الموسيقى غذاء الروح وتحفيز العقل على الإبداع... إليكِ أساليب فعّالة لاستخدام الذكاء الموسيقي في تطوير ذاتكِ
يُعتبر الذكاء الموسيقي من أنواع الذكاءات المتعددة عند الإنسان؛ إذ يُعبّرعن قدرة الشخص على حفظ النغمات والمقطوعات الموسيقية والتعامل مع الآلات الموسيقية المختلفة بمهارة والقدرة على عزف الموسيقى من دون الحاجة إلى العودة لقراءة القوافي الموسيقية.
وهنا تربطت الدراسات العلمية القديمة والحديثة بين الموسيقى وتأثراتها الإيجابية على الذكاء والقدرة على تطوير الذات بصفة عامة؛ إذ يُمكن للموسيقى أن تُساهم في تطوير الذكاء لأعلى الدرجات؛ إذا كانت مبنية على أسس علمية وفنية. يصفة عامة، لوحظ أن ثمّة موسيقيين لديهم معدلات عالية من الذكاء غير أن موسيقاهم تُساهم في تطوّر الذكاء عند المستمع وتعزيز ثقته بنفسه في آن واحد.
من هذا المنطلق، سنُطلعكِ على خصائص الذكاء الموسيقي عند المرأة، وأساليبه الفعّالة لتطوير ذاتها في جميع أمور حياتهاِ، وذلك بناء على توصيات استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.
خصائص الذكاء الموسيقي عند المرأة
وبحسب دكتور مصطفى، يمُكننا ربط العلاقة بين المرأة المُحبّة للموسيقى وخصائص الذكاء الموسيقي لديها، في النقاط التالية:
- ميولها الروحانية والعاطفية.
- تعلمها بسهولة من الأغاني والإيقاعات.
- فهمهاوإدراكها القوافي الموسيقية المعقدة.
- امتلاكيها القدرة على تغيير طبقات الصوت.
- قدرتها على الارتجال في العزف أو في الغناء بتناغم.
- تعلمها الموسيقى بشكل سريع وحفظ القوافي الموسيقية.
- تعبيرها عن مشاعرها وعواطفها من خلال الموسيقى.
- امتلاكيها القدرة على تقليد الأصوات واللحن وحفظه.
- قدرتها على العزف على آلة موسيقية واحدة على الأقل.
- حفظها المقطوعات الموسيقية دون الاعتماد على قراءة القوافي.
- اهتمامها بأنواع الموسيقى المختلفةوالتجديد فيه.
- امتلاكيها المهارة والقدرة على تأليف القوافي والمقاطع الموسيقية.
- استمتاعيها بالتعلّم على الآلات الموسيقية وسماع الغناء والإيقاع.
- تعرفها على بعض الأغاني من إيقاعها وتذكرها وحفظها من مجرد سماعها لها مرة واحدة.
- تمييزها الآلات الموسيقية المختلفة والنغمات التي تصدرها، وتمييزها ما إذا كانت متناغمة أو غير متناغمة.
الذكاء الموسيقي يتطور لدى المرأة بهذه الطرق
وأضاف دكتور مصطفى، يُمكن للمرأة تطوير ذكائها الموسيقي من خلال الطرق التالية:
- قراءة الكتب الموسيقية والتعلم منها.
- تعلّم التجويد في القرآن الكريم أثناء قراءته.
- دراسة المقامات الموسيقية بشكل متخصص.
- تعزيز نقاط القوة لديها من خلال سماع الموسيقى بصفة مستمرة.
- الاستماع للمقاطع الموسيقية الشهيرة والعالمية منها لتطوير حسّها الموسيقي؛ حتى تتمكّن من البناء عليه في وقت لاحق من خلال ممارستها وتعلمها.
الذكاء الموسيقي يُنمّى لدى المرأة بهذه الأساليب
من ناحية أخرى، أكد دكتور مصطفى، أن أغلبية النساء يتمتعن من مختلف الفئات العمرية يتمتعن بالذكاء الموسيقي، والذي يتضمن قدرتهن على إنتاج النغمات والإيقاعات المختلفة وكذلك تكوين أنماط موسيقية متنوعة؛ وفيما يأتي أبرز الأساليب الفعّالة لتنميته:
كتابة الأغاني أو الشعر
تُساعد كتابة الأغاني أو الأشعار على التعرّف على المزيد من الألحان بالنسبة للناساء اللاتي يتمتعن بالذكاء الموسيقي، وتعزيز الإبداع الفني وتنمية الذكاءات المتعددة لديهن، ويُمكّنهن ربط أي معلومة أو أحداث بأغنية جديدة مكتوبة.
العزف على الآلات الموسيقية
يُعتبر العزف على الآلات الموسيقية واحدًا من أفضل الأنشطة التي تُحسّن الذكاء الموسيقي وتطوّره، ويُمكن استخدام الأدوات حسب المرحلة العمرية بدءًا من الأطفال ما قبل المدرسة وصولًا إلى المراحل العمرية الأكثر تقدمًا، وتدرجًا من الأدوات البسيطة كعصا الإيقاع أو الطبل أو الدف وصولًا إلى التشيلو أو الجيتار أو البيانو أو الكمان وغيرها؛ كما يُمكن إنشاء الأدوات الموسيقية الخاصة بالاستعانة بالمواد المتوفرة منزليًا، والتمييز بين الأصوات التي تُصدرها كل أداة للتعرّف عليها أكثر والاستمتاع بها في الوقت ذاته.
الذهاب إلى الحفلات الموسيقية
يمنح حضورالحفلات الموسيقية، ببثٍ حي ومباشر لموسيقيين كبار الأشخاص فرصة اكتشاف أصوات جديدة، وتوسيع المعرفة الموسيقية، ومراقبة عمل الآلات الموسيقية وأصواتها، والتي من شأن جميعها الإلهام لابتكار المواهب الموسيقية الخاصة لدى المرأة بصفة عامة.
الغناء
يساعد اكتساب المهارات السمعية في تنمية الذكاء الموسيقي؛ لذا يُمكن للمرأة الاستماع إلى الأغنيات بمختلف الإيقاعات، ولجعل الأمر أكثر متعة يُمكن ممارستها بعض الرقصات أو الحركات أثناء الاستماع، واستخدامها كوسيلة للتعبير عن ذاتها.
دمج الموسيقى ضمن البرنامج التعليمي للمرأة
يُنصح بإدماج الموسيقى ضمن برنامجها التعليمي؛ فمن خلال التعليم يُعطىها تجارب يومية ومباشرة مع الموسيقى، وبالمقابل فإن عدم منحها هذا الاهتمام من شأنه أن يؤدي إلى ركود مهارتها؛ وفي هذا الخصوص، يجب أن تحتل الموسيقى مجالًا واسعًا ضمن العملية التعليمية الخاصة بها، باعتبارها جزءًا من حياتها اليومية، وليس مجرّد دور تكميلي.
استمعّي للموسيقى لتتمتعّي بحياة سعيدة
ووفقًا للدكتور مصطفى، تنشط الموسيقى أجزاء مختلفة من الدماغ وبالتالي تعزز القدرات المعرفية، ولقد ثبت كذلك أن الموسيقى تحسن الذاكرة والتركيز من خلال أصوات معينة، لذا حاولي الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية في المرة القادمة التي تعملي فيها على شيء ما وترغبي بزيادة مستويات التركيز لديكِ.
فضلًا عن ذلك، تأكدي أن الموسيقى ستُحسّن حالتكِ المزاجية وتمنحكِ شعورًا بالبهجة والسعادة؛ وقد تجعلكِ الأغنية المناسبة في الوقت المناسب تشعرين بتحسن وترفع معنوياتكِ، إذ يتم إفراز الإندورفين، وهي المواد الكيميائية المسكنة للألم في الدماغ، استجابةً للموسيقى المبهجة.
من ناحية أخرى، قد تستفيد النساء اللاتي يًعانين من الاكتئاب أو اضطرابات المزاج بشكل كبير من العلاج بالموسيقى.
وأخيرًا، لطالما كانت الموسيقى جزءاً لا يتجزأ من الحضارة الإنسانية، وتتجاوز قوة الموسيقى قدرتها على الترفيه فقط، بل تتداخل مع الثقافات واللغات والتركيبة السكانية، لإيصال رسالة عالمية. وأثبتت الموسيقى أنها قوة مؤثرة في تشكيل العالم الذي نعيش فيه لما تلعبه من دور مهم في توحيد المجتمعات.