مهارات الذكاء الاجتماعي نقطة تحوّل حياتكِ للأفضل.. إليكِ كيفية تنميتها بطريقة ممتعة وفعالة
الذكاء الاجتماعي هو ذكاء مكتسب مع تراكم الخبرات في الحياة، ومع تعدد تجارب المرأة، وقدرتها على التواصل الجيد والممتاز مع محيطها، وأيضًا قدرتها الجيدة على إقامة علاقات اجتماعية جيدة تكون كلها في صالحها.
فضلاً عن ذلك، قدرتها على فهم نفسها وفهم الآخرين، والتحكّم بعواطفها، وتطويعها بحسب المواقف التي تتواجد فيها، وإدارة حياتها واختيار الناس الجيدين والمناسبين لمشاركتها حياتها.
ولمزيد من الحديث عن أهمية تنمية مهارات الذكاء الاجتماعي، سنستعرض عبر موقع "هي" لمحة سريعة عن أهمية مهارات الذكاء الاجتماعي، وكيفية تنميتها بطريقة ممتعة وفعالة، بناءً على توصيات استشاري التنمية البشرية الدكتورخالد عبد السلام من القاهرة.
الذكاء الاجتماعي مهارة مكتسبة مرتبطة بمهارات أخرى
وبحسب دكتور خالد، نؤكد أن الذكاء الاجتماعي هو القدرة على الانسجام مع الآخرين والتآلف معهم، مهما كانت جنسياتهم ودياناتهم وأعراقهم، فالشخص الذكي له من القدرة ما يُمكّنه من كسب ثقة ومحبة أي شخص، وكما أشرنا سابقا فالذكاء الاجتماعي مكتسب، عن طريق تراكم الخبرات الحياتية، وعن طريق كل التجارب في الحياة سواءً الجيدة أو السيئة التي يمر منها الشخص، والتي تكسبه خبرة كبيرة في الأشخاص، تمكنه من فهمهم والتفاهم معهم بسهولة، ويمكن لأي شخص أن يطور مستواه في الذكاء الاجتماعي بواسطة عدد من المهارات الآخرى.
المكونات الرئيسية للذكاء الاجتماعي
وتابع دكتور خالد، الذكاء الاجتماعي هو مهارة قيمة تُمكّن الشخص من التواصل بشكل فعال. وبصفة عامة هناك مكونات معينة تُشكّل الذكاء الاجتماعي، وذلك على النحو التالي:
مهارات التواصل والطلاقة اللفظية
من أهم مكونات الذكاء الاجتماعي القدرة على التواصل بشكل فعال، وبطلاقة كبيرة، فمن الضروري أن تتمتع المرأة بمهارات التواصل السلسة حتى تتمكن من التفاعل بشكل فعّال.
الكفاءة الذاتية في السياق الاجتماعي
يتطلب تنمية الذكاء الاجتماعي من المرأة أن يلعب أدوارًا اجتماعية مختلفة. يعد التكيف مع البيئة المحيطة أمرًا مهمًا لتوافقها مع جميع أنواع الأشخاص. وبسبب هذه الصفة، يتمتع الأشخاص الأذكياء اجتماعيًا عادةً بمستويات عالية من الثقة بالنفس.
القدرة على فهم ومراقبة الآخرين
إن فهم الآخرين يُشكّل عنصرًا مهمًا من عناصر الذكاء الاجتماعي. فمن يفهم كيفية التعامل والتواصل مع الناس من المرجح أن يتمتع بذكاء اجتماعي متفوق.
مهارات إدارة الانطباع
إن امتلاك المرأة مهارات إدارة الانطباعات الفعّالة يعد أيضًا عنصرًا مهمًا من عناصر الذكاء الاجتماعي. تساعدها هذه المهارات على تقديم نفسها بطريقة تسمح للناس بالتواصل معها بسهولة؛ والهدف الرئيسي هنا هو الحفاظ على صورة يجدها الناس قابلة للارتباط بها ويسهل التواصل معها.
مهارات الاستماع القوية
تعتبر مهارات الاستماع عنصرًا آخر من عناصر الذكاء الاجتماعي. فمن خلال مهارات الاستماع الجيدة، تستطيع المرأة أن تفهم الآخرين بشكل أفضل.
المرأة الذكية اجتماعيًا تمتلك هذه المهارات
ووفقًا للدكتور خالد، الذكاء الاجتماعي هو صفة تأتي من الوعي بالذات الداخلية وممارسة الإدارة العاطفية الفعالة؛ أما عن أهم مهارات الذكاء الاجتماعي لدى المرأة، فهي:
مهارة التحدث والحوار
المرأة الذكية اجتماعيًا، تمتاز بقدرتها العالية والكبيرة على الحديث والحوار؛ كذلك لها أسلوب خاص مميز وشيق، ويحب الجميع الاستماع إليها، خصوصًا وأن كل أفكارها التي تنطق بها أفكار مهمة، وهي غالبًا تجذب إليها الأنظار، وفي أي مجلس يستمع إليها الأخرون باهتمام شديد.
معرفة العادات والمعايير الاجتماعية
المرأة الذكية اجتماعيًا، هي ذلك الشخص الذي يكون على دراية كبيرة ومعرفة واسعة بالعادات والتقاليد لمختلف الأشخاص، ولديها قدرة كبيرة على التعامل مع مختلف الناس بكل اختلافاتهم، الاجتماعية والدينية والعرقية، بحيث لا تجد أي مشكل، بل وتندمج بسهولة معهم.
مهارة الاستماع الجيد
المرأة الذكية اجتماعيًا، هي ذلك الشخص الذي لديه قدرة ومهارة عالية للاستماع الجيد للأخرين، واستيعاب ما يريدون قوله، وفهم حتى ما وراء الكلمات التي ينطقون بها، كما أنها تصغى للأخرين من دون مقاطعتهم، وتعطيهم المساحة الكافية للحديث والتعبيرعن آرائهم بكل أريحية، وتجعل الآخرين يرتاحون في الحديث إليها، لأنهاتسمعهم بشكل جيد.
الإحساس بالآخرين
المرأة الذكية اجتماعيًا، هي شخص بالأساس له قدرة كبيرة على فهم وإدراك مشاعر وأحاسيس الآخرين، فهى تستطيع فهم مشاعرهم ومشاكلهم، وتقديرها والتعامل الذكي معهم بحسب الحالة النفسية التي هم عليها في تلك اللحظة والظروف التي يمرون منها.
مهارة تبديل الأدوار
المرأة الذكية اجتماعيًا، لها قدرة كبيرة على تبادل الأدوار مع الشخص الذي أمامها، ولها قدرة عالية على وضع نفسها مكانه، والإحساس بنفس الحالة التي يعيشها الشخص الآخر، مهما كان وفي أي سن ووضع اجتماعي، سواءً طفل، بالغ أو رجل كبير في السن وحتى امرأة، فقير أو غني، وهي المهارة التي يطلق عليها مهارة الكفاءة الاجتماعية.
مهارة ترك انطباع جيد
وهي واحدة من أهم وأقوى صفات المرأة الذكية اجتماعيًا؛ فقدرته العالية على ترك انطباع جيد عند الجميع. هذه المهارة ليست سهلة بالمرة، على العكس من ذلك، تعتبر من أكثر المهارات تعقيدًا، لجعل الآخرين يتحدثون عنها بشكل جيد، وترك انطباع جيد لديهم، مهما كان شعورها ونواياها الحقيقية تجاههم ، فالذكية اجتماعيًا تجعل الآخرين دومًا يذكرونها فقط بكل ما هو جيد.
مهارة عدم المجادلة
أحد صفات المرأة الذكية اجتماعيًا، أنها لا تُجادل، وتتقبل الرأي الآخر، وتتفهم وجهات النظر المختلفة، ولها إدراك كبير أن لكل فرد وجهة نظر معينة بحكم اختلاف الانتماءات والبيئة، لذا فهي تستمع بأذن صاغية لوجهة النظر الأخرى، والرأي المخالف من دون أن تجادل أو تعترض أو أن تحاول فرض رأيها بالقوة.
كيفية تنمية مهارات الذكاء الاجتماعي لديكِ بطرق ممتعة
أكد دكتور خالد، أن صاحبات هذا النوع من الذكاء، يتميزّن بقدرتهنالرئيسية على ملاحظة الفروق بين الأشخاص وخاصةً نقاط التباين في حالاتهم المزاجية وحالاتهم النفسية؛ كذلك قدرتهن على فهم دوافع الآخرين. و يفضلّن العمل الجماعي الذي يتميز بزيادة إنتاجهن مقارنةً بعملهم الفردي. ويكون لديهن استعدادًا طبيعيًا لفهم أحاسيس الآخرين وماذا يريدون وعلى أي أساس يتصرف الآخرون ،و كذلك يتميزن في المواقف القيادية، ويشاركن بشكل فعال في مختلف أنواع التجمعات؛ لذا سيرّي على دربهّن وتفوقي على نفسكِ، بإتباع هذه الطرق الممتعة والفعالة، وذلك على النحو التالي:
امتلكّي مهارات الملاحظة
تعتبر مهارات الملاحظة أحد مكونات الذكاء الاجتماعي، ولتحسين مهارات الملاحظة لديكِ، يجب أن تكوني مراقبة نشطّة، وأن تنتبهي جيدًا إلى بيئة الآخرين.
ابتسمّي دومًا
حافظي دوما على الابتسامة والبشاشة، لأنها مفتاح سحري إلى قلوب الآخرين؛ فالجميع يحبون الشخص البشوش والمبتسم، والذي يقابل الجميع بابتسامة، حتى يشعرهم بالمحبة المتبادلة.
حسنّي الذكاء العاطفي لديكِ
الشيء التالي الذي يمكن أن يُساعدكِ على تنمية مهارات الذكاء الاجتماعي هو تحسين الذكاء العاطفي؛ حيث أن المفهومين مرتبطان ارتباطًا وثيقًا. يتضمن الذكاء العاطفي إدارة عواطفكِ، ويُساعدكِ على التعاطف مع الناس؛ وبالتالي، يمكن أن يُساهم بشكل كبير في تطوير الذكاء الاجتماعي لديكِ.
اجعلّي أقوالكِ مثل أفعالكِ
لكسب الكثير من الثقة في نفسكِ وأيضًا ثقة الآخرين، اجعلي أقوالكِ متوازنة مع أفعالكِ، بمعنى ما تقولي أنكِ ستفعليه، إفعله فعلًا، ولا تفعلي شيئا آخر، واحرصي على هذا الأمر كأسلوب حياة، لأنه هام جدًا وسيجعل الآخرين يأخذون كلامكِ دومًا على محمّل الجدّ.
مارسّي الاستماع الفعال
إن الاستماع الجيد هو أحد أهم الصفات التي يجب أن تتحلى بها المرأة الذكية اجتماعيً. لذا، يجب عليكِ أن تنتبهي لما يقوله الشخص قبل الرد عليه أو تقديم النصيحة.
ابتعدّي عن التصنّع
لا تكوني مصطنعة في تصرفاتكِ، وكوني أنتِ. ابقّي دومًا على طبيعتكَ، حتى تكّسبي الآخرين، وتكّسبي ثقتهم، ليشعرون دومًا بالراحة إليكِ أثناء حديثهم معكِ.
تعلمّي فن التواصل غير اللفظي
وهنا انتبهي لتعبيرات الوجه، ولغة الجسد، والتوترات العاطفية الأخرى. لذا حاولي فهم المشاعر التي يعبر عنها الآخرون بغير الكلمات.
تدرّبي على مهارات الحديث والحوار
من المهم جدًا بين الفترة والأخرى، الانتساب إلى دورة تدريبية لأجل اكتساب أكبر قدر ممكن من المهارات، ولكن من أهم المهارات التي ستُساعدكِ على اكتساب وتطوير مستواكِ في الذكاء الاجتماعي " مهارات الحديث والحوار "، هذه الأخيرة ضرورية جدا للتواصل السهل، والسلس مع الآخرين، وحتى تتمكنِ من التعبير الجيدّ عن كل أفكارك.
طورّي قدرات تحليل الأشخاص لديكِ
حاولي فهم الشخصيات، والأنماط السلوكية للآخرين. اكتشفي ما يحفزهم، وما يجعلهم يشعرون بالراحة وكيفية التعامل معهم بفعالية.
تعلمي فن بناء العلاقات
ابذلي جهدًا لبناء علاقات طويلة الأمد ومفيدة مع الآخرين. وقومي بإظهار الاحترام والتفهم والتعاون.
طورّي مهارات حل النزاعات لديكِ
عليكِ تعلم كيفية التعامل مع الصراعات، وحلها بشكل بنّاء. لذا قومي بتحسين قدراتكِ في التوسطّ، والتفاوض للوصول إلى حلول مرضية للجميع.
وسعّي دائرة معارفكِ الاجتماعية
انضمي إلى مجموعات اجتماعية، أو منظمات تطوعية للتعرف على أشخاص ذوي اهتمامات مشتركة.
نمّي ثقتكِ بنفسكِ
قومي بتطوير ثقتك بنفسك، واعتمدي على قدراتكِ، وقيمتكِ الشخصية. كوني واثقة في تعاملكِ مع الآخرين وعبرّي عن آرائكِ وأفكارك بثقة.
لا تتخلي عن المطالعة الكثيرة
اقرأي كثيرًا، وثقّفي نفسكِ باستمرار؛لأن كثرة المطالعة ستُكّسبكِ رصيدًا لغويًا ومعرفيًا كبيرًا، وستُساهم في تطويرعلاقتكِ بالآخرين. على سبيل المثال: " أثناء الأحاديث الجماعية"، ستتمتعين برصيد معرفي كبير يُسهل عليكِ الحوار، ويجعل الآخرين مستمتعين بالاستماع إليكِ، لأنكِ تحملين الكثير من المعلومات. كذلك تأكدي أن الثقافة وكثرة الإطلاع ستُساعدكِ على فهم محيطكِ بشكل جيد.
قدّري أهمية الناس
وأخيرًا، يتطلب بناء علاقات قوية وروابط عميقة مع الناس تقدير أهميتهم. وهذا يتطلب الانتباه عن كثب إلى مشاعر الأشخاص الذين تتفاعلين معهم. وبالتالي، فإن تقديرك حضور الشخص الآخر، وأهميته يشكل جانبًا مهمًا من جوانب تنمية مهارات الذكاء الاجتماعي لديكِ كسمة شخصية.