تخطّي شعوركِ بالإحباط الوظيفي وحوّليه إلى طاقة إيجابية باتباع هذه الإرشادات والطرق الفعالة
غالبًا قد يظهر الإحباط الوظيفي في عدة صور منها "الإحساس بالقهر ونوبات حدّة المزاج، والتصريح بأقوال تنم عن اليأس، أو الصمت و اللامبالاة، التسيب والتهرب من العمل".
وبالتالي الإحباط الوظيفي هو عبارة حالة نفسية تصيب الموظفة عندما تواجه معوقات تحول دون تحقيق رغباتها وتطلعاتها الوظيفية. فكلما وجدت الموظفة لذلك سبيلًا، سينتابها حالات متنوعة مجسدة في "عدم الحرص على الحضور المبكر، وعدم التواجد معظم فترة العمل، كذلك الانصراف المبكر، وقلة المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، و انعدام أو ضعف روح المبادرة والرتابة، وعدم التفكير في التطوير للذات والعمل، والعزوف عن التنمية المهنية في المجمل العام".
ولمزيد من المعلومات عن الإحباط الوظيفي وكيفية مواجهته وتحويله إلى طاقة إيجابية؛ تتبعّي السطور القادمة عبر موقع "هي" للاستفادة من توصيات استشاري التنمية الشرية الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.
أسباب الشعور بالإحباط الوظيفي
وبحسب دكتور مصطفى، هناك أسباب كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر:
- غياب التقدير المعنوي (Moral Appreciation) لدى الموظفين من قبل المسؤول، فكثير من الموظفين تحملوا الصعاب من الجهد والوقت في مسيرته العلمية والعملية خلال سنوات طوال، ومع ذلك يواجهون بالتهميش وسوء التقدير، ويتعرضون لتيار بعض النظم العقيمة التي تؤدي إلى عدم الإبداع (Creativity)، بل ويترك العنان لبعض الإداريين أن يتسلطوا على الموظفين ويتحكموا في مستقبلهم الوظيفي، ويصادروا أدوات نجاحهم، ويعاملونهم معاملة لا توفيهم حقهم من الاحترام والتقدير والثناء، ويحرمونهم من الحوافز الوظيفية التي يستحقون.
- وجود بعض أعداء النجاح ممّن ألفوا تعطيل الهمم والوشاية بأصحاب الكفاءات، وتواطئهم على محاولة هدم نجاحاتهم لعجزهم عن مواكبة همتهم العالية؛ ولا شك أن تقدير واحترام جميع العاملين والموظفين في أي مجتمع ينم عن سمو أخلاق أفراده وتحضر سلوكهم الاجتماعي.
مصادر الإحباط الوظيفي
وتابع دكتور مصطفى، هناكنوعان من مصادر الإحباط الوظيفي:
النوع الأول: مصادر داخلية Internal Sources
لا يمتلك الموظف قدرات عالية، بل يتسم بضعف روح المبادرة Initiative Spirit وضعف الخبرة وقلة الاحتكاك بالآخرين.
النوع الثاني: مصادر خارجية external Sources
تتمثل في عدم إتاحة الفرصة للموظف لإبراز ذاته؛ وخصوصًا إذا كان الموظف من المبدعين.
طرق فعالة للتغلب على الإحباط الوظيفي
ووفقًا للدكتور مصطفى،من أهم طرق التعامل مع مشاعر الإحباط في بيئة العمل والتغلب عليها، وذلك على النحو التالي:
ابحثى عن سبب المشكلة
إذا شعرت بالإحباط، حاولي أن تفكري وتبحثي عن سبب ذلك الشعور: "هل أنتِ مرهقة؟، هل تعاني من الإجهاد المزمن؟، هل تلقيتي ملاحظة أوتنبيهًاٍ من زميلك أو مديرك؟، هل تجدي صعوبة في التحكم بضغوطات العمل؟.
عمومًا، معرفة سبب شعوركِ بالإحباط وفهمه جيدًا هو الخطوة الأولى للحل، ويساعدكِ كثيرًا على إدراك ما عليكِ القيام به بعد ذلك.
ابحثي عن معنى
لنأخذ لحظة ونفكر بالأجزاء التي تعتقدين أنها ذات معنى في وظيفتكِ، أو أنها مثيرة للاهتمام. فكّري في المهام التي تجعلكِ تشعرين بالحماس والسعادة عند إنجازها؛ تلك التي تُضيف قيمة للشركة، وتساهم في تحقيق مهمتها. كذلك فكري في الفوائد التي يعود بها عملك على الآخرين، والتأثير الإيجابي الذي ينعكس على قضية أنتِ مهتمة بها، والذي يساهم في تمهيد الطريق للأجيال القادمة أو في تغيير حياة أشخاص. علاوة على ذلك، فكّري في الأسباب التي جعلتكِ تختاري هذه المهنة بالذات، ولماذا حاربت كل هذا الوقت؟.
تحدثي عن مشكلتكِ
قد يفيدك أن تسمعي وتعرفي رأي صديق أو فرد من عائلتكِ؛ لذا تحدثي مع صديقتكِ المقربة أو زميلك مثلًا، واطلبي منهم رأيهم بمشكلتك بصراحة وموضوعية، فقد تحصلي نتيجة ذلك على رؤية مختلفة لمشكلتك، ما يساعدك على تخفيف مشاعر الإحباط لديكِ.
تحدثي مع مديركِ في العمل
قد تجدين نفسكِ مستعدة للتحدث مع مديرك عن أسباب شعوركِ بالإحباط في بيئة العمل وعدم رضاكِ؛ وهنا عليكِ تحديد ظروفك، والتحديات التي تعتقدين أنها السبب الحقيقي وراء إحباطكِ، إضافةً إلى ذكر الإيجابيات والأمور الجيدة، وحاولي أيضًا اقتراح حلول من وجهة نظركِ مناسبة.
اعملي ضمن حدود طاقتكِ
إذا عملتِ لوقت متأخر في يومكِ، أو قمتِ بتفويت وجبة الغداء، أو تناولت كمية كبيرة من الطعام دفعة واحدة، قد يزيد ذلك مشاعر التوتر. إن التوتر ضمن مكان العمل يجعلك تشعر بالإحباط تجاه نفسكِ، ويزيد من عبء العمل عليكِ وعلى زملائك؛ وهنا من الأفضل أن تقومي بتنظيم ساعات عملك، وأن تدركي مدى طاقتكِ بكل واقعية في حال رغبتِ بإنجاز أي مهام إضافية؛ لأن ذلك يمكن أن يساعدكي على تحسين أدائكِ، وزيادة تركيزكِ من دون أن تشعري بالإرهاق والتعب والإحباط.
عززّي التواصل الاجتماعي مع زملائكِ
حاولي أن تعززي حياتكِ الاجتماعية خارج نطاق عملكِ، وخاصةً مع زملائك، لأن ذلك يجعل العمل أكثر متعة ويساعدك على الشعور براحة وهدوء في التعامل مع زملائك ويخفف أي شعور بالتوتر والإحباط في مكان عملك.
إرشادات مهمة لتحويل الإحباط الوظيفي إلى طاقة إيجابية
أما بالنسبة عن كيفية تحويل الإحباط الوظيفي إلى طاقة إيجابية؛ فينصحك دكتور مصطفى باتباع الإرشادات التالية:
تحدّي نفسكِ
لا شك أنكِ اكتسبت الكثير من المعرفة والخبرة خلال مسيرتك المهنية، وأنتِ الآن تجيدين عملكِ بشكل لا مثيل له، مما يجعلك ذو قيمة كبيرة بالنسبة لمديرك، ولكن قد يؤدي ذلك أيضًا إلى شعورك بالملل وعدم الرضا في بعض الأحيان. ومما لا شك فيه أنه كلما كان العمل مثيرًا للاهتمام، كلما زادت نسبة رضا الموظف. ولتخطي شعوركِ بعدم الرضا والملل، ابحثي عن تحديات جديدة لإضافتها إلى روتينكِ اليومي. يمكنكِ مثلًا التطوع للعمل على مشاريع ومهام قد لا تشعرين بالراحة عادةً عند أدائها، أو تحمّل مسؤوليات جديدة لصقل مهاراتك.
ضعّي أهدافًا محددة
في حال كنتِ تمرين بفترة إحباط، من المهم أن تأخذي قسطًا من الراحة لتقييم وضعكِ وموقفكِ الحالي، وأين ترغبين في أن تكوني بعد مدّة من الوقت، وكم ستحتاجين لتصلين إلى المكان الذي ترغبين في أن تكوني فيه. من المهم أن تحددي أهدافًا واقعية وذكية، ولكن تجنبي توقُع الكثير من نفسكِ كي لا تشعري بالإحباط وعدم الرضا عندما لا تحققي الأهداف التي تحدديها. كما عليكِ التحلّي بالصبر، وعدم فقدان الأمل عندما تسيري في طريق تحقيق هذه الأهداف، فخطوات بطيئة ولكن واثقة أفضل من خطوات سريعة وغير محسوبة.
ابحثّي عن مصدر إلهام
إذا كنتِ تشعرين بأنك لا تمتلكي أي مصدر إلهام يدفعكِ لأداء عملكِ؛ فالآن حان وقت إيجاد مصدر إلهام حقيقي لكِ. يمكنك قراءة مقالات تتحدث عن قصص نجاح مُلهمة لأشخاص مروا بتجارب قريبة من تجربتك. ومن الأمور الأُخرى التي يمكنك تجربتها هي أن تبحثي عن مرشد أو مرشدة، بهذه الطريقة ستتمكنين من بناء علاقة قوية مع شخص يقدم لكِ المساعدة، ويدعم مسيرتكِ المهنية؛ حيث يمكن لمرشدكش تقديم نصائح حول القرارات المتعلقة بمسيرتك المهنية.
تفاءّلي ولا تفقدّي الأمل
كي تحسني حالتكِ المزاجية؛ حاولي أن تتفاءلي ولا تقطعي الأمل، واستمتعي بوقتكِ واصنعي سعادتكِ بنفسكِ. إن ملء وقتكِ بشكل منتظم ومفيد يمكنه أن يساعدكي على تخفيف الأفكار المحبطة والكئيبة.
ركّزي على مهاراتكِ، واعملي على تنميتها
تذكّري أنكِ قُبلت في مكان عملك بسبب مهارات وقدرات محددة موجودة لديكِ، فإذا أصبحتِ تفكرين بسلبية حول نفسكِ، حاولي أن تعيدّي التركيز على مهاراتكِن ونقاط قوتكِ والعمل على تنميتها من جديد.
قومّي بتغييرات إيجابية
حاولي دومًا أن تجدي طرقًا جديدة لإجراء تغييرات إيجابية تخفف من شعوركِ بالإحباط في بيئة العمل، على سبيل المثال: يمكنكِ تغيير روتينك الصباحي عبر القيام بأشياء تستمتعي بها في بداية يومكِ، لأن ذلك يمنحك طاقة إيجابية، ويجعل عقلكِ هادئًا وصافيًا قبل بدء عملك؛ كذلك يمكنكِ ممارسة هواية جديدة خارج نطاق عملكِ بحيث تشجعي نفسكِ على اكتشاف مهارات جديدة، ربما تساعدكِ في مجال عملكِ أو تقدم لكِ فرصًا جديدة في المستقبل.
طوّري شبكة من العلاقات القوية
أحد أهم الأمور الأُخرى التي تساهم في زيادة الرضا الوظيفي هي امتلاككِ علاقة جيدة مع مديركِ وزملائكِ؛ إذ تُساهم هذه العلاقات في تعزيز سعادتكِ، فلا شيء يُساهم في شعوركِ بالوحدة والعزلة أكثر من شعوركِ بعدم السعادة أو عدم امتلاك شخص بإمكانه تقديم نصيحة لكِ. بالإضافة إلى ذلك، إن امتلاك علاقة قوية مع أعضاء فريقكِ يساعدكِ على إيجاد معنى من وراء أداء مهامك، مما يساعد أعضاء فريقك، ومديرك، والشركة على تحقيق النجاح. بإمكانك بناء هذه العلاقات من خلال استثمار الجهد والوقت في معرفة الأشخاص في محيطك والتواصل معهم خارج نطاق العمل.
حافظّي على التوازن بين عملكِ وحياتكِ الشخصية
وأخيرًا، من الضروري أن توازني بين عملكِ وحياتكِ الشخصية، وعليكِ قضاء وقت كافٍ من الراحة والاسترخاء خارج أوقات العمل حتى تستعيدّي تركيزكِ وطاقتك الإيجابية. لذا، تواصلي مع أصدقائكِ والأشخاص الذين تحبينهم وقومي بالتنسيق معهم للخروج في رحلة مثلًا أو الذهاب إلى مكان جميل تشعرين فيه بالراحة والهدوء، لأن ذلك يُسهل عليكِ التعامل مع المواقف الصعبة و مواجهة شعوركِ بالإحباط الوظيفي وتحويله إلى طاقة هادفة في جميع أمور حياتكِ.