لا تحتاج إلى كثير من الوقت أو المال.. اعتقادات خاطئة تعوقك عن جعل ذاتك أولوية
جعل الذات أولوية أمر بسيط وغير معقد يحتاج فقط إلى الإيمان بأهمية الرعاية الذاتية؛ وما لها من تأثيرات صحية جسدية ونفسية عميقة التأثير، إذ تلعب الرعاية الذاتية دورًا حاسمًا في دعم الصحة العقلية والعاطفية. من خلال ممارسة التقبل الذاتي وتطوير استراتيجيات التحكم في الضغوط والتوتر التي تمكن الفرد من تعزيز الشعور بالراحة والسلام الداخلي. كما أنها توجه الاهتمام إلى رعاية الصحة البدنية وتعزيز الوقاية من الأمراض، وتحافظ على اللياقة البدنية، والنتيجة حياة أكثر نشاطًا وقوة. ولا تتوقف فوائد جعل الذات أولوية على هذه الأمور بل تمتد إلى العلاقات الاجتماعية حيث تحسينها وتحقيق قيامها على أسس قوية تساهم في نجاحها.
والحقيقة أن فوائد جعل الذات أولوية لا تنتهي عند هذا الحد بل تمتد أكثر وأكثر لتشمل العمل حيث التحفيز على الإنتاجية بشكل أكبر وأكثر جدية ومن ثم تحقيق التقدم المهني. ومحصلة كل هذه الفوائد، تحقيق أهم فائدة ألا وهي تحقيق التوازن والرضا الشخصي القائم على الراحة النفسية العميقة والسلام النفسي الداخلي النابع من رعاية الذات رعاية جيدة وجعلها أولوية.
رعاية الذات لا تحتاج إلى كثير من الوقت والمال
لا تحتاج رعاية الذات إلى كثير من الوقت أو المال، لأن النفس تسعد بأبسط الأمور التي تُفرحها، قد يكفيها اهتمام معقول لأنه سيكون ذات تأثيرات كبيرة وعميقة. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل توجد عوائق للرعاية الذاتية؟
هنا وبحسب موقع "healthline"، وبالإشارة إلى وجهة نظر الدكتور واين جوناس حول العوائق الطبية للعناية بالذات تسلط الضوء على التحديات التي تواجه تكامل العناية بالذات في محادثات الرعاية الصحية. حقيقة أن العديد من الأطباء يشعرون بعدم الاستعداد لمعالجة التغيرات السلوكية تُظهر ضرورة اعتماد نهج شامل للرعاية الصحية يشمل ليس فقط الأمراض البدنية ولكن أيضًا العوامل النمطية التي تساهم في الصحة العامة.
هذه العوائق الشخصية للعناية بالذات المسلط عليها في استطلاع هاريس هي أيضًا مهمة. فالافتراض الخاطئ بأن رعاية الذات تتطلب وقتًا ومالًا كثيرًا يمكن أن يمنع الأفراد من جعل الذات أولوية. ولذلك يرى أوبوتشويتش بأن تجاهل رعاية الذات يمكن أن يكون في الواقع أنانيًا، لأنه يعوق القدرة على التواجد بقوة ودعم النفس وتقديم الدعم للآخرين.
كما أن الرعاية بالذات ليست رفاهية محجوزة لأولئك الذين لديهم وقت أو مال. لأنها عبارة عن تبني شامل لكل العادات الصحية التي تساهم في تحقيق رعاية الذات، وإعطاء الأولوية للصحة العامة في الحياة اليومية عبر اعتماد بعض الممارسات اليومية لتصبح عادات صحية روتينية تعزز من رعاية الذات وتحقق لها أفضل النتائج.
وبحسب "هيلث لاين" تُظهر الأبحاث أن الكثير من الناس يسيئون فهم ماهية الرعاية الذاتية الفعالة وكيف يمكنهم الاستفادة منها على أفضل وجه. فقد أفاد استطلاع حديث أجرته مؤسسة هاريس أن الرعاية الذاتية ليست أولوية بالنسبة 44% يعتقدون أن الرعاية الذاتية ممكنة فقط للأشخاص الذين لديهم الوقت الكافي. فيما يعتقد حوالي 35 بالمائة أن الرعاية الذاتية ممكنة فقط لمن لديهم ما يكفي من المال، وفي ذلك إساءة كبيرة لمفهوم الرعاية الذاتية.
الخلط بين مفهوم الرعاية الذاتية وتحسين الذات
أفاد التقرير بعدم فهم معظم الناس للرعاية الذاتية، إذ يلخص النسبة الأكبر منهم على أن مفهومها في هذه الجملة "سأجعل نفسي أفضل"، وهذا لا ينجح،" لأن هذه الجملة لا تعبر عن الرعاية الذاتية، وإنما تشير إلى مفهوم تحسين الذات. وهنا يتضح اللبس بين مفهوم تحسين الذات والرعاية الذاتية.
تحسين الذات
يأتي تحسين الذات من عقلية تسعى إلى الكمال، وهي تعني فعل كل ما له أن يحقق الرفاهية والسعادة، ويدخل في التحسين الذاتي، اعتماد نظام غذائي صحي وفقدان الوزن إلى غير ذلك من الأمور المهمة التي تعزز من سلامة الذات وهي البداية الحقيقية لتعزيز مفهوم الرعاية الذاتية بعد ذلك.
ما هو الفرق بين مفهوم الرعاية الذاتية ومفهوم تحسين الذات؟
كما أوضحنا أعلاه، يختلف مفهوم الرعاية الذاتية عن مفهوم تحسين الذات، فالأولى وبحسب الخبراء المختصين تعني الاهتمام بالنواحي الشخصية الأساسية للصحة والرفاهية، مثل الصحة العقلية والعاطفية والبدنية. وتتضمن الممارسات التي تساعد في الحفاظ على التوازن والراحة الشخصية، مثل التمرين الرياضي، والتغذية الصحية، وممارسة التقنيات المهدئة مثل اليوغا أو التأمل. كما أنها تركز على قبول الذات والاهتمام بالاحتياجات الشخصية والعناية بالصحة والسعادة الشخصية.
أما تحسين الذات، فهو تحسين الذات فهو يرتبط بسعي الفرد لتطوير وتحسين نفسه بشكل مستمر، سواء على المستوى الشخصي أو المهني أو العاطفي، بما في ذلك السعي وراء تحقيق الأهداف وتطوير المهارات وتعزيز الثقة بالنفس وتعلم القدرات الجديدة. كما أنه يركز على تطوير وتطوير القدرات والمهارات الشخصية، والسعي للنمو والتطور المستمر.
خلاصة القول: تركز الرعاية الذاتية على العناية بالنفس والاهتمام بالصحة والرفاهية الشخصية في الوقت الحاضر، بينما يركز تحسين الذات على تحقيق التطور والتحسينات الشخصية والمهنية على المدى الطويل.
وبحسب أوبوتشوفيتش يتضح مما سبق مفهوم الرعاية الذاتية الذي يتحقق بالحصول على تجربة حياة مفيدة في الوقت الحالي بدلاً من العمل بجدية أكبر في المستقبل. وتقول أيضًا إن السلوكيات التي يقوم بها الأشخاص، مثل الشرب أو الأكل أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط، ليست رعاية ذاتية. وهنا تتضح أهمية التأكيد على مفهوم الرعاية الذاتية، وكذلك التأكيد على أنها تطبيقها لا يحتاج إلى كثير من الوقت أو المال. ولذلك عندما يفكرون في الرعاية الذاتية، فإنهم يفكرون في الكيفية التي يمكن أن يشعروا بها بالتحسن، والتخدير على المدى القصير يجعلك تشعر بالتحسن، ولكن الرعاية الذاتية هي استجابة أكثر استباقية لأنها تجعل الانسان في حالة جيدة دائمًا.
وختامًا، يجب على كل من لديها لبس في مفهوم الرعاية الذاتية وتحسين الذات استشارة المختصين لتوضيح الفرق بينهما بشكل أعمق مما ذُكر ليكون ذلك بمثابة مرشدًا لها في رحلة الرعاية بالذات وجعلها أولوية للحصول على فوائد نفسية وجسدية جمة.
مع تمنياتي للجميع بنفس هادئة مطمئنة ورعاية ذات قوية،،،