حيَل بسيطة لمقاومة النسيان وتقوية الذاكرة... استفيدي منها لتطوير ذاتك
توصلت العديد من الدراسات النفسية أن هناك علاقة قوية بين الذاكرة القوية وتطوير الذات؛ فالأمر لا يتعلق بمجرد حفظ المعلومة عن ظهر قلب، وإنما بكيفية "التصاق" المعلومات في الذاكرة ليتذكرها الدماغ لاحقًا، وبالتالي سيُساهم ذلك في تحديد الأهدف والعمل عليها بجدارة.
وبما أن رغبتنا في تعزيز ثقتنا بنفسنا، والمداومة على تطوير ذاتنا، قد يقودنا إلى البحث عن الأساليب الفعالة لتحقيق ذلك؛ سنجد أنه من الضروري إيجاد حلول عملية لمقاومة النسيان وتقوية الذاكرة بشكل فعال ومستمر.
من هذا المُنطلق، سنطرح عبر موقع " هي " حيل بسيطة يُمكن ممارستها يوميًا، لتحريرالعقل ومنحه المجال لتذّكر المعلومات دومًا، وذلك بناءً على توصيات أخصائي الطب النفسي كريم فرح من القاهرة.
حيّل بسيطة لكنها فعّالة لمقاومة النسيان
وبحسب دكتور كريم، فعلى الرغم من أنه لا توجد ضمانات عندما يتعلق الأمر بمنع فقدان الذاكرة أو الخرف، فإن بعض الأنشطة قد تساعد في ذلك؛ لذا ضعي في اعتبارك اتباع هذه الحيّل باستمرار، وذلك على النحو التالي:
تبني روتين يومي
لتحرير عقلك ومنحه المجال لتذكر معلومات جديدة وهامة، لا تهدري طاقتك الذهنية في محاولة تذكر مكان وضعك للمفاتيح، إذ إنه من السهل العثور على الأشياء إذا كنت دائما تضعيها في المكان نفسه. لذا ضعي الأشياء دومًا في مكان مُحدد، كي تتجنبي إهدار قدر كبير من قوتك الذهنية على الأمور اليومية.
استخدمي حواسك
إذا كنتِ بصدد وضع غرض ما في مكان غير مألوف، على غرار "وضع النظارة الشمسية على الطاولة بجوار الباب"، فإنه ينبغي عليكِ قول ذلك بصوت عال. أما إذا قابلت شخصًا جديدًا، فإنه يُمكنك تكرار اسمه بصوت مرتفع.
تجنبي تعدّد المهام
من غير المفاجئ أن لا نتمكن من تذكر الأشياء عندما يكون انتباهنا مشتتا. وحيال هذا الشأن، عليكٍ التخلص من هذه المُلهيات؛ وذلك للتحسين من قدرتك على التركيز، وبالتالي تقوية ذاكرتك. وأهم شيء يتعين عليكِ القيام به هو وضع هاتفك المحمولة بعيدًا، والتوقف عن القيام بمهام عدة في آن واحد.
مارسي تمارين التأمل
يُعد التأمل من بين الطرق التي تساعد على تعزيز الذاكرة. وقد بيّنت مؤسسة مركز الصحة العقلية، أن الخطوة الأولى لتعزيز وظيفة الدماغ هي "تحفيز عقلك" من خلال تهدئة أعصابك. وقد أثبت الأبحاث أن التأمل يساعد على تجنب تشتت الذهن، والتخلص من الأفكار المثيرة للقلق والإجهاد، ما يُحسن ذلك من قدرتك على التركيز ومقاومة النسيان لتطوير ذاتك بخطوات ثابتة.
لا تتخلي عن التنزه في الطبيعية
يُمكن لهذا النشاط البسيط أن يُعزز ذاكرتك بنسبة 20%؛ كون التنزه في الطبيعة، أو حتى مجرد تأملها، من شأنه أن يُساعد الدماغ على التخلص من توتره وتجديد طاقاته.
داومي على النوم الصحي
تُشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يتمتعون بسبع ساعات من النوم لديهم ذاكرة أقوى من أولئك الذين ينامون أقل من خمس ساعات أو أكثر من تسع ساعات. قد يكون هذا القدر من الراحة مناسبًا للدماغ للاطلاع على التغيرات الكيميائية اللازمة لدمج المهارات أو الحقائق الجديدة في الذاكرة طويلة المدى.
استفيدي من القيلولة
في إحدى الدراسات، زود بعض الأفراد بأزواج من الكلمات غير المترابطة لتذكرها، ومن ثم أخذت إحدى المجموعات غفوة، بينما شاهدت المجموعة الأخرى مقاطع فيديو. وقد ثبت أن المجموعة التي أخذت غفوة قد شهدت تحسنًا في الذاكرة المترافقة بحوالي خمسة أضعاف.
مارسي الرياضة بإنتظام
هناك ترابط وثيق بين الجسد والعقل، لذا يزيد التمرين من نشاط عقلك عن طريق حمايتك من الأمراض التي تفتك بالذاكرة من قبيل ارتفاع ضغط الدم والسكري. وحسب مؤلفة كتاب "حمية مرضى السكري" إرين بالنسكي وايد، فإن "الحركة تعمل على تحسين الدورة الدموية، وتحميل الدم والأكسجين والمواد المغذية إلى الدماغ؛ ما يضمن ذلك عمل الدماغ بفاعلية قصوى.
امشي بشكل عكسي إلى الخلف
من المُرجح أن هذا الصنف من التدريبات لا يتبادر إلى ذهنك في البدء، ولكن أظهرت دراسة حديثة أن المشي إلى الخلف ساعد المشاركين على تذكر الأحداث الماضية بشكل أفضل من المشي للأمام أو الجلوس بلا حراك. وفي الواقع، لم يكن الأمر مجرد حركة بحد ذاتها، فالمشاركون الذين شاهدوا مقطع فيديو لأشياء تتحرك إلى الوراء، أو حتى تخيلوا أنهم يتراجعون إلى الخلف، تذكروا بشكل أفضل.
اشربي الكافيين بإعتدال
قد يُساهم تناول كوب من القهوة في تقوية ذاكرتك. عمومًا شرب كميات صغيرة من الكافيين يُمكن أن يجعلك أكثر تنبهًا؛ ما يُعزز ذلك من قدرات الذاكرة والتركيز، والتالي قدرتك على تطوير ذاتك ضمن الخطة المُحددة لديكِ.؛ ولكن رغم أن إحدى الدراسات وجدت أن الكافيين يُحسن الذاكرة طويلة المدى، غلا أنها أمدت على عدم شربها في وقت متأخر من اليوم.
اربطي المعلومات الجديدة بأشياء تعرفيها
بينما تتراجع المعلومات الجديدة في ذهنك، يُمكنكِ أيضًا تعزيز فرصك في تذكرها بربطها بأشياء تعرفيها بالفعل. فعلى سبيل المثال، إذا قابلتِ شخصًا يذكرك بممثل مشهور، فاستخدمي ذلك كمحفز للذاكرة لاستحضار اسمه. وتأكدي عندما تتمكني من إرفاق بعض المعاني الشخصية، فإن ذلك يُحسن قدرتك على التذكر ومقاومة النسيان بشكل فعّال.
ركزي على الأنشطة العقلية
قد تُساعد هذه الأنشطة على تقليل فقدان الذاكرة إلى حدٍ ما؛ إذ يُمكنك مثلًا حل الكلمات المتقاطعة، أو القراءة، أو المشاركة في الألعاب، أو تعلُّم العزف على أداة موسيقية، أو تجربة هواية جديدة.
اقضِي وقتًا مع الآخرين
يُساهم التفاعل الاجتماعي في منع الاكتئاب والتوتر، اللذين لهما دورًا مهمًا في فقدان الذاكرة؛ لذا ابحثي عن فرص للاجتماع مع الأحباء والأصدقاء وغيرهم، وخصوصًا إذا كنتِ تعيشين بمفردك.
وأخيرًا،الأنظمة الغذائية الصحية مفيدة لصحة الدماغ؛ لذا، ننصحك بتناول الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة؛ كذلك اعتمدي على مصادر البروتين قليلة الدهون، مثل " الأسماك، والبقوليات، والدواجن منزوعة الجلد، ولا تنسي تناول المشروبات الصحية، وخصوصًا الخالية من السكر؛ وكل ذلك من أجل تقوية ذاكرتك ومقاومة النسيان الذي يُصيبك؛ لأن الاعتماد فقط على الحيّل البسيطة المقدمة لن يُحقق هدفه من دون تعزيز صحتك العامة في المجمل العام.