إريكا دويل مؤسس شركة درينك دراي لـ "هي": النجاح لا يتعلق بالكمال بل يتعلق بالتقدم والرحلة نفسها
إريكا دويل هي بطلة حقيقية لثورة التخلص من الكحول في دولة الإمارات العربية المتحدة، و أول مؤسِسة لسوق المشروبات غير الكحولية المتميزة في دول مجلس التعاون الخليجي.
حصلت إريكا على درجة البكالوريوس في التاريخ والسياسة من جامعة نوتنغهام؛ وباعتبارها قائدة عنيدة أسست سوق المشروبات غير الكحولية المتميز الأول والوحيد في دولة الإمارات العربية المتحدة، واتبعت شغفها وبعد أن تخلت عن الكحول لتؤسس عائلة خاصة بها، رأت فجوة حقيقية في السوق وأطلقت Drink Dry في عام 2021.
تم إدراج إريكا كواحدة من أفضل النساء من قبل مجلة تايم آوت في مارس 2021. وفي عام 2022، فازت بجائزة رائدات الأعمال من الشركات الصغيرة والمتوسطة لرائدات المأكولات والمشروبات، وتم إدراجها في قائمة "50 امرأة ملهمة لعام 2022" من مجلة أريبيان بزنس. ومؤخرًا، تم ترشيح إريكا مرة أخرى لقائمة مجلة أريبيان بزنس "50 امرأة الأكثر إلهامًا لعام 2023".
إريكا دويل مهووسة بالصحة وأم لثلاث فتيات؛ بالإضافة إلى علامتها التجارية، تؤمن إريكا بشدة بتقديم العطاء للمجتمع وتعمل في العديد من المساعي الخيرية، بما في ذلك العمل مع مؤسسة Life Skills هايتي ورعاية الممرضات من خلال برنامجهم التعليمي.
وللمزيد من المعلومات عن جوانب حياتها المثيرة للإهتمام، كان لنا معها عبر موقع " هي " هذا الحوار الممتع:
-
بصفتكِ مولعة بصحتكِ ولياقتكِ الشخصية، كيف بدأتِ رحلتكِ؟
انطلقت الرحلة بإيماني العميق بقوة تأثير نمط الحياة الصحي؛فأنا ملتزمة بأن أكون مثالًا إيجابيًا لبناتي الثلاث الصغيرات. إنهن السبب والدافع وراء كل ما أقوم به، والوعي بأنهن يتطلعن إليِ كنوع من القدوة يحفزني باستمرار للالتزام بالصحة واللياقة. لقد كنت دائمًا عاشقة للرياضة، لكن رحلتي انتقلت إلى مستوى أعلى بشكل حقيقي بعد أن أصبحت أمًا؛ أدركت أن اللياقة والصحة لم تعد تتعلق بمصلحتي الشخصية فقط، بل بأن أُصبح أفضل من أجل عائلتي. لذلك، التزمت بقيم الثبات والاستمرارية والإصرار في روتيني الرياضي؛ إومن خلال تلك الخطوات الصغيرة التي نقوم بها يوميًا، والتي تتراكم لتحقيق تغييرات كبيرة بمرور الوقت. أردت أن يروا بناتي أن التفاني والعمل الجاد يأتيان بثمارهما ليس فقط في مجال الأعمال بل أيضًا في الصحة الشخصية.
-
النجاح كان حليفك خلال السنوات الماضية. كيف تمكنتِ من تحقيق هذا؟
النجاح هو رحلة جماعية، وليس رحلة فردية أبدًا. تحقيق النجاح في مكان عملي تحديًدا، كان جهدًا تعاونيًا مع فريق رائع. أنا محظوظة للعمل مع مجموعة من الأفراد المتفانين الذين يشاركون نفس الشغف تجاه مهمتنا. الاستمرارية والمثابرة هما المبادئ اللتين أوجه بهما رحلتي. أؤمن بقوة بأن الجهد المستمر، حتى عندما نواجه تحديات، هو المفتاح إلى النجاح على المدى البعيد. سواء في مجال الصحة واللياقة أو في مجال الأعمال، الأمر يتعلق بالثبات على الدرب، حتى عندما تصبح الأمور صعبة؛ علاوة على ذلك، لطالما اعتبرت الأعمال التجارية كمهمة شخصية. إنها ليست مجرد منتجات وخدمات، بل إنها تتعلق بالأشخاص، إنها عن التواصل مع عملائنا وفهم احتياجاتهم، والاستماع، والتكيف،والنمو معًا. هذا التواصل الشخصي كان جزءًا لا يتجزأ من نجاحنا.
-
ما هي المهارات التي تمتلكينها لزيادة ثقتكِ بنفسكِ في السوق؟
الثقة في السوق تنبع من مزيج من المهارات والعقلية الإيجابية. أولًا وقبل كل شيء، أنا أؤمن بقوة بأهمية طلب المساعدة والتعلم المتواصل.لا أحد يمتلك جميع الإجابات، والبحثعن التوجيه من الأساتذة والأقران وخبراء الصناعة قد ساهم بشكل كبير في بناء ثقتي بالنفس. المثابرة هي مهارة حاسمة أخرىفي مواجهة الصعوبات والتحديات، من أساسيات الاستمرار في التقدم. هذه القدرة على التحمل تبني الثقة مع مرور الزمن، حيث تتعلمين أنكِ قادرة على التعامل مع أي تحدي يواجهك. وفهم أن الأعمال تأخذ طابعًا شخصيًا كان محورالتغيير الجوهري. بناء علاقات حقيقية مع العملاء والموردين والشركاء يعزز من الثقة. عندما يدرك الناس أنك تهتمين بجدية بمتطلباتهم واهتماماتهم، يتم خلق أساس راسخ للنجاح.
-
أخبرينا عن أصعب تجربة واجهتِها في مسارك المهني لإثبات نفسك؟
من بين أصعب اللحظات في رحلتي المهنية كانت عندما قررنا إطلاق عملياتنا في الكويت في يوليو 2022. التوسع في سوق جديد دائمًا يمثل تحدٍ كبير، ويأتي مع تحديات فريدة من نوعها. إن التنقل في متطلبات التنظيم، وتكييف منتجاتنا لتناسب تفضيلات المجتمع المحلي، وبناء وجود في ثقافة جديدة، كل هذه المهام كانت تحديات كبيرة. ومع ذلك، عزم فريقنا وإيمانه بمهمتنا جعلا كل هذا ممكنًا. إنها تجربة تعلمية تعزز من أهمية القدرة على التكيف والمثابرة في مواجهة التحديات. ومنذ ذلك الحين، تمتعنا بنجاح كبير في الكويت، حيث يتمتع العملاء بتشكيلتنا المتميزة من المشروبات الغير كحولية.
-
أنتِ تؤمنين بقوة بضرورة إعادة العطاء للمجتمع والمشاركة في الأعمال الخيرية. هل يُمكنك التحدث عن هذا الموضوع؟
إعادة العطاء للمجتمع والمشاركة في الأعمال الخيرية دائمًا كانت لهما مكانة خاصة في قلبي. إنها ليست مجرد مسألة تتعلق بالأعمال التجارية؛ بل تتعلق بتأثير إيجابي يمكن تحقيقه في العالم. أحد الجوانب التي أشعر بشغف خاص بها هو دعم الجمعيات الخيرية التي تعنى بشؤون الأطفال حول العالم. أنا بقوة أؤمن بأن كل طفل يستحق فرصة لحياة أفضل، ومن خلال جهودنا الخيرية، نسعى جاهدين لتوفير تلك الفرصة. على مر السنوات، دعمنا جمعية "Kids for Kids" البريطانية التي تساعد الأطفال في دارفور، وجمعية "إنقاذ الأطفال" في ليتوانيا التي تعنى برعاية الأسر من الطبقات الاجتماعية الأقل حظاً في ليتوانيا، بالإضافة إلى دار الأيتام "Gentle Hands" في الفلبين ومؤسسة "Shamida" في إثيوبيا.
-
التجارة الإلكترونية قد عززت قدراتكِ المهنية... ما هي نصيحتك للنساء اللواتي اخترن العمل بها؟
فتحت التجارة الإلكترونية أبوابًا رائعة أمام النساء في عالم الأعمال، مما سمح لهن بتحقيق توازن فعّال بين العمل والحياة العائلية؛ " وهذا ما حدث معي". لذا نصيحتي للنساء اللواتي يدخلن عالم التجارة الإلكترونية هي: اعتنقن العالم الرقمي، ولكن لا تنسين اللمسة الشخصية. التكنولوجيا هي أداة قوية، لكن قلب أي عمل ناجح يكمن في التواصل مع العملاء. ابنوا الثقة من خلال الاستجابة، والانتباه، والاهتمام الحقيقي بتلبية احتياجات عملائكم. استمروا في التعلم، وتكيفوا مع التغييرات، ولا تخافوا من البحث عن المساعدة أو الإرشاد. والأهم من ذلك كله، آمنوا بأنفسكن. نحن كنساء، نحمل آراء وقوى فريدة إلى عالم الأعمال. كونوا واثقات من قدراتكن،وابقين مثابرات، وتذكرن أن النجاح لا يتعلق بالكمال؛ بل يتعلق بالتقدم والرحلة نفسها.