مهارة التفتّح الذهني فرصتك للخروج من منطقة الراحة ومميزات أخرى... إليكِ التفاصيل
إن لم تكوني متفتّحة الذهن للأفكارووجهات النظر المختلفة عنكِ، سيكون من الصعب عليكِ رؤية العوامل التي تؤدي لحدوث مُشكلة ما، كذلك لن يسعكِ العثورعلى الحلول المناسبة لهذه المشكلات.
وبما أن التفتّح الذهني هو سمة شخصية تنطوي على تقبّل طيف واسع من الأفكار، النقاشات والمعلومات. وغالبًا ما يُعتبر التفتّح الذهني صفة إيجابية، بل هو في كثير من الأحيان مقدرة ضرورية تمكّن صاحبها من التفكير النقدي والعقلاني.
لكن هذا لا يعني بالضرورة أن التفتّح الذهني أمرٌ سهل. فالانسياق وراء الأفكار والتجارب الجديدة قد يؤدي في بعض الأحيان إلى الارتباك والتنافر المعرفي، خصوصًا عندما تتعلّمي أشياءَ جديدة تتعارض مع معتقداتك الشخصية.غير أن القدرة على تغيير المعتقدات الخاطئة أو تصحيحها يُعدّ مرحلة مهمّة في عملية التعلّم والنمو الشخصي.
لذا دعينا عبر موقع " هي "نتعرف بصورة أفضل على مهارة التفتّح الذهني، ونتطرّق إلى العوامل التي تؤثر عليها، وفوائدها وسمات المرأة التي تتمتع بها؛ وذلك من خلال استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا.
مهارة التفتّح الذهني من وجهة نظر نفسية
وبحسب دكتور مصطفى، يُستعمل هذا المصطلح لوصف مدى استعداد الأشخاص لأخذ وجهات نظر أخرى بعين الاعتبار، أو مدى إقبالهم على خوض تجارب جديدة.قد يعني تفتّح الذهن أيضًا، طرح الأسئلة، أو السعي بنشاط للبحث عن معلومات قد تتعارض مع معتقداتك الخاصة وتتحدّاها.
ينطوي هذا المصطلح أيضًا على مفهوم أنّ الآخرين يمتلكون حريّة التعبير عن آرائهم ووجهات نظرهم، حتى وإن كانت وجهات النظر هذه مختلفة عن معتقداتك وأفكارك.
يُقابل مصطلح "منفتحة الذهن" كلمة: "متحجّرة" أو منغلقة الذهن، حيث أن النساء منغلقات الذهن غالبًا ما يصرّن على التمسك بآرائهن ووجهات نظرهن فقط، ولا يتقبّلن في العادة أيأفكار أخرى مغايرة لأفكارهن.
وحتى لو كنتِ تعتبرين نفسكِ منفتحة الذهن، فهنالك بلا شكّ بعض المواضيع التي تتخذين موقفًا أكثر تشدّدًا اتجاهها، مثل الأمور التي تعبّر عن شغفكِ، أو القضايا الاجتماعية التي تُدعميها بقوّة.
عمومًا امتلاكك معتقدات راسخة هو أمر رائع بلا شكّ، لكن ذلك لا ينفي بالضرورة أن تكوني متفتّحة الذهن. فامتلاكك هذه المهارة يعني أنكِ قادرة على أخذ آراء الغير بعين الاعتبار، وتستطيعي التعاطف مع الآخرين، ووجهات نظرهم حتى وإن كانت تختلف معكِ ومع ما تؤمنين به.
الجدير بالذكر، أن هناك حدود للتفتّح الذهني. فهو لا يعني أنكِ يجب أن تتعاطفي مع كل فكرة أو أيدولوجية تعترض طريقك. لكن تفتّح الذهن الحقيقي ينطوي على بذل جهد صادق لفهم الظروف والعوامل التي تقودك إلى هذه الأفكار والأيدولوجيات، وهو ما قد يُسهم في العثور على سبل لإقناع أصحابها بتغيير رأيهم.
مهارة التفتّح الذهني تتأثر بهذه العوامل
وأضاف دكتور مصطفى، أن مهارة التفتّح الذهني قد تتأثر دومًا بهذه العوامل التالية:
الخبرة
تُشير العديد من البحوث أن الأشخاص يعتقدون غالبًا أن أصحاب الخبرة يُعتبرون أكثر انغلاقًا وتحجّرًا فيما يتعلّق بمجالات اختصاصهم.وبمعنى آخر، فعندما يجد البعض أنفسهم ذوي خبرة أو مهارة عالية في مجال ما أكثر من غيرهم، سيصبحون أقلّ تقبّلاً لآراء الغير وأفكارهم في هذا المجال بالضبط.
الشخصية
يُعتبر الانفتاح أو الـ Openness واحدًا من أهمّ السمات الشخصية الخمسة The Big Five التي تشكّل شخصية الفرد.
هذه السمة تتشارك مع التفتّح الذهني في الكثير من الخصائص، بل وتؤثّر عليه أيضًا، مثل مدى استعداد الفرد لخوض تجارب وأفكار جديدة، ومدى قدرته على الانخراط في عملية اختبار الذات والتعمّق فيها.
عمومًا العلاقة بلا شكّ طردية، فكلّما كانت سمة الانفتاح أو الرحابة أكثر حضورًا في شخصية الفرد، كان أكثر قدرة على التمتّع بذهن منفتح.
الغموض
يتمتّع الناس بمستويات متفاوتة من الراحة عند التعامل مع المواقف الغامضة. حيث أن الكثير من الغموض قد يُشعر البعض بالضيق وعدم الارتياح.
وهنا يأتي التحجّر أو انغلاق الذهن كمحاولة لإبقاء الأمور أبسط وأسهل للفهم، من خلال رفض أي أفكار بديلة قد تتحدّى الوضع الراهن، وهكذا يستطيع هؤلاء الأشخاص تقليل المخاطر، أو على الأقل إدراكهم وفهمهم للمخاطر.
مهارة التفتّح الذهني تُحقق هذه الفوائد
أوضح دكتور مصطفى، أن اكتساب مهارة التفتح الذهني وصقّلها جيّدا، سيجعل المرأة ترى فوائدها وإيجابياتها عليها بعد وقت قصير، حيث نستطيع تلخيص هذه الإيجابيات فيما يلي:
اكتساب الفطنة والبصيرة
عندما تكوني منفتحة الذهن، ستصبحي أكثر قدرة على تحدّي أفكارك ومعتقداتك، وستكتشفين أن تقليب أفكار جديدة وتفحّصها لن يكسبك معارف جديدة حول العالم وحسب، بل سيعلّمك أشياء جديدة عن نفسك أيضًا.
عيّش تجارب جديدة
وهو أمر بديهي، حيث أن الانفتاح على الأفكار المتجدّدة سيتيح لكِ بلا شكّ الفرصة لخوض تجارب جديدة في مختلف مجالات الحياة.
النمو الشخصي
حينما تحافظين على إبقاء ذهنك منفتحًا، سيساعدك على النمو كشخص، حيث أنّكِ ستتمكّني من تعلم أشياء جديدة على الدوام عن نفسك، والعالم والأشخاص من حولك.
اكتساب القوة العقلية
بقائك منفتحة على الأفكار والتجارب سيجعلكِ شخصية أقوى وأكثر حيوية، ذلك لأن كل الخبرات والمعارف التي ستكتسبيها ستستمر في التراكم والتجمّع فوق بعضها البعض.
التفاؤل
إحدى أعظم سلبيات الذهن المنغلق هي أنّه يقودكِ على الدوام إلى الشعور بالسلبية. بعكس ما يحدثه التفتّح الذهني، حيث يُلهمكِ على الدوام ويُكسبكِ سلوكات أكثر إيجابية وتفاؤلًا تجاه الحياة والمستقبل.
تعلم أشياء جديدة
من الصعب أن تتعلّمي شيئًا جديدًا إن استمررت في إحاطة نفسكِ بذات الأفكار على الدوام، لذا فإن المضي أبعد من الحدود التي تعيقك ومحاولة الوصول إلى أشخاص جدد يحملون وجهات نظر متجدّدة سيسهم في إبقاء عقلكِ نشيطًا، وستكون الفرصة أمامك على الدوام لاكتساب معارف جديدة.
سمّات المرأة مُنفتّحة الذهن
من ناحية اخرى أشار دكتور مصطفى، إلى أن المرأة منفتّحة الذهن تتميز بهذه السمات:
- تتعاطف مع الغير
- تمتلك فضولًا لمعرفة ما يفكّر فيه الآخرون.
- قادرة على وضع أفكارها موضع التحدّي.
- لا تشعرون بالغضب عندما تكتشف أنها مخطئة.
- تُخصص من وقتها جزءًا للتفكير فيما يدور في رأس الآخرين.
- متواضعة جدًا فيما يتعلّق بمعارفها وخبراتها
- تحب سماع ما لدى الآخرين لقوله.
- تؤمن أن الآخرين يملكون الحق لمشاركة معتقداتهم وأفكارهم.
وأخيرًا، كي تُنمي عقلكِ لتكوني أكثر انفتاحًا، تخلصي من الغضب غير المبرر، ولا تغلقي على نفسكِ، كذلك اخرجي من منطفة الراحة، وكوني اجتماعية، ولا تخافي من طرح الأسئلة، وتجنبي إطلاق الأحكام.
وتأكدي أن سلوكياتك الإيجابية تجاه التجارب الجديدة التي تعّترض حياتكِ، ستجعلكِ بلا شك أكثر انفتاحًا على الاكتشافات الجديدة في كلّ يوم، وهي طريقة رائعة لإبقاء حياتكِ ممتعة ومُسليّة.