اصنعي واقعكِ الخاص بكِ واكتشفي سر قوتكِ.. بالتعرف على كيفية التحكم بالعقل الباطن
العقل الباطن هو المسؤول عن تكوين العادات المعتقدات التي توجه سلوكنا اليومي. وعبر التحكم في هذا الجانب من العقل، يمكنناإعادة برمجته لتحقيق الأهداف التي نصبو إليها؛كونه جزءًا مهمًا، ويلعب دورًا رئيسيًا في توجيه سلوكنا وأفكارنا ومشاعرنا من دون وعينا المباشر، وفهم كيفية التحكم بالعقل الباطن وتوظيفه بشكل إيجابي يمكن أن يكون مفتاحًا لتحقيق النجاح والرفاهية في جميع مجالات الحياة.
ولمزيد من المعلومات عن كيفية التحكم بالعقل الباطن لصنع واقعكِ الخاص؛ تتبعّي السطور القادمة عبر موقع "هي" للاستفادة من توصيات استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.
العقل الباطن مخزن الأحاسيس والأفكار
وبحسب دكتور مصطفى، العقل الباطن يستلم زمام الأمور بعد أن يتم تكرار العملية أكثر من مرة لتصبح أسهل، ومن هنا يأتي التعريف بأنه: "مخزن الأحاسيس والأفكار والذاكرة الخارجة عن الإدراك الواعي، ومعظمها قد يكون غير محبب أو مقبول". وهنا نذكر قول المؤلف Earl Nightingale عن كيفية التحكم بالعقل الباطن: "كل ما نقوم بزراعته في العقل الباطني وتغذيته بالتكرار والمشاعر، سيصبح يومًا ما حقيقة". وهذا هو بالفعل قوة وتأثير العقل الباطني على حياتنا.
قوة وتأثير العقل الباطني على حياتك
وتابع دكتور مصطفى، جميع الأفكار والأفعال الغريزية يتم تخزينها في العقل الباطني، بالتالي هو يعلم ويعرف كل نقاط الراحة الخاصة بك ويعمل على إبقاءك فيها.
هذا يعني أنكِ عندما تحاولين القيام بأمر جديد لم يسبق أن تعّرف العقل الباطن عليه، ستشعرين بعدم الراحة و الإحساس بمشاعر غريبة، وسيحاول عقلكِ الباطن دفعكِ إلى منطقة الراحة الخاصة بكِ. لتجربة ذلك، حاولي التفكير بالقيام بأمر خارج عن المألوف لديكِ، وستشعر بمشاعر التوتر وعدم الراحة!
بالطبع هذا لا يعني أنه عليكِ البقاء بمنطقة الراحة المحددة لكِ، وعلى الرغم من قوة تأثير العقل الباطن على حياتكِ، عليك مواجهته وتجربة أمور جديدة، فمع مرور الوقت والتكرار، ستصبح هذه الأمور الجديدة مناطق راحة أيضًا.
في سياق آخر، وبما أن العقل الباطن يعمل على تخزين كل الأمور التي تقومين بها منذ لحظة الولادة، من الممكن أنه قام بتخزين معلومات حول حادثة مؤلمة مررتِ بها، إلا أن الوعي لديكِ عمل جاهدًا لفقدان هذه المعلومات، بالتالي أنت لا تذكريها، إلا أنها مخزنة في عقلك الباطن، لكن ماذا يعني هذا؟
في المرة القادمة، وفي حال مررت بحادثة مشابهة، ستشعرين بالألم وعدم راحة تلقائيًا، حيث يكون العقل الباطن قد أخذ زمام الأمور هنا.
قوانين العقل الباطن لتغيير حياتكِ للأفضل
وأضاف دكتور مصطفى، هناك عدّة قوانين يجب عليكِ التعرف عليها لتعزيز ثقتكِ بنفسكِ وتطوير ذاتكِ من خلال السيطرة على عقلكِ الباطن؛ وهي كالتالي:
قانون تفاعل العقل الباطن
العقل الباطن يقوم بالتفاعل مع أفكارك وأفعالك وتحويلها إلى عادات أو حقائق.
قانون التفكير اللاواعي
أي شيء تُفكرين به أثناء يومكِ سواءً كان تفكيرًا سلبيًا ويؤثر على قراراتكِ أو داعمًا لها يخزّنه العقل الباطن ويطوّره من خلال إضافة معلومات جديدة موجودة مسبقًا في العقل.
قانون الملاحظة
أي شيء تركّزين عليه أثناء يومكِ سواءً كانت أحكامًا أو أفعالًا أو مشاعر يخزّنها عقلكِ الباطن في خانة العادات.
القانون الداخلي
العقل الباطن يمثّل عالمًا كاملًا داخلك.
قانون الجذب
العقل الباطن يجذب لكِ الأفعال والأفكار التي تحمل لها مشاعر أكثر من غيرها. ويمكن تطبيق قانون الجذب بطريقة سهلة.
قانون التفكير
إذا قمتِ بالتفكير بشيء غير حقيقي كوجود أشباح مثلًا، فعقلك الباطن ومع مرور الزمن يحوّل هذه الفكرة إلى حقيقة.
قانون توقّع النتيجة
لو قمتِ بتكرار فعل وتكرار نتيجته فعقلك الباطن سيحفظ الفعل، ويربطه بالنتيجة لإعطائكِ نفس النتيجة لهذا الفعل في المحاولات القادمة.
صفات العقل الباطن سرّ نجاحكِ
ووفقًا للدكتور مصطفى، إليكِ صفات العقل الباطن التي يجب اكتسابها لتطوير شخصيتكِ وواقعكِ للأفضل، وذلك على النحو التالي:
- أن يعمل عقلكِ الباطن كذاكرة، ويخزّن الذكريات والأحداث والمواقف التي مررت بها خلال حياتك.
- أن يقوم بالسيطرة والتحكّم بعواطفكِ ومشاعركِ.
- أن يعمل على ترتيب ذاكرتكِ.
- أن يكون المسؤول عن حركة الجسم، ويديرها، ويحافظ على صحتكِ.
- أن يقوم باكتساب الأخلاق والسلوكيات من الأشخاص الآخرين.
- أن يخدم موقفكِ، ويسير بخطوات واضحة.
- أن يتحكّم بحواس جسمكِ.
- أن يصنع الأفكار ويخزّن المعلومات، ويقّدم الطاقة لجسمكِ.
- أن يخزّن بعض الأفعال التي تقومين بها كعادات إذا قمت بفعلها عدّة مرات.
- أن يكون قابل لتخزين قدر كبير من المعلومات، واكتساب عادات جديدة.
- أن يتفاعل مع الأحلام ويخزّنها ويتأثر بها.
- أن يعمل طيلة اليوم حتى أثناء النوم.
كيفيّة التحكّم بالعقل الباطن مرتبطة بهذه الأسرار
وأضاف دكتور مصطفى، كي تتحكمي بعقلكِ الباطن لصنعّ واقعكِ الخاص بكِ؛ عليكِ استخدام أسراره التالية:
- تجنّبي استخدام الحجج وتبرير الفشل.
- تجنّبي التحسّر والشكوى؛ ففي هذه الحالة العقل الباطن سيترجم هذه السلوكيات على أنّها حقيقيّة وموجودة، وسيعطي الشعور بأنّ ما يحدث مشكلة كبيرة لا حل لها.
- إيمانكِ بأنّ المشاكل تحدث لجميع الناس وليس لكِ وحدكِ أنتِ أحد الأسرار الجوهرية للتحكم بعقلكِ الباطن.
- حاولي جاهدة بأن تتخلّصي من المشاكل والتفكير السلبي .
- تدّرج في تحقيق أهدافكِ، وضعّي خططًا مستقبلية، ولكن عليكِ أن تدركّي أن تحقيقها خاضع لإمكانياتكِ الشخصية.
- اعلمي أنّ كل كلمة وفعل سيقوم عقلكِ الباطن بتخزينه وإعطائكِ رد فعل له؛ فانتبهي لذلك.
عززّي قدرة سيطرتكِ على عقلكِ الباطن بهذه الأنشطة
أوضح دكتور مصطفى، أنه لا يوجد طريقة للتحكم في العقل الباطن؛ ولكن هناك بعض الأنشطة والتمارين التي تمكّن المرأة من الوصول إلى العقل الباطن وتوسيعه من خلال المداومة عليها وتكرارها، وأبرزها:
ممارسة التأمل
يمكّنكِ ممارسة التأمل من خلال الاستعداد؛ وذلك باختيار بيئة مريحةٍ وهادئةٍ مثل: "شرفة المنزل أو الحديقة أو أرضية المنزل"، وارتداء ملابس مريحة، والجلوس بشكلٍ مريحٍ مع المحافظة على الانحناء الطبيعي للعمود الفقري، ووضع الذراعين بشكلٍ موازٍ للجزء العلوي من الجسم بحيث تستقر اليدين على الركبتين، مع انحناء الذقن للأسفل. التنفس بعمقٍ وترك الأفكار تنساب إلى العقل الواعي؛ وذلك بأخذ نفسٍ عميقٍ والتركيز على الشهيق والزفير، والسماح للأفكار بالانسياب دون الحكم عليها، وإذا بدأ العقل الواعي بالحكم على هذه الأفكار يجب التركيز مرةً أخرى على التنفس بحيث يكف العقل عن ذلك.
التمرّن على الإيجابية
يمكّنكِ التمرن على التحدث بإيجابية؛ وذلك من خلال التخلص من العبارات السلبية في الحديث، والتعبير عن كلّ ما يحدث بإيجابية، فبدلًا من قول "أنا فشلت" يجب قول "سأنجح"، وبدلًا من قول "لا أستطيع فعل هذا" قول "أستطيع فعل هذا"، سيستغرق هذا التحول في صيغة الكلام وقتًا، لذلك يجب التدريب باستمرار على التخلص من السلبية؛ كذلك صياغة شعار إيجابي من خلال تهدئة الأعصاب وقمع الأفكار السلبية عند الشعور بالقلق والتوتر، ويمكن فعل ذلك من خلال تكرار شعارٍ إيجابي مخالف للأفكار السلبية التي تنشأ عن العقل الباطن، مثل "أنا جديرة بذلك" و"أنا جيدة بما فيه الكفاية". فضلًا عن ذلك، يمكنكِ التصور أو التخيل،وهو وسيلة رائعة لتحقيق الأهداف، وذلك بتمرين العقل على تصور تحقيق الأهداف باستخدام حاسةٍ أو حاستين، وملاحظة الأصوات، والألوان والروائح، مع مراعاة تصور وضعٍ حقيقي والابتعاد عن الخيال وما هو غير ممكن.
الكتابة الإدراكية
تكون الكتابة الإدراكية "الواعية" من خلال الاستعداد؛ وذلك بإحضار قلم رصاصٍ أو قلم حبر، ومجموعة من الأوراق، ومؤقت، وأخذ وقتٍ لمدة 5 إلى 10 دقائق من الهدوء دون الالتهاء بأيّ شيءٍ مثل "الحاسوب أو الهاتف". البدء في الكتابة، وذلك بالجلوس في وضعيةٍ مريحة، وأخذ نفسٍ عميق، وكتابة الأفكارالتي تنساب من دون أي جدولةٍ أو خطةٍ ما، وكتابة كل الأفكار من دون إهمال الغريبة أو الحكم عليها. ثم تحليل ما تمت كتابته من الأفكار المتنوعة، وتحديد الكلمات المكررة أو الغريبة، ومحاولة إيجاد رابطٍ بين فكرتين مختلفتين. وهنا يجب أن تكون الكتابة باليد، فالكتابة بالحاسوب قد تقاوم الكتابة بهذا المبدأ. والتحلي بالصبر، فهذا النوع من الكتابة يستغرق بعض الوقت.