ما هي السعادة الحقيقية وكيف تعيشن سعيدة؟

ما هي السعادة الحقيقية وكيف تعيشين سعيدة؟

عبد الرحمن الحاج

24 مايو 2024

السعادة مطلب الجميع في الحياة فهذا أمر لا خلاف فيه، لكن المسألة هي كيف يمكننا أن نعيشبسعادة وكيف لنا أن ننعم بالسلام؟ وما هي الطرق المهمة والفعالة لنعيش السعادة المنشودة في الحياة؟.

بداية نشير إلى أن السعادة هي الأصل في حياتنا، وأنالتعاسة والتعثر هي أمر استثنائي، تماما مثل الصحة والمرض، ومن أجل العيش بسعادة في الحياة، يجب مراعاة عدة قواعد ومبادئ، تبدأ من الاهتمام بالنفس وبصحة الجسد والروح، وهو أمر ضروري لصحة الجسد والشعور بالسعادة.

تعريف السعادة الحقيقية

قبل الخوض في طرق العيش بسعادة وسلام، علينا معرفة تعريف السعادة أولا، السعادة الحقيقيةببساطة هي الشعور العميق بلذة الحياة والاستمتاع بها بدون سبب، والرضى عن الذات والتصالح مع النفس والتسامح مع الناس، وتختلف السعادة في معناها ومفهومها من شخص لشخص، وكذلك شروط ومعايير السعادة تختلف أيضا من شخص لآخر.

واختلف الفلاسفة والحكماء في تعريف السعادة الحقيقية، يقول أرسطو إن السعادة تعتمد علينا، بينما يقول كونفوشيوس إن للسعادة رافدان أزليان الطيبة والبساطة، بينما يقول تشارلز سبورجون: السعادة الحقيقية ليست بمقدار ما نملك من الأشياء، بل بمقدار ما نستمتع به في حياتنا بما نملكه، أما الحكيم الهندي العظيم أوشو فيقول: إن السعادة الحقيقية هي تلك التي يعيشها ويستمتع بها الأطفال الصغار قبل أن تتلوث عقولهم بأفكار الكبار.

السعادة الحقيقية تأتي من داخل الإنسان وليس من الخارج

في مقال على موقع فوربس، كتب جورج براد أنه في دراسة اجتماعية في جامعة هارفارد عام 1980، خلص إلى أن السعادة تأتي من اختيار أن تكون سعيدًا بما تفعله، وتقوي علاقاتك مع أقرب الناس إليك، وتكون لائقًا بدنيًا. وتعتني بصحتك وبنفسك ماليا وعاطفيا ".

ومن أهم الاعتقادات الخاطئة عن السعادةأن نربط شعور السعادة بحدوث شيء معين، يجعلنا ننتظر حدوثه دون الاستمتاع بما بين أيدينا، وإذا اعتقدنا أن السعادة تعني خلو الحياة من المشاكل، هذا اعتقاد خاطئ لأن الحياة مليئة بالصعوبات ولكن تختلف من شخص لأخر على حسب طريقة التعامل إيجابيا أو سلبيا، فالسعادة الحقيقية في الرضا والتصالح مع النفس، والتعامل مع المشاكل بطريقة إيجابية، والاستمتاع بكل ما بين أيدينا من أشياء مهما كانت صغيرة، فالسعادة الدائمة ماهي إلا شعور متكرر بالسعادة حول كل الأمور مهما كانت بسيطة.

الفرق بين الفرح والسعادة الحقيقية

هناك فرق كبير بين الفرح اللحظي والسعادة الحقيقية، حيث يعتقد بعض الناس أن تحقيق أحلامهم سيجلب لهم السعادة، لكن هذا ليس صحيحًا دائمًا وقد يجلب لهم بعض الفرح اللحظي فقط، لأن تحقيق الأهداف والطموحات المادية في الحياة لا يجلب السعادة الحقيقية بالضرورة بل يجلب فقط بعض الفرح العابر، لأنه في كثير من الأحيان عندما تتحقق رغبتنا، نسعى لتحقيق أمنية أخرى مرة أخرى، حتى بدون الاستمتاع بإنجازاتنا السابقة.

إذا فالسعادة الحقيقية هي شعور نفسي فطري أصيل ينبع من داخل الانسان، يمكن تشبيه السعادة الحقيقية بالصحة وباقي المنغصات النفسية بالمرض، فالصحة هي الأصل والمرض استثناء، لكن تعريف كل شخص للسعادة شيء مختلف عن الآخر. نظرًا لأن لكل شخص وجهة نظر مختلفة عن الحياة.

نصائح مهمة للعيش بسعادة

للعيش بسعادة لا بد من الاعتناء بصحة الروح التي تعتمد على عوامل كثيرة، من أهمها ألا تقارني نفسك بشخص آخر، فعندما لا تقارني نفسك بأي شخص، ستشعرين بتحسن تجاه أفعالك وستكونيم أكثر رضا عما لديك.

تعودي على تقبل الآخرين والتعامل معهم باستمرار بشكل أفضل، ولا تفكري في أنك قد تكونين أكثر كفاءة بنفسك، ستصبحين حتمًا معيبًة أكثر فأكثر.

ساعدي الضعفاء وافعلي الخير وأشياء إيجابية في الحياة، وتجنبي أي شيء غير مفيد أو قبيح أو غير صحي، ضعي في عقلك أن كل موقف، جيد أو سيئ، هو عابر، أيضا وبغض النظر عن ما تشعرين به الان، يجب أن تنهضي وتلبسي ملابسك وتكونين في المجتمع.

نصائح في طريق السعادة

من الأفضل ألا تحاولي رؤية العالم بالأبيض والأسود، عندما تبحثين دائمًا عن العدو المسؤول عن مشاكلك، لا يمكنك التفكير بشكل إيجابي، فقط تحملي مسؤولية أفعالك بنفسك، لا أكثر ولا أقل. لا تلومي الآخرين أبدًا، فلا يوجد سبب لتحمل عبء أخطائهم وتصرفاتهم ومشاكلهم. بل اعتمدي على نفسك وعيشي حياتك كما تريدين.

حافظي على شكر الله تعالى يوميا، وتحكمي في مشاعرك ولا تدعي الحزن يطغى عليك، ولا تفعلي الكثير من الأشياء المرهقة، لا تضيعي وقتك وطاقتك على التفتيش عن عيوب الآخرين، افعلي كل شيء يأخذك بعيدًا عن الحزن والتعاسة ويركز عواطفك على الفرح والبهجة والسعي للخير، يشبه العمل الصالح وفعل الخير عمل المغناطيس في جذب المحبة والسعادة والأهم من ذلك التفكير الإيجابي والنظر الى الأمور في الحياة بمرح وحيادية.