رائدة الأعمال والمتحدثة التحفيزية هيا صوان لـ"هي": أقول للذين ينتقلون إلى السعودية "ألهِموا واستلهموا"
في عالم تتسارع فيه الأحداث، وتواجهنا الكثير من التغيرات، يصبح التكيّف والتغلب على الخوف من التغيير أمرا أساسيا للنجاح والسعادة الشخصية. نحن البشر غالبا ما نقاوم التغيير، ونخاف من المجهول، ونبحث عن ملجأ في المألوف. إن كان من خلال الانتقال للعيش في بلد آخر أو التأقلم مع عادات وتقاليد جديدة، أو خوض غمار عمل جديد، أو الزواج من شخص ذي ثقافة مُختلفة، كلّها تحديات تُخرجنا من منطقة الراحة الخاصة بنا، لكن السؤال هو: كيف يمكننا تغيير هذه العقلية والتحول إلى قبول التغيير واستقباله بفتح الأذرع؟
نُسلّط الضوء في حديثنا الخاص مع هيا صوان رائدة الأعمال والمُتحدثة التحفيزية على أهمية العقلية الإيجابية في مواجهة هذه التحديات بعقلية مُنفتحة ومُتقبّلة للتغيير. هيا نفسها واجهت التـــغيــــــير خــــــلال مسيرتها المهنية، فقد تخصصت في مجال الهندسة الداخلية، وعملت في هذا المجال، وعملت مدرّبـــــــة رياضــــية، ثم طوّرت مهاراتها التي كانت في البداية مـــــــجرّد شــــغف، وحــــصلت على الشــهادات المطلوبة، ليتحوّل هذا الـــــشغف فـــيما بعد إلى مهـــــنة. والــــــــيوم هي رائـــــــدة أعمال ومتــــــحدثة تحـــفيزيـــــــة، تـــصنع محتـــوى وتُقدّمه عبر منــــصات التواصـــــل الاجتــــماعي، يناقــــــش موضوعات تدور حول تطوير عقلية تساعدك على مواجهة تحديات الحياة، أي عقلية نمو تساعدك على التكيّف مع كل ما قد تحمله إلينا الحياة.
كيف يمـــكن للفرد تنــــمية عقلــــية تكون منـــفتحة ومتقبّلة للتغيير بدلا من أن تكون ممانعة أو خائفة؟
نحن البشر، بطبيعتنا، نقاوم التغيير، ونخاف من المجهول، ونبحث عن ملجأ في المألوف. إن الطريقة الوحيدة لتقبل التغيير والتغلب على هذا الخوف هي اختباره واجتيازه. فكلما عرّضت نفـــــسك للمجــــــهول، وكــــسرت هذا الخوف، أصبحت أكثر مرونة. لقد كنت أكره التغيير، وكان يخيفني ويُشعرني بالقلق والاضطراب. لكنني لاحظت أنني كلما استكشفته أكثر واختبرته، أدركت أكثر أن للتغيير جانبا إيجابيا، وأنه ليس بالضرورة سلبيا أو صعبا فقط. قد يشكّل التغيير في بعض الأحيان مفاجأة سارّة، لكن السبيل الوحيد لمعرفة تداعياته هو عبر خوضه.
ما تأثير التمسّك بالعقلية الإيجابية في قدراتنا بالنسبة إلى مواجهة التغيير والتغلب الفعّال على التحديات؟
تقطع العقلية شوطا طويلا في التعامل مع التغيير ومواجهة الخوف. إن تغيير وجهة نظري يساعدني كثيرا حين أكون خائفة من شيء معيّن أو غير متأكّدة منه أو قلقة بشأنه. فبدلا من التفكير في كل الأشياء التي يمكن أن تفشل أو تسير في الاتجاه الخاطئ، فكّري في كل الأشياء التي يمكن أن تسير بالشكل الذي تريـــدينه وتتــــمنّينه، وفي كل الــــدروس التي ستـــتعلّميـنها، والنمو الذي ستمرّين فيه. لا يأتي النمو يوما من مكان مريح.
ما التحـــــديات الـــشائعة التي يواجـــهها من يسعون إلى احتضان ثقافة جديدة أو الاندماج في بيئة مختلفة؟
لكل ثقــــافة تقاليدها الــــــفريدة التي يمكن أن تكون جديدة أو مخــــتلفة عن تقاليد وأعـــــراف ثقافات ومناطق أخرى من العالم. إن الانـــــدماج في ثقــــافــــــات أخـــــرى هو موضوع واسع للغاية، ومع ذلك، أرى أن القاسم المشترك بين جميع الناس في كل الثقافات هو الحاجة إلى المعاملة الحسنة، والتواصل المفتوح، والمزيد من التعاطف مع بعضنا البعض. نصيحتي لكم هي التحلّي بذهنية منفتحة على التعلّم واحترام الثقافات الأخرى، مع التمسّك الدائم بقيمكم ومعتقداتكم الخاصة.
هل يمكنك اقتراح بعض الاستراتيجيات للاندماج الفعّال في ثقافة جديدة والحفاظ في الوقت نفسه على هوية الفرد؟
ثقّفي نفسك. تعلّمي، واقرئي، واستكشفي. كلما تعلّمنا أكثر عن الثقـــــافات الأخرى، فـــــهمنا ناســـــها بشكل أفضل. في هذا العصر، يبدو العالم أصغر قليلا، وتبدو أجزاؤه متقاربة أكثر، بفضل وجود منصات التواصل الاجتماعي.
بماذا تنصحين النساء اللواتي يرغبن في الانتقال للعيش في السعودية، حتى يندمجن بنجاح في الثقافة المحلّية؟
المملكة العربية السعودية بلد النمو؛ هكذا أرى بلدي. إنه بلد غني بالثقافة، وشعبه معروف باللطف وكرم الضيافة. لقد دعوت عبر السنين أجانب إلى السعودية لأغراض التدريب والعمــــل، وكانــــت ردود الفـــــعل التي تلقّيــــتها في كل مـــــرة تشيد بالسعوديين وودّهم وطيبتهم وضيافتهم. إن الرجال والنساء الذين ينتقلون إلى السعودية، ينتقلون إلى بلد ينمو ويتطور بوتيرة سريعة؛ وأن تكوني جزءا من رحلة النمو هذه تجربة ملهمة ومحفزة للغاية. لذلك، أقول للنساء والرجال الذين ينتقلون إلى السعودية: تعالوا لتلهموا وتستلهموا.
بصفتك متحدّثة تحفيزية، ما الرسالة التي تتمنّين إيصالها إلى الأفراد الذين يواجهون تغييرات أو تحديات كبيرة في حياتهم؟
إن معظـــم المــحــتــــوى الــــذي أصنــعــــــه وأقــــدّمـــــــه على منــصــــــات الـــتــــواصـــل الاجــتــمـــاعي، يــنـــاقــــش موضـــوعـــــات تدور حول تطوير عقلية تساعدك على مجابهة تحديات الحيـــــاة، أي عقلية نمو تساعدك على التكيّف مع كل ما قد تحــــــــمـــله إليـــــك الحيــــــاة ويصادفك في طريقك. فالثابت الوحيد في الحياة هو التغيير. وإذا لم يستطع المرء التعامل مع التغيير بشكل جيد، فقد يتسبب ذلك في الكثير من التصــــدّي والــعــديـــــد من القـــيـــود الواقـــفــــــة في وجه نمو الفرد وتطوره ونجاحه.