كوني متحدثة بارعة واجذبي الأنظار بذكائك اللفظي مع هذه الأساليب الفعالة
إن الذكاء اللفظي هو النظام العقلي المسؤول عن كل شيء يتعلق بالكلمات؛ فهو يمكّنكِ من تذكرها، وفهمها، والتفكير فيها، والتحدث بها، قراءتها، وكتابتها. وهو أيسر الطرق وأسرعها للتحرك قدمًا وترسيخ المعرفة بالألفاظ؛ علاوة على ذلك، هو أحد أهم المهارات التي نمتلكها، وهو ضروري للتواصل الفعال في مختلف مجالات الحياة.
ولكي تجذبي الأنظار بذكائكِ اللفظي، وتصحبي متحدثة بارعة؛ تتبعّي السطور القادمة عبر موقع "هي" لتطوير مهارة الذكاء اللفظي لديكِ بالأساليب الفعالة المقدمة، بناءً على توصيات استشارية التنمية البشرة وتطوير الذات الدكتورة هناء صفوت من القاهرة.
كيف تصبحي متحدثة بارعة؟
وبحسب دكتورة هناء، من الحكمة أن توسعي من ذكائكِ اللفظي لتكوني متحدثة بارعة؛ فهو جواز مروركِ إلى قمة الكثير من المهن؛ كما أنه سيمكنكِ من التعبير عن أفكارك ومشاعركِ بوضوح، وفهم المعلومات المكتوبة والمسموعة، وابتكار أفكار جديدة، وإلهام الآخرين وتحفيزهم وإقناعهم بوجهة نظركِ، وبناء علاقات قوية معهم، وتعزيز نجاحاتكِ المهنة بخطوات ثابتة؛ لذا استفيدي من الأساليب الفعالة التالية، كي تصبحي متحدثة بارعة، وذلك على النحو التالي:
كوني مثقفة
إذا أردتِ أن تكوني متحدثة بارعة؛ عليك أن تكوني إنسانة مثقفة، وبذلك يصبح كلامكِ وحديثكِ منطقيًا، ومهمًا، لذلك عليكِ أن تُطبقي الحكمة القائلة: "اعرف شيئًا عن كل شيء وكل شيء عن شيء واحد"، وذلك عن طريق القراءة الكثيرة في كافة المجالات، حيث إن ذلك يتيح لكِ أن تعرفي فكرة مختصرة عن كل مجال، ثمّ تختاري مجالًا واحدًا قريبًا إلى قدراتكِ العقلية، وميولكِ؛ بحيث تشعري بالمتعة والسعادة عند دراسته، الأمر الذي يدفعكِ إلى قراءة كل شيء عنه.
رتبّي أفكاركِ
إن المتحدثة البارعة هى من تُرتب أفكارها، بحيث يكون عندها موضوع واضح تتحدث فيه، وبذلك فهىتعرف كيف تبدأ الحديث، ومتى تنهيه في الوقت المناسب حتى لا يشعر المستمعين بالملل، ولابد من الإشارة إلى ضرورة جعل الكلام واضحًا ومفهومًا، بحيث يجب عدم الحديث بسرعة.
حددّي هدفكِ وكوني واضحة
يُمكنكِ أن تصبحي متحدثة بارعة، من خلال تحديد الهدف من كلامكِ، وتوضيحه، فقد يؤدي عدم وضوح الحديث إلى شعوركِ بالارتباك، بالإضافة إلى أنه يمكن أن يغيّر من محتوى الحديث، كما أن تحديد أسئلةٍ معيّنة عند بدء الحديث، مثل: "كيف، وأين، ولماذا، وماذا، ومتى، ومن"، سيساعد الطرف الآخر على ترتيب أفكاره، كما يمكن أن تقومي بتلخيص النقاط الرئيسية بلغةٍ بسيطة، وفصل النقاط التي تتعلق بالمشكلة عن تلك التي تتعلق بالحل.
اهتمي بلغة الجسدّ
تستطيعي أن تجذبي مستمعِيكِ، من خلال استخدام الطريقة الصحيحة لأعضاء الجسد، وتعتبر هذه الخطوة من الخطوات التي تؤثر على طريقة الكلام، فلا يمكن لكِ أن تكوني مبدعة إذا كان جسمكِ يرسل إشارات يترجمها الأشخاص حولكِ على أنها سلبية، لذلك من المهم أن تتعلمي لغة الجسد من أجل توظيفها لصالحكِ، فمثلًا "عليكِ أن تتعلمي كيف تستخدمي عينيكِ في التواصل مع الآخرين، وكيف تستخدمي يديكِ في نقل مشاعرك المختلفة، وكذلك كيف تتحكمي في نبرة صوتكِ؛ ومتى تتحدثين بهدوء، ومتى ترفعيها.
اثنّي على المستمعين
يجب شكر الأشخاص على التصرفات الجيدة التي قدموها، وإخبارهم بأمورٍ إيجابية حول أي أفعالٍ صدرت منهم، والردّ على الثناء بشكرهم، أو يمكنكِ حتى تشجيعهم على القيام بأمرٍ ما يُشكّل تحديًا بالنسبة لهم، باستخدام كلماتٍ بسيطةٍ ومحفزة.
لا تقاطعي الآخرين
تجنبي مقاطعة حديث الآخرين، فقد أظهرت الأبحاث أنّ القيام بذلك يجعل الطرف الآخر يشعر بعدم احترام الشخص له، وأنه لا يمتلك أي سيطرةٍ أو تحكمٍ على مجرى الحديث، لأنكِ تقومين بتوجيه الحديث وحدكِ.
استفيدي من ردود الأفعال
ركزي على المستمعين، وحددّي ردود أفعالهم حول الحديث المطروح، ثم حاولي تعديل الحديث بحسب ما يتطلبه الأمر، حيث ينبغي عليكِ الحفاظ على مرونة الحديث، فتقديم خطابٍ مُحدّد يجعلكِ عرضةً لأن تفقدي انتباهكِ، أو حتى يُسبّب الإرباك للمتسمعين لكِ.
استمعي بإيجابية
التركيز على الاستماع الفعّال بدلًا من الاستماع السلبيّ يُعزز من قدرتكِ على التواصل الجيّد مع الآخرين، فيمكنكِ أن تقومي بمشاركة الآخرين في الحديث، والردّ عليهم بما يتناسب مع ما قالوه، بدلًا من مجرد الاستماع فقط.
استخدمي المصطلحات السهلة
إن استخدامكِ لمصطلحات صعبة، وغير مفهومة سيؤدي إلى عدم اهتمام الحضور بكلامكِ، حيث سينظرون إليكِ على أنك شخصية مغرورة تحبي الظهور بمظهر المثقف، لذلك عليكِ أن تحرصي على استخدام المفردات السهلة التي يفهمها الجميع بمختلف مستوياتهم العقلية، ولكن هذا لا يعني استخدام لغة متدنية، لأن ذلك قد ينعكس بشكل سلبي على مستوى الحوار.
طبقّي قاعدة 3 ثوان
تطبيق قاعدة 3 ثوان قد تفيد كثيرًا في تحسين الحديث مع الآخرين، ويمكّنكِ القيام بذلك عن طريق النظر المباشر في عيون الشخص المقابل لمدّة 3 ثوانٍ على الأقل، وإذا كان هناك أكثر من شخصٍ واحد، فيمكّنكِ النظر في عيون كل شخصٍ لمدّة 3 ثوان، ثم النظر إلى جميع الأشخاص مرةً واحدة، فذلك يجعل المستمعين يشعرون بأنّهم يشاركون في الحديث، وبأهميتهم.
كررّي الحديث المقابل
إن إعادة صياغة حديث شخصٍ آخر من الاستراتيجيات المفيدة التي تُظهر فهمكِ الصحيح لمحتوى الحديث، فكل ما عليكِ فعله هو تكرار حديث شخصٍ آخر لكن بطريقةٍ أخرى، وذلك قبل أن تقومي بإعطاء رأيكِ الخاص حول الحديث، حتى تتأكدي من صحة الفكرة التي فهمتيها قبل التعليق عليها.
استعدّي للإجابة عن جميع الأسئلة
تتعرض الكثيرات من المتحدثات إلى جميع أنواع الأسئلة؛ وقد تكون هذه الأسئلة متوقعة أو غير متوقعة، لذلك يتوجب عليكِ الاستعداد بشكل جيد للإجابة عنها من خلال البحث والإلمام بجميع الأشياء المتعلقة بالموضوع، وذلك حتى لا ترتبكّي في حال تم توجيه بعض الأسئلة لكِ، ولابد من الإشارة إلى أنه يُنصح بضرورة التروي، وعدم الغضب في حال تم طرح سؤال شخصي أو محرج لكِ، بل حاولي ضبط مشاعركِ، واعتذري عن الإجابة بطريقة لبقة.
وأخيرًا، يلعب التدرب المنتظم على الحديث دورًا مهمًا لتصبحي متحدثة مبدعة، وقادرة على تطوير مهارة الذكاء اللفظي لديكِ، وزيادة ثقتكِ بنفسكِ.، فإذا كنتِ ترغبين مثلًا في إلقاء خطابٍ أمام مجموعةٍ من الأشخاص، فيمكّنكِ قراءة الخطاب أكثر من مرة، ثمالتدرب عليه أمام المرآة، أو أمام أحد الأصدقاء، أو أحد أفراد العائلة، وذلك للقيام بتقدميه بأفضل شكلٍ ممكن.