فقدان الأمل سر تأخير الإنجازات....كيف تتغلبين عليه؟
بالتأكيد توالي خيبات الأمل في الحياة قد يُضعف العزيمة على خوض التحديات شيئًا فشيئًا؛ وبالتالي عدم الرغبة في المحاولة مجددًا، وعدم إيجاد أي مُسبب للسعادة، وهذا ما يسمى " فقدان الأمل" أو اليأس أو فقدان الشغف.
وبما أننا محكومون بالأمل، وما يحدث اليوم لا يُمكن أن يكون نهاية التاريخ؛ لذا واجبنا على أنفسنا هو عدم السماح لها بالغرق بالحزن والتشاؤم؛ وذلك لأن المشاعر السلبية لابد من عيشّها، فمن منّا لم يفشل في الحصول على ما يطمح إليه، سواءً في العمل أو علاقة عاطفية أو غيرها من التجارب المعرضين جميعًا لها.
من هذا المنطلق، دعينا عبر موقع " هي " نقدم لكِ مفاتيح الصمود أمام التحديات، كي نطرق أبواب الأمل، ونفتح آفاق جديدة لتعزيز سُبل التفاؤل بداخلك، وتحقيق الإنجازات في حياتك من دون مشاعر أوأحاسيس تندرج تحت مسمى فقدان الأمل أو فقدان الشغّف، وذلك من خلال استشارية الطب النفسي الدكتورة لبنى عزام من القاهرة.
فقدان الأمل يقضي على إنجاز وعطاء المرأة
في البداية، أكدت دكتور لبنى أن هذا الشعور قد يجعل المرأة لا تُقدر شيئًا، ولا تهتم لشيء؛ فقد باتت الحياة خالية من المعنى بالنسبة إليها، وكل ما يُمكن أن يحدث عاجز عن إعادة السعادة والفرح لذاتها، لينتهي الأمر غالبًا بإنشغالها بمجموعة من النشاطات اليومية التي قد لا تحتاج إلى مجهود أو تفكير.
فضلًا عن ذلك، ربما تُلاحقها مشاعر اليأس بإستمرار، لتسلك سُبل العزلة عن الآخرين، والنوم لمدة طويلة، والإفراط في تناول الطعام، أو غير ذلك من علامات الإصابة بالإكتئاب على المدى الطويل.
مفاتيح صمود المرأة أمام فقدان الأمل
بحسب دكتورة لبنى، لا شك أن أسباب فقدان الأمل لدى المرأة تحديدًا متنوعة سواء النابعة من المُشكلات الأسرية، أو الفشل في تنفيذ مخطط مهني، أو فقدان الأحبة، أو التعب المادي، أو الإصابة بالأمراض، أو التقدم في السن.
ولكن رغم اختلاف الأسباب، إلا أن مفاتيح صمودها أمام فقدان الأمل ستظل هي الحصن المنيع لتخطيها هذا الشعور مهما كانت أسبابه، وتحقيق إنجازاتها في جميع أمور الحياة؛ لذا تغلبي على فقدان الأمل بهذا المفاتيح:
لا تُصدّقي عقلك
تخلصي من سيطرة عقلك الذي يُقنعك دومًا بأن كل ما يحدث في الحياة، وما سيحدث لاحقًا سيئ، ولا جدوى من السعي والعمل؛ كذلك يجب أن تكوني على قدر عالي من الوعي، فلا تسمحي لأفكارك السلبية أن تسيطر عليكِ، بل حفزي نفسك بأنكِ ستقضي عليها شيئًا فشيئًا.
ابحثي عن الإيجابيات
تأكدي أن كل حدث سلبي يحدث في حياتك يترافق معه شيئًا إيجابيًا؛ على سبيل المثال: " عند مرورك بضائقة مالية تُشعركِ بفقدان الأمل، تذكري أنكِ تمتلكين عملًا جيدًا؛ إذ يُمكنك العمل أكثر، والتميّز ليتحسن مستواكِ العملي، ومن ثم يتحسن وضعك المادي". لذا اقنعي ذاتك أن وضعك ليس بالسوء الذي تتخيلينه؛ إنما بإمكانك تغييره للأفضل.
فكري فيما تُنجيه من الأمل
دعمي نفسك بالطاقة الإيجابية التي تُحفز تخيُلاتك، وذلك للتفكير بشكل تفاؤلي؛ ولا نعني هنا أنتفكيرك سيتغير فجأة، إنما التفكير بنتائج الأمل وحب الحياة، سيُساعدك على البدء بالتظاهر بالأمل، والتصرف بناءً عليه، وتغيير سلوكياتك شيئًا فشيئًا، وفيما بعد ستتغير المشاعر ليُصبح الأمل هو شعورك الحقيقي تجاه الحياة لتحقيق الإنجازات.
ذكّري نفسكِ بأولوياتك
قومي بإعداد قائمة في ذهنك أو على الورق، بقناعاتك الأساسية، وما هو مهم بالنسبة لكِ، وما سبب أهمية هذه الأمور، إذ يُمكن أن يساعدك ذلك على تحديد وتغيير الأنشطة بما يتوافق مع قيمك وبذلك تُعيدي إحياء شغفك من جديد.
جربي أشياء جديدة
استغلي فترة ابتعادك عن أنشطتك المعتادة، بالاطلاع على الأنشطة أو الهوايات التي أجّلتيها أو ربما نسيتيها، أو كنت مهتمة بها ولم يكن لديكِ الوقت أو الفرصة لتجربتها؛ فهذا سيُساهم في اكتشافكلاهتمامات ومصادر سعادة جديدة لكِ، ولا مانع من ربطها بالقديمة.
قومي بتحديد أهدافك
يُمكن أن يكون لتحديد الأهداف والعمل على تحقيقها دورًا في توليد دوافع جديدة في ذاتك وإعطائك إحساسًا بالتحدي والتحفيز، وبالطبع عليكِ التأكد من توافق أهدافك مع قيمك واهتماماتك.
مارسي الاهتمام الذاتي
قد يساعدك الاهتمام بصحتك الجسدية والعاطفيّة على الشعور بمزيد من النشاط والحماس، ويُمكن أن يشمل ذلك أمورًا قد تتطور لتصبح هوايات بحدّ ذاتها، مثل ممارسة الرياضة وإعداد الأكل الصحي وتأدية طقوس التأمل.
خذي قسطًا من الراحة
في بعض الأحيان، كل ما تحتاجينه هو بعض الوقت بعيدًا عن نمط حياتك المعتاد؛ وذلك لإعادة شحن طاقتك واسترجاع تركيزك. وهنا لابد الأخذ بعين الاعتبار الابتعاد لمدّة معينة عن أنشطتك المعتادة، واستكشاف هوايات أواهتمامات جديدة، أو قومي ببساطة بالاسترخاء وإعادة التواصل مع ذاتك.
اطلبي الدّعم
في حال استعصى عليكِ الأمر بمفردك، او افتقرت إلى العزيمة، وسيطر عليكِ الشعور بفقدان الأمل؛ شاركي ذلك مع أحد الأصدقاء أو أفراد العائلة أو أخصائي نفسي، وتحدثي معهم عن مشاعرك وتجاربك. فقد يكونون قادرين على تقديم رؤى ونصائح وموارد تكون بمثابة الخطوة الأولى في طريقك لاستعادة شغفك وإحساسك بالأمل.
وأخيرًا، مهم جدًا أنتتذكّري أن استعادة شغفك والتغلب على فقدان الأمل هي رحلة طويلة، وقد تستغرق بعض الوقت، وتتطلب مقدارًا من العزيمة والإصرار؛ لذا عليكِ التحلي بالصبر والتعاطف مع نفسك، وألا تخجلي من طلب المساعدة المهنية إذا أحسستِ أنكِ في حاجة إليها، ومع الوقت والجهد، يُمكنك إعادة إحياء الأمل والشغف بداخلك.
وتأكدي أن الافتقار إلى الحافز ليس بالضرورة علامة على ضياع الحلم، أو على نقص في العزيمة والوفاء؛ فلا تقلقي، فإن فقدان الأمل بأمر كنت قد حلمتِ به هو في الواقع دافع لإيجاد حلم جديد، ربما كان هذا قدرك طيلة هذا الوقت.
فلا تيأسي، ولا تهوّلي الأمور، واعتبري فقدان الأمل فرصة لتجديد جوانب من شخصيتك قد أصبحت غير لائقة بما أنتِ عليه الآن، وأيضًا لاختبار مُتعة جديدة في الحياة؛ فهنيئا لكِ بها.