اختبار الأنوثة يساعدك على معرفة ذاتك وفهم أعمق لنفسك
كثيرا ما نسمع كنساء عن أهمية احتضان طاقتنا الأنثوية، ولكن ما الذي يعنيه ذلك حقا؟ وهل الطاقة الأنثوية في داخل النساء، هي من تصنع وحدها الأنثى الحقيقية؟ إجابة هذه الأسئلة يمكنك الحصول عليها عن طريق اختبار الأنوثة أو بمعنى أدق اختبار تحديد نسبة الأنوثة في طبيعتك الشخصية حيث يمكن لذلك الاختبار أن يساعدك على اكتشاف طبيعتك الفريدة كأنثى، وما تحمله من طاقات وقيم متنوعة، ومختلفة، وأن يشجعك أيضا على أن تصبحي أكثر قدرة على التكيف وتمكينا في مختلف نواحي حياتك.
اختبار الأنوثة يمكنه أن يوجهك أيضا في اتجاه الحصول على فهم أعمق لنفسك، وهو ما قد يجعلك بشكل غير مباشر، أكثر قدرة على فهم الآخرين من حولك، خاصة أقرب المقربين إليك أو الأفراد من دائرتك المقربة، وأكثر قدرة على التفاعل معهم بطريقة صحية وإيجابية، وهو ما قد يجعلك أيضا شريكة حياة أفضل، وصديقة أفضل وشخص أفضل بشكل عام، اتجاه نفسك والآخرين من حولك.
ما هو اختبار الأنوثة؟
إذا يمكن القول إن اختبار تحديد نسبة الأنوثة، قد يكون بداية جديدة للغاية، لكل فتاة ترغب في معرفة المزيد عن طبيعتها الأنثوية المتفردة، ولكن قبل أن تقرري المشاركة في اختبار تحديد نسبة الأنوثة، ستحتاجين أولا إلى معرفة طبيعة هذا الاختبار، ونتائجه المتوقعة، والأنواع المتوفرة من اختبارات تحديد الأنوثة التي يمكنك المشاركة فيها، وأيها يمكن أن يعود عليك بالنفع، وأيها يمكنه أن يأتي بنتائج عكسية، بأن يتسبب مثلا في إعطائك صورة نمطية خاطئة عما يجب أن تكون عليه طبيعة الأنثى الحقيقة، مع الكثير من الافتراضات والتعميمات الخاطئة مثل "صفة قوة الشخصية من الصفات الذكورية" في حين أنها واحدة من الصفات التي تتمتع بها الكثير من النساء، وعادة ما تظهرها النساء بطرق مختلفة ومتنوعة، تعبر عن طبيعتهن الشخصية المتفردة.
اختبار تحديد نسبة الأنوثة ببساطة هو أحد الأنواع الأكثر تخصصا من اختبارات تحديد الشخصية، والمتوفرة على العديد من مواقع اختبارات تحديد الشخصية على شبكة الإنترنت، وتتضمن اختبارات تحديد سلسلة من الأسئلة المتعلقة بالصفات والميول الأنثوية، ويحتوي كل سؤال على نقطة محددة تساعد الخوارزميات المستخدمة في الموقع على تحليل شخصيتك، وتسليط الضوء على ميولك الشخصية، وطبيعة المتفردة كأنثى.
أما عن أنواع اختبار تحديد الأنوثة، وكيف أنها تتضمن أنواع عملية وتعود عليك بالنفع وأخرى غير عملية ولا تعود عليك بالنفع، فيمكن تقسيمها بشكل عام إلى نوعين اختبارات تحديد الأنوثة التقليدية أو الكلاسيكية واختبارات تحديد الأنوثة الأكثر عصرية وحداثة والمبني معظمها على دراسات موثوقة، وهذا يقودنا إلى النقطة التالية.....
اختبارات تحديد الأنوثة التقليدية
اختبارات تحديد الأنوثة التقليدية، تعتمد ببساطة على مجموعة من القيم والصفات التقليدية لما يجب أن تكون عليه الأنثى وفقا للصورة النمطية للأنثى في الوقت الذي ظهرت فيه هذا النوع من الاختبارات للمرة الأولى وهو سبعينيات القرن الماضي، وأشهر هذا النوع من الاختبارات على الإطلاق هو اختبار BSRI أو اختبار دن بيم لتحديد الأدوار الجنسية، وسمى بهذا الاسم نسبة إلى د. ساندرا بيم Sandra Bem (22 يونيو 1944- 20 مايو 2014)، وهي عالمة علم نفس أمريكية اشتهرت بدراستها وعملها الرائد في دراسات أدوار الجنسين والاستقطاب بين الجنسين والقوالب النمطية بين الجنسين، وساهم عملها بشكل غير مباشر في المزيد من فرص العمل المتساوية للنساء في الولايات المتحدة.
د. ساندرا بيم كانت من أوائل علماء النفس الذين قاموا بتصنيف السمات الأنثوية والذكورية في السبعينيات، واستندت على هذا التصنيف في تصميم اختبارها الخاص بتحديد نسبة الأنوثة والذكورة في الشخصية، وفي حين أن عملها كان رائد في ذلك الوقت، إلا أن الطريقة التي استندت عليها في تصنيف السمات الأنثوية والذكورية، لم تكن علمية على الإطلاق حيث أجرت مقابلات مع 100 طالب، وسألتهم عن الصفات المثالية من منظورهم التي تميز الشخصية الأنثوية أو الذكورية، واعتمدت على إجابات هؤلاء الطلاب لتحديد الصفات الأساسية المميزة للشخصية الأنثوية والشخصية الذكورية، وهذه الصفات كانت بالطبع تعكس الصورة النمطية لما يجب أن تكون عليه الشخصية الأنثوية وفقا لقيم المجتمع والحقبة الزمنية التي كان يعيش فيها الطلاب الذين اعتمدت د. بيم في تصنيفها للصفات الأنثوية، على إجاباتهم، بالإضافة إلى حقيقة أنها تعكس آراء شريحة محدودة في المجتمع الأمريكي والتي لا يمكن أن نموذج ممثل للمجتمع الأمريكي ككل، ناهيك عن المجتمعات الأخرى حول العالم والتي لديها هي الأخرى منظورها الخاص والمختلف بعض الشيء عن الصفات الذكورية والأنثوية.
نتيجة لذلك تضمن سيجد المشاركين في اختبار د. بيم لتحديد الأدوار الجنسية أو نسبة الأنوثة والذكورة في الشخصية، وغيرها من اختبارات تحديد نسبة الأنوثة المشابهة، الكثير من الأفكار التي عفا عليها الزمن بشأن الصفات التي تتمتع بها الأنثى الحقيقة والتي لا تدعمها الأبحاث والدراسات العلمية الأكثر حداثة في مجال علم النفس ودراسات أدوار الجنسين والاستقطاب بين الجنسين، ومن بين أبرز عيوب هذا النوع من الاختبارات:
اختبارات تحديد نسبة الأنوثة التقليدية لا تعطي نتائج دقيقة تماما أو مبنية على دراسات علمية لأنها تعتمد بشكل رئيسي على دراسات أدوار وصفات الجنسين في سبعينيات القرن الماضي، ومبنية على مبادئ تمثل تلك الحقبة الزمنية في المجتمعات الغربية على وجه التحديد، ومن ثم فإن نتائجها قد لا تساعد بشكل كبير على الحصول على فهم أعمق للذات.
اختبارات تحديد نسبة الأنوثة التقليدية تتضمن الكثير من القيود المتعلقة بطبيعة الأدوار الجنسية والصفات المميزة للجنسيين، في حين أن المجتمعات المتقدمة لم تعد مقيدة بهذا النوع من القوالب النمطية، وهذا سبب آخر يجعل هذا النوع من الاختبارات غير عملي في القرن الحادي والعشرين، على سبيل المثال، حب الشعر والفنون مثل الرسم والموسيقى من الصفات المميزة للشخصية الأنثوية من وجهة نظر هذا النوع من الاختبارات في حين أن غالبية الشعراء والفنانين الأكثر شهرة في العصر الحالي (وعلى مر التاريخ أيضا)، كانوا من الرجال.
اختبارات تحديد نسبة الأنوثة التقليدية قد تتضمن بعض المفاهيم القوالب النمطية المقلقة أو حتى المهينة وفقا للقيم المميزة للمجتمعات الأكثر تقدما وحداثة، على سبيل المثال قد يجد المشاركين في هذا النوع من الاختبارات أسئلة مثل هل تفضلين قضاء معظم الوقت في الاسترخاء وسماع الموسيقى في المنزل أم في خارج المنزل لممارسة الرياضة مثلا؟ وإذا أجبت بنعم على هذا النوع من الأسئلة فإن نتيجة الاختبار ستشير إلى أنك أكثر أنوثة والعكس صحيح، هناك أيضا بعض الأسئلة التي قد تشير نتائجها إلى أن أشياء مثل وضع الحياة المهنية كأولوية حياتية صفة ذكورية وهو تصنيف غير عادل بعض الشيء، فهو يتجاهل الملايين من النساء الذكيات والمجدات في عملهن واللاتي يعتبرن استقرار حياتهن المهنية جزء أساسي من واجبهن للمساهمة في رعاية وحماية رفاهية أسرهن.
اختبارات تحديد نسبة الأنوثة الأكثر حداثة
أما اختبارا الأنوثة الأكثر حداثة فهي تتضمن هي الأخرى أسئلة متعلقة بالصفات المميزة للشخصية الأنثوية ولكن من منظور أكثر حداثة وأكثر اعتمادا على الدراسات العلمية الحديثة المتعلقة بالأدوار الجنسية، ولكن الأهم من ذلك إن إجابات هذه الأسئلة تقود إلى نتائج مختلفة تماما عن اختبارات تحديد نسبة الأنوثة التقليدية، فهي لا تروج للصورة النمطية التقليدية للشخصية الأنثوية، ولن تخبرك بشكل غير مباشر أنك تحتاجين للقيام بعدة تغيرات في حياتك (مثل تبني بعض الهوايات الجديدة والتخلي بعض الهوايات والميول الشخصية) حتى تصبحي أكثر أنوثة، وإنما تهدف فقط إلى مساعدتك على معرفة المزيد حول ميولك وقيمك وقناعاتك الشخصية، وطريقتك الفريدة والمميزة في التعبير عن طبيعتك كأنثى، دون التقيد بقوالب أو صور نمطية محددة.
اختبارات تحديد نسبة الأنوثة الأكثر حداثة، يمكنها أيضا أن تسلط الضوء على منظورك أو اعتقادك الشخصي بشأن ما يجب أن تكون عليه الشخصية الأنثوية، وما إذا كان المنظور مقيد بقوالب أو صور نمطية محددة أم أكثر انفتاحا وحداثة أم يميل إلى التوازن ويأخذ الأفضل من كلا الاتجاهين، ويتلافى عيوب كل منهما.
نتائج الاختبار المتوقعة للمشاركين في اختبارات تحديد نسبة الأنوثة الأكثر حداثة
اختبارات تحديد نسبة الأنوثة الأكثر حداثة لن تقوم بتصنيفك بناء على هواياتك وشغفك، على أنك أكثر أنوثة أو غير ذلك، كما ذكرنا من قبل، وبدلاً من ذلك، ستجعلك تدركين سماتك الشخصية المميزة كأنثى، وما إذا كان لديك معتقدات نمطية أو حتى أكثر تحررا ونسوية، فيما يتعلق بالسمات المميزة للشخصية الأنثوية، لذلك يمكنك أن تتوقعي واحدة من الثلاث نتائج التالية إذا ما شاركت في أحد أنواع اختبارات تحديد نسبة الأنوثة الأكثر حداثة:
-
شخصية أنثوية نسوية
إذا أشارت نتائج اختبارك أنك تتمتعين بشخصية أنثوية نسوية فأنت من النوع الذي يميل بشكل كبير إلى تقييم نجاحك كأنثى بمدى نجاحك في حياتك المهنية والأكاديمية، ومدى قدرتك على تحقيق استقلالك المالي، أنت من النوع الذي يثمن جهود تمكين المرأة، ويرى أن المرأة قادرة على تحقيق النجاح في مختلف مجالات العمل، وعلى رأسها مجالات العمل التي قد تصنف بأنها ذكورية أو يطغى عليها الرجل، أنت تتمتعين بشخصية قوية وطموحة، وترحبين بالنماذج النسائية التي تظهر نجاح وتفوق النساء في مختلف المجالات لكن معاييرك الشخصية المتعلقة بما يجب أن تكون عليه الشخصية الأنثوية العصرية الناجحة، غالبا ما تتجاهل نماذج نسائية أخرى مثيرة للإعجاب، وتستحق بكل تأكيد أن توصف بالنجاح، وتحظى بالكثير من الاحترام والتقدير في المجتمعات التقليدية المحافظة.
-
شخصية أنثوية نمطية
إذا أشارت نتائج اختبارك إلى أنك تتمتعين بشخصية أنثوية نمطية أو تقليدية، فأنت من النوع الذي غالبا ما يصفه من حوله بأنه بالغ الرقة والأنوثة، والذي غالبا ما يجعل الكثيرين من حوله يميل إلى رعايته وحمايته، أنت من النوع الذي يؤمن بشدة أنه يجب الثناء على المرأة لجمالها وسحرها، وغالبا ما تعتقدين أيضا أن الرجل يجب أن يعتني باحتياجات المرأة ورفاهيتها، ولكن هذا قد يجعلك تجدين صعوبة حقيقية في التعامل مع التحديات والأزمات التي قد تواجهك في رحلة الحياة بمفردك، وقد يتسبب ذلك في تورطك في علاقة أحادية الجانب وسامة مع شريك الحياة، يكون أحد الطرفين خادما مطيعا ومعتمد بشكل كلي على الشريك والآخر متلقيا فقط.
-
شخصية أنثوية متوازنة
إذا أشارت نتائج اختبارك إلى أنك تتمتعين بشخصية أنثوية متوازنة، فتهانينا، لقد حصلت على الأفضل من العالمين، عالم الشخصية الأنثوية النسوية والشخصية الأنثوية النمطية، وتلافيت في الوقت ذاته عيوب كل منهما، فأنت تؤمن بالمساواة، وأهمية حماية حقوق المرأة، ولن تقعي في فخ الأساطير والمعتقدات النمطية العتيقة المتعلقة بما يجب أن تكون عليه الشخصية الأنثوية، وفي الوقت ذاته، لست مقيدة بمعايير نجاح المرأة من منظور نسوي متحيز اتجاه أفكاره ومعتقداته الخاصة، أمثالك لا يقيدون أنفسهم أو يقيموا أنفسهم والآخرين وفقا لمعايير محددة أو منظور ضيق، فهو يعي جيدا قدرته ومهاراته الشخصية، ويقيم نجاحه وفقا لقيمه ومعتقداته الخاصة ويشجع النساء الأخريات على القيام بالمثل، والتعبير عن شخصيتهم الأنثوية المتفردة.
أشياء يجب أن تتوفر في اختبارات تحديد نسبة الأنوثة
بعد أن تعرفنا على النوعين الرئيسيين من اختبارات تحديد نسبة الأنوثة، بقي أن نعرف أهم الشروط التي يجب أن تتوفر في اختبارات تحديد نسبة الأنوثة التي يمكنك المشاركة فيها، مهما اختلفت أنواعها، وتتضمن هذه الشروط ما يلي:
- سهلة الاستخدام وسريعة النتائج بحيث لا تستهلك الكثير من الوقت للإجابة على الأسئلة والحصول على النتائج.
- موثوقة وتحترم سياسة الخصوصية بحيث لا تستخدم نتائج اختبارك أو تقوم ببيعها، وأن تكون نتائج اختبارك مرئية ومتاحة لك فقط وأن يتم إزالتها بمجرد مغادرتك الموقع.
- لا تقوم بسرقة بياتك الشخصية (مثل رقم بطاقة الائتمان-في حالة الاختبارات الشخصية المدفوعة غير المجانية، ورقم الهاتف والاسم وعنوان البريد الإلكتروني وما إلى ذلك)، سواء كان ذلك بسرقتها إلكترونيا وبطريقة غير ملحوظة لغير المتخصصين أو بالتحايل بطلب مثلا إدخال بعض البيانات الشخصية على الموقع الذي يجرى عليه الاختبار قبل البدء في إجراء الاختبار.
- يفضل أيضا أن يكون الاختبار مجاني تماما، ويتيح للمستخدم حرية الوصول إلى أسئلة الاختبار ونتائجه دون مقابل.