نراه، وملاحظة دقيقة، فحين تنظرين بعمق للأشياء، وتتأملين ما يجول حولك من " أحداث، ومشاهد، وتفاصيل"، ستلاحظين أشياء كنتِ غافلة عنها في السابق؛ لذا حاولي أن تمتصي كل ما هو حولكِ، ولا تتوقفي عن التخّيل، والتحليل، والاستنتاج، ولا تكوني سطحية في نظراتك.
الاستماع إلى الكُتب الصّوتية
أفضلُ شيءٍ يُمكنك استخدامه مع التمرين البَدني هو الكُتب الصوتية لفع مستوى ذكائك؛ لذا إجعلي نفسك دومًا موصولة بالكتاب الصوتي؛ سواءً أثناء التمرّن، أو قيادة السيارة، أو القيام بالأعمال المنزلية، أو أي نشاط آخر.
القراءة بشكلٍ أكثر ذكاء
ابدأي بقراءة الكتب بشكلٍ أسرع وأكثر ذكاءً؛ فما عليك سوى تطبيق التالي:
- ابدأ بعنوان الصفحة وداخل الغلاف وجدول المُحتويات ثمَّ الجزء الخلفي من الكتاب.
- حدِّدي الموضوع الرَئيسي للمؤلّف، والنقاط الرئيسية داخِل الكتاب.
- اسأَلي نفسك السؤال "لماذا" في جميع أنحاءِ الكتاب؛ على سبيل المثال، "لماذا يناقش المؤلِّف هذه النقطة؟ ".
- في كل أنحاء الكتاب وفي خاتمة الكتاب، اسأل نفسك ثلاثة أسئلة: "ماذا حدث في الكتاب؟، ماذا الآن؟، ما الذي يمكنك القيام به مع هذه المعلومات الجديدة؟ ".
ممارسة الرياضة البسيطة بشكل منتظم
وأخيرًا، تأكدي أن العقل والجسم يُكملان بعضهما البعض، وإذا كان أحدهما ليس في أفضل حالاته، فالثاني أيضًا سيُعاني؛ لذا استقطعي 20 دقيقة من وقتك يوميًا، لممارسة نشاطات وتمارين بسيطة قد تُساهم في وصول الأكسيجين إلى عقلك وتحفيز على التركيز دومًا.