نصائح عملية للدراسة في رمضان
شهر رمضان هو بالتأكيد ذلك الوقت من العام، الذي سيكون علينا فيه أن نركز بشكل خاص على التعبد وأن نصبح أكثر قربا من رب العالمين، ولكن هذا لا يعني أن نضع كل شيء آخر في حياتنا جانبا، بل يتعين علينا إيجاد طريقة للقيام بمسئولياتنا ومهام عملنا اليومي، بما في ذلك الدراسة، إلا أن بعض الطلاب يجدون صعوبة حقيقية، في الالتزام بالعبادة المكثفة خلال شهر رمضان، مع الدراسة بشكل جيد أيضا في رمضان، خاصة وأن معظم الطلاب غالبا ما يعانون في رمضان من التعب، وانخفاض الطاقة، وانخفاض القدرة على التركيز، وانخفاض الرغبة في الدراسة، والضغط الزائد، والحرمان من النوم، والشعور بالذنب وأكثر من ذلك، والأسوأ من ذلك أن شهر رمضان المبارك في هذا العام يصادف أيضا موسم المدارس/المراجعة/الامتحانات في معظم أنحاء العالم، إذا ما الذي يمكن للطالب المجتهد أن يفعله في مواجهة هذه التحديات؟ دعونا نتعرف معا على مجموعة من النصائح العملية والفعالة، لمساعدة الطلاب المسلمين على الدراسة والتعبد بشكل جيد في شهر رمضان في هذا العام:
حددي أهداف دراستك بعناية
تحديد أهداف دراستك بعناية، أو ما ترغبين في تحقيقه من وراء دراستك خلال هذه الفترة الدراسية والتي تصادف شهر رمضان في هذا العام، يمكنه أن يساعدك على اختيار طرق واستراتيجيات دراسية فعالية من شأنها مساعدتك على تحقيق أهداف دراستك، بفاعلية أكبر وبأقل عناء ممكن، على سبيل المثال إذا كانت أهداف دراستك في تلك المرحلة، هو تعلم بعض المهارات الإضافية أو لغة جديدة، فإن تخصيص بضع دقائق يومية من وقتك أو عدة ساعات قليلة أسبوعيا (مع استخدام الأدوات المناسبة والمصادر الملائمة)، تكفي لتحقيق ذلك، ودون أن تضع عبء إضافي على جدول أعمالك اليومي، وإذا كان هدفك هو تجاوز مرحلة تعليمية إلى أخرى تالية بدرجات مرضية، للانتقال من صف دراسي إلى آخر، فعليك أن تقومي بإعداد مخطط دراسي على هذا الأساس بحيث يضمن إلمامك بشكل جيد بكل مادة من موادك الدراسية في تلك المرحلة الدراسية، حتى تتمكني من تجاوز كل منها بنجاح، أما إذا كنت تهدفين إلى الحصول على تقدير أعلى أو درجات مرتفعة، بهدف الحصول على منحة دراسية ما أو ما شابه ذلك، فسيكون عليك إعداد مخطط دراسي عملي وفعال، يضمن تخصيصك لساعات دراسية مكثفة، مع فترات راحة ملائمة (لتجنب الإجهاد)، وفترات مخصصة لأنشطة أخرى، لضمان إتقانك لمقرراتك الدراسية، دون أن يؤثر ذلك بالسلب على النواحي الأخرى في حياتك، تحديد أهدافك الدراسية، يمكنه مساعدتك أيضا على الحصول على حافز إضافي لتشجيعك على الدراسة لتحقيق أهدافك الدراسية التي وضعتها نصب عينيك.
استراتيجية فعالة: تأكدي من تحديد أهداف دراستك، وترديدها لنفسك بصوت مسموع وكتابتها، ووضعها في مكان يسمح لك برؤيتها عدة مرات على مدار اليوم، لشجعيك على مواصلة العمل لتحديد هذه الأهداف.
اختاري أنشطتك اليومية غير الدراسية وتوقيت ممارستها بعناية
بمعنى أن تختاري أنشطة يومية، لا تتسبب في استهلاك وقتك وطاقتك فيما لا يفيد أو في تشتيتك عن دراستك، على سبيل المثال، تجنبي القضاء الوقت أمام التلفاز أو لعب ألعاب الفيديو، لأن ذلك غالبا ما يتسبب في استنفاذ الوقت، وتشتيك الذهن، والأفضل أن تقومي بنشاط يجعلك تشعرين بشعور جيد ويعزز من قدرتك التركيز على الدراسة، مثل التنزه في الحديقة المجاورة للمنزل، والاستمتاع بالهواء الطلق، لأقل من ساعة مثلا.
استراتيجية فعالة: خططي لأنشطتك اليومية المهمة حول أوقات الصلوات الخمسة اليومية.
تأكدي من الحصول على قدر كافي من الراحة والنوم يوميا
قد تعتقدين أن تقليل عدد ساعات نومك، وفترات راحتك اليومية، سيوفر لك وقت أطول يوميا للدراسة والتعبد في شهر رمضان، ولكن الحقيقة أن تجاهلك لفترات اليوم والراحة التي يحتاجها الجسم، وعدم الحصول على قدر كافي من الراحة والنوم يوميا، سيقلل من قدرتك على التركيز والاستيعاب، وسيزيد من شعورك بالضغط، وقد يجعلك تقومين بإنهاء مهامك المتعلقة بالدراسة في وقت أكثر بكثير مما تحتاج إليه، بل وقد يتركك أيضا ير قادرة على أداء مهامك اليومية والدراسية بشكل جيد.
نقطة العمل: تأكدي من وضع جدول زمني واقعي لأوقات راحتك ويومك وعدد الساعات المخصصة لدراستك يوميا.
تجنبي قضاء الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي وأمام الشاشات
شهر رمضان المبارك هو بالتأكيد وقت مثالي، للتقليل من أوقات استخدامك لمواقع التواصل الاجتماعي، وقضاء وقت أكثر مما يجب أمام الشاشات لأغراض ترفيهية، سواء كانت شاشات هاتفك الذكي أو الحاسوب المحمول أو شاشات التلفاز، والقاعدة هنا تتلخص في التالي: إذا لم يكن الأمر متعلقا برمضان والدراسة، فاتركيه وشأنه.
استراتيجية فعالة: ضعي أجهزتك على وضع الطائرة أو قومي بإيقاف خاصية ظهور الإشعارات على هاتفك الذكي خلال فترات الدراسة/ العبادة.
عززي طاقتك الروحية
عززي طاقتك الروحية في شهر رمضان المبارك-والتي من شأنها منحك طاقة وعزيمة أكبر للعمل والدراسة- بضبط النفس واليقظة العامة، راقبي تصرفاتك وسلوكك وكلامك، وتجنبي القيل والقال والمجادلات التي لن تنجح سوى في إثارة حفيظتك واستنفاذ جهدك، حافظي على الصحبة الصالحة وركزي على تنقية روحك من بالقيام بالأعمال الصالحة قدر المستطاع.
استراتيجية ناجحة: قومي باتباع نظام المكافأة على كل إنجاز أو عمل جيد تقومين به خلال اليوم حيث يمكن لذلك أن يمنحك المزيد من الطاقة الإيجابية التي من شأنها تشجيعك على القيام بعمل أفضل في اليوم التالي.
تأكدي من أداء الصلوات الخمس في مواعيدها
أداء الصلوات الخمس جماعة أو على الأقل في مواعيدها، سيساعدك على استعادة طاقتك وتركيزك، بالإضافة إلى الحصول على الأجر والثواب من الله عز وجل، لذلك لا تهملي صلواتك بحجة الدراسة حيث يعد شهر رمضان فرصة مثالية للعودة إلى المسار الصحيح في حياتك بأداء الصلوات الخمس اليومية في أوقاتها.
استراتيجية ناجحة: خططي لجلسات الدراسة الخاصة بك بعناية لضمان توفر ما تحتاجين إليه من الوقت للوصول إلى مكان للصلاة أو تخصص مكان ملائم للصلاة بالقرب منك.
احرصي على تناول الطعام بشكل صحي خلال شهر رمضان المبارك
الصيام لساعات طويلة يوميا، قد يغري بعض الطلاب بتناول قدر يزيد عن حاجته اليومية من الطعام، على الإفطار وخلال فترة السحور، إلى جانب الوقوع في خطأ الإفراط في تناول الأطعمة المشبعة بالسكريات والدهون، على أمل الحصول على المزيد من الطاقة لمساعدتهم على القيام بمهامهم اليومية المتعلقة بالدراسة والعبادة في حين أن الإفراط في تناول الطعام أو تناول الأطعمة غير الصحية، لن ينجح سوى في إصابتك بالكسل والخمول، والتأثير سلبا على صحتك.
استراتيجية ناجحة: اجعلي شهر رمضان المبارك البداية الحقيقية لاتباعك نظام غذائي صحي يتضمن تناول قدر كافي من الماء مع وجبات خفيفة صحية بجانب وجبة الإفطار، مثل التمور والفواكه، للحفاظ على صحتك العامة، وزيادة شعورك بالنشاط والحيوية وقدرتك على أداء مهام عملك اليومية.
استغلي ساعات الصباح في الدراسة
لا تضيفي فترة الصباح في النوم، فالبركة في البكور، كما أن الساعات المبكرة من الصباح غالبا ما تكون الأكثر هدوء والأقل احتواء على مصادر التشتيت على مدار اليوم، لذلك قومي بإعداد جدول دراسة عملي، يسمح لك باستثمار ساعات الصباح من اليوم قدر الإمكان، وقومي بتأجيل الأنشطة الأخرى إلى وقت لاحق من اليوم.
استراتيجية ناجحة: فترة الصباح هي الفترة التي غالبا ما نكون فيها أكثر نشاطا وطاقة وقدرتك على التركيز في أيام رمضان، لذلك ينصح باستغلال هذه الفترة في أداء المهام الدراسية الأكثر صعوبة وتعقيدا، أو التي تتطلب قدر كبير من التركيز وترك المهام الدراسية الأخرى الأقل تعقيدا لوقت لاحق من اليوم.
قومي بتخصيص بضع ساعات للعبادة خلال العشر الأواخر من رمضان
الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك هي وقت مثالي للتركيز على العبادة والعمل أو الدراسة (وكلاهما جزء من عبادتك كمسلمة أيضا) والابتعاد عن كافة مصادر التشتيت، ولأن الاعتكاف في الأيام العشر الأواخر في المسجد أو السفر لأداء العمرة في العشر الأواخر، قد يكون أمر صعبا بالنسبة للطلاب في المراحل الدراسية المختلفة، في العشر الأواخر من رمضان، يكفي أن تقومي بتخصيص بعض ساعات قليلة يوميا للاختلاء بالنفس والتركيز على العبادة، بنية العبد والتقرب إلى الله، وبهدف تعزيز طاقتك الروحية وتصفية ذهنك.
استراتيجية ناجحة: خصصي ملاذ صغير في غرفتك للعبادة والذكر خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.
لا تنسي الدعاء
توجهي إلى الله عز وجل بالدعاء خلال شهر رمضان المبارك، بأن يعينك على دراستك، وأن يجعل البركة فيها، وأن يكتب لك النجاح في تحقيق كافة أهدافك الدراسية، وأن يتقبل منك عملك الصالح وعبادتك خلال شهر رمضان المبارك.
استراتيجية ناجحة: خصصي ما لا يقل عن 5 إلى 10 دقائق يوميا للدعاء إلى الله، طلبا لمساعدته ودعمه في دراستك وحياتك.