لا تكوني فريسة لمخاوفكِ وتغلّبي عليها باستخدام تقنيات حديثة وأساليب فعالة
كيف أتخلص من مخاوفي؟سؤال تطرحه الكثيرات، وخصوصًا اللاتي يُعانين دومًا من الخوف والقلق وفقًا للمواقف التي يتعرضّن لها؛ لذا سنتطرق خلال السطور القادمة إلى أهم الأساليب والتقنيات النفسية الحديثة التي يُمكنك الاعتماد عليها للتخلص من مخاوفك.
تُشير بعض الدراسات النفسية أن للخوف منافع قد تتغاضى عنها الكثيرات؛ فهو وسيلة للبقاء، حيث أنّه يخلق استجابات قوية عند الخطر قد تنقذ حياتهن في بعض المواقف.
عمومًا، قد يكون الخوف صحيًا ومنطقيًا في حال ظهر لفترة قصيرة، وكان بدافع إنقاذنا من هجوم أو خطر محتّم، لكنه قد يتحوّل في أحيان أخرى إلى حالة مرضية تؤثر على تصرفاتنا وتسيطر على حياتنا، فيؤثر بذلك على قدرتنا على النوم أو الأكل أو التركيز أو حتى الاستمتاع بحياتنا. وهنا لابدّ من مواجه هذا الخوف ومحاولة التغلّب عليه.
من هذا المنطلق، تعرفي معنا عبر موقع " هي " على أهم الأساليب الفعّالة والتقنيات الحديثة التي ستُخلصكمن مخاوفك قبل أن تصبحي فريسة لها مدى حياتك؛ وذلك بناءً على توصيات استشارية الطب النفسي الدكتورة غادة محمود من القاهرة.
شعورك بالخوف مرتبط بهذه الأعراض
وبحسب دكتورة غادة، عندما تنتابكِ مشاعر الخوف والقلق، فإن كلاّ من ذهنك وجسمك يعملان بسرعة لمواجهة الخطر المحتمل، ويظهر ذلك في عدد من الأعراض التي قد يصيبكِ بعض منها أو كلّها، حيث تتضمن هذه الأعراض" نبضات قلب متسارعة وغير منتظمة، التنفس السريع، ارتخاء العضلات والشعور بهوانها، التعرّق الشديد، الشعور بألم في المعدة والأحشاء، انعدام القدرة على التركيز، الشعور بالدوار، فقدان الشهية، جفاف الحلق".
وبالتالي تظهر هذه الأعراض، نظرًا لأن جسمكِ قد أحسّ بالخطر وبالتالي فهو يهيؤك لمواجهته من خلال دفع الدم إلى عضلاتك، ورفع نسب السكر في الدم ومنحِك القوة الذهنية للتركيز على ما يراه جسمك مصدرًا للخطر فقط.
لا مجال لمخاوفك بعد الآن
وأضافت دكتورة غادة، إذا كنتِ تُعانين باستمرار من إحدى الأعراض السابقة، أو تشعرين بأن مخاوفك تسيطر عليكِ، فما عليكِ سوى إتباع الأساليب الفعّالة التالية كنهج بسيط وعملي مدى حياتك للتخلص من مخاوفك، وذلك على النحو التالي:
وعيِك أساس نجاتك
يجب أن تكوني على وعي تام، بأن مخاوك ليست هي كل ما تملكين ولكن تركيزك عليها ووعيك بها هو ما يجعلك تعتقدين ذلك؛ لذا قبل أن تبدأي محاربة مخاوفك، عليكِ أولاً أن تصلي إلى درجة من الوعي بأن هذه المخاوف تسبب دمارًا لحياتك.
حددّي مخاوفك
حاولي قدر الإمكان أن تكونيمحدّدة فيما يتعلّق بمخاوفك؛ واسترجعي بتمعن المواقف والأفكار التي تسبب لك الخوف. ما الذي يحدث في هذه المواقف بالضبط؟ وما الذي يخيفك تحديدًا؟ حاولي أن تراقبي أفكارك ووعيِك الداخلي.
كوني فضولية
بعكس الفضول الذي قتل القطة، فهو سيسهم بشكل كبير في مساعدتك على تجاوز مخاوفك، واكتشاف الأفكار التي تدور في رأسك وتجعلك تشعرين بالخوف. ما هي الأماكن التي تشعرك بالخوف، وكيف تكون ردّة فعلك إزاء هذه المشاعر؟ عمومًا راقبي ما يحدث في أعماقك.
حولّي مشاعرك إلى امتنان
في كل مرّة تشعرين فيها بالخوف، درّبي نفسكِ على أن تحوّلي هذا الخوف على الفور إلى امتنان، فمثلًا إن كنتِ تخافين من التحدث أمام الجمهور، فاستبدلي مشاعر الخوف بمشاعر الامتنان لحصولك على فرصة للتواصل مع عدد كبير من الناس، الذين يبدون استعدادهم للاستماع إليك وإلى أفكارك.
احرصي على كتابة يوميّاتك
تُسهم كتابة يومياتك وتدوين مخاوفك على الورق بشكل كبير في التخفيف من حدّتها، بل والتخلّص منها أحيانًا، لأن الاستمرار في التفكير في هذه المخاوف داخل رأسكِ سيدخلك في دوّامات ومتاهات لا نهائية من التفكير، والتي ستزيد حالتك سوءًا، فالأفضل إذن أن تفرغي جميع هذه الأفكار على الورق.
القراءة ستُشكل لديكِ منظور جديد
قراءة كتاب حول أحد مخاوفك قد يُساهم في اكتسابك منظور جديد اتجاه هذه المخاوف؛ وربما العثور على طريقة للتخلّص منها. فإن كنتِ من محبّي القراءة، فجرّبي أن تقرأي كتبًا محفّزة ومُلهمة حول مواضيع ذات علاقة بمخاوفك، أو اقرأي كتبًا ممتعة تصرف ذهنك عن هذه المخاوف غير المبرّرة.
واجهّي مخاوفك دومًا
تذكّري دومًا أن مخاوفك ما هي إلاّ مشاعر وأفكار استحدثها عقلك في داخل رأسك؛ وقد لا يكون لها أي أساس من الصحة على أرض الواقع. عمومًا الطريقة الوحيدة للتاكد من ذلك، هي مواجهة هذه المخاوف؛ على سيل المثال: "كم مرة شعرتِ بالخوف من التغيير والانتقال إلى وظيفة جديدة؟ وكم من مرة أصابكِ الذعر من مجرّد فكرة البدء بالبحث عن عمل جديد؟ وهل حصلك شيء ما أجبرك على ترك عملك؟ وهل عثرتِ بعدها على فرصة أفضل بكثير ممّا كنت تتخيلين؟". وهنا تأكدي أنه عندما تواجهين مخاوفك، وتأخذي قرارًا حقيقيًا ستدركّي في غالب الأحيان أن الأمر ليس بذات السوء الذي تخيّلتينه، وأن عقلكِ قد خدعكِ، وأعطى هذه المخاوف أهمية أكبر من حجمها.
انظري إلى أمور حياتك بعين التفاؤل
اتبعّي منظورًا آخر لرؤية أفكارك السلبية ومخاوفك، وتذكّري دومًا أن الاحتمالات لا نهائية في هذه الدنيا، وهناك أمور خارجة عن إرادة مشاعرك قد تحصل؛ لذا لا تتوقّعي الأسوأ وكوني متفائلة على الدوام.
لا تستغني عن تناول الأطعمة الصحية
هل تعلمين أن الطعام الذي تتناولينه يؤثر بشكل كبير على مشاعرك؟؛ إذ تُسهم نسب السكر المرتفعة، والحلويات، والأطعمة المصنّعة في إحداث خلل بتوازن الجسم. الأمر الذي يؤثر في كثير من الأحيان على مشاعرك وأفكارك؛ لذا إلتزمي بحمية غذائية صحية دومًا. عمومًا يُمكنكِ البدء بإضافة أطعمة صحية بشكل تدريجي إلى نظامك الغذائي بدلًا من إلتزامك فجأة بنظام جديد قد يكون صعبًا بعض الشيء.
تقنيات حديثة تُحررّك من مخاوفكِ
من ناحية أخرى، أشارت دكتورة غادة، إلى بعض التقنيات الحديثة في علم النفس للتخلص من الخوف بصفة وأبرزها:
تقنية WTWTCH
هذه التقنية اختصار للسؤال "What’s the worst that could happen"، أي ما هو أسوأ ما قد يحصل؟. عندما تسألين نفسكِ هذا السؤال، وتُفكرين بما قد يحصل، قد تكتشفي أحيانًا أنّ الأمر لا يحتاج منكِ لكل هذا الذعر. فإن كنتِ تخافين من التحدث أمام الجمهور، فما عليكِ سوى أن تتخيلي أسوأ ما قد يحصل إن وقفتي على منصة لتتحدثي إلى حشد كبير وفشلتي. أسوأ ما سيحصل في هذه الحالة هو أن ينفجر الحضور ضاحكين، وتشعري بالحرج؛ لكنك لا تزالين على قيد الحياة في نهاية المطاف، وسينسى الآخرون هذه الحادثة سريعًا، فلا ترهقي نفسكِ بالتفكير فيها.
تقنية الحرية النفسية EFT
تُعتبر هذه التقنية المعروفة بالإنجليزية بـ Emotional Freedom Techniques ، ويرمز لها اختصارًا بـ EFT من الوسائل الفعّالة في التغلّب على الآلام والمخاوف. وتتمثل في استخدام أصابع اليد والنقر بلطف على النقاط الأساسية في نظام الطاقة في جسم الإنسان بهدف تحرير مسارات الطاقة. الأمر الذي يُسهم في التخفيف من هذه المخاوف وأحيانًا التخلّص منها نهائيًا، وهناك عدّة أدلة دامغة على تخلّص البعض من مخاوف مرضية وفوبيا فقط باستخدام تقنيات الـ EFT.
تقنية SEDONA
هى تقنية بسيطة تُسهمبفعالية كبيرة في التغلب على الخوف ومشاعر الألم على حدّ سواء؛ وتتضمن طرح مجموعة من الأسئلة المحددة أثناء التركيز على مخاوفك.
البرمجة اللغوية العصبية
ستُمكنك البرمجة العصبية اللغوية من فهم الطريقة التي يعمل بها ذهنك، وتصبحي بذلك قادرة على السيطرة عليه والتحكم في ردّ فعلك إزاء ما يواجهكِ من مواقف، بل وتغيير طريقة تفكيرك حول الكثير من الأمور.
وأخيرًا، لا تتردّدي في الاستفادة من الأساليب الفعّالة المقدمة للتخلص من مخاوفك، وأيضَا استخدام تقنيات هذا العلم الثوري في التغلّب على كل ما يؤرّقكِ.