من بينها إمتلاك الهدف نفسه.. 4 نصائح لإدارة عمل ناجح مع زوجكِ
يحمل العمل مع الشريك في مشروع مشترك تحديات خاصة للمرأة، وعلى الرغم من أن هذه التحديات قد تكون مثيرة للاهتمام، إلا أن إدارة عمل ناجح مع الزوج يتطلب بعض الحكمة والمرونة. تحمل المرأة، بوصفها جزءًا من هذا الثنائي، دورًا مهمًا في تحقيق نجاح هذا العمل المشترك. إذا كنتِ تبحثين عن النصائح لإدارة عمل ناجح مع زوجك، فإليكِ بعض الإرشادات القيمة من "سارة ليندسي"، الرياضية المتأهلة 3 مرات للألعاب الأولمبية ومؤسسة نادي "رور" ROAR التي يمكن أن تساعدكِ على النجاح في هذه المهمة المثيرة والمجهدة في نفس الوقت.
وتقول "ليندسي" في لقاء مع "هي": "قد تكون إمكانية قضاء المزيد من الوقت مع العائلة والأحباء من الفوائد الأكثر شيوعاً لبدء مشروع تجاري خاص. فأنت سيّد نفسك ويمكنك تحديد ساعات عملك لتناسب نمط حياتك بشكل أفضل. ورغم ذلك، يرغب بعض رواد الأعمال في قضاء المزيد من الوقت مع زوجاتهم، حتى أثناء ساعات العمل، ولذلك قرروا بدء مشروعهم التجاري المشترك – تماماً كما فعلت أنا وزوجي ريتش قبل ثمانية أعوام عندما افتتحنا أول فرع لنادي "رور"ROAR للياقة البدنية في لندن".
وتتابع: "بعد مرور ثماني سنوات وافتتاح 4 فروع لنادي "رور"، وجدت أن العمل مع الشريك له العديد من الإيجابيات، أبرزها مشاركة العديد من النجاحات وإنجازات الحياة سوية. فالعمل في المجال نفسه ومشاركة الأهداف المتطابقة يسهّلان على الثنائي فهم كيفية الوصول إلى النجاح ومشاركة الشعور بالرضا الوظيفي سوية. لكن عندما يعمل الأزواج في قطاعات مختلفة، قد يصعب عليهم فهم تعقيدات عمل الشريك، ولا يمكنهم بالتالي استيعاب أو قياس مستوى النجاح في حياتهم المهنية".
تُسأل " ليندسي" غالباً عن طبيعة عملها مع زوجها طوال الوقت، إذ يقول كثيرون إنهم لا يتخيلون العمل مع زوجاتهم ولكنها فعلت ذلك ونجحت لسنوات عديدة، وها هي تُعطي نصائحها التي تضمن نجاح العمل مع النصف الآخر وتفادي الرغبة في الشجار معه.
امتلاك الهدف نفسه
أعمل مع زوجي "ريتش" كأننا فريق، وأصبحنا نتشارك الهدف نفسه والحلم نفسه. نحن متفقون تماماً على الهدف الذي نصبو إليه، ولم يكن هذا الأمر موضع شك يوماً. لا يعني ذلك أننا نتفق دائماً على كيفية تحقيق ذلك أو على القرارات الأفضل للشركة، لأن كيفية تحقيق النجاح قد تختلف عند الثنائي، ولكن المهم هو رغبة كلا الطرفين دائماً في النتيجة نفسها والتركيز على ذلك. ولا بأس في القليل من النقاشات لأنها جزء ممتع وحتمي من الرحلة.
مشاركة عبء العمل
بصفتكما شريكين في العمل، سيفهم زوجك تماماً التوازن بين عملك وحياتك وسيكون قادراً على تقديم الدعم والمشورة. وقد أظهرت الدراسات تضاؤل فرص الإحساس بالإرهاق عند العمل مع الشريك، وهذه من دون شك ميزة إضافية! بالفعل، تنتفي الحاجة إلى التوفيق المستمر بين العمل والحياة المنزلية، مما يترك لك المزيد من الطاقة والموارد لاستثمارها في كلا المجالين. نؤدي أنا وريتش أدواراً مختلفة في الشركة، بحيث يعمل كل منا على استغلال نقاط قوته، وينعكس ذلك إيجاباً على الشركة على المدى الطويل. زوجي قائد بطبيعته ويركز أكثر على إدارة الفريق والعمليات اليومية، فضلاً عن كونه عبقرياً في برنامج Excel والأرقام، ولذلك أترك له كل الأمور التجارية! أما دوري فيتمثل في التركيز على المجالات الأكثر إبداعاً (والمرح!) بما في ذلك التسويق والدعاية، بالإضافة إلى إجراء الاستشارات مع الأشخاص الجدد. لم يحصل ذلك بين ليلة وضحاها، وإنما حدث بشكل طبيعي للغاية، لكننا تعلمنا بسرعة نقاط قوتنا وما نستمتع به معاً، ونجحنا مع مرور الوقت في تعزيز مهاراتنا، وقسمنا العمل بشكل عادل ومتساوٍ، وقلصنا فرص التعرض لأعباء إضافية وتجري الأمور اليوم بشكل جيد.
تواصل مفتوح
كما هو الحال في الزواج، عندما يعمل الثنائي مع بعضهما، فإن سرّ النجاح هو التواصل الصادق والصريح على الدوام، مع الالتزام بمحاسبة بعضهما البعض. ولا شك في أن إجراء محادثات صريحة وصادقة ومباشرة أمر أساسي، وقد اعتمدنا ذلك في علاقتنا المهنية مما ساعدنا على تطبيقه في بقية مجالات حياتنا، وليس فقط مع بعضنا البعض، وإنما مع فريقنا وبقية أفراد عائلتنا أيضاً.
الحفاظ على الاحترافية طوال الوقت
من الطبيعي أن يتشاجر الزوجان وإنما يجب ترك المشكلات الشخصية خارج مكان العمل، والحفاظ على الإيجابية والمهنية والمستوى نفسه من الإنتاج، بصرف النظر عن الوضع في المنزل. فهذا لا يعزز الإنتاجية والإيجابية فحسب، بل يؤثر أيضاً في الموظفين الذين يلعبون دوراً حيوياً في نجاح شركتك- فما من أحد يريد الانحياز إلى أحد الطرفين! إن إبقاء فريق العمل سعيداً وإيجابياً ومنتجاً وغير متأثر بمشاكلكما كثنائي أساسي للحفاظ على سير العمل في الاتجاه الصحيح.
كما هو الحال دائماً، عندما يتعلق الأمر بالعمل مع نصفك الآخر، لا يوجد مسار واحد صحيح يناسب الجميع أو يساعد في التغلب على التحديات الناجمة عن العمل معاً. يختلف كل ثنائي عن الآخر ويواجهان تحديات مختلفة. فإذا اخترتما السير في هذا الطريق، عليكما إيجاد طريقكما الخاص والاختبار والتعلم، كما هو الحال في كل شيء في عالم الأعمال.
وكانت نصيحتها الأخيرة الى جميع السيدات: لا تفكروا كثيراً في الأمر ولا تراقبوا بقلق ماذا يفعل الآخر بالضبط، لأن هذا لن يوصلكم إلى أي مكان. استمروا في التواصل واستمتعوا بما تفعلونه مع بعضكم، وأنا على يقين أن النجاح وكل الأشياء الجيدة الأخرى ستأتي لأن هذا أفضل ما فعلناه أنا وزوجي "ريتشي".