إدمان وسائل التواصل الإجتماعي.. مُختصون يُساعدونكِ على استعادة السيطرة وتقديم الأولوية لصحتكِ النفسية
في عصر الاتصال الرقمي، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياة الناس، وتأثيرها يمتد إلى مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك النواحي الاجتماعية والنفسية. ومن بين الفئات التي يمكن أن يكون لها تجربة فريدة مع هذه الوسائل هي المرأة.
فبالرغم من الإيجابيات التي تُقدّمها، ليس خافيًا على أحد إن لوسائل التواصل الاجتماعي سلبيات كبيرة، فهي تسهم في خلق صورة مثالية للحياة والجمال والنجاح، مما يمكن أن يضع ضغطًا كبيرًا على المرأة لتحقيق هذه الصورة المثالية. قد يؤدي ذلك إلى انخراط مستمر في محاولات تلبية هذه القيم المتعارف عليها، مما يؤثر على الصحة النفسية ويزيد من مشكلات مثل انعدام الثقة بالنفس والقلق والاكتئاب. كما تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الاجتماعية للمرأة بطرق متعددة، فقد تجد نفسها مدمنة على متابعة حياة الآخرين بشكل لا متناهٍ، مما يقلل من الوقت الذي يمكنها قضاؤه مع أصدقائها وعائلتها في العالم الحقيقي. هذا قد يؤدي إلى الشعور بالعزلة والانعزال، وقد يؤثر على علاقاتها الشخصية.
وفي هذا الاطار، دعت "باراسيلسوس ريكوفيري" Paracelsus، الرائدة عالميا في تقديم العلاج للاضطرابات النفسية وإدمان المواد واضطرابات الأكل وغيرها من الأمراض، إلى زيادة الوعي بمشكلة الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفقًا لأحدث استطلاع للشباب العربي، أصبح واضحًا في الشرق الأوسط أن ثلاثة أرباع الشباب يعانون من صعوبة في فصل أنفسهم عن وسائل التواصل الاجتماعي، وحوالي ثلثيهم يرون أن إدمان وسائل التواصل الاجتماعي يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية، لذا حذّر "جان جيربر"، الرئيس التنفيذي لـ"باراسيلسوس ريكوفيري"، من أنه مع استمرار تزايد منصات وسائل التواصل الاجتماعي، يتزايد أيضًا انتشار الإدمان عليها.
ولفت الى أن "يجد حوالي 74 في المئة من الشباب صعوبة في فصل أنفسهم عن وسائل التواصل الاجتماعي ويدرك حوالي 61 في المائة أنه يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية. الطبيعة الإدمانية لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية نفسية مثل القلق المتزايد والاكتئاب والشعور بالنقص".
وفقًا لـ"جيربر"، شهدت عيادة "باراسيلسوس ريكوفيري" ارتفاعًا في الإحالات من الشرق الأوسط بسبب الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة. وقد عالجوا العديد من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 عامًا، الذين جاءوا إلى هناك لمشاكل مثل الأرثوريكسيا والقلق والاعتماد على المواد أو الإدمان على الألعاب".
وقال: "شعروا بأعراض الانسحاب الأكثر شدة عندما كانوا مفصولين عن هواتفهم. للملاحظة، لا نأخذ هاتف العميل منه. هنا، نتحدث عن فترة زمنية لا تتخطى الساعة يكون العميل في جلسة علاج أو يتلقى تدليكًا".
وكشف: "تسبب ظاهرة وسائل التواصل الاجتماعي مشاكل مثل اضطراب الشكل الجسدي أو انخفاض التقدير للذات بشكل معاكس. الهجمات و التنمر عبر الإنترنت واحتمال أن تصبح "ملغى" أمور سائدة أيضًا مما تؤدي عادة لمشاكل في ثقة، واضطرابات القلق، وأعراض اضطراب ما بعد الصدمة في أعقابها".
من جهتها، ردت الدكتورة "كريستين ميرزيدر"، الشريكة المؤسسة لـ"باراسيلسوس ريكوفيري"، على مخاوف "جيربر"، مؤكدة على الحاجة الملحة للتدخل والدعم للأفراد المتأثرين بإدمان وسائل التواصل الاجتماعي. "يطرح إدمان وسائل التواصل الاجتماعي تحديات كبيرة على الصحة النفسية، مؤثرًا على الأفراد من جميع الأعمار والخلفيات".
وأضافت: "من خلال التعرف الى الطبيعة المدمنة لوسائل التواصل الاجتماعي وتقديم خيارات علاج شاملة، يمكننا مساعدة الأفراد في استعادة السيطرة على عاداتهم الرقمية وتقديم الأولوية لصحتهم".
ختامًا، قال "جان جيربر": "بناء علاقات شخصية قوية ومتابعة اهتمامات غير متصلة بالإنترنت هي مكونات أساسية في حياة متوازنة ومفيدة". وتابع: "من خلال إعطاء الأولوية للتفاعل والتجارب المعنوية، يمكن للأفراد تقليل اعتمادهم على وسائل التواصل الاجتماعي وتعزيز صحتهم العامة".