النقطة الفاصلة بين الفشل والنجاح وتحقيق أهدافك مهما كانت الصعوبات.. هذه المعايير
لا تكوني كثيرة الشكوى من المعيقات التي تواجهكِ في طريقكِ لأهدافكِ؛ ولا تستسلمي ولا تتوقفي تحت ذريعة الظروف التي تواجهكِ، والأهم لا تنسي أن فشلكِ في الوصول إلى أهدافكِ قد تكوني أنت السبب فيه من دون درايتكِ بذلك.
فربما طريقتك العشوائية في وضع أهدافكِ هي أساس جوهري في عدم مواصلتكِ لما تطمحين إليه؛ لذا دعينا نطُلعكِ عبر موقع "هي" على عدّة معايير يجب عليكِ اتباعها عند التخطيط لتحقيق هدف معين لأن الأهداف في حياتنا تتطلب منا التخطيط، ولا يُمكن تحقيقها بشكل عشوائي، بناءً على توصيات استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.
معايير مهمة لتحقيق نجاحات ملموسة مهما كانت الصعوبات
وبحسب دكتور مصطفى، إليكِ أبرز المعايير المهمة، والتي قد تُساهم في وصولكِ إلى ما تطمحين إليه مهما كانت الصعوبات أو المعيقات التي تواجهكِ، وذلك على النحو التالي:
المعيار الأول: رغبتكِ وشغفكِ لتحقيق أهدافكِ
يعني ذلك أنّ تحقيق الهدف يجب أن يكون قبل كل شيء نابعًا من رغبتكِ الذاتية من دون التأثر بالآخرين وقراراتهم، فالرغبة في تحقيق الهدف تعني مواصلة السعي نحوه رغم كلّ التحديات التي من الممكن أن تواجهكِ. لذا، يجب عليكِ أن تكوني مقتنعة بالهدف الذي يريدين تحقيقه وإلا ستتخاذلين عند أول تحدٍّ يواجهكِ.
وكما قال الشاعر محمود درويش: " الطريق إلى البيت أجمل من البيت نفسه" فإنّ " الطريق إلى الهدف أجمل من الهدف نفسه" بمعنى آخر أن تلك التحديات التي ستواجهينها هي وحدها التي ستساعدكِ في الوصول لهدفكِ، ويجب عليكِ أن تستقبليها بكل صدر رحب لأنها ثمن لتحقيق هدفكِ، لذلك إن كان الهدف نابعًا من رغبتكِ الداخلية فذلك سيساعدكِ على مواصلة السير نحوه رغم كل ما سيواجهكِ من صعاب.
المعيار الثاني: أن يكون الهدف واقعيًا ومناسبًا لكِ
أيّ أن يكون الهدف متوافقًا مع قدراتكِ وإمكانياتكِ، ويمكنكِ تحقيقه وليس صعب الوصول إليه. وهنا يجب أن تكوني على وعي بقدراتكِ وإمكانياتكِ، وأن تضعّي الأهداف التي تناسب ذلك.هذا الأمر يتطلب أن تكوني صريحة مع ذاتكِ، وتدركي نقاط قوتكِ وضعفكِ، وترسمي أهدافكِ بناءً عليها كي لا ينتهي بكِ المطاف في طريق مسدود.
المعيار الثالث: جزئّي هدفكِ إلى أهداف أصغر
عندما تخططين لتحقيق هدفٍ ما، من الأفضل أن تقومي بتقسيمه إلى أقسام صغيرة كما يتم تقسيم الطماطم إلى قطع صغيرة، لأن ذلك يساعدكِ على قياس مستوى التقدم والإنجاز في كل جزء من الهدف. وذلك من أجل تسهيل عملية تقييمكِ لذاتكِ، وأيضًا إدارة الهدف ومواجهة العوائق التي تعترضكِ، ووضع خطط بديلة وبالتالي سيقلل ذلك من احتمالية تخاذلكِ تجاه هدفكِ. كذلك منعكِ من التشتت والشعور بأن الأمور خرجت عن سيطرتكِ وأنكِ غير قادرة على قياس مستوى التقدم نحو هدفكِ.
المعيار الرابع: خصصّي وقتًا كافيًا لتحقيق هدفكِ
العديد من الأشخاص يخططون لأهدافهم لكنهم لا يقضون وقتًا كافيًا في العمل على تحقيقها. من أجل الوصول إلى هدف معيّن، ستحتاجين إلى أن تقضي وقتًا كافيًا في العمل على الهدف الذي قمتِ بالتخطيط له، وكلما زادت عدد الساعات التي تقضيها في تنفيذ خططكِ، سيجعلكِ ذلك تقتربين من تحقيق هدفكِ أكثر. عمومًا، من الضروري أن تقومي بوضع خطة زمنية لتلك الأهداف الصغيرة حتى تستطيعي قياس مستوى التقدم، وأي تقدم في تلك الأهداف الصغيرة يعني التقدم في تحقيق الهدف الأساسي.
الجدير بالذكر، أن هذه العملية تتطلب أيضًا الكثير من الصبر، فمن المستحيل أن تحققّي أهدافكِ بين ليلة وضحاها. حتى تصلّينِ إلى أهدافكِ، عليكِ أن تُتقنّي فن الصبر؛ فإن أتقنتيه ستتقني كلّ شيء آخر في حياتك. ذلك لأن الصبر سيعلمكِ الانضباط والمسؤولية ويجعلكِ قادرةعلى التعامل مع الأزمات. وهنا تذكّري دومًا أنّ الوقت والصبر مفهومان مترابطان، فيجب عليكِ الصبر بقدر المدة الزمنية التي وضعتيها لتحقيق أهدافكِ.
المعيار الخامس: اختاري البيئة المناسبة لكِ
للبيئة المحيطة دورًا في تحقيق أهدافكِ؛ بمعنى آخر "الأشخاص في حياتنا نوعان، أشخاص إيجابيون وداعمون وآخرون سلبيون ومحبطون". لذا يجب عليكِ أن تتقربي من الأشخاص الإيجابيين الداعمين لكِ، وأن تبتعدي عن المحبطين الذين يبذلون ما بوسعهم لشحنكِ بالأفكار السلبية التي قد تؤدي إلى استسلامكِ وتراجعكِ عن السعي وراء طموحاتكِ؛ كذلك كوني شخصًا يمتص تلك الطاقة الإيجابية من الأشخاص الإيجابيين ولا تسمحي للمحبطين بالتأثير عليكِ، وتابعي قصص حياة الناجحين في حياتهم، فذلك سيساعدكِ على تحقيق أهدافكِ ويشحنكِ بالطاقة الإيجابية اللازمة لمواصلة الطريق.ليس هذا وحسب، فمتابعة قصص من سبقوكِ للنجاح وأخذ الدروس والعبر منها ستجعلكِ حازمة مع نفسكِ وستشعرين بمزيد من المسؤولية تجاه أهدافكِ.
المعيار السادس: تكّتمي على أهدافكِ
لا تخبري الآخرين بأهدافكِ ولكن اجعليهم يرون نتائج سعيكِ إليها حتى لا يصيبكِ أعداء النجاح بالطاقة السلبية. إن كنتِ تسعّين لتحقيق هدفًا معيّن، فبادري على الفور بالاختفاء عن مواقع التواصل الاجتماعي وابدأي بالتخطيط لأهدافكِ بسرية تامة، ولا تُفصّحي عن النتائج إلا عندما تتحقق، واجعلي من قول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام : "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان" قدوة لكِ. ولا تشاركي مع الآخرين سوى النتائج التي تحققتيها، والتي تجعلهم يأخذوا عنكِ انطباع جيد.
المعيار السابع: احتفلّي بالنجاحات الصغيرة
عندما تُحققين إنجازًا في تلك الأهداف الصغيرة؛ فذلك انتصارًا، وعليكِ أن تُكافئ نفسكِ وتحتفي بنفسكِ لأنكِ حقّقتي تقدمًا نحو هدفكِ. علمًا أن الاحتفال بعد النجاح وتحقيق الإنجازات حتّى وإن كانت صغيرة سيُسهم في زيادة احترامكِ لذاتكِ وثقتكِ بنفسكِ وقدراتكِ. ليس هذا وحسب، بل سيساعدكِ ذلك على تنشيط وتجديد طاقتكِ من جديد للعمل بجدّ أكبر والمواصلة من دون توقف. لذا احرصي على القيام بأيّ نشاط تكافئين به نفسكِ وتُجدّدين روحكِ لتحقيق هدفكِ. على سبيل المثال: " شاهدي أحد الأفلام المفضلة لديكِ، اذهبي إلى المطعم وتناول وجبة لذيذة أو مارسي هواية تحبّيها".
المعيار الثامن: مارسي تمارين التأمل والاسترخاء
إن لممارسة الرياضة والتأمل دورًا مهمًا في تحقيق الأهداف؛ فالتمارين الرياضية تُجدد نشاطكِ وطاقتكِ وتحفز من قدرتكِ الانتاجية، كما أن رياضة التأمل تجعلكِ صافية الذهن وتحميكِ من تلك الأفكار السلبية التي قد تحتل عقلكِ. أمّا الاسترخاء فله عظيم الدور في القضاء على الطاقة السلبية التي تعدّ المعيق الأوّل والأكبر للنجاح وتحقيق الأهداف بصفة عامة.
المعيار التاسع: لا تتخلي عن نيتكِ الصادقة
اربطي هدفكِ بنوايا صادقة وطيبة حتى تنالين التوفيق من الله لتحقيقه، فالله يوفق دومًا العبد الذي يربط أهدافه بنوايا خير تعود بالنفع عليه أو على عائلته أو على مجتمعه؛ فمثلًا إن أرادتِ أن تحققي هدفًا ما بغرض التفاخر بين الناس فلا تتوقعي أن تحققي هدفكِ، لذلك اربط دومًا أهدافكِ بنوايا صادقة حتى تحصلين على التوفيق من الله؛ وأيضًا واظبي على الصلاة والتقرب إلى الله. فعلى الرغم من تخطيطكِ الجيد لأهدافكِ وإدارة إمكانياتكِ، إلا أنه لا يُمكنكِ الوصول إلى أهدافكِ بلا توفيق من الله، لذلك محبة الله تعالى هي واحدة من أسباب التوفيق وبعدها عليكِ الأخذ بالأسباب من تخطيط وإدارة للوقت و التي تجعلكِتصلين إلى مبتغاكِ.
وأخيرًا، تأكدي أن عملية تحقيق الأهداف ليست عشوائية بل ترتبط بمعايير يجب عليكِ الالتزام بها حتى تصّلين لوجهتكِ المطلوبة، فإن التزمكِ بتلك المعايير سيكون كالمصباح الذي يضيء طريقكِ ويعينكِ في دربكِ نحو طموحاتكِ، ويرسم لكِ خارطة الطريق التي سترشدكِ للوصول إلى ما تطمحين إليه بخطوات ثابتة وملموسة.