طريق إعادة تنظيم حياتك بشكل كلي وجذري
كم مرة جلست مع نفسك في المناسبات الهامة، مثل رأس السنة، أو عيد ميلادك، أو حتى ذكرى زواجك، واتخذت قرارا حازما بإجراءا تغييرات كبيرة على حياتك؟ والبدء في إعادة تنظيم حياتك أو رسمتي خطة جديدة للقادم في حياتك، ثم ما تلبثين أن تتراجعي مع الأيام، مما يسبب لك شيء من التوتر أو الضغط النفسي والعصبي، وغالباً ما تكون الفوضى المفرطة هي السبب الرئيسي وراء شعورك بالتوتر، الأمر الذي سيمتد ليؤثر على جميع جوانب حياتك.
إعادة تنظيم حياتك تبدأ من إنهاء الفوضى المحيطة
من أجل إعادة تنظيم حياتك يجب أن تعترفي أولا أن هناك فوضى ما في محيطك، قد تكون فوضى في المنزل في العمل في الأفكار، أو حتى فوضى شخصية داخلية، تجعلك في شتات مستمر وتوتر لا ينتهي، الاعتراف بالمشكلة ووجودها، هو أول خطوة صحيحة في العلاج.
قد يبدو التعامل مع الفوضى مَهمَّة عسيرة للغاية، خصوصا في حال جهلك بكيف تبدئين ومن أين تنطلقين؟لكن اعلمي أن أفضل طريقة لإعادة تنظيم حياتك، هي التعامل مع الأمور بالتدريج، إلى أن تحققي تحسينات كبيرة تدريجية تبنين عليها التحسينات اللاحقة التي يمكنك الحفاظ عليها على الأمد الطويل.
كيف تعيدين تنظيم حياتك؟
ترتيب حياتك أمر ضروري وملح لتحقيق الصفاء الذهني وراحة البال؛ وهو أمر يجب عليك ألَّا يتم تجاهله.
قلِّلي من التزاماتك
تزدحم حياتنا في كثير من الأحيان بالأشياء التي يجب إنجازها، لذا، ألقِ نظرة على كل جانب من جوانب حياتك، ودوِّني جميع التزاماتك؛ وحين ترينها مكتوبة أمامك، ستتضح الأمور لك أكثر، وسيزداد التركيز ويقل التشتت قليلا، حتى تتمكني من تحديد ما إذا كانت تجلب إليك المتعة والفائدة وتستحق الوقت الذي تستثمرينه في ممارستها أم لا.
ومن هنا يبدأ الاحتفاظ بتلك التي تحبيهنا وتستمتعين بها، والتخلص من غيرها، وعندما تتخلصين من الأشياء التي لا تجلب إليك المتعة والفائدة، سيكون لديك وقت أطول لتفعلي الأشياء التي تحبينها.
أعِيدي النظر في عاداتك الروتينية
في الغالب نحن لا نتبع عادات روتينية محددة في حياتنا اليومية، ونتعامل مع التزاماتنا ومهامنا اليومية بطريقة عشوائية، ودون أي تنظيم، ومن هنا تعم الفوضى وينخفض الإنتاج ويقل حتى الشعور بالإنجاز.
لذلك، أنجِز المهمات بطريقة منظمة ومدونة، سيفيدك كثيراً تدوين جميع التزاماتك وواجباتك ومهماتك، وتعليقها في مكان يُسهِّل عليك رؤيتها واتباعها؛ ويضفي الهدوء والنظام على حياتك.
أعِيدي النظر في محيطك
إذا راجعت شريط حياتك بشكل سريع وعاجل، هل تستطيعين تحديد صديقاتك الدائمات؟ اللواتي أمضيت معهن وقتا طويلا، أولئك الذين يستحققن فعلا مسمى صديقات؟ في الحقيقة إنَّ معظم الصداقات لا تستمر طويلاً، ولأننا في عصر متسارع، نطلق مسمى الصديق على حتى على الرفيق أو الزميل أو الصاحب، لكن الصداقة الحقيقية هي تلك التيتدوم طوال الحياة؛ لذا، عليك أن تقضي وقتك مع أشخاص تغمرهم الإيجابية، وقادرون على أن يسعدوك ويساعدوك على النضج؛ والتخلص من العلاقات السامة التي تستنزف طاقتك، نحن لا ندعوك للعزلة قطعا، نحن نحثك على إعادة ترتيب حياتك بشكل شامل.
إعادة تنظيم مكان عملك
إذا أردت أن تكوني أكثر تركيزاً وإنتاجية في عملك، فعليك ترتيب الأشياء المبعثرة في المساحة التي تعملين فيها، سواء كنت تعملين في مكان خارجي أو في المنزل.
ابدئي في ترتيب مكتبك
أفرِغي طاولة مكتبك وجميع الدروج من محتوياتها، نظفي وامسح الطاولة جيدا، افرزي جميع المحتويات التي أخرجتها، وتخلَّصي من تلك التي لن تستخدميها قدر ما تستطيعين، ثم صنِّفي ما تبقى منها.
قومي بترتيب محتويات المكتب، وضَع أدواتك المكتبية والأشياء الأخرى في دروج مخصصة، ويمكنك تسمية الأشياء إن لزم الأمر، ولكنَّ الأمر الهام الذي عليك فعله هو تخصيص مكان لكل غرض قررت الاحتفاظ به، والحرص على إعادته إلى مكانه عندما تنتهين من استخدامه.
رتِّبي حاسوبك
الحواسيب في هذا العصر، مرافقة لنا بطريقة أو بأخرى، سواء كان عملنا يتطلب الجلوس معها كثيرا، أو حتى مرورا، لكنها أمر موجود في حياتنا، لذلك حافظي على النظافة، وخصِّص صندوقاً للوثائق المُرسَلة إليك، ورتِّبي الوثائق التي تُرسَلينها، وتخلَّصي من تلك الغير ضرورية، تخلَّصي من الملفات والبرامج التي لا تحتاجيها، ومن معظم أو جميع الأيقونات الموجودة على سطح المكتب؛ فهي لا تبطِّئ حاسوبك فحسب، بل تخلق فوضى بصرية أمامك.
تنظيم المعلومات
في ظل الثورة الرقمية، توجد الكثير من الطرائق التي تتسلل المعلومات من خلالها إلى حياتنا، وقد تصبح المعلومات مُربِكة عندما يكون لديك الكثير منها، لتخلق حولنا فوضى المعلومات، من أجل هذا تحكَّمي بمقدار المعلومات التي تصل إليك، وقلِّلي عدد الأشياء التي تقرئينها كل يوم، وتخلَّصي من جميع الرسائل التي تصلك تلقائياً من المواقع الإلكترونية، أيضا وبدلاً من أن تدع المعلومات التي يشاركها أصدقاؤك على مواقع التواصل الاجتماعي تسيطر على حياتك، تحكَّمي بكيفية وصولها إليك من خلال تحديد ما عليك قراءته.
إعادة تنظيم حياتك في المنزل
غالباً ما نقضي معظم وقتنا في المنزل بعد العودة من العمل، وقد يكون الأمر أكثر من ذلك إذا كان عملنا أو جزء منه يتم من المنزل، لذا من الطبيعي أن تزيد الفوضى التي تَعُمُّ أرجاء المنزل من توترنا اليومي، ومن هنا علينا بالتالي:
رتِّب جميع غرف المنزل
عليك أن ترتبي غرف منزلك إذا كانت تعج بالكثير من الفوضى، اجمعي الأشياء المبعثرة، وتخلَّصي من تلك التي لا تستخدميها أو تبرَّعي بها، قرِّري ما إذا كنت بحاجة إلىهذه الأشياء من خلال تصنيفها إلى تلك التي عليك رميها، أو التبرع بها، أو الاحتفاظ بها، ثم نظِّمي جميع الأشياء التي قررت الاحتفاظ بها في الدروج أو الخزائن أو خزانة الملابس، وافعلي الشيء نفسه مع كل غرفة على حدة.
رتِّبي خزانات الملابس
تُعدُّ الخزانات مكاناً رائعاً لتحتفظ بالأشياء التي لا تريد إبقاءها في الخارج، وقد تتحول إلى مكان ترمي الأشياء بداخله فقط لتبعدها عن ناظريك، عليك إخراج كل شيء، وتنظيفها، ورمي أو التبرع بما لا يلزمك، اختاري مكاناً محدداً لتخزِّن الأشياء التي قررت الاحتفاظ بها، وتخلَّص من أي شيء لم ترتدِه منذ الموسم الفائت.
رتِّبي الدروج
تُعدُّ الدروج من أكثر الأماكن التي نرمي فيها أغراضنا؛ لذا أفرغيها، وصنِّفي الأشياء تبعاً لرغبتك في الاحتفاظ بها، وبعد أن تنهي الترتيب بنجاح، ستتسلل الفوضى إلى حياتك عاجلاً أم آجلاً؛ لذا، عليك أن تحرصي على تكرار الأمر بانتظام حتى تحافظي على محيطك مرتبا وتستفيدي من إعادة تنظيم حياتك.
إعادة تنظيم حياتك وعلاقتها بأفكار تطوير الذات
إذا كنت تريدين تحسين دخلك، أو التقدم في مسارك الوظيفي على سبيل المثال، فإنَّ أفضل ما يمكن أن تقومي به هو أن تتعلمي شيئاً جديداً بشكل يومي، واعلمي أن الالتزام بهذا سيحدث تغييرا في حياتك، حياتك ستتحسن بشكل تدريجي وبطريقة لا يمكنك تخيُّلها ما دمت تثابرين على التعلُّم، وتطوير الذات، وتنظيم حياتك بخطوات بسيطة.
تحتاجين إلى وضع إطار زمني يومياً، وإلا سيكون ذلك مستحيلاً تقريباً، لذا خصِّص يومياً ما يتراوح بين 30 إلى 90 دقيقة للقراءة عن شيء عملي، وذلك بخلاف الروايات الأدبية أو غيرها، أو البحث في الإنترنت عن شيء ما يثير اهتمامك، فما يهم ليس ما تتعلمه، وإنَّما أن تعتَاد على تعلُّم أشياء جديدة يومياً.
أفكار تطوير الذات التي تعيد تنظيم حياتك
حتى تقومين كليا بإعادة تنظيم حياتك إلى النسخة التي تحلمين بها أو ترغبين فيها، عليك البدء في إجراء التغيير، ويمكنك ذلك من خلال السعي لتحسين الشخصية وتطوير الذات، عبر التالي
- تتبُّعي العادات، وسجلي ما ترغبين به منها وما تودين التخلص منه.
- أوجدي لنفسك سجلا للامتنان، لتسجلي فيه تقدمك وتكافئي نفسك.
- أكتبي قائمة بالأشياء التي تحبُّينها في نفسك.
- سجلي قائمة بالأشياء التي تنوي تحسينها في الفترة القادمة.
- التخطيط لرعاية الذات جسمانيا ونفسيا.
- دونيعبارات التحفيز الإيجابية اليومية.
- أعيدي تنظيم أفكارك المتعلقة بروتينك الصباحي والمسائي.