التواصل التفاعلي جسر عبور لتحسين العلاقات الشخصية والمهنية مدى الحياة
التواصل التفاعلي له أهمية كبيرة في حياتنا الشخصية والعملية. فهو يُساهم في بناء علاقات صحية ومتينة مع الآخرين، كما يمكننا من التواصل بشكل فعّال وتحقيق تفاهم أفضل في العديد من الجوانب في الحياة.
فمن خلال التواصل التفاعلي الاتصال الشخصي الفعّال؛ يمكننا التعبير عن أفكارنا وآراءنا بوضوح، وتبادل المعلومات والمعرفة مع الآخرين. كما يمكننا من التفاعل والتعاون مع الفرق والزملاء في العمل، وبناء علاقات مهنية ناجحة. بالإضافة إلى ذلك، يساهم التواصل التفاعلي في تحقيق التواصل العاطفي والقدرة على فهم مشاعر الآخرين والتعاطف معهم.
عمومًا، من الأمور المهمة في التواصل التفاعلي هو تطوير مهارات الاستماع والثبات الانفعالي، حيث يمكننا من الاستماع بشكل فعّال،وتحليل المعلومات المقدمة لنا من دون تحيز والتعامل مع الردود العاطفية بشكل هادئ ومركز. كما يتطلب الثقة بالنفس وقدرة على تحمل النقد واختيار نبرة الصوت المناسبة للتعبير عن أفكارنا ومشاعرنا بوضوح.
وبما أن التواصل التفاعلي هو أداة قوية لتحسين العلاقات الشخصية والمهنية، وتحقيق تواصل فعّال ومثمر مع الآخرين. لذا دعينا نقدم لكِ عبر موقع "هي" المعايير والقواعد التي ستُساهم في تطوير التواصل التفاعلي مع الآخرين، لتعزيز حياتك ونجاحاتكِ في المجمل العام؛ بناءً على توصيات خبيرة تطوير الذات الدكتورة هبة محمد من القاهرة.
التواصل التفاعلي مرتبط بالمهارات اللغوية وغير اللغوية
وبحسب دكتورة هبة، يتألف الاتصال الشخصي الفعّال أو التواصل التفاعلي من مجموعة من المهارات اللغوية وغير اللغوية التي تُسهم في تحقيق تواصل فعّال وفعّال مع الآخرين. المهارات اللغوية تشمل استخدام كلمات مناسبة وأنسجة الجمل بطريقة توضح الرسالة المراد إيصالها. يجب أن تكون الرسالة واضحة ومفهومة للآخرين، مع التركيز على استخدام لغة ملائمة ومناسبة للسياق.
بالإضافة إلى المهارات اللغوية، هناك المهارات غير اللغوية، والتي تُسهم في تحقيق تواصل فعّال. تشمل هذه المهارات التواصل الجسدي، وتفهم لغة الجسد، والتعابير الوجهية والملامح البصرية. يمكن أن تنقل هذه المهارات المشاعر والمعاني بوضوح وتعزز الفهم المتبادل بين الأفراد.
الجدير بالذكر، أن المهارات اللغوية وغير اللغوية تعتبر أدوات حاسمة في تحسين جودة التواصل التفاعلي والتأثير بشكل فعال في الآخرين. لذا لا يمكننا إغفال أهمية تطوير هذه المهارات لتحقيق تواصل فعّال وفعّال. يجب علينا العمل على تحسين مهاراتنا اللغوية من خلال ممارسة الكتابة والقراءة وتوسيع مفرداتنا. كما يتطلب تطوير مهاراتنا غير اللغوية التفهم الجيد لتفاصيل التواصل الجسدي وتركيزنا على التفاصيل البصرية والملامح الوجهية للآخرين.
التواصل التفاعلي أساسه هذه المعايير
وتابعت دكتورة هبة، من أجل تحسين جودة التواصل التفاعلي لدينا جميعًا؛ يجب الأخذ بعين الاعتبار المعايير التالية:
الثبات الانفعالي
هو مفتاح هام في تطوير مهارات الاتصال الشخصي الفعًال. عندما نواجه مواقف صعبة أو نتعرض لانتقادات، فإنه يُمكن أن يساعدنا في التحكم في ردودنا العاطفية وتنظيمها بشكل مناسب؛ وتحسين نوعية التفاعلات الشخصية والتواصل بطريقة محترفة ومتوازنة.
الثقة بالنفس
هي جوهر التواصل الشخصي الفعّال، حيث تلعب دورًا حاسمًا في بناء العلاقات القوية والناجحة. عندما يكون لدينا ثقة بأنفسنا وقدراتنا، يمكننا التفاعل بثقة واحترام مع الآخرين. يجب أن نؤمن بقدرتنا على التواصل والتأثير بشكل إيجابي، وأن نعتقد أن آراءنا وأفكارنا لها قيمة وتأثير على الآخرين.
تقبل النقد
هو مفتاح أساسي للنمو الشخصي والتحسين المستمر. عندما نتعرض للنقد، قد نشعر بالدفاع أو الاستياء، ولكن بدلًا من ذلك يجب أن نتعامل معه بذكاء وفهم. إن استقبال النقد بعقل مفتوح وروح بناءة يُمكن أن يساهم في تحسين قدراتنا وأداءنا في الاتصال الشخصي.
اختيار نبرة الصوت المناسبة
يعتبر جزءًا هامًا في التواصل التفاعلي. فعند التحدث بصوت واضح ومفهوم، يسهل على الآخرين فهم رسالتنا وتوصيل الفكرة بشكل صحيح. ينبغي أن نولي اهتمامًا خاصًا لنبرة الصوت التي نستخدمها في التواصل، حيث يمكن للنبرة المناسبة أن تعبر عن مشاعرنا ورسالتنا بشكل أفضل. وعند اختيار نبرة الصوت، ينبغي أن نأخذ في الاعتبار السياق والهدف من التواصل. في بعض الحالات، قد نحتاج إلى استخدام نبرة صوت قوية وقاطعة للتعبير عن رأينا بوضوح. وفي حالات أخرى، قد نحتاج إلى نبرة صوت هادئة ومهدئة لتهدئة الأوضاع أو إظهار تعاطفنا. يجب أن نتعلم التحكم في نبرة أصواتنا وتغييرها حسب الحاجة لضمان التواصل الفعال وفهم الرسالة بشكل صحيح.
التعاطف والاحترام
يعتبر من العناصر الأساسية للاتصال الشخصي الفعّال وبناء العلاقات القوية مع الآخرين. من خلال التعبير عن التعاطف، نظهر للآخرين أننا نهتم بمشاعرهم ونتفهم تحدياتهم وصعوباتهم. إذ يُعزز بناء جسور التفاهم والتعاون؛ بالإضافة إلى ذلك، الاحترام هو عنصر أساسي في بناء العلاقات الشخصية القوية. عندما نحترم الآخرين، نقدر آرائهم وتجاربهم ونعاملهم بلطف واحترام. يساهم الاحترام في إنشاء بيئة إيجابية ومريحة للتواصل، حيث يشعر الجميع بأهميتهم وقيمتهم.
تحسين الثقافة العامة
تُعدّ أمرًا مهمًا في تنمية العقل، وتطوير المهارات الشخصية والاجتماعية. من خلال زيادة معرفتنا وفهمنا لمختلف المجالات والمواضيع، يمكننا أن نصبح أشخاصًا أكثر ثقة واطلاعًا. كذلك سيُساهم في توسيع آفاقنا وفهمنا للعالم من حولنا، وذلك من خلال عدة مصادر، مثل: "القراءة والاستماع إلى البرامج التعليمية، وحضور المحاضرات، وزيارة المتاحف، ومشاهدة الأفلام، والاستكشاف الذاتي. لذا يجب أن نسعى جاهدين للتعلم والتحسين دائمًا، والاستفادة من كل فرصة تعليمية تأتي في طريقنا.
تعلم اللغات الجديدة
هو أحد العوامل الرئيسية لتوسيع دائرة التعاون الدولي والتواصل العالمي. من خلال اكتساب مهارات جديدة في اللغات، يمكن للأفراد التواصل مع أشخاص من مختلف الثقافات والخلفيات. بغض النظر عن اللغة التي يتعلمونها، سيكون لديهم القدرة على فهم والتفاعل مع الآخرين على مستوى عميق وشامل؛ كذلك تحسين الثقة بالنفس وتوسيعالثقافة المتعددة؛ ن خلال الاستكشاف والتعلم عن ثقافات جديدة، يمكن للأفراد أن يتحولوا إلى مواطنين عالميين أكثر تفهمًا واحترامًا. كما يمنحهم ذلك الفرصة للتفاعل بشكل أفضل مع العالم من حولهم وبناء جسور التواصل والتعاون بين الشعوب والثقافات المختلفة.
كذلك بغض النظر عن السن أو الخلفية التعليمية، يمكن للجميع أن يستفيدوا من تعلم اللغات الجديدة. هناك العديد من الموارد والأدوات المتاحة لتعلم اللغات، سواء عبر الإنترنت أو من خلال الدروس الخصوصية أو مجموعات الدراسة. يجب على الأفراد أن يختاروا النهج الذي يناسبهم أفضل وأن يستمروا في الممارسة والتعلم المستمر لتحقيق النجاح في تعلم اللغات الجديدة
التواصل التفاعلي يُمكن تحّسينه بهذه القواعد
أوضحت دكتورة هبة، أن الأمر المميز في الاتصال أنّه مهارة شخصية قابلة للتعلم والتحسين؛ ولتعزيز مهارات التواصل التفاعلي لديكِ؛ اتبعي القواعد التالية:
القاعدة الرئيسية الأولى
استمعِ ثمّ استمعِ ثمّ استمعِ. يرغب الناس بأنّ ينصت إليهم، لذا كوني مستمعة جيدة، واطلبي التوضيح في حال عدم الفهم. إذ يساعدكِ ذلك على تجنب الرد الخاطئ؛ كذلك يجب أن تُشعّري المتحدث بأنّه أهم إنسان في حياتكِ في تلك اللحظة، ولا تجعليه يشعر بالتجاهل عبر قيامك بأمر آخر خلال حديثه، مثل: "إرسال رسالة، أو الرد على مكالمة أو تحول نظرك خلال حديثه وغيرها".
القاعدة الثانية
لا تستخدمي أساليب التواصل غير الرسمية، أو الاختصارات عندما تخاطبيجهة رسمية أو مديرك أو أشخاص جددّ. تلك الأمور مقبولة بين الأصدقاء؛ لكنها قد تُظهر عدم احترام مع الآخرين، وقد لا يفهم المتلقي الاختصار والحديث مما يجعلك تقعين في سوء الفهم.
القاعدة الثالثة
اهتمي بلغة جسدك الطبيعية خلال الاتصال المباشر في الاجتماعات، والمؤتمرات الشخصية، والافتراضية، مع المحافظة على الاتصال البصري لإظهار الاهتمام، فهي تساعد في إيصال الأفكار ولها دور في طريقة تفسير كلام المتحدث فهي تحمل دلالات كبيرة.
القاعدة الرابعة
أعطي 5 ثواني للتحقق من كل حرف في رسائلك قبل الضغط على إرسال للتأكد من أنّها توصل الرسالة المقصودة، وخالية من الأخطاء. يُمكنكِ الاستعانة بالمدقق الإملائي لإنقاذ الموقف.
القاعدة الخامسة
اختصري دائمًا في حديثك أيًا كان كتابيًا أو شفهيًا، لكن كوني محددة، وهذا يعني تقديم ما يكفي من معلومات ليكون الشخص الآخر قادر على معرفة، وفهم الهدف من رسالتكِ وما تحاولين إيصاله منها. علماً أن بعض الحالات تفرض تغيير طريقة الاتصال؛ فقد يرسل لكِ شخصًا بريدًا إلكترونيًا لكن قد لا يفي ذلك بغرضك بالرد عليه، لذا لا تترددي في التقاط هاتفك والتواصل معه لإيصال ما تريدين قوله شفهيًا بوضوح.
القاعدة السادسة
فكري مليًا قبل الكلام، لا تقولي كل ما يتبادر إلى ذهنك. أولًا توقفي للحظة، وفكري بما ترغبين في قوله، وكيف تريدين إيصال الفكرة؛ إذ يساهم ذلك في إيصال رسائل مباشرة وموجزة أكثر.
القاعدة السابعة
لا تستخفي بحديث أي شخص، وعامليه باحترام، وتعاملي مع الجميع بمساواة خلال الاتصالات.
القاعدة الثامنة
حافظي على ابتسامتكِ، ومعاملتكِ الجيدة، وموقفكِ الإيجابي عند حديثك؛ كي تنالي نفس النوع من الاستجابة من الآخرين.
وأخيرًا، إتقان معايير وقواعد التواصل التفاعلي ليس أمرًا سهلًا؛ وقد يستغرق الكثير من الوقت، لكن ذلك لا يعني الاستسلام والتأقلم مع طرق الاتصال السيئة التي تمتلكينها، لذا اجتهدي، وعززي من فرص نجاحكِ المهني والشخصي باتباعكِ القواعد السالفة الذكر كأسلوب حياة.