استلهمي النجاح والتميزّ في عالم السفر والسياحة من نور العريضي
نجمها يلمع في سماء الإبداع والتحدي، وخبراتها المتنوعة وقدرتها على تطوير ذاتها جعلتها مسؤولة عن إدارة فريق متنوع من خبراء الصناعة لإنشاء وتقديم مبادرات مبيعات وتسويق مؤثرة لمجموعة من العملاء البارزين، بما في ذلك الوجهات والفنادق الفاخرة لتمثيل أكبر شركة للسفر والسياحة بمنطقة الخليج العربي.
واستكمالًا لحديثنا الممتع عن نور العريضي المدير التجاري لشركة Gulf Reps؛ تابعينا عزيزتي عبر موقع " هي" للتعرف على المزيد من خلال هذا الحوار المُثمر:
اقترن اسمك بالريادة والإبداع.. ما أبرز المهارات التي ساعدتكِ على تحقيق ذلك؟
من وجهة نظر قيادية، كنت أؤمن دومًا أنني إذا تعاملت مع فريق العمل نفس الطريقة التي أتوقع أن أتعامل بها، فلن نخطئ كثيرًا. ونباءً على ذلك، لا أقوم بالضرورة بتوظيف الأشخاص على أساس خبرتهم، بل على أساس حماستهم وسلوكهم، أما عن الأشياء الآخرى فيُمكن تعلمها. عمومًا إذا كان الفريق مناسب، والرؤية صحيحة، والشغف لقيادة الأعمال موجود، فإن النجاح - رغم أنه غير مضمون أبدًا - سيكون بالتأكيد في متناول أي شخص. وفيما يتعلق بالإبداع، فهذه مهارة أنا محظوظة لأنني ولدت بها منذ سنوات نشأتي؛ فقد كنت شخصًا مرئيًا للغاية وأنا محظوظة للغاية أيضًا، لأن الدور الذي أمارسه يسمح لي بتحقيق ما تصورته، وتقديم أفكار أصلية ومبتكرة دومًا، ما ساهم ذلك في وصولي إلى مكانتي القيادية في السوق.
لا شك أن خبراتك المتنوعة في تسويق الوجهات لدول مجلس التعاون الخليجي لم تُكتسب بسهولة.. حدثينا عن أصعب المواقف التي واجهتك؟
على الرغم من أن منطقة دول مجلس التعاون الخليجي تشهد نموًا، إلا أنها أيضًا متنوعة جدًا، لذا فهي ليست دائمًا سوقًا سهلًا للمستهلكين. ومن الصعب تحديد موقف واحد واجهته، ولكن أود أن أقول إنه كلما زادت ثقة العميل في معرفتنا وخبرتنا ونهجنا في السوق، باتت المهمة أسهل بالنسبة لنا وزاد النجاح الذي سيشهده العميل. عمومًا يكون الأمر صعبًا للغاية عندما يكون لدى العميل فكرة محددة عما يريد القيام به، ولكن تجربتي الخاصة تخبرني أن الأمر لن ينجح، وغالبًا ما يكون إقناع العميل بهذا أمرًا صعبًا.في الحقيقة، التحدي الأصعب الذي واجهته هو "كوفيد". لقد وصل عالم السياحة إلى طريق مسدود وكان علينا اتخاذ بعض القرارات الصعبة فيما يتعلق بكيفية دفع الأعمال إلى الأمام وكيف سيبدو العالم بعد نهاية الوباء. لقد اتخذنا قرارًا استراتيجيًا في وقت مبكر جدًا للتأكد من احتفاظنا بجميع أعضاء فريقنا ورعايتهم، الأمر الذي كان يمثل تحديًا كبيرًا من منظور التدفق النقدي. عندما خرجنا من الوباء ورأينا جميع شركائنا في الصناعة يكافحون من أجل توظيف موظفين ذوي كفاءة، كان من الواضح جدًا أننا اتخذنا القرار الصحيح.
إتقانك لعدّة لغات ساهم في تطويرك الذاتي.. ما الأساليب التي استخدمتِها لتحقيق ذلك؟
لا توجد طريقة محددة، أصولي لبنانية لذا أتحدث العربية بطلاقة، لكنني ولدت وترعرعت في فرنسا لذا أتحدث الفرنسية بطلاقة، وعشت في المملكة المتحدة لبضع سنوات في العشرينات من عمري لذا أتحدث الإنجليزية بطلاقة. بخلاف ذلك، فإن العمل مع وزارة السياحة الإندونيسية لأكثر من 10 سنوات يعني أنني تعلمت اللغة الإندونيسية بشكل طبيعي وأتقن اللغة الإسبانية بطلاقة، والتي تعلمتها في المدرسة. أعتقد أن تعلم اللغات لدى بعض الأشخاص أمر طبيعي وأن حبي للثقافات المختلفة يحفزني على الاستمرار في التعلم. وبالتأكيد إذا لم نتعلم فلن ننمو.
التحدي والإصرار من الصفات التي شكّلت مراحل مسيرتك المهنية.. كيف استفاد فريق عملك من ذلك؟
أعتقد اعتقادًا راسخًا أن كلاهما يسيران جنبا إلى جنب؛ وأنا أؤمن بمقولة " إذا كنت مثابرًا، فيُمكنك التغلب على معظم التحديات". لذا لا أنتظر أن يتحداني العملاء أو أي شخص آخر، وأنا فخورة بمعرفة أنه لن يتحداني أحد أكثر مما أتحدى نفسي. أحيانًا أتساءل عما إذا كنت قد أخذت على عاتقي أكثر مما يمكنني التعامل معه، ولكن لحسن الحظ حتى الآن، تمكّنت من تحقيق كل التحديات التي وضعتها لنفسي. وإيماني بقدراتي كان له تأثيرًا إيجابيًا على فريق العمل؛ وذلك بخلاف تشجيعي لهم على التفكير خارج الصندوق ومواصلة تحدي أنفسهم للقيام بعمل أفضل.
لا شك أن إدارة الوقت أحد المهارات التي ساهمت في تكوين شخصيتك القيادية.. كيف تستثمرين وقت فراغك؟
صدق أو لا تصدق، أحاول قضاء أكبر قدر ممكن من وقت فراغي في السفر. عملي هو شغفي وأنا محظوظة من هذه الناحية. أسافر حتى أتمكن من تجربة بلدان وثقافات مختلفة وأخذ ما تعلمته لتطبيقه في العمل. عدد قليل جدًا من الناس يمكنهم القول أنهم يحبون وظائفهم، لكنني محظوظة فيما يتعلق بهذا الأمر.أنا أيضا أحافظ على لياقتي. الجسم السليم يؤدي إلى العقل السليم وهذا يساعدني في الحصول على وضوح الفكر الذي يمنحني الأفكار اللازمة للإبداع والتميز.
من هو الشخص الذي أثر في تكوين شخصيتك القيادية؟
هناك الكثير من الأشخاص الذين لا يمكنني ذكرهم جميعًا، لكني محظوظة لأنني عملت مع بعض المحترفين الرائعين طوال مسيرتي المهنية، وتعلمت الكثير من الكثيرين. أهم مهارة تعلمتها هي الصبر، فالأشياء الجيدة تأتي لأولئك الذين ينتظرون، ولكن في الوقت نفسه أحمي فريقي بشدة وأعتقد أنه إذا أحطت نفسي بالأشخاص المناسبين، فسوف ننجح.من حيث شخصيتي، أعلم أنني قوية وصارمة. لن أغير هذا أبدًا لأنني أؤمن أن الجودة ستفوز دائمًا وأحاول غرس ذلك في فريقي. هذا يأتي من شخصيتي وآمل أن ينعكس ذلك في أداء فريقي.
أصبح التسويق والتجارة الإعلامية الإلكترونية هدفاً للكثير من النساء.. ما نصيحتك لهن لتحقيق نجاحات ملموسة في ظل التطورات السريعة التي يشهدها هذا المجال؟
كوني صادقة مع نفسك، اتبعي حلمك، وحددي أهدافًا واضحة لتطوير ذاتك، وتطويرعلامتك التجارية واعملي بجد. إذا كنتُ شغوفة بما تفعلينه، فلن يبدو الأمر وكأنه مجرد وظيفة على الإطلاق، لذا تأكدي من التركيز على شغفك. والمفتاح الآخر هو البقاء في صدارة اللعبة. لقد ازدهر المؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي خلال السنوات القليلة الماضية، ولكن أسالي نفسك، كيف يُمكنك أن تتميزي عن الآخرين؟ أنا شخصيًا سأعطي هذا الأمر اهتمامًا جادًا لأن نقطة الاختلاف التي يُمكن خلقها هي ما سيحقق النجاح.