خاص "هي": ثقة المرأة بنفسها مُفتاح قوة لتحقيق النجاح والتغيير
تُعتبر ثقة المرأة بنفسها عنصر ًا أساسيًا في حياتها الشخصية والمهنية. إنها ليست مجرد مشاعر إيجابية بل هي أساس النجاح والتغيير. سنتناول في هذا المقال أهمية ثقة المرأة بنفسها وتأثيرها على مختلف جوانب حياتها.
عندما تمتلك المرأة ثقة بنفسها، تصبح أكثر استعدادًا لاستكشاف إمكانياتها وتطوير مهاراتها. إنها تؤمن بأنها قادرة على تحقيق الأهداف والأحلام التي تسعى إليها. ثقة المرأة بنفسها تمكنها أيضًا من التعامل بفعالية مع التحديات والعقبات التي تواجهها. إنها تملك القوة الداخلية لمواجهة الصعاب والاستمرار في السعي نحو النجاح.
عندما تكون المرأة واثقة من نفسها، تستطيع بناء علاقات صحية وإيجابية مع الآخرين. إنها تعرف قيمتها وتحترم ذاتها، مما يسهم في علاقات أفضل مع الشريك والأصدقاء والزملاء.
ثقة المرأة بنفسها ليست مجرد ميزة شخصية، بل هي قوة تحرك العالم نحو الأمام. إن دعم تطوير هذه الثقة يجب أن يكون أحد أهداف المجتمع، لأنها تسهم في تحقيق النجاح والازدهار للمرأة وللمجتمع بأكمله.
ما هي الثقة بالنفس ؟
وبحسب غين غدار، مدربة حياة معتمدة وبرمجة لغوية دماغية معتمدة دوليًا، فإنّه "على عكس ما يعتقد البعض، الثقة بالنفس ليست صفة تولد بالفطرة، بل هي صفة مكتسبة على المرأة أن تنميها خلال رحلتها في تطوير ذاتها. وتضيف: "هي شعور المرأة بمشاعر إيجابية والتصالح مع نفسها ومعرفة قدراتها وما يميزّها عن غيرها. الثقة بالنفس موجودة عند كل سيدة ولكن بدرجات مختلفة، وذلك يتعلق بالمعطيات الداخلية و الخارجية".
وتعتبر غدار ان "من الضروري أن نتطرق الى العوامل التي تقلل من ثقة المرأة بنفسها، ومن بينها:
المقارنة مع النساء الأخريات
دائمًا ما تُقران المرأة نفسها بغيرها، لسبب واحد أن المجتمع ومواقع التواصل الاجتماعي باختلافها والمعتقدات التي ورثناها رسخّت في أذهاننا قواعد للجمال والنجاح. بذلك زرعت عند المرأة نموذج معين يُحدد لها كيف تكون ناجحة أو "مرغوبة".
تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على المرأة وصورتها لنفسها
في هذا الاطار، تلفت غدار الى أن "مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورًا أساسيًا في حياة المرأة ونظرتها لنفسها. باتت اليوم مواقع التواصل الاجتماعي محطة تسمح للسيدة بمقارنة نفسها مع الأخريات. في أغلب الأحيان عندما تنظر السيدة الى حياة النساء الأخريات سوف تشعر بمشاعر دونية و سلبية. تؤثر مواقع التواصل الإجتماعي سلبًا على صورة المرأة لنفسها وعلى تواقعتها. تعتقد وهي تنظر خلف الشاشات أن عليها أن تبدو دائمًا بصورة مثالية. الحقيقة الصادمة أن نسبة 5 في المئة فقط من كل ما نراه على مواقع التواصل هو حقيقي.
وتُتابع: "تُغيّر مواقع التواصل الاجتماعي توقعات المرأة عن الحياة الزوجية والحب والنجاح. فنادرًا ما نرى أي سيدة تصوّر وتوثق معاناتها في الحياة و خيبتها، وبالتالي غالبًا ما تكون الصورة بعيدة عن الواقع. الكمال غير موجود. بسبب ذالك تشعر جميع النساء بالفراغ و الوحدة".
وتقول غدار: "بالطبع لا نستطيع أن نجزم أن جميع مواقع التواصل الاجتماعي سلبية لأن بعضها ساهم في تعزيز دور المرأة و أهمية وجودها في صنع التغيير في مجتمعنا. خاصة في السنوات الأخيرة أصبحت المرأة مؤثرة وملهمة في جميع الأنشطة والمجالات. الحل هو ليس عدم إستخدام مواقع التواصل الاجتماعي ولكن معرفة كيفية استخدامها ومتابعة مصادر صحية تشجع وتحفز المرأة على بناء ثقتها بنفسها. على المرأة أن تستغل الجانب الايجابي لهذه المواقع وتستخدمها كأداة ايجابية".
كما شاركتنا غدار بنصائح تساعد المرأة على زيادة ثقتها بنفسها:
-تحرري من المعتقدات المقيدة للذات وكل الأفكار التي تعيق مسيرة تقدمكِ.
-تقبلي الخسارة واعترفي بنقاط ضعفكِ واعملي لتحسينها.
-لا تجلدي ذاتكِ وتحميلها الذنب والمسؤولية في كل شيء.
-لا تقارني توقيت وصولكِ الى أهدافكِ بتوقيت النساء الأخريات.
-تخلصي من الحديث الذاتي السلبي وسيطري على الصوت الداخلي.
-ضعي أهدافًا و استثمري وقتكِ وطاقتكِ بهدف تطوير ذاتكِ.
-ركزّي على اللحظة الحالية.
-اخرجي من دائرة الانتظار وذلك من خلال السعي وعدم انتظار الحظ أو عامل خارجي لتحسين حياتكِ.
الثقة بالنفس و إختيار العلاقات
عندما تثق المرأة بنفسها سوف تعلم ما عليها أن تتوقعه من الاشخاص المحاطة بهم، بالتحديد عند إختيار شريكها. عندما تدرك المرأة قيمة ذاتها لن تطلب الاحترام والتقدير لأنها تعلم أنها أشياء مكتسبة.
ختامًا، تقول غدار : "أن تثقي بنفسك لا يعني أن تكوني جميلة في كل حالتكِ وناجحة في كل أوقاتكِ. الثقة بالنفس ليست دلالة على الجمال والكمال وحب و إعجاب الآخرين.
المرأة الواثقة من نفسها تعلم أنها لن تنال حب ورضا الجميع. هي تبني من الانتقادات و المصاعب جسرًا لتصل الى مرادها وأهدافها . المرأة الواثقة من نفسها لا تحتاج أن تثبت ذلك لأي شخص، ولا تنتظر من الآخرين أن يعترفوا بجهودها و إنجازاتها لأنها تستمد قوتها من نفسها".