الغضب يتراقص على أوتار أعصابك لإهدار حقوقك... إليكِ أساليب فن التحكم في الغضب لتحقيق هدوئك الداخلي
الخروج من دائرة الغضب أحد مهارات إدارة المواقف بإيجابية؛ فهل أنتِ مستعدة للسيطرة على غضبك؟. فإذا كانت إجابتك "نعم"، ولكن تسألين نفسكِ، كيف أتحكم في أعصابي وقت الغضب؟، وكيف أتخلص من سرعة الاستفزاز؟، وغيرها من التساؤلات التي تدور بخاطركِ.
لذا دعينا نُجيب على جميع تساؤلاتكِ، من خلال تقديم أساليب فن التحكم في الغضب،عبر موقع " هي"؛ والتي ستوجه عقلكِ وأعصابكِ نحو المسار الصحيح، كي تنعمين بسلامكِ الداخلي وهدوئكِ النفسي، بناءً على توصيات استشارية الطب النفسي الدكتورة لبنى عزام من القاهرة.
الغضب جسر عبور لمزيد من الصعوبات الجسدية والعاطفية
وبحسب دكتورة لبنى، من الطبيعي أن نشعر بالغضب عندما تمرّ بمواقف صعبة. وهنا أكدت الدراسات النفسية أنه يُمكن للأشخاص التعبير عن الغضب بطرق صحية أوغير صحية؛فمنهم من يصبح عدوانيًا أو سلبيًا تجاه الآخرين، ومنهم من يحاول إخفاء الغضب وكظم الغيظ بداخله. وعندما يستخدم شخص ما هذه الأنواع من آليات التأقلم غير الصحية للتعامل مع عواطفه، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من الصعوبات الجسدية والعاطفية، والتي قد تستدعي إلى طلب المساعدة من المختصين ودعمهم لإدارة مشكلات الغضب؛ وهنا تأكدي أنها خطوة مهمة يجب عليكِ اتخاذها، من أجل معالجة الصعوبات التي تواجهكِ، وتعلّم كيفية حل الصراعات التي تواجهيها في بيئة محايدة وآمنة للمضي قدمًا.
أساليب فن التحكم في الغضب لتحقيق هدوئك الداخلي
وتابعت دكتورة لبنى، إذا كنتِ ترغبين في الحصول على إجابات للتساؤلات التي تدور بخاطركِ، حول كيفية السيطرة على غضبك، فما عليكِ سوى أن تتقنّي فن التحكم في الغضب، من خلال الأساليب التالية:
فكّري قبل أن تتحدثي
أثناء نوبة غضبكِ، من السهل أن تقولي قول شيء ما قد تندمين عليه لاحقًا؛ وهنا عليكِ أن تنتظري لحظات قليلة لتجميع أفكاركِ قبل البوح بأي شيء، وكذلك اجعلي المشاركين الآخرين في الموقف ذاته يفعلون الأمر نفسه.
تعرفّي على الأمور التي تثير الغضب بداخلكِ
افهمي ما الذي يثير مشاعر الغضب بداخلكِ، وبمجرد أن تتعرفي على الأسباب، اتخذي خطوات لإبعاد نفسكِ عن هذه السيناريوهات قبل أن تتطور الأمور.
حاولي ألا تنفعلّي
جربيتهدئة الغضب بداخلك بالعد حتى 10؛ وتعلمي أيضًا بعض تمارين التنفس لمساعدتك على مقاومة المشاعر السلبية أو مشاعر الغضب التي تنتباك في المواقف الصعبة التي تمرين بها.
عبّري عن مخاوفك
بمجرد أن تهدأي، فكّري بوضوح، وعبّري عن إحباطك بطريقة حازمة؛ ولكن بطريقة غير تصادمية؛ واذكري مخاوفك واحتياجاتك بوضوح، وبشكل مباشر دون إيذاء الآخرين أو محاولة السيطرة عليهم.
لا تحملّي ضغينة لأحد
تأكدي التسامح وسيلة قوية. فإذا سمحتِ للغضب والمشاعر السلبية الأخرى أن تطرد المشاعر الإيجابية لديكِ، فقد تجدين نفسكِ غارقة في الشعور بالمرارة أو الظلم. ولكن عند مسامحة شخص أغضبك، فكوني واثقة أنكما ستتعلمان من الموقف، وستتعزز علاقتكما.
حددّي الحلول المُمكّنة
بدلًا من تركيزك على ما سبّب غضبك، ابحثي عن حل للمشكلة التي تواجهينها. على سبيل المثال: "هل تثير الفوضى في غرفة طفلك غضبك؟ أغلقي الباب؛ هل يتأخر زوجك عن العشاء كل ليلة؟ حددي مواعيد متأخرة للوجبات في المساء أوتقبلّي تناول الطعام بمفردكِ بضّع مرات في الأسبوع". علاوة على ذلك، ينبغي أيضًا أن تدركّي أن بعض الأشياء قد تخرج عن سيطرتك؛ لذا حاولي أن تكوني أكثر واقعية بشأن ما يُمكنكِ تغييره وما لا يُمكنكِ تغييره. كذلكذكّري نفسكِ بأن الغضب لن يحل شيئًا وربما فقط سيزّيد الأمر سوءًا.
إلتزمي بالعبارات التي تحوي "أنا"
يُمكن أن يؤدي توجيه النقد أو إلقاء اللوم إلى زيادة التوتر. لكن يُمكنكِ بدلاً منهما استخدام ضمير المتكلم وتحدَّث عن أفعالكِ فقط أثناء وصف المشكلة؛ وهنا عليكِ التحلَّي بالاحترام و وأن تكوني محددة. على سبيل المثال: قولي "أشعر بالاستياء لأنك غادرت المائدة دون عرض المساعدة في حمل الأطباق" بدلًا من "أنت لا تفعل أبدًا أيًا من أعمال المنزل".
استخدمّي الفكاهة للسيطرة على توتركِ
يُمكنكِاستخدام الفكاهة لمساعدتكِعلى مواجهة ما يثير غضبكِ، وربما للتخلص من أي توقعات غير واقعية لديكِ بشأن الكيفية التي يجب أن تكون عليها الأمور. ولكن تجنبي السخرية، لأنها من الممكن أن تؤذي مشاعر الآخرين، وتزّيد الأمور سوءًا.
حصولكِ على فترة استراحة أمرًا حتميًا
لابد أن تعطّي نفسكِاستراحات قصيرة خلال أوقات يومكِ؛ فقد تساعدكِ الدقائق القليلة الهادئة على شعوركِ بالتحسن بعد نوبات الغضب التي قد تنتابك، وأيضًا ستهيئتك للتعامل مع القادم، والتحكم في الغضب على مدار يومكِ بصفة عامة.
استمتعي بممارسة بعض التمارين الرياضية
يُمكن للنشاط البدني مساعدتك على تقليل التوتر الذي قد يسبب لكِ الشعور بالغضب. فإذا شعرتِ بأن غضبك يزداد حّدة؛ فما عليكِ سوى ممارسة التمارين البسيطة، على سبيل المثال: المشي السريع أو الجري". أواقضي بعض الوقت في ممارسة أنشطة بدنية آخرى ممتعة لكِ على أنغام الموسيقى.
لا تتخلي عن ممارسة مهارات الاسترخاء
عندما يشتعل غضبكِ، الجأي إلى استخدام مهارات الاسترخاء؛ على سبيل المثال: "مارسي تمارين التنفس العميق، أو تخيلي مشهدًا يساعدكِ على الاسترخاء، أو كررّي كلمات أو عبارات مهدئة لأعصابك؛ يمكنك أيضًا الاستماع إلى الموسيقى أو الكتابة في دفتر يومياتك أو أداء بعض أوضاع اليوغا، أو كل ما يُمكن فعله لتشجيعك على الاسترخاء والتحكم في الغضب بصفة عامة.
وأخيرًا، يُمكنكِ تحويل الغضب إلى قوة لإدارة المواقف التي تتعرضين لها بإيجابية؛وكما صنفّها ويليم ديفور في كتابه "الغضب"، عليكِ إتباع خطة الخطوات العشر؛ وهي"اعقدّي هدنّة مع غضبكِ، واصنعّي رابطة مع الغضب والحب، وحددّي أوتارك الحساسة، واحكّي قصتكِ، وكوني جيدة في التعامل مع أحزانك، وتخلّصي من المشاعر السامة، واتخذّي قرارات جديدة، وكوني منصتًا فعالًا، وتمسكّي بقوتك، واصنعّي حياة ساحرة".
وكما قال فيكتور فرانكل بأن هناك فاصل بين المؤثر والاستجابة؛ فأنتِ تستطيعين أن تملئيها بثلاث نقاط وهي"القرار، والاختيار، والمسؤولية". وتذكّري دومًا، أن لا أحد يستطيع أن يغضبكِ إلا إذا سمحتِ له بذلك.