نصائح الخبراء لإدارة الضغوط وتحقيق الاستقرار والتميز في العمل

أهمية إدارة الضغوط وكيف تحقق الاستقرار والتميز في بيئة العمل؟

عبد الرحمن الحاج

هل تشعرين بأن روتين حياتك اليومي قد أصبح يشكل عبء كبير عليك؟ هل فقدت السيطرة على إدارة الضغوط، وهل تخشين أن تصلي إلى مرحلة ما تشعرين فيها أنك غير قادرة على القيام بمهام عملك على النحو الصحيح أو أن تضطري إلى الاستقالة من عملك؟ إذا كنت كذلك، فمن المرجح أنك تعانين من الضغوط النفسية، والتي يمكن أن تسبب في مرحلة ما، في تحقيق بعض أسوأ مخاوف النساء، وهي عدم قدرتهن على مواصلة عملهن أو تركهن لعملهن، ولتجنب ذلك سنتعرض معا مجموعة من أفضل نصائح الخبراء لمساعدة النساء على إدارة الضغوط في العمل والحياة اليومية وتحقيق الاستقرار والتميز في بيئة العمل، ولكن قبل ذلك، دعونا نتعرف أولا على المقصود بالضغط النفسي، وكيف يمكن أن يؤثر علينا وعلى قدرتنا على العمل، وأهم العلامات المميزة له.

ما المقصود بالضغط النفسي؟

ما المقصود بالضغط النفسي؟
الضغط النفسي

يمكن تعريف الضغط النفسي بأنه حالة من القلق أو التوتر النفسي الناتج عن مواجهة تحديات أو صعاب في بعض الجوانب في حياتنا اليومية العادية، ويعد الضغط النفسي بمثابة استجابة إنسانية طبيعية أو جرس إنذار يدفعنا إلى مواجهة التحديات والتهديدات التي قد تواجهنا في حياتنا، ووفقا لخبراء علم النفس، فإن جميعنا يعاني بشكل أو بآخر من الضغوط ولكن الفارق الحقيقي هنا، هو طريقة استجابة كل منا لهذه الضغوط، أو بمعنى أخر كيفية إدارة الضغوط، وهو ما يمكنه أن يصنع فارق كبير في صحتنا النفسية وطريقة إداء كل منا في حياته اليومية بشكل عام.

كيف يمكن أن تؤثر علينا الضغوط؟

كيف يمكن أن تؤثر علينا الضغوط؟
الضغوط لا تؤثر فقط بالسلب على صحتنا النفسية

على العكس من الاعتقاد السائد، فإن الضغوط لا تؤثر فقط بالسلب على صحتنا النفسية، وإنما يمكن أن تؤثر أيضا بالسلب على صحتنا الجسدية، فتراكم الضغوط، قد يتسبب في الإصابة بالمرض بشكل مباشر (بأن يتسبب القلق والتوتر في مشكلات صحية مباشرة، لتسببه في اضطراب النوم مثلا) أو بطريقة غير مباشرة (بأن يدفعنا مثلا نحو ممارسات التي تضر بالصحة، مثل تناول الأطعمة غير الصحية، الإفراط في تناول المنبهات وما شابه ذلك).

ما هي أهم علامات المعاناة من الضغوط النفسية؟

ما هي أهم علامات المعاناة من الضغوط النفسية؟
علامات المعاناة من الضغوط النفسية

الضغوط تجعل من الصعب علينا الشعور بالراحة أو الاسترخاء، وغالبا ما يصاحبها بعض المشاعر مثل القلق والتوتر، والعصبية الزائدة، وكل ما سبق، غالبا ما يقلل من قدرتنا على التركيز على أداء المهام الموكلة إلينا، وقد ينعكس بمرور الوقت، على الصحة الجسدية، ويتسبب في المعاناة من صداع الرأس أو آلام أخرى في الجسم أو اضطراب في المعدة أو صعوبة في النوم، كما قد يتسبب أيضا في فقدان الشهية أو قد يجعلنا نفرط في تناول الطعام، على غير المعتاد، وإذا ما تطورت المشكلة، وتركت بدون علاج، فقد تؤدي إلى تفاقم مشاكل صحية موجودة مسبقا.

هل يستجيب الجميع للضغوط بنفس الطريقة؟

هل يستجيب الجميع للضغوط بنفس الطريقة؟
كل شخص يتفاعل بشكل مختلف مع الضغوط

لا، فكل شخص يتفاعل بشكل مختلف مع الضغوط، كما قد تختلف أساليب مواجهة وإدارة هذه الضغوط، وأعراض الضغط النفسي من شخص لآخر.

هل المعاناة من الضغوط النفسية أمر طبيعي؟

هل المعاناة من الضغوط النفسية أمر طبيعي؟
مواجهة التحديات والمواقف الصعبة أو المصيرية

نعم، من الطبيعي أن نشعر من حين لآخر بضغط نفسي، وخاصة عند مواجهة التحديات والمواقف الصعبة أو المصيرية، مثل مقابلات العمل، أو الامتحانات المدرسية، أو أعباء العمل غير الواقعية، أو عدم الاستقرار الوظيفي، أو الصراعات والأزمات مع العائلة أو الأصدقاء أو الزملاء، وبالنسبة للعديد من الأشخاص، فإن الشعور بالضغط النفسي قد يقل مع تحسن الوضع أو عند تعلم كيفية التعامل مع الضغوط أو إدارة الضغوط.

جدير بالذكر أيضا أن الضغوط النفسية ليس بالضرورة أن يكون سببها الرئيسي أزمة أو مشكلة شخصية فحسب، فغالبا ما تنتشر مشاعر التوتر والقلق وحتى الضغوط النفسية في أوقات الأزمات المحلية أو العالمية الكبرى مثل الأزمات الاقتصادية الكبرى وتفشي الأمراض والكوارث الطبيعية والحروب والعنف المجتمعي.

إذا كنت أعاني من ضغوط نفسية، فهل هذا يعني أنني لا أستطيع العمل؟

إذا كنت أعاني من ضغوط نفسية، فهل هذا يعني أنني لا أستطيع العمل؟
أعاني من ضغوط نفسية

الحقيقة أن معظمنا يتعايش مع الضغوط النفسية، ويمكنه أن يستمر في أداء مهام عمله، ولكن في بعض الأحيان فإن عدد لا بأس به من الأشخاص أنفسهم، يعانون من صعوبة حقيقة في إدارة الضغوط أو التعامل مع الضغوط النفسية، ولدرجة قد تجعلهم يهلمون في مهام عملهم، وقد تتسبب بمرور الوقت، في فقدانهم لوظائفهم، أو تركهم لها.

كيف يمكننا إدارة الضغوط وتحقيق الاستقرار والتميز في العمل

كيف يمكننا إدارة الضغوط وتحقيق الاستقرار والتميز في العمل
إدارة الضغوط وتحقيق الاستقرار 

إذا كيف يمكننا التعامل مع الضغوط النفسية أو إدارة الضغوط بحيث لا تتسبب في انخفاض قدرتنا على القيام بمهام عملنا؟ إليك مجموعة من أفضل نصائح الخبراء لإدارة الضغوط وتحقيق الاستقرار والتميز في العمل:

دربي نفسك على إدارة وقتك بحكمة

دربي نفسك على إدارة وقتك بحكمة
 إدارة الوقت بحكمة

كثيرا ما تشتكي النساء العاملات من عدم توفر ما يكفي من الوقت للقيام بمهامهن اليومية إلى جانب عملهن، والحقيقة أن جزء كبير من هذه المشكلة، يرجع إلى عدم قدرتهن على إدارة أوقاتهن بحكمة، ولتجنب ذلك ينصح بالتخطيط بعناية للمهام اليومية ومهام العمل التي عليك القيام بها وتدوين ذلك مع وضع جدول زمني محدد لأداء المهمات، وتجنب المماطلة أو التأخر في القيام بالمهام المطلوبة، ومحاولة البدء في القيام بهذا في أسرع وقت ممكن، للانتهاء بها بصورة أسرع.

حافظي على روتين يومي

حافظي على روتين يومي
الروتين اليومي

وجود روتين يومي محدد، لا يساعدنا فقط على إدارة وقتنا بكفاءة والشعور، وإنما يزيد أيضا الشعور بالاستقرار والراحة النفسية، لذلك ينصح بالحفاظ على روتين يومي محدد، خاصة إذا كان يتضمن بعض الأعمال اليومية اللطيفة التي قد تساهم في تقليل مشاعر القلق والتوتر أو الضغوط النفسية، وزيادة شعورك بالاستقرار والراحة.

احرصي على العمل في بيئة صحية

احرصي على العمل في بيئة صحية
العمل في بيئة صحية

العمل في غرفة ذات إضاءة جيدة وهواء نقي ومرتبة، سيسمح لك بأن تكون أكثر استرخاء ونشاطا وحيوية، ويزيد من قدرتك على التركيز، انتبهي أيضا إلى مقدار الضوضاء الموجودة في الخلفية في بيئة عملك ووسائل التشتيت من حولك، واحرصي على إبعاد كل ذلك، لزيادة معدل تركيزك وإنتاجيتك في العمل.

حددي الأسباب الحقيقية لمعاناتك من الضغوط النفسية في بيئة العمل

حددي الأسباب الحقيقية لمعاناتك من الضغوط النفسية في بيئة العمل
الضغوط النفسية في بيئة العمل

التعرض للضغوط النفسية قد يكون أيضا بسبب بيئة العمل غير الصحية والمقصود هنا وجود مشكلات بينك وبين رؤسائك في العمل أو زملائك في العمل، عملك في مجال عمل غير مرضي بالنسبة لك، تحملك لمهمات عمل كثيرة مع راتب أقل، وما شابه ذلك، وتذكري أن تحديد المشكلة، جزء كبير للغاية من الحل.

احصلي على فترات محددة من الراحة على مدار اليوم

احصلي على فترات محددة من الراحة على مدار اليوم
فترات من الراحة على مدار اليوم

لأن فترات الراحة المحددة لن تساعدك فقط على الحصول على ما يكفي من الراحة، للعودة لمواصلة مهام عملك مرة أخرى، دون المعاناة من التعب والإجهاد (والذي يقلل من قدرتك على التركيز وكفاءة أدائك لعملك)، وإنما يقلل أيضا من مشكلة المماطلة في العمل والتي غالبا ما يعاني منها عدد ليس بالقليل من العاملين، بسبب شعورهم بالتعب والإجهاد وربما الملل أيضا من ساعات العمل المستمرة، وغالبا ما تتسبب هذه المشكلة في إضاعة الكثير من وقت العمل، وكذلك ضعف الإنتاجية.

احرصي على اتباع عادات غذائية صحية وشرب ما يكفي من الماء يوميا

احرصي على اتباع عادات غذائية صحية وشرب ما يكفي من الماء يوميا
شرب ما يكفي من الماء يوميا

لأن ذلك يعزز من صحتك البدنية ويجعلك أكثر نشاطا وحيوية واستعدادا للعمل، الكم الكافي من الماء الذي نحتاج إلى أن نشربه يوميا، وفقا لخبراء التغذية، فإننا نحتاج إلى الأفضل شرب ما يقارب 8 أكواب من الماء يوميا، أما عن العادات الغذائية الصحية، فتتلخص في استبدال الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات وغيرها من الأطعمة غير الصحية، بأطعمة صحية غنية بالفيتامينات والمعادن والتي تعزز من قدرتك على التركيز.

احرصي على ممارسة الرياضة

احرصي على ممارسة الرياضة
ممارسة الرياضة

وفقا للخبراء فإن كل منا يحتاج إلى ممارسة النشاط البدني لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميا، لأن ممارسة الرياضة يعزز من صحتنا البدنية، كما يمكنه أيضا أن يحسن الحالة المزاجية ويجعلك تشعرين أفضل حيال نفسك، وهو ما ينعكس أيضا بالإيجاب على الصحة النفسية.

امنحي نفسك مكافآت صغيرة

امنحي نفسك مكافآت صغيرة
منحي نفسك من حين لآخر بعض المكافآت الصغيرة

المكافآت يمكنها أن تكون حافزا لإتمام مهامك، لذلك امنحي نفسك من حين لآخر، بعض المكافآت الصغيرة على كل مهمة تقومين بالانتهاء منها.

احصلي على قسط كافٍ من النوم يوميا

تأكدي من حصولك على قسط كافٍ من النوم، وهي الفترة من 7 إلى 8 ساعات في الليلة الواحدة، وبالتأكيد ليس أقل من 6 ساعات، إذا حصلت على قدر أقل من النوم، سينخفض ​​تركيزك وستكونين أقل يقظة، وقد تفرطين في استخدام مواد منبهة لإبقائك مستيقظة، وهذا لن يجح سوى في زيادة شعورك بالتوتر والقلق والعصبية الزائدة.

تواصلي مع الآخرين

تواصلي مع الآخرين
الاتصال مع أقرب المقربين إليك من العائلة والأصدقاء

في حالة معانتك من ضغوط نفسية أو مشكلة في إدارة الضغوط، ابق على اتصال مع أقرب المقربين إليك من العائلة والأصدقاء وشاركي مخاوفك ومشاعرك مع الأشخاص والذين تثقين بهم. التواصل مع الآخرين يمكنه أن يحسن من حالتنا المزاجية، وقد يكون أيضا سبب في حصولك على نصائح جيدة بشأن كيفية إدارة الضغوط.

قللي من وقت متابعك للأخبار

قللي من وقت متابعك للأخبار
متابعة الأخبار

لأن متابعة الأخبار، لا يستهلك فقط الكثير من الوقت، وإنما قد يكون سبب أيضا في زيادة شعورك بالتوتر والقلق عند مشاهدة الأخبار المأساوية أو المقلقة.