مقارنة نفسكِ بالآخرين سرّاب يمكنكِ تحويله إلى قوى إيجابية تعزز مسيرتكِ الحياتية بهذه الخطوات
لا شك مقارنة النفس بالآخرين جزءًا طبيعيًا من تجربتنا الحياتية؛ ولكنها في نفس الوقت سلاح ذو حدين، إما أن تحفزنا لتحقيق النجاح والتفوُّق، كما قد تساعدنا على تحديد نقاط القوة والنمو في شخصيتنا وحياتنا.وإما أن تكون غير عادلة، والتي قد تصل بنا إلى الإحباط والقلق، وهذا ما يؤدي إلى تقليل احترامنا لذاتنا وتقديرنا لما ننجزه في حياتنا.
وبما أنه من الصعب جدًا ألا نقع في فخ مقارنة أنفسنا بالآخرين، خاصة مع حالة الانشغال بالتفوق والكمال المسيطرة علينا في العصر الحديث. وما يجعل الأمر أكثر صعوبة، هو البدء في فحص انجازاتنا الخاصة، ومقارنتها بما ينجزه الآخرون في حياتهم.
لذا، من الطبيعي أن نقارن أنفسنا بالآخرين، وحتى أن نتحداهم أو نحسدهم بعض الشيء. لكن عندما نصبح مهووسون بنواقصنا ونقاط ضعفنا، بدلًا من نقاط قوتنا، فإننا نضع تركيزنا على الأمر الخاطئ.
وبالتالي، لابد أن نقاوم الرغبة الداخلية لمقارنة أنفسنا بالآخرين، وأن نجعلها خالية من أي حالة سلبية، وأن نعزز ثقتنا بذاتنا، ونضع الأهداف الواضحة، التي تقوي دورنا في الحياة وما نعيش لأجله، حتى نخلق حالة من الاستقرار النفسي والثقة برؤية إيجابية ومثمرة.
من هذا المنطلق، سنُطلعكِ عبر موقع "هي" على كيفية تحويل المقارنات إلى قوى إيجابية وماذا يحدث عندما تتوقفي عن مقارنة نفسكِ بالأخرين، بناءً على توصيات أخصائي الطب النفسي كريم فرح من القاهرة.
خطوات تحويل المقارنات إلى قوى إيجابية بداخلكِ
وبحسب دكتور كريم، إذا كنت ترغبين في عدم مقارنة نفسكِ بالآخرين، وتعزيز الثقة بالنفس، وتحويل المقارنات بداخلكِ إلى قوى إيجابية وهادفة، قد تدفعكِ إلى النجاح والتميُز؛ فما عليكِ سوى اتباع الخطوات التالية:
-
انتبهّي للطريقة التي تحكّمين بها على نفسكِ
يجب أن تكوني واعية إلى الطريقة التي تحكمين بها على نفسكِ؛ وأن تضعي نصبّ عينيكِ ضرورة التغيير. عمومًا، بمجرد أن تدركّي بوعي السلوك الذي ترغبين في تغييره، سيُصبح من السهل التخلص منه عن طريق تكسيره إلى مجموعة من الأهداف ممكنة التحقيق.
-
قييمّي مدى احترامكِ لذاتكِ
احترام وتقدير النفس يمكن وصفه بأنه تقييمكِ السلبي أو الإيجابي لنفسكِ. نمر جميعًا بأيام سيئة، وأيام أخرى جيدة، ولذلك تختلف طبيعة شعورنا تجاه أنفسنا يوميًا كانعكاس لمِا نمر به من أحداث ومواقف. احترام النفس يمكن النظر له كذلك بصفته سمة شخصية مستقرة تتطور وتتغير بمرور الزمن. وهنا اسألي نفسكِ، هل تريّن نفسكِ شخصًا جيدًا؟ ما هو رأيكِ في شخصيتكِ وأفعالكِ وحياتكِ بشكل عام؟ هل تسمحين للآخرين بالتحكم فيما تشعرين به حيال نفسكِ؟. إذا وجدت أنكِ تنظرين للآخرين من أجل تحديد مدى احترامكِ لذاتك، فهذه إشارة إلى أنك بحاجة لإعادة العمل على هذا الأمر.
-
قومّي بتحديد سلوكيات المُقارنة
يحدث هذا النوع من السلوكيات عندما تبدأين في مقارنة نفسكِ مع الآخرين من حولكِ؛ سواءً كانوا في مواقف متفوقة أو متدنية عنك. عادة، نميل إلى مقارنة الصفات الإيجابية أو السلبية بالصفات الخاصة بنا. في بعض الأحيان، يكون هذا النوع من المقارنات مفيدًا، لكن الإفراط في ذلك والميل الدائم إلى استخدام هذه المقارنات يؤثر سلبًا على احترامك الذاتي لنفسك.
-
قومّي بكتابة الأفكار والمشاعر من هذا النوع
إذا كنتِ قادرة على كتابتها في الحال بمجرد مرور الفكرة بعقلك أو استعادة الأمر، فافعلي ذلك. بهذه الطريقة، يكون الأمر حاضرًا في عقلكِ، وتكوني أكثر قدرة على كتابته بالوصف التفصيلي. كذلك فكري في الشعور الذى ترتب على هذه المقارنة، وهنا قومي بتسجيل الأفكار والمشاعر التي مرّت بعقلكِ.
-
حاولّي أن تُعيني موضع بداية سلوكيات المقارنة
وهنا حاولي أن تكتبي الأوقات من حياتك التي تتذكري أنكِ لم تكوني أبدًا تميلين وقتها إلى عقد المقارنات بين نفسك وبين الآخرين. وابدأي في تسجيل مذكراتكِ منذ تلك الفترة. في النهاية، قد تصلين إلى الوقت الذي نشأ به هذا النوع من الأفكار.
على سبيل المثال: " قد تعيدّي التفكير في فترة الطفولة قبل أن تبدأي في مقارنة نفسكِ مع الأخوة والأقارب، ثم قد تُدركّي أنكِ بدأتِ في مقارنة نفسكِ مع أحد أخوتك بسبب شعورك بالإهمال من الآخرين". يمكنك الآن أن تكتشفي أسباب ميلك لمقارنة نفسكِ بالآخرين.
ماذا يحدث عندما تتوقفي عن مقارنة نفسكِ بالأخرين؟
ووفقًا للدكتور كريم، واحدة من أسوأ عيوب سلوكيات المقارنة هو التأثير السلبي الذي يتركه علينا. لكن عن طريق تتبع ومعرفة كيفية تأثير مقارنة أنفسنا بالآخرين على شعورنا تجاه أنفسنا، سنكون أكثر قدرة على تغيير هذا السلوك السلبي. وبالتالي عند تتوقفي عن مقارنة نفسكِ بالآخرين، ستستطعين تحقيق التالي:
- الامتنان لما تمتلكيه والتركيز على الأشياء الإيجابية والجيدة في حياتكِ.
- التعامل مع نفسكِ بطريقة ودودة، والامتناع عن القسوة وجلد الذات.
- فهّم فكرة أنكِ المتحكمة في حياتكِ، والقادرة على اتخاذ القرارات الجيدة بالنسبة لكِ.
- زيادة رغبتكِ في التخلص من أفكار المقارنة، واستعدادِ الإيجابي لفهم عملية تغيير السلوكيات والافكار بداخلكِ.
- بدء وضع خطط هادفة من أجل العمل على إحداث ذلك التغيير المطلوب، والمواصلة والحفاظ على وضعكِ الجديد.
- إدراكِ أن اعتبار الآخرين أشخاص مثالية هو أمر غير واقعي، واستبدالك الأفكار السلبية بآخرى إيجابية.
وأخيرًا، قومي بتحقيق أهدافكِ التي ستُساهم في بناء حياتكِ الشخصية الخاصة ومجموعة الخبرات والتجارب المنفصلة عن توقعات ومسار حياة الآخرين؛ كذلك تتبعّي عملية السعي لتحقيق أهدافك بخطوات ثابتة وبالطريقة التي تعبر عن طبيعتك المتفردة.
علاوة على ذلك، استمري في تحسين قدراتكِ، وتنافسي مع نفسكِ، واحكمي على ذاتكِ من خلال معاييركِ الخاصة، واشعري بالتقدير تجاه الآخرين بدلًا من معاداتهم، وبادّري للقيام ببعض المخاطرات، وقومي ببناء شبكة الدعم الخاصة بكِ، ولا تنسي تجنب وسائل الإعلام التي تعرض النماذج مفرطة المثالية، لتأثيراتها السلبية على صورتكِ الذاتية بينكِ وبين نفسكِ