ممارسة اللطف مع الآخرين وأكثر .. 5 أمور تنمي الشعور بالجمال الداخلي وتعزز تقدير الذات
يختلف الجمال الداخلي كثيراً عن جمال المظهر الخارجي الذي هو جمال الشكل، فالأخير يعد جمالاً سطحيا مهما بلغت درجته، أما الأول وهو الجمال الداخلي فهو الجمال الحقيقي الذي يأتي من الداخل ليعبر عن ما تحويه الأنفس من صفات طيبة وأخلاق جميلة وأمور مميزة تجعل من يمتلكها يتميز عن غيره بميزات طيبة عديدة تأسر من حوله من فرط اعجابهم بها وبه.
ويمكن القول أن الجمال الداخلي هو جمال الروح الذي يفوق بكثير جمال الجسد لأنه لا يفنى أبداً في حين يفنى جمال الجسد، وهنا يصح القول بأن " عشق الروح مالوش آخر لكن عشق الجسد فاني" قالها الموسيقار الكبير الراحل محمد عبد الوهاب في أجمل أغانيه "عاشق الروح"، وهي كلمات أكثر من حقيقية، لأنها تعكس مدى أهمية وتأثيرات جمال الروح الداخلي.
ما هو تقدير الذات؟
عرّف سميث وماكي تقدير الذات بأنه هو ما نعتقده عن أنفسنا، وهو أيضاً التقييم الإيجابي أو السلبي للذات وكيفية الشعور حيالها، وبمعنى أوضح هو تقييم الفرد لنفسه، وتحقيق شعوره بالاحترام والقيمة والكفاءة، ويشمل قناعاته وكل ما يتمتع به من صفات بالإضافة إلى الحالات الشعورية مثل الفرح، الحزن، الانتصار، اليأس، التشاؤم والتفاؤل، وهكذا.
كيف يمكن تنمية الشعور بالجمال الداخلي؟
اكتشاف الجمال الداخلي أمر مهم جداً لأن من خلاله سيتم تقدير الذات، لذا يجب معرفة كيف يمكن تنميته تحقيقاً لتقدير الذات والسمو والارتقاء بها.
ويمكن بحسب الخبراء المختصين تنمية الشعور بالجمال الداخلي من خلال تطبيق النصائح التالية:
التعامل مع الآخرين بلطف
لم يدخل اللطف على شيء إلا زانه وجمله، لذا يجب علينا جميعاً أن نعيد اللطف إلى حياتنا بقوة، وأن نتعامل مع الآخرين بلطف، أي برحمة ولين قلب فهذه الأمور تنمي الجمال الداخلي وتجعلنا نرى أجمل ما يميزنا كبشر، إنها إنسانيتنا بمعنى آخر، فالإنسانية لطف، والرحمة لطف، والشعور بالآخر لطف، وكلها من جمال الروح، ذلك الجمال الذي يشع نوراً ساطعاً ينعكس مداه على شكلنا الخارجي، وهو الجمال الأكثر قيمة.
لقد زادت قسوة الحياة علينا جميعاً بسبب تراكم المسؤوليات وتكالب الأعباء، وأصبحنا تائهين في رتمها السريع عديم الشفقة، وأصبحنا تباعًا لذلك بحاجة إلى ممارسة اللطف في حياتنا اليومية مع أنفسنا أولًا، ومع الآخرين ثانيًا، وهذه دعوة مني لي ولكم بأن نعيد اللطف إلى تعاملتنا بقوة لتتحقق السعادة لنا جميعاً، وليتحقق الشعور بالرضا ذلك الشعور الأجمل الذي يجعل الروح تستقيم وتنجو من كثير من الطاقات السلبية التي تنعكس عليها في حالة جمود المشاعر، وغلظة التصرف.
مساعدة الآخرين
ما تكنه صدورنا ينعكس علينا بقوة ويترجم في أفعالنا، فأنا مثلاً عندما يكون بداخلي خيراً كثيراً للناس سينعكس ذلك على تصرفاتي وأسلوبي معهم، وعلى مساندتي ودعمي لمن هم بحاجة لي، وسينعكس أيضًا على شعوري بتقديري لذات، لذا لا تترددوا في مساعدة الآخرين لأنها ستسلط الضوء على نوع مميز من الجمال هو الجمال الداخلي، واستمروا في ذلك لتنمية الشعور به.
تعزيز التواصل مع العائلة
لا حجة لنا اليوم في إهمال التواصل مع الأحباء من العائلة والأقارب والأصدقاء، فقد أجتاحت وسائل الاتصال الحديثة حياتنا بقوة، وسهلت علينا طرق التواصل مع الآخرين، فقد ذابت المسافات وأصبح بالإمكان التواصل بالصوت والصورة الحية مع من نحب في أي وقت دون أي قيود، لذا علينا بتعزيز التواصل معهم لأن في ذلك تحقيق لمعاني كثيرة من الجمال الداخلي الذي يسطع بداخلنا، وكل ما يحتاجه أن نظهره في تواصلنا مع أحبائنا وأهلنا وأصدقائنا.
وتأكيداً على ذلك، وجدت دراسة حديثة نُشرت في مجلة علم النفس الاجتماعي والسريري مفادها أن الأشخاص الذين قصروا استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي على 30 دقيقة فقط يوميًا، انخفضت لديهم مشاعر الاكتئاب والوحدة، وشعروا بالألفة والسكينة.
تناول الطعام الجيد
ربما سبب ذلك حيرة شديدة لكم، فقد تتسائلون عن علاقة الطعام بالجمال الداخلي، فبحسب الخبراء توجد علاقة بينهما، لأن تناول الغذاء الصحي الجيد يجعلنا ننام بشكل جيد، ونستيقظ بشكل جيد، الأمر الذي تتحسن معه حالتنا المزاجية، وتهدأ معه انفعالتنا، فلا مجال للشعور بالتوتر أو القلق، والأجمل من ذلك أننا نشعر بأن لدينا طاقة إيجابية كبيرة، وهذه الطاقة تحثنا على القيام بأمور لطيفة وذات مغزى معنوي كبير يترك صدى أكبر في تعاملاتنا مع من حولنا، لذا يجب أن نهتم جميعاً بتناول الطعام الصحي الجيد الذي يجعلنا في حالة مزاجية جيدة.
ممارسة الرياضة
تحثنا الرياضة على التعرف على ما بداخلنا من جمال داخلي، لأن تأثير الحركة والنشاط علينا لا يمكن إنكاره لأن الحركة المنتظمة تلعب دوراً مهماً في تعزيز صحتنا العقلية والجسدية، وعندما نقوم بذلك بطريقة تناسبنا يختفي الشعور بالملل، ما يحقق لطفنا بأنفسنا ومن ثم ظهور أنواع عديدة من الجمال الداخلي بداخلني وخصوصاً إذ تمت ممارسة الرياضة مع مجموعة من الناس، حيث التعارف والتعاون معاً، وظهور معاني كثيرة مثل التشجيع والتحفيز والدعم أيضًا.
الشكر والامتنان والتقدير
أليس من الجميل أن نشكر بعضنا البعض وأن نمتن لبعضنا البعض، أليس من اللطف أن نقدر من يدعمنا ويساعدنا ونثني عليه ليتحقق لديه الشعور بالسعادة والرضاء جراء تقديرنا له، ويتحقق معه تنميتنا للشعور بالجمال الداخلي لانعكاس ما شعروا به من مشاعر إيجابية علينا.
إن النفس البشرية بحاجة إلى التقدير أيضًا بقدر حاجتها لتلقي كلمات الشكر والامتنان، فالنفس تميل لمن يقدرها ويعتني بها، والتقدير أجمل عناية من الممكن أن نمنحها للآخرين، لذا كونوا ممتنين وشاكرين ومقدرين لمن هم في حياتكم، ولمن في محيط العمل والنادي والأسواق، كونوا كذلك لتنمية جمالكم الداخلي الجمال الأكثر قوة والأروع تأثيراً.
ما هي مظاهر الجمال الداخلي؟
تتعدد مظاهر الجمال الداخلي فمنها التواضع، والحكمة، والتراحم، ولين القلب، وحب الخير، والطيبة، وتفهم قيم المشاركة، والإقبال على دعم ومساندة الآخرين، وكذلك الرأفة والتسامح. ومن مظاهر الجمال الداخلي أيضًا، سرعة تلبية نداء الآخرين، وتجنب التنمر، والحرص على احترامهم وتقديرهم.
وختامًا يجب العلم بأن إظهار مواطن الجمال الداخلي وتنميتها في التعامل مع النفس والآخرين تتحقق بسهولة بحسب كل ما تم ذكره أعلاه، ولذلك يجب على الجميع الاهتمام بذلك حتى تمام تحقيق تقدير الذات؟
والآن يُسعدنا غاليتي أن تشاركينا الرأي .. كيف يمكنك تنمية جمالك الداخلي بما يحقق تقديرك لذاتك؟
مع تمنياتي لكم جميعاً بالتمتع بجمال القلوب والعقول والروح للأبد،،،