خاص "هي": لمستقبل أكثر شمولاً.. المرأة الإماراتية تستمر في كسر الحواجز وتحقيق تطلعاتها المهنية
بقلم منى غندر، نائب الرئيس للشراكات والبرامج في مؤسسة عبد الله الغرير
قطعت دولة الإمارات العربية المتحدة خطوات كبيرة في تعزيز المساواة بين الجنسين، وحصلت على المركز الأول في منطقة الشرق الأوسط وفقًا لتقرير مؤشر الفجوة بين الجنسين العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2023. ومن الأمور الأساسية لهذا التقدم هو تركيز دولة الإمارات العربية المتحدة على التعليم والتطوير المهني للمرأة، حيث تستثمر الحكومة بكثافة لضمان المساواة في الوصول إلى التعليم الجيد. واليوم، تشكل النساء 77% من خريجي الجامعات و56% من خريجي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقد تُرجمت هذه التطورات التعليمية إلى مشاركة اقتصادية أكبر للمرأة، التي تساهم الآن بشكل كبير في تنويع الاقتصاد الوطني. وفي الفترة من 2022 إلى 2023، بلغت نسبة مشاركة المرأة في القطاع الخاص 23%. تزدهر المرأة الإماراتية كرائدة أعمال، حيث تقود حوالي 23 ألف سيدة أعمال الابتكار والإبداع. وقد أدى ذلك الى تمثيل متنوع في مجالس الإدارة وإلى شغل النساء 15٪ من مناصب مجالس الإدارة في غرف التجارة والصناعة.
وينعكس التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالمساواة بين الجنسين في أطر السياسات والتدابير التشريعية القوية. وتخدم حالياً تسع سيدات في مجلس الوزراء في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويشكلن 27% من المناصب الوزارية. وعلى الرغم من هذه الإنجازات، لا يزال هناك مجال للنمو في المشاركة الاقتصادية للمرأة. وفقاً لتقرير منتدى السياسات العامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، في حين أن 77% من خريجي الجامعات هم من النساء، فإن 28% فقط منهم يشاركون بنشاط في القوى العاملة. تواجه العديد من النساء تحديات في العودة إلى العمل بعد الانقطاع عن العمل لتلبية احتياجات الأسرة. وللتغلب على هذه العوائق، هناك حاجة إلى برامج تدريب موجهة، وفرص للتطوير الوظيفي، ومبادرات إرشادية قوية.
ولمواجهة هذه التحديات بشكل مباشر، أطلقت مؤسسة عبد الله الغرير (AGF) برنامج نمو للسيدات. تم تصميم هذه المبادرة لتزويد المرأة الإماراتية بالمهارات الإدارية الأساسية للعمل في الشركات وربطها بالفرص المهنية في القطاع الخاص. يتميز البرنامج بفترة تدريب مكثفة مدتها خمسة أسابيع تليها مرحلة إرشادية مدتها ستة أشهر، مما يعزز النمو الشخصي والمهني الكبير بين المشاركين.
يغطي برنامج "نمو" للنساء من مؤسسة عبد الله الغرير AGF موضوعات حيوية مثل إدارة الوقت، وإدارة المشاريع، وحل المشكلات، مع متحدثين ذوي صلة من القطاع الخاص. ينخرط المشاركون في تجارب الحياة الواقعية من خلال مشاريع التخرج ويحصلون على شهادات معترف بها في الصناعة. وبعد التدريب، يحصلون على فرص لإجراء مقابلات للتدريب الداخلي أو التوظيف، إلى جانب الإرشاد للحصول على المشورة المهنية، والوصول إلى الشبكات، والحصول على ردود الفعل.
تعتبر برامج مثل "نمو الغرير" ضرورية لتعزيز المساواة بين الجنسين، وتعزيز فرص التعلم، ودعم المرأة في القوى العاملة. ومن خلال توفير هذه الموارد، تمهد مؤسسة القطاع الخاص الطريق لمستقبل أكثر شمولاً للجنسين، مما يضمن قدرة المرأة الإماراتية على الاستمرار في كسر الحواجز وتحقيق تطلعاتها المهنية.