لإنهاء الحروب والأزمات بداخلكِ.. تعلمي كيف تقوي علاقتكِ بنفسكِ واكتشفي أسرار السعادة لديكِ
عادةً ما تبدأ مشكلة قلة الثقة بالنفس لدى الإنسان منذ الصغر، وغالبًا ما تسببها البيئة المحيطة للإنسان داخل المدرسة أو المنزل أو حتى الأماكن العامة؛ كذلك تظل الرسائل السلبية راسخة في عقله الباطن، وغالبًا مع يتذكرها أكثر من أي رسائل آخرى طوال حياته.
الجدير بالذكر، أن بعض الأشخاص يتأثرون بالأفكار السلبية بشكل أكثر من غيرهم، بينما لا يتأثر البعض الآخر بهذه الأفكار بشكل كبير؛ فإذا كنتِ من اللواتي يتأثرّن بالأفكار السلبية، فما عليكِ سوى قراءة السطور القادمة عبر موقع "هي" لتقوية علاقتكِ بنفسكِ وإكتشاف أسرار السعادة الداخلية لتعزيزها في شخصيتكِ، بناءً على توصيات استشارية الطب النفسي الدكتورة لبنى عزام من القاهرة.
تقوية علاقتكِ بنفسكِ مبنّية على هذا المبدأ
وبحسب دكتورة لبنى، إن ثقة المرأة بنفسها تعدّ مهمة ومفيدة وتساعدها في جميع جوانب حياتها، سواءً داخل المنزل، أوفي أماكن العمل والعلاقات الشخصية؛ وبالتالي تعزيزها وتقويتها مبدأ أساسي وعنصر محوري ويمكن تلخيص أهمية الثقة بالنفس في الآتي:
- تزيد قدرتكِ على تجربة الأشياء الجديدة.
- تزيد من كفاءتكِ على القيام بالأعمال المختلفة.
- تزيد من كيفية تعاملكِ مع المشكلات المختلفة التي يواجهيها في حياتكِ
- تعزز العلاقات والمهارات الاجتماعية لديكِ.
- تُساهم في تقبلكِ لنفسكِوتجعلكِ شخصًا أكثر تفهمًا وحبًا للآخرين من حولكِ.
كيف تقوي علاقتكِ بنفسك؟
ووفقًا للدكتورة لبنى، إليكِ أهم الطرق التي يُمكنكِ اتباعها من أجل تقوية علاقتكِ بنفسكِ؛ وذلكِ على النحو التالي:
توقفّي عن مقارنة نفسكِ بالآخرين
تُسبب مواقع التواصل الاجتماعي، وما يعرضه الأشخاص من نجاحات بواسطتها الإحباط لدى العديد من الأشخاص ويجعل منهم في حالة مقارنة معظم الوقت، ويُقلل من ثقتهم بأنفسهم بشكل كبير. لذا ننصحكِ بعدم مقارنة نفسكِ بغيركِ من الأشخاص، والابتعاد عن الحياة المشحونة بالمنافسة، بل يتطلب منكِ التركيز على الأمور الإيجابية التي تجري في حياتكِ، وخلق حالة من الرضا والقناعة والفخر فيما يتعلق بالتفاصيل البسيطة التي تعيشيها على مدار يومكِ تحديدًا، وحاولي خلق التوازن الصحي والإيجاببي في جميع الجوانب الحياتية؛ إذ إنه ليس هناك أي وجود للحياة المثالية الخالية من المشكلات.
اهتمّي بصحتكِ الجسدية
لا يمكن الإحساس بالثقة بالنفس بجميع أشكالها في نفس الوقت الذي تقومين به بإيذاء جسدكِ، من خلال تناول الطعام غير الصحي وإهمال الرياضة بجميع أشكالها.إن الاهتمام بصحة الجسم يساعد على تعزيز الأفكار الإيجابية والثقة بالنفس بشكل كبير. كل ما عليكِ فعله هو تناول الطعام الصحي، وممارسة أي نوع من الرياضة التي تحبّيها بشكل مستمر.
كّوني فخورة بإنجازاتكِ السابقة
يجب عليكِ أن لا ينسى إنجازاتكِ السابقة، إذ يساعد ذلك على تقوية علاقتكِ بنفسكِ؛ فيما يتعلق بإنجازكِ للعديد من الأمور في حياتكِ؛ كذلك يجب عليكِ دومًا أن تتذكّري وتشعري بالفخر بجميع إنجازاتكِ، خصوصًا عند رغبتكِ في القيام بمشروع جديد أو عند تراكم الأفكار السلبية داخل عقلكِ.
عزّزي الأفكار الإيجابية
يجب عليكِ تعزيز الأفكار الإيجابية، كما يجب عليكِ الاحتفال بالنجاحات والإنجازات العديدة لكِ والتعامل مع الانتقادات السلبية بحكمة بحيث لا تقومين بالتركيز عليها طوال الوقت، بل اخلقّي التوازن بينها وبين الأفكار الإيجابية، وحاولي كتابة جميع ما تُحبيه في حياتكِ وشخصيتكِ داخل مذكرة وتذكري ذلك دائمًا.
تعلّمي الحزم
تعلمي رفض الأشياء التي لا تتقبليها ولا تُحبيها عوضًا عن القيام ببعض الأمور المختلفة رغبة في إرضاء الغير. عمومًا، لا يعدّ هذا الأمر سهل في بادئ الأمر، ولكن يجب التدريب عليه مرارًا وتكرارًا حتى تُصبح عادة لديكِ، وذلك من أجل تقوية علاقتكِ بنفسكِ، ووضع الحدود النفسية وعدم السماح للآخرين بتخطيها.
ابحثّي عن المتعة
حاولي البحث عن أشياء ممتعة تجيدين عملها من وقت لآخر؛ إذ يساعد ذلك في التخلص من جميع الأفكار السلبية وزيادة الثقة بالنفس بشكل كبير.
تحدّثي مع معالج نفسي
يساعد التحدث مع المعالجين النفسيين على تعزيز الثقة بشكل كبير، إذ يستطيع خبراء العلاج النفسي تحليل شخصيتكِ، وجميع التجارب التي مرّت بها ومساعدتكِ في إيجاد أفضل الطرق التي تساعدكِ على تقوية علاقتكِ بنفسكِ مدى الحياة.
خطوات أساسية للوصول إلى السعادة الداخلية
وتابعت دكتورة لبنى، السعادة هي الرضا والسلام النفسي، وتقبل الظروف والتكيف معها ومع الأحداث. لذا استثمري عقلكِ في اكتشاف السعادة الداخلية لديكِ، باتباع هذه الخطوات:
- تخلّصي من الضغوط والطاقة السلبية من خلال التغلب عليها، وعدم التفكير والتركيز عليها، ويمكن أن يتم ذلك بالتدريج والتدريب؛ وبما أن لديكِمخزون من الأمور السلبية والأمورالإيجابية، قعليكِ التفكير والتدريب دائمًا على التركيز على الأمور الإيجابية في حياتكِ؛ إذ يمكنكِ التفكير في خبر سعيد حدث للكِ، أو عمل جيد أتقنتيه، كذلك عليكِ التركيز على نعم الله التي أنعم بها عليكِ باستمرار.
- تغلّبي علىالمطبات الحياتية؛ فظروف الحياة مثلها مثل الطرق التي نسيرين عليها، وعندما يواجهكِ مطب صناعي، فإنكِ على الفور نقومين بتهدئة السيارة، وهو ما يجب أن نفعليه في حياتكِ، فعليكِ أن تتحررّي من ضغوط الحياة، ونواجهي مطباتها وأزماتها بالهدوء والتخفيف من الضغوط، وأيضًا ابحثي وركزي على عوامل ومسببات السعادة من حولكِ.
- داومّي على ابتسامتكِ؛ فهي أحد مسببات السعادة، وتمنحكِ وتمنح من حولكِ الطاقة الإيجابية، وتخفف من التوتر في العلاقات، والضغط والشحن الزائد، كما أن مساعدة الآخرين والتخفيف عنهم من مسببات السعادة أيضًا.
- اجعلّي عقلكِ يفكر دومًا في الأشياء السعيدة والإيجابية في حياتكِ؛ والمهم هو التفكير في النفس فقط من دون سواها، فعليكِ أن تعملي لنفسكِ أولًا، ولا تُفكرين في الآخرين حتى لو كانوا أولادكِ، وليست هذه أنانية، لأنه لو كنت سعيدة وإيجابيةً، فستنشري السعادة على الآخرين وعلى رأسهم أولادكِ ومن حولكِ بالمجتمع.
- ارضّي وتقربّي إلى الله وركزّي على أن الحياة رحلة عليكِ أن تمشيها من دون أن تضّري نفسكِ أنفسنا حتى تصلّين لنهايتها بسلام، وعليكِ خلالها أن نقدري قيمة نفسكِ ونقويتها خلال الرحلة.
- اقتنعّي بأنكِ خلّقتِ في هذه الحياة للعبادة والعمل والاعتناء بنفسكِ، من دون شيء آخر، فلا يجب أن تفكري في المشاكل والأزمات، وإذا فكرّتِ فيها فعليكِ أن يكون التفكير في الحلول والتعاون مع الآخرين للحل؛ فمثلًا لا يجب أن تتحدثي عن أزمات اقتصادية وضغوط حياتية، من دون أن تُفكري في حلول لها، لأن التفكير في الحلول يمنح طاقة إيجابية، ويحقق السعادة، ويمنح الأمل والتفاؤل.
- ركزِّي ودربّي نفسكِ على التخلص من الطاقة السلبية والأفكار السلبية والذكريات الأليمة والمؤسفة في حياتكِ، من أجل تقوية علاقتكِ بنفسكِ والوصول إلى نشوة السعادة الداخلية؛ فالتفكير في هذه الأشياء يقضي على أي طاقة إيجابية، ويزيد من تراكم الطاقة السلبية التي تؤدي في النهاية للاكتئاب والإحباط.
- تخلّصي من منغصات السعادة، وهي 4 أمور " القلق والتوتر، والمقارنة مع الآخرين، واللوم والعتاب للنفس وللغير، والتوقعات"، والأخيرة قد تكون توقعات سلبية أو إيجابية لكنها في النهاية تقضي على السعادة، فلو كانت سلبية فهي مسببة للإحباط، ولو كانت إيجابية ولكنها أقل من حجم التوقعات فهي مثيرة للإحباط أيضًا، كأن تتوقعّي مثلًا هدية قيمة من صديق أو مقرب لكِ، فلو جاءت الهدية أقل من حجم ما توقعكِ فهو أمر سيصيبكِ بالإحباط، ولو لم تأتِ على الإطلاق فقد تسبب صدمة وتقضي على العلاقة بينكِ وبينه.
- عليكِ مساعدة الآخرين من دون منٍّ أو أذى؛ فتحقيق السعادة ينبع أيضُا من تحقيق السعادة للآخرين، ولكن المهم ألا يكون على حساب نفسكِ وسعادتكِ.
- لا تتوقفّي عن تحديد أهدافكِ في الحياة وتحديد خطواتكِ للوصول إليها؛ فالنجاح في العمل يسبب السعادة، والنجاح في المنزل والعائلة يحقق السعادة، والنجاح في كل أمور الحياة يسبب السعادة الدائمة.
وأخيرًا، يجب أن تقوي علاقتكِ بنفسكِ دومًا، وتحرصي على اكتشاف أسرار السعادة الداخلية لديكِ، باتباع الخطوات الاساسية السالفة الذكر؛ فعالمنا العربي، مع كل الأزمات والحروب والدمار الذي يتعرض له ولحق بلدانه، يحتاج للسعادة ولمن يحقق له السعادة.