مثمرة وحصادها الرضا الذاتي وتحقيق السلام النفسي .. العلاقة بين تطوير الذات والصحة النفسية
ينصب تطوير الذات على تعزيز مجموعة متنوعة من المجالات التي تهدف إلى تحسين الجوانب الشخصية والمهنية للفرد؛ ويظهر ذلك جليًا في التعليم المستمر، وتحسين المهارات الشخصية، وتعزيز المهارات لامتلاك القدرة على تحديد الأهداف بوعي كامل وتحقيقها، وكذلك تعليم كيفية إدارة الوقت، والاستثمار فيه بشكل نافع. والتعليم المستمر باعتباره أحد أهم المقومات التي تعزز من تطوير الذات.
كما يعمد تطوير الذات إلى تحسين العادات الصحية مثل ممارسة الرياضة، التغذية السليمة، والحصول على قسط كافٍ من النوم فضلًا عن دوره الكبير في تحقيق الاستقلالية وتعزيز القدرة على مواجهة الحياة بمختلف مواقفها من خلال تعزيز التفكير الإيجابي والحث على التفاؤل. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن على يؤثر كل ما سبق على الصحة النفسية للفرد؟
بالتأكيد يؤثر تطوير الذات في الصحة النفسية لأنها يهدف إلى ارتقاء الذات وحصول النفس على ما يليق بها خلال مراحل حياتها المختلف، ولأنه يرتبط بتحقيق نجاحات متميزة من الطبيعي أن تعزز من الصحة النفسية للفرد، ولذلك توجد علاقة قوية بين تطوير الذات والصحة النفسية.
ما هي العلاقة بين تطوير الذات والصحة النفسية؟
بحسب الخبراء المختصين تعتبر العلاقة بين تطوير الذات والصحة النفسية علاقة مثمرة ومتجددة، وذلك بسبب النتائج التي تترتب على الجهود المبذوله في تطوير الذات والتي تتمثل في تحقيق مكاسب عديدة للفرد من أهمها ما يلي:
- تحسين الصحة النفسية وتحقيق سعادة الفرد بنجاحاته وتقدمه.
- التعامل مع تحديات بفاعلية ما يحقق الرضا ومن ثم تحقيق التوازن النفسي.
- يقوم تطوير الذات على تعزيز مسارات الثقة بالنفس وهذه نقطة هامة ومؤثرة في تعزيز الصحة النفسية.
- تعزيز التفكير الإيجابي وتعزيز القدرة على التفاؤل والمضي قدمًا في مسيرة الحياة بأمل وحياة.
كيف يمكن تعزيز الصحة النفسية من خلال تطوير الذات؟
كما أوضحنا أعلاه توجد علاقة كبيرة بين الصحة النفسية وتطوير الذات، إليكِ بعض الطرق التي يمكن أن تساهم في تحسين الصحة النفسية من خلال تطوير الذات:
زيادة الثقة بالنفس
إن تحقيق الأهداف الشخصية وتعلم مهارات جديدة واكتساب خبرات ذاتية إيجابية يعزز من الثقة بالنفس ومن ثم تعزيز الصحة النفسية لأن الثقة بالنفس ستؤدي إلى الشعور بالهدوء والراحة من خلال التغلب على مشاعر القلق التي تترتب على ضعف الثقة وانعدام الكفاءة.
تحقيق الشعور بالسعادة
ما إن تتحقق الأهداف وتزيد الانجازات بتحقق مثمر وفعال إلا ويشعر صاحبها بالسعادة الأمر الذي يكون له تأثير إيجابي على المزاج وتحقيق الشعور بالرضا عن الذات.
تحسين العلاقات الاجتماعية
يضمن تطوير الذات تحسين مهارات التواصل والتعامل مع الآخرين ومن ثم تعزيز العلاقات الاجتماعية، والمساهمة في تحقيقها، وتوافر الدعم الاجتماعي في حياة الفرد. وهذه نتيجة هامة تؤثر بشكل إيجابي ومثمر في تعزيز الصحة النفسية.
تقليل التوتر والضغوط العصبية
يعمد تطوير الذات إلى تعلم استراتيجيات جديدة للتعامل مع المشكلات وتطوير مهارات إدارة الوقت، ولذلك يمكن للشخص تقليل مستويات التوتر والضغوط اليومية بما يساهم في حماية الصحة النفسية له محققًا سلامًا نفسيًا عميقًا.
تحقيق التوازن بين العمل والحياة الخاصة
يساهم تطوير الذات في تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، مما يساهم في تعزيز الرفاهية النفسية والتأثير إيجابًا على الصحة النفسية.
تعزيز التفكير الإيجابي
يساهم تعزيز التفكير الإيجابي وخصوصًا مهارات التأمل في تحسين المزاج وتقليل مستويات القلق.ولذلك تصبح الصحة النفسية أكثر استقرارًا.
تعزيز المرونة النفسية
يساهم التعلم والتطور الشخصي في بناء القدرة على التعامل مع التحديات والضغوط بطرق أكثر فعالية، مما يعزز المرونة النفسية.
النجاح والتميز الذاتي
يساهم النجاح في تعزيز مشاعر جميلة داخل النفس مثل الافتخار بها، والرضا عنها ومن ثم تجنب الوقوع في الأخطاء التي تحول بين النجاح والتميز وتحقيق مكاسب للصحة النفسية.
وختامًا لا يمكن الاستهانة أبدًا بالعلاقة بين تطوير الذات والصحة النفسية لأنها علاقة مثمرة للغاية تظهر تأثيراتها بوضوح في حياة الفرد الخاصة والعملية، وتحقق إزدهاراً كبيرًا في جميع الأصعدة ومن جميع النواحي الصحية سواء جسدية أو نفسية، خصوصًا وأن تطوير الذات يعمق من كثير من المشاعر الإيجابية الإنسانية التي من أهمها تعزيز الشعور بالسعادة والإيجابية، مما يساهم في تحسين الصحة النفسية بشكل ملحوظ.
مع تمنياتي للجميع التمتع بالتأثيرات النفسية لتطوير الذات مدى الحياة،،،
والآن .. يُسعدنا أن تشاركونا الرأي هل يمكن للصحة النفسية أن تتحسن من خلال تطوير الذات؟